كيف تستطيع طائرات الشبح الطيران دون أن يكتشفها الرادار؟
[rtl]تتسابق الدول في التسلح بأكثر المنظومات العسكرية تطورًا، من بينها طائرات الشبح التي تستخدم تقنية التخفي، وتعد قاذفة قنابل بي 2 من أشهر هذه الطائرات، فكيف تحلّق وتنفذ عملياتها دون أن يكتشفها الرادار؟[/rtl]
ظهرت طائرات التخفي لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، حين حاول الألمان استخدام قطع قماشية شفافة لجعل الوصول إلى طائراتهم صعبًا، لكن جاءت تلك الفكرة بنتائج عكسية، حيث جعل القماش البراق الطائرات أكثر وضوحًا في ضوء الشمس. فتطورت الحاجة لطائرات التخفي مع تطور تقنية الرادار في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي.
[rtl]آلية عمل الرادار[/rtl]
يرسل الرادار نبضات على الجسم فتنتشر الارتدادات التي يعود جزء منها إلى مصدره
يقوم الرادار بإرسال نبضات قصيرة من الطاقة الكهرومغناطيسية على شكل موجات الراديو، ثم يتحول الهوائي إلى وضع المستقبِل، ومن ثم ينتظر لرصد ارتدادات موجات الراديو من كائن بعيد. بعد ذلك، يستلم الرادار صورة على الشاشة تُسمى المقطع العرضي الراداري، يتغير حجمها مع حجم موجات الراديو العائدة إلى الهوائي. المقطع العرضي الراداري هو مقياس لقدرة الهدف على عكس إشارات الرادار تجاه هوائي استقبال الرادار.
[rtl]آلية عمل طائرات الشبح[/rtl]
تم تصميم طائرة الشبح من نوع قاذفة بي 2 لتعكس موجات الراديو بعيدًا عن المصدر، لذلك لا يمكن في أي حال من الأحوال رصدها. وقد تم تصميمها بمساعدة الخوارزميات الحسابية والحواسيب العملاقة، فكانت النتيجة هذا الشكل المعقد. المقطع العرضي الراداري لـ بي 2 يتم تخفيفه بفضل التصميم المبسط والانسيابي لجناح الطائرة مع المحركات العاكسة ذات الكفاءة العالية والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من الطائرة حيث لا يستطيع الرادار رصدها.
يستخدم الرادار نبضات قصيرة من الطاقة الكهرومغناطيسية لخلق صورة للأجسام المتحركة في الجهاز. الموجات التي تنعكس تسمح للجهاز بخلق صورة على الشاشة تشير إلى حجم الكائن وقرب الاتصال، لكن في حالة بي 2 التي تحلّق عبر نبضات الرادار، كل تلك النبضات يتم توجيهها بعيدًا عن صحن الرادار. هذا يعني أن الرادار يعمل وكأنه غير موجود، وتستطيع طائرات الشبح التحليق دون أن يتم رصدها.
يوجد في جناح الطائرة سمات خاصة للطيران، حيث توجد دفات توجيه مقسمة في الجناحين الأيمن والأيسر، وتعملان كفرامل هوائية لكن وجود تلك الموجهات يمكن أن يزيد من المقطع العرضي الراداري للطائرة، لذلك عمل المهندسون على زيادة قدرتها على دفع المحركات بشكل مختلف؛ للسماح لها بالدوران وهي في وضع التخفي.
[rtl]مواد خاصة تزيد من قدرة التخفي[/rtl]
طائرات الشبح مصنوعة من مواد تركيبية متقدمة قادرة على امتصاص وتشتيت طاقة موجات الراديو القادمة. فجسم الطائرة مصنوع من البلاستيك المقوى بالألياف الكربونية، أما المقدمة الأمامية فهي مطلية بطلاء يحتوي على جزيئات صغيرة من الحديد والذي يمتص الطاقة الكهرومغناطيسية ويحولها إلى حرارة. ومع كل هذه التقنيات فمن الصعب على أجهزة الرادار التقاطها على الشاشة.
ربما قد تظهر طائرات بي 2 في بعض أجهزة الرادار الدقيقة، لكنها تظهر كطيور كبيرة أكثر من كونها طائرة عسكرية. وبالعودة إلى 1944 تمكّن النازيون من تصميم طائرة هورتين 229 تشتمل على العديد من سمات بي 2 وذلك حتى قبل التوصل لتقنية التخفي.