حرائق فلسطين المحتلة .. ما لم يقله أحد
اسعد العزوني
26-11-2016
معروف أن النار تأكل الخضر قبل اليابس، بمعنى انها تعدم الحياة على الأرض وتتركها خربة سوداء ملوثة بشعة لا تسر الناظرين ،وهذا هو ديدن يهود بحر الخزر المتصهينين ومثلهم حاليا نتنياهو الكذاب الأكبر في التاريخ والذي يعتمد التحريض على الآخر حلا لمشاكله وطريقة سهلة للهروب من مشاكله وما أكثرها.
الدلائل على ما نقول كثيرة ومتنوعة، فهم يفتعلون الحرائق في الضفتين الأردنية والفلسطينية بإستمرار ، ويقومون صيفا بإشعال الحرائق قرب الحدود مع الأردن دون اخذ الإحتياطات اللازمة لإطفائها ومنه تسربها للأراضي الأردنية شرقي النهر ، فتقوم بإلتهام مئات الدونمات المزروعة وتأتي على الأشجار المثمرة ،وهذا كله موثق ولا يستطيع كائن من كان إنكاره أو إتهامنا بالتحريض وتشويه الصورة.
كما انهم يعتدون على الأردن بخنازيرهم البرية التي يقومون بتجويعها لعدة ليال ثم يطلقونها ليلا لتلتهم وتخرب المزارع الأردنية، ناهيك عما تقوم به قطعان الجواميس التي يطلقونها وتعد بالمئات، وهذه الظاهرة ليست جديدة عليهم فقد إستخدموا ظاهرة الفئران البيضاء التي كانوا يجوعونها لثلاث ليال ثم يطلقونها على الحدود مع المحروسة مصر لتلتهم اليابس قبل الأخضر ،بهدف تدمير الزراعة في مصر بالتنسيق مع وزير الزراعة المصري آنذاك اليهودي يوسف والي.
أما ممارسات يهود بحر الخزر في الضفة الفلسطينية فحدث ولا حرج، فهم يواصلون بإستمرار إشعال النيران في المزارع الفلسطينية قبيل الحصاد لحرق محصول القمح على وجه الخصوص، كما أنهم يواصلون إشعال النيران في أشجار الزيتون الفلسطينية لضرب موسم الزيت وحرق أشجار الزيتون، ناهيك عن إستخدامهم الأفاعي والحيات سلاحا للتخريب وتقوم طائرات هليوكبتر يإنزالها في مناطق الضفة الفلسطية ليلا، ومعها بطبيعة الحال الخنازير البرية، وهم كذلك يقومون بإستخدام نفاياتهم النووية لقتل الأرض الفلسطينية وإجبار الشعب الفلسطيني على الهجرة إلى الخارج.
وهناك جريمة اخرى إرتكبها يهود بحر الخزر وأثارت نقمة العالم الحر عليهم، ما أجبر نتنياهو على وصفها بالإرهابية لإطفاء نار النظرة الغربية إليهم وهي حرق بيوت فلسطينية بكامل سكانها ومن ضمنهم أطفال رضع امثال الطفل الرضيع محمد أبو خضير والرضيع علي سعيد الدوابشة، وهل ننسى حرق غزة عدة مرات بقنابلهم المحرمة دوليا وحرق 260 طفل غزي على مدار سنتين؟
يدعون ان النازي هتلر أحرقهم في أفران الغاز، مع انهم فوضوه بالتصرف بكبار السن والعجزة والمرضى الميؤوس من شفائهم مقابل السماح لهم بتسفير الشباب اليهودي إلى فلسطين لإقامة المستدمرات تمهيدا لإقامة الكيان الصهيوني، ويقيني أن النازي هتلر كان حليفا لهم، وقد بيتوا النية على إستغلال إتفاقهم مع هتلر لاحقا لإدخال الرعب في نفوس العالم اجمع، وقد إدعوا اول مرة أن هتلر احرق منهم 40 مليون، فضج العالم واعلنوا في المرة الثانية أن العدد الصحيح هو 24 مليونا.
لكن العالم لم يتقبل ذلك بحجة ان عدد اليهود آنذاك لم يكن كبيرا فأعلنوا في المرة الثالثة ان عدد من احرقهم هتلر هو 6 ملايين يهودي مؤكدين انهم لن يتراجعوا عن هذا الرقم، وعليه فإنهم إن صحت لرواية تعرضوا للحرق مرة واحدة، في حين انهم يحرقون الشعب الفلسطيني يوميا.
الغريب في الأمر إلى حد الإستهجان هو مشاركة سلطة اوسلو /وكيلة الإحتلال الجديد مع دول عربية وإسلامية أخرى في إطفاء حرائق فلسطين المحتلة إرضاء لنتنياهو ، مع ان احدا لم يتحرك لإطفاء حرائق غزة التي أشعلها النتن ياهو ومن قبله إيهود اولميرت.