الميثاق الوطني الفلسطيني (1).
القاهرة، 17/ 7/ 1968
(محفوظات مؤسسة الدراسات الفلسطينية)
1 - يطلق على هذا الميثاق اسم "الميثاق الوطني الفلسطيني".
مواد الميثاق
المادة (1): فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني، وهي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير، والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية.
المادة (2): فلسطين، بحدودها التي كانت قائمة في عهد الانتداب البريطاني، وحدة اقليمية لا تتجزأ.
المادة (3): الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في وطنه، ويقرر مصيره بعد ان يتم تحرير وطنه وفق مشيئته وبمحض ارادته واختياره.
المادة (4): الشخصية الفلسطينية صفة أصيلة لأزمة لا تزول وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وان الاحتلال الصهيوني وتشتيت الشعب العربي الفلسطيني نتيجة النكبات التي حلت به لا يفقدانه شخصيته وانتماءه الفلسطيني ولا ينفيانهما.
المادة (5): الفلسطينيون هم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون اقامة عادية في فلسطين حتى عام 1947، سواء من أخرج منها أو بقي فيها، وكل من ولد لأب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها هو فلسطيني.
المادة (6): اليهود الذين كانوا يقيمون اقامة عادية في فلسطين حتى بدء الغزو الصهيوني لها يعتبرون فلسطينيين.
المادة (7): الانتماء الفلسطيني والارتباك المادي والروحي والتاريخي بفلسطين حقائق ثابتة، وان تنشئة الفرد الفلسطيني تنشئة عربية ثورية، واتخاذ كافة وسائل التوعية والتثقيف لتعريف الفلسطيني بوطنه تعريفا روحيا وماديا عميقا وتأهيله للنضال والكفاح المسلح والتضحية بماله وحياته لاسترداد وطنه حتى التحرير، واجب قومي.
المادة (
: المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين، ولذلك فان التناقضات بين القوى الوطنية الفلسطينية هي من نوع التناقضات الثانوية التي يجب ان تتوقف
1- شكل المجلس الوطني الفلسطيني الرابع، الذي انعقد في القاهرة في الفترة الواقعة ما بين العاشر والسابع عشر من تموز (يوليو) لجنة لتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أقره المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول في القدس سنة 1964. وقد فرغت هذه اللجنة من مهمتها بتاريخ الخامس عشر من تموز (يوليو).
لصالح المتناقض الأساسي فيما بين الصهيونية والاستعمار من جهة، وبين الشعب العربي الفلسطيني من جهة ثانية، وعلى هذا الأساس فان الجماهير الفلسطينية، سواء من كان منها في أرض الوطن أو في المهاجر، تشكل، منظمات وأفرادا، جبهة وطنية واحدة تعمل لاسترداد فلسطين وتحريرها بالكفاح المسلح.
المادة (9): الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وهو بذلك استراتيجية وليس تكتيكا، ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني تصميمه المطلق، وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح، والسير قدما نحو الثورة الشعبية المسلحة لتحرير وطنه والعودة إليه، وعن حقه في الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه.
المادة (10): العمل الفدائي يشكل نواة حرب التحرير الشعبية الفلسطينية، وهذا يقتضي تصعيده وشموله وحمايته وتعبئة كافة الطاقات الجماهيرية والعلمية الفلسطينية وتنظيمها واشراكها في الثورة الفلسطينية المسلحة، وتحقيق التلاحم النضالي الوطني بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني وبينها وبين الجماهير العربية ضمانا لاستمرار الثورة وتصاعدها وانتصارها.
المادة (11): يكون للفلسطينيين ثلاثة شعارات: الوحدة الوطنية، والتعبئة القومية، والتحرير.
المادة (12): الشعب العربي الفلسطيني يؤمن بالوحدة العربية، ولكي يؤدي دوره في تحقيقها يجب عليه، في هذه المرحلة من كفاحه الوطني، ان يحافظ على شخصيته الفلسطينية ومقوماتها، وان ينمي الوعي بوجودها، وان يناهض أيا من المشرعات التي من شأنها اذابتها أو اضعافها.
المادة (13): الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكاملان يهيئ الواحد منهما تحقيق الآخر، فالوحدة العربية تؤدي الى تحرير فلسطين، وتحرير فلسطين يؤدي إلى الوحدة العربية، والعمل لهما يسير جنبا إلى جنب.
المادة (14): مصير الأمة العربية، بل الوجود العربي بذاته رهن بمصير القضية للفلسطينية، ومن هذا الترابط ينطلق سعي الأمة العربية وجهدها لتحرير فلسطين، ويقوم شعب فلسطين بدوره الطليعي لتحقيق هذا الهدف القومي المقدس.
المادة (15): تحرير فلسطين، من ناحية عربية، هو واجب قومي لرد الغزوة الصهيونية والامبريالية عن الوطن العربي الكبير ولتصفية الوجود الصهيوني في فلسطين، تقع مسؤولياته كاملة على الأمة العربية شعوبا وحكومات، وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني.
ومن أجل ذلك، فان على الأمة العربية ان تعبئ جميع طاقاتها العسكرية والبشرية والمادية والروحية للمساهمة، مساهمة فعالة، مع الشعب الفلسطيني في تحرير فلسطين. وعليها، بصورة خاصة في مرحلة الثورة الفلسطينية المسلحة القائمة الآن، ان تبذل وتقدم للشعب الفلسطيني كل العون وكل التأييد المادي والبشري، وتوفر له كل الوسائل والفرص الكفيلة بتمكينه من الاستمرار للقيام بدوره الطليعي في متابعة ثورته المسلحة حتى تحرير وطنه.
المادة (16): تحرير فلسطين، من ناحية روحية، يهيئ للبلاد المقدسة جوا من الطمأنينة والسكينة تصان في ظلاله جميع المقدسات الدينية، وتكفل حرية العبادة والزيارة للجميع من غير تفريق ولا تمييز، سواء على أساس العنصر أو اللون أو اللغة أو الدين، ومن أجل ذلك فان أهل فلسطين يتطلعون إلى نصرة جميع القوى الروحية في العالم.
المادة (17): تحرير فلسطين، من ناحية انسانية، يعيد الى الإنسان الفلسطيني كرامته وعزته وحريته، لذلك فان الشعب العربي الفلسطيني يتطلع إلى دعم المؤمنين بكرامة الإنسان وحريته في العالم.
المادة (18): تحرير فلسطين، من ناحية دولية، هو عمل دفاعي تقتضيه ضرورات الدفاع عن النفس. من أجل ذلك، فان الشعب الفلسطيني الراغب في مصادقة جميع الشعوب، يتطلع إلى تأييد الدول المحبة للحرية والمعدل والسلام لإعادة الأوضاع الشرعية إلى فلسطين، واقرار الأمن والسلام في ربوعها، وتمكين اهلها من ممارسة السيادة الوطنية والحرية القومية.
المادة (19): تقسيم فلسطين، الذي جرى عام 1947، وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه، ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
المادة (20): يعتبر باطلا كل من تصريح بلفور، وصك الانتداب، وما ترتب عليهما. وان دعوى الترابط التاريخية أو الروحية بين اليهود وفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح. وان اليهودية بوصفها دينا سماويا وليست قومية ذات وجود مستقل وكذلك فان اليهود ليسوا شعبا واحدا له شخصيته المستقلة وانما هم مواطنون في الدول التي ينتمون اليها.
المادة (21): الشعب العربي الفلسطيني، معبرا عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة، يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريرا كاملا ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، أو تدويلها.
المادة (22): الصهيونية حركة سياسية مرتبطة ارتباطا عضويا بالامبريالية العالمية ومعادية لجميع حركات التحرر والتقدم في العالم، وهي حركة عنصرية تعصبية في تكوينها، عدوانية توسعية استيطانية في أهدافها، وفاشية نازية في وسائلها. وان اسرائيل هي أداة الحركة الصهيونية، وقاعدة بشرية جغرافية للامبريالية العالمية، ونقطة ارتكاز ووثوب لها في قلب الوطن العربي لضرب أماني الأمة العربية في التحرر والوحدة والتقدم. ان إسرائيل مصدر دائم لتهديد السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع، ولما كان تحرير فلسطين يقضي على الوجود الصهيوني والامبريالي فيها، ويؤدي إلى استتباب السلام في الشرق الأوسط، لذلك فان الشعب الفلسطيني يتطلع إلى نصرة جميع أحرار العالم وقوى الخير والتقدم والسلام فيه، ويناشدهم جميعا، على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم، تقديم كل عون وتأييد له في نضاله العادل المشروع لتحرير وطنه.
المادة (23): دواعي الأمن والسلم ومقتضيات الحق والعدل تتطلب من الدول جميعا، حفظا لعلاقات الصداقة بين الشعوب واستبقاء لولاء المواطنين لأوطانهم، ان تعتبر الصهيونية حركة غير مشروعة وتحرم وجودها ونشاطها.
المادة (24): يؤمن الشعب العربي الفلسطيني بمبادئ العدل، والحرية، والسيادة، وتقرير المصير، والكرامة الإنسانية، وحق الشعوب في ممارستها.
المادة (25): تحقيقا لأهداف هذا الميثاق ومبادئه تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بدورها الكامل في تحرير فلسطين.
المادة (26): منظمة التحرير الفلسطينية، الممثلة لقوى الثورة الفلسطينية، مسؤولة عن حركة الشعب العربي الفلسطيني في نضاله من أجل استرداد وطنه وتحريره والعودة إليه وممارسة حق تقرير مصيره فيه، في جميع الميادين العسكرية والسياسية والمالية وسائر ما تتطلبه قضية فلسطين على الصعيدين العربي والدولي.
المادة (27): تتعاون منظمة التحرير الفلسطينية مع جميع الدول العربية كل حسب امكانياتها، وتلتزم بالحياد فيما بينها في ضوء مستلزمات معركة التحرير وعلى أساس ذلك، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية.
المادة (28): يؤكد الشعب العربي الفلسطيني أصالة ثورته الوطنية واستقلاليتها، ويرفض كل أنواع التدخل والوصاية والتبعية.
المادة (29): الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الأول والأصيل في تحرير واسترداد وطنه، ويحدد موقفه من كافة الدول والقوى على أساس مواقفها من قضيته ومدى دعمها له في ثورته لتحقيق أهدافه.
المادة (30): المقاتلون وحملة السلاح في معركة التحرير هم نواة الجيش الشعبي الذي سيكون الدرع الواقي لمكتسبات الشعب العربي الفلسطيني.
المادة (31): يكون لهذه المنظمة علم وقسم ونشيد، ويقرر ذلك كله بموجب نظام خاص.
المادة (32): يلحق بهذا الميثاق نظام يعرف بالنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، تحدد فيه كيفية تشكيل المنظمة وهيئاتها ومؤسساتها واختصاصات كل منها وجميع ما تقتضيه الواجبات الملقاة عليها بموجب هذا الميثاق.
المادة (33): لا يعدل هذا الميثاق الا بأكثرية ثلثي مجموع أعضاء المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في جلسة خاصة يدعى إليها من أجل هذا الغرض.