من هو مروان البرغوثي؟
يتحدث العبرية بطلاقة، ويحمل شهادة في العلاقات الدولية، وعضو منتخب في اول مجلس تشريعي فلسطيني, واسرائيل تعتبره مدبر الانتفاضة.
يعتبر مروان البرغوثي (42 عاما) امين سر حركة فتح في الضفة الغربية الذي نجا أمس السبت من محاولة اسرائيلية لاغتياله متحدثا باسم الانتفاضة الفلسطينية المستمرة في الاراضي المحتلة منذ اكثر من عشرة اشهر.
ومنذ اندلاع الانتفاضة في اواخر ايلول/سبتمبر الماضي وصورة وصوت وكلمات هذا الفلسطيني الاسمر، القصير القامة، الذي يحمل اجازة في العلاقات الدولية، لا تبرح تفارق وسائل الاعلام المختلفة متحدثا عن اهداف الانتفاضة ومطالب الفلسطينيين بالاستقلال.
وتتهمه اسرائيل بأنه "مدبر" الانتفاضة، وانه يقف خلف الهجمات المسلحة التي ينفذها اعضاء في حركة فتح وتستهدف جنودا ومستوطنين اسرائيليين في الاراضي المحتلة.
ولا ينفك البرغوثي، الذي بدأ نشاطه السياسي ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ كان مراهقا، من ترديد ان الانتفاضة " لن تتوقف الا بخروج جميع المستوطنين وزوال الاحتلال".
واعتقله الجيش الاسرائيلي اكثر من مرة، وامضى في سجون الاحتلال عدة سنوات بتهمة الانتماء لحركة فتح ونشاطه المناهض لاسرائيل.
وكان البرغوثي، وهو من مواليد قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية، ابعد الى جنوب لبنان في عام 1988 عند بداية الانتفاضة الاولى (1987-1994).
ولم يثنه الابعاد عن مواصلة نشاطه من خلال حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتخذ تونس مقرا لها حتى عاد الى رام الله اثر اتفاق اوسلو عام 1993، وهو الاتفاق الذي اتاح اقامة سلطة الحكم الذاتي.
وفي عام 1996 انتخب عضوا في اول مجلس تشريعي فلسطيني منتخب عن دائرة رام الله ضمن قائمة حركة فتح. حيث عرف عنه معارضته للسلطة لا سيما ما يتعلق بقضايا الحرية والديمقراطية.
ومن اللافت للنظر ان البرغوثي الذي يتحدت العبرية بطلاقة كان احد ابرز الشخصيات الفلسطينية التي ظلت على اتصال دائم مع نشطاء السلام الاسرائيليين حتى اندلاع الانتفاضة الاخيرة.
ويصف البرغوثي ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل، والذي حاول جيشه اغتيال البرغوثي السبت بأنه "الطلقة الاخيرة لدى الاحتلال الاسرائيلي".
وعلق عشية انتخاب شارون في شباط/فبراير الماضي وقال :"انه الرصاصة الاخيرة في جعبتهم فليطلقوها".
يدخل اليوم الاثنين، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثى، العام الـ18 فى الأسر، وهو أحد الرموز الفلسطينية وأحد أهم قادة حركة "فتح"، الذى اعتقلته قوات الاحتلال فى 15 أبريل عام 2002 من مدينة رام الله، ووجهت إليه تهمة قيادة الانتفاضة الثانية التى اندلعت عام 2000، وقيادة مجموعات مسلحة واستهداف مواقع إسرائيلية، وحكمت عليه بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما، بعد أن تعرض البرغوثى لتحقيق عنيف وقاسى لأكثر من 100 يوم فى أكثر من مركز تحقيق مثل "المسكوبية" و"بيتح تكفا" و"الجلمة" و"السجن السرى".
وفيما يلى نستعرض بعض المعلومات عن الأسير مروان البرغوثى:
1ـ ولد مروان البرغوثى عام 1958 فى قرية كوبر قضاء مدينة رام الله بالضفة الغربية.
2ـ انخرط البرغوثى مبكرا فى حركة "فتح"، عندما كان فى سن الخامسة عشرة.
3ـ اعتقله الجيش الإسرائيلى عام 1976 عندما كان فى الثامنة عشرة من عمره، وبعد خروجه من السجن التحق بقسم التاريخ والعلوم السياسية فى جامعة بيرزيت، ورأس مجلس طلبتها.
4ـ البرغوثى من أبرز قيادات الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل عام 1987، وخلال الانتفاضة، ألقت قوات الاحتلال القبض عليه ورحلته للأردن التى مكث فيها 7 سنوات ثم عاد ثانية للضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو.
5ـ حصل فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية التى أجريت عام 1996، على مقعد فى البرلمان، كما احتفظ بمقعده فى الانتخابات التى أجريت عام 2006.
6ـ عمل البرغوثى على تأسيس منظمة الشبيبة الفتحاوية التابعة لحركة "فتح"، والتى لعبت دورا رئيسيا بالانتفاضة الشعبية التى اندلعت عام 1987.
7ـ تعرض البرغوثى للاعتقال من الجيش الإسرائيلى عدة مرات قبل عملية اعتقاله الأخيرة، حيث سجن عام 1984 لعدة أسابيع، واعتقل مرة أخرى عام 1985 لنحو شهرين، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية فى العام نفسه، ليسجن إداريا بعد ذلك ويطلق سراحه فى عام 1986، إلى أن تم إبعاده خارج أراضى السلطة الفلسطينية بقرار من وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك إسحق رابين فى إطار سياسة الإبعاد التى طاولت العديد من القادة فى الأراضى الفلسطينية.
8ـ استمر البرغوثى فى موقعه فى المنفى عضوا فى اللجنة العليا للانتفاضة فى منظمة التحرير الفلسطينية والتى تشكلت من ممثلى الفصائل خارج الأراضى الفلسطينية، وعمل فى اللجنة القيادية لفتح، وفى عام 1989 وفى المؤتمر العام الخامس لحركة "فتح" انتخب البرغوثى عضوا فى المجلس الثورى للحركة، ليكون أصغر الأعضاء سنا فى ذلك الوقت.
9ـ فى أبريل عام 1994 عاد البرغوثى على رأس أول مجموعة من المبعدين إلى أراضى السلطة الفلسطينية، ليتم تعيينه أمين سر حركة فتح فى الضفة الغربية.
10ـ فى الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 نشط البرغوثى كثيرا ضد إسرائيل، وتولى منصب الأمين العام لحركة "فتح" فى الضفة الغربية.
11ـ فى 15 أبريل 2002، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه، وقدمته للمحكمة التى أدانته بتهم القتل والشروع بالقتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات و40 عاما.
12 ـ فى عام 2016 أطلقت مؤسسات فلسطينية رسمية وأهلية حملة لدعم ترشيح البرغوثى لجائزة "نوبل" للسلام.
13ـ إسرائيل ترفض مرارا دعوات للإفراج عن البرغوثى، كما رفضت الإفراج عنه فى صفقة تبادل الأسرى فى عام 2011.
14ـ قاد الأسير البرغوثى إضراب الحرية والكرامة عام 2017 لتوحيد صفوف الحركة الأسيرة ضد سياسات المحتل الإسرائيلى وانتهاكاته تجاه الأسرى، وشارك فى هذا الإضراب أكثر من ألف أسير لمدة 42 يوما.
15ـ علقت عشرات البلديات فى دول العالم خاصة فرنسا، صورة البرغوثى أمام أبوابها، وبعضها أصدرت جوازات سفر للبرغوثى، وتحول إلى رمز وطنى لحركة التحرر الوطنية ومدافع عن الحرية والعدالة الإنسانية.
مروان البرغوثي
مين سر حركة فتح في الضفة الغربية
الأمين العام للجنة العليا لحركة فتح في الضفة الغربية. من مواليد 6/6/1958، في رام الله. أحد مؤسسي الشبيبة الطلابية في الضفة الغربية، وترأس حركتها في جامعة بيرزيت في بداية الثمانينيات، ورئيسا لاتحاد الطلاب. حاصل على بكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية من الجامعة نفسها ثم الماجستير في العلاقات الدولية.
قضى البرغوثي ست سنوات في السجون الإسرائيلية لقيامه بدور فاعل في الانتفاضة الأولى في الفترة من 1987-1992. وتم ترحيله من فلسطين إلى الأردن عام 1987.
عمل ضابط اتصال لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمان وتونس، وبموجب اتفاقات أوسلو عاد إلى الضفة الغربية في أبريل/ نيسان 1994 وترأس الأمانة العامة لحركة فتح فيها وكمؤيد لعملية السلام. وهو الآن على قائمة أخطر المطلوبين لدى إسرائيل.
وكعضو في حركة فتح يؤكد البرغوثي على الأهداف السياسية وإستراتيجيات التنظيم، ويؤمن بأن المفاوضات يجب أن تستند إلى نطاق صلاحيات اتفاقات السلام. وتمثل الحركة التي ينتمي إليها الرفض التام لتهويد القدس وسياسة الاستيطان اليهودي ويعتبر المستوطنات بؤرا إرهابية يجب على الفلسطينيين محاربتها، ويرفض اعتبار أبو ديس عاصمة للقدس.
أصبح البرغوثي عضوا مستقلا في اللجنة المركزية لمنظمة التحرير، وقد عمل عرفات على عدم وضعه على قائمة المرشحين في المجلس المحلي الفلسطيني، لكنه فاز بمقعد مستقل في رام الله. ويعتبر من المقربين من جبريل الرجوب وعلى علاقة طيبة بالجماعات الإسلامية، كما أنه يعتبر من المنتقدين لمركزية السلطة في شخصية الرئيس عرفات، وقضايا الفساد المالي بين مسؤولي عرفات.
تطالب السلطات الإسرائيلية بتسليمه وحاولت اغتياله في 4 أغسطس/ آب 2001. ويعتبر البرغوثي أي فلسطيني يساوم على حدود 1967 خائنا وأن هذا من شأنه تدمير الشعب الفلسطيني. وهو أحد قياديي انتفاضة الأقصى التي انطلقت شرارتها في سبتمبر/ أيلول 2000 ويؤكد من خلالها على ضرورة التوصل إلى حل عادل ونهائي ضمن بنود قرارات الأمم المتحدة.
ويؤكد البرغوثي على حاجة عملية السلام إلى راع آخر غير الولايات المتحدة لانحيازها الكامل طوال عشر سنوات إلى جانب إسرائيل.