فتحي الشقاقي
طبيب ومناضل فلسطيني، بدأ ناصريا وانتهى إسلاميا، أعجب بثورة الخميني، فأسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقاد عمليات أودت إحداها بـ22 عسكريا إسرائيليا، اغتاله الموساد وعمره أقل من خمسين سنة.المولد والنشأة
ولد فتحي إبراهيم عبد العزيز محمد الشقاقي في الرابع من يناير/كانون الثاني 1951، في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، لأسرة فقيرة هجرت إبان النكبة من قرية زرنوقة (قرب يافا)، ونشأ في بيت محافظ، وكان والده عاملا وإمام مسجد.
الدراسة والتكوين
أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدارس "وكالة الغوث" بمخيم رفح، والتحق بجامعة بيرزيت (قرب رام الله بالضفة الغربية) لدراسة الرياضيات، وتخرج فيها.
وبعد أن دخل مجال الوظيفة أعاد امتحان الثانوية العامة، من أجل الحصول على معدل يؤهله لدراسة الطب، فحقق هدفه والتحق بجامعة الزقازيق المصرية عام 1974.
الوظائف والمسؤوليات
بعد تخرجه في جامعة بيرزيت عمل مدرسا بمدرسة الأيتام في القدس، ثم عمل بمستشفى فيكتوريا في القدس بعد عودته من مصر، قبل أن يصبح طبيبا للأطفال في قطاع غزة.
التوجه الفكري
بدأ الشقاقي ناصريا، لكن هزيمة 1967 أثرت في توجهاته، وبدأ يتأثر بالتيار الإسلامي، وتعمقت ميوله الإسلامية باقترابه من جماعة الإخوان المسلمين، خاصة عندما سافر إلى مصر لدراسة الطب.
لكنه انبهر لاحقا بالثورة الإيرانية، فألف كتابه "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، الذي قاد لاعتقاله في مصر عام 1979، ونتيجة للملاحقة المتواصلة غادر الشقاقي مصر، وعاد إلى فلسطين أواخر 1981.
التجربة السياسية
نشط في السياسة منذ كان طالبا، لكن مساره النهائي بدأ بعد الثورة الإيرانية سنة 1979، حيث بدأ البحث عن وسيلة لتنظيم عمل حركي مسلح يحقق للفلسطينيين التخلص من الاحتلال.
وبحسب موقع وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن الشقاقي اتصل في منتصف ثمانينيات القرن العشرين بسرايا الجهاد التي تشكلت في جنوب لبنان عام 1986، وكان يتزعمها إبراهيم غنيم وحامد أبو ناصر ومحمود حسن وكمال قزاز.
كما اتصل بالاتجاه الإسلامي داخل حركة فتح، الذي كان يتزعمه منير شفيق ومحمد بحيص وحمدي سلطان، واتصل بحركة الجهاد بيت المقدس، وكان يتزعمها أسعد بيوض التميمي؛ وأسفرت هذه الاتصالات عن تشكيل إطار عسكري يحمل اسم "حركة الجهاد الإسلامي".
ومنذ تأسيس الحركة بدأ نضاله المسلح ضد الاحتلال، فنفذت الحركة عددا من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، من أبرزها عملية بيت ليد (غرب طولكرم) في 22 يناير/كانون الثاني 1995، التي أسفرت عن مقتل 22 عسكريا إسرائيليا وسقوط أكثر من 108 جرحى.
تعرض للاعتقال مرتين على يد السلطات المصرية أثناء دراسته بمصر، وبعد عودته إلى فلسطين تعرض للاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة في الفترة بين 1983 و1986، ثم أبعد في أغسطس/آب 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدور رئيسي فيها.
ظل يتنقل بين العواصم العربية والإسلامية، باحثا عن الدعم للفلسطينيين، مدافعا عن قضيته ورؤيته للكفاح المسلح حتى آخر أيامه.
الوفاة:
اغتيل فتحي الشقاقي في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995 على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا، عندما كان عائدا من ليبيا، وعمره 44 عاما.