منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس Empty
مُساهمةموضوع: السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس   السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس Emptyالجمعة 02 ديسمبر 2016, 11:00 pm

السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس


  الشابي، أبو القاسم
  بورقيبة، الحبيب (الرئيس)







أبو القاسم الشابي[1]
(1327 ـ 1353هـ) (1909 ـ 1934م)

 

مولده

ولد أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن إبراهيم الشابي، في مارس 1909، وهذا التاريخ لميلاده هو المرجح حتى الآن، وهو محل خلاف بين بعض الباحثين[2].

وكانت ولادته في بلدة "الشابية"، إحدى ضواحي مدينة "توزر" كبرى بلاد الجريد في الجنوب التونسي. وهي بلاد جميلة فاتنة، لِما حوته من مناظر طبيعية رائعة. فهي واقعة بين بساتين البرتقال، ووسط واحات شاسعة من شجر النخيل، ومن حولها عيون ذات ماء زاخر عذب. وإلى الجنوب الغربي من ذلك تمتد الصحراء ذات الرمال الذهبية الحمراء، ومن الجنوب الشرقي فالغربي يبدو شط الجريد بمائه الهادئ العميق، فيتراءى للنظار كبحيرة حالمة بآمال الأجيال وأحداث السنين. في هذه المنطقة من الأراضي التونسية الساحرة، التي كان لها "بجمالها وفتنتها"، أثر بعيد المدى في شاعريته نشأ الشابي وترعرع. وقد تحدث عنها الشاعر بشوق بالغ وحنين فياض في قصيدته "الجنة الضائعة". ولئن انتقل بعد ذلك، إلى أن مدن كثيرة من القطر التونسي مرافقاً لأبيه، فإن آثارها بقيت حية في نفسه، يتغنى بها في أشعاره وقصائده[3].

دراسته

بدأ تعليمه في المدارس التقليدية "الكتاتيب"، وهو في الخامسة من عمره. كان أبوه حريصاً على تحفيظه القرآن، ولعله كان يأمل أن يصبح ابنه من رجال الدين. وقد حقق الشابي رغبة والده، فما أن بلغ التاسعة من عمره حتى كان قد حفظ القرآن كله حفظاً تاماً. ثم أخذ والده يعلمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى، حتى بلغ الحادية عشرة. وفي خلال هاتين السنتين قرأ الشابي شيئاً ليس باليسير من الكتب الدينية، والصوفية، والأدبية القديمة، من مكتبة والده.

وفي 11 أكتوبر 1920، وهو بعد في بداية الثانية عشرة من عمره، أرسله والده إلى العاصمة تونس، حيث التحق بالكلية الزيتونية. واستمر يدرس بها العلوم الدينية واللغوية، حتى تخرج فيها سنة 1928، نائلاً شهادة "التطوع"، وهي أرفع شهاداتها الممنوحة في ذلك الحين.

وكان التحاقه بالزيتونية وفي العاصمة، نقطة تحول مهمة في حياته. ذلك أن تعليم الزيتونية يومئذ، كان تعليماً عصرياً، فضلاً عن الجو العلمي والاجتماعي الذي انتقل إليه. فوجد في حياته الجديدة كثيراً من الحرية، والانطلاق، والنشاط الأدبي، مما لم يكن يعرفه من قبل، فاستغل ذلك إلى أبعد الحدود. فانهال أول الأمر على كتب المهجريين (كجبران، ونعيمة، وأبي ماضي) يطالعها بشوق بالغ وإدمان شديد. وقد ميزته هذه البذور بطابع "المدرسة المهجرية" التي تمتاز بصوفيتها الشعرية، ونقدها اللاذع، وحدبها على الإنسانية المعذبة، وسخريتها المرة بالحياة الراكدة والبشرية المتحجرة. وكل هذا يبدو واضحاً في آثاره الأولى من شعر ونثر. ثم أخذ بعد ذلك يطالع كل ما وسعه الوقت لمطالعته، أو وقعت عليه عيناه، من كتب قديمة، أو حديثة مشوقة.

ولجهل الشابي باللغات الأجنبية، فقد قرأ أهم ما تُرجم من كتب الأدب الغربية، حتى استوعب تاريخها، وفنونها، وجميع أطوارها. كما كان يُتابع قراءة، جميع المجلات العربية الصادرة في ذلك الوقت، كالهلال، والمقتطف، والسياسية الأسبوعية، والبلاغ، وغيرها.

وعلى أثر تخرجه في الزيتونية عام 1928، التحق بمدرسة الحقوق التونسية، فتخرج فيها عام 1930، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة من دراسته، بذل الشابي نشاطاً أدبياً واجتماعياً كبيراً. فقاد حركة طلاب الزيتونية، التي كانت تهدف إلى إصلاح مناهج التعليم والإدارة في الكلية، وتزعم الإضراب عن الدراسة، وترأس اللجنة، وسيّر أعمالها بوطنية أُعجب بها الجميع. ويعود له فضل كبير في تأسيس جمعية "الشبان المسلمين"، التي كانت من الجمعيات التونسية الكبيرة، ذات المشاريع الثقافية والاجتماعية النافعة. كما ساهم في تأسيس "النادي الأدبي" في تونس، العاصمة، ونادي الطلاب في توزر، وكان من أبرز أعضائهما حيوية ونشاطاً[4].

موت والده

ولكن هذا النشاط لم يدم طويلاً. فقد عكرت صفو حياته الأحداث والنكبات، وكان في طليعتها، موت والده، في الثامن من سبتمبر 1929، الذي أحدث في نفسه صدمة عنيفة هائلة، طفحت بها قصائده في ألم ويأس مر. فقد وجد نفسه ـ بعد موت والده ـ مسؤولاً عن كل ما خلفه والده في الحياة، من أم ثكلى، وأبناء صغار، وأملاك مبعثرة هنا وهناك[5].

مرضه

نزلت المتاعب والمسؤوليات على الشابي، في غير وقتها. فلم يكن ليتصور من قبل، أنه سوف يواجه هذه المسؤولية. فقد كان يحسب أن حياته الشعرية المثالية، سوف تستمر طويلاً، فإذا بها تتحول فجأة إلى ألم جارف، ويأس عنيف، وشقاء لا يُطاق. فأصيب بداء تضخم القلب، الذي عانى منه أشد أنواع المرارة، وأقسى ضروب العذاب. وعرض نفسه على كل الأطباء الأخصائيين في تونس، فكانوا جميعاً متفقين على أمرين اثنين، مع استمرار العلاج، هما:

الأول: أن يكف عن إرهاق نفسه بالكتابة والقراءة.

الثاني: أن يعيش في المناطق الجبلية والطبيعية، حيث الغابات، والبساتين، والوديان، والأنهار.

فمضى الشابي يجوب صيفاً وشتاءً مناطق تونس الطبيعية الجبلية، ذات المصائف الفاتنة، والمشاتي الرائعة. فمن بلاد الجريد إلى زغوان، ومن عين دراهم إلى المشروحة[6]، وقد عاش ثلاث سنوات وحيداً بين أشجارها، وأنهارها. يتغنى مع الأطيار، ويُناجي النجوم، ويحنو على الورود والأزهار، ويطرب لخرير المياه، وحفيف الأغصان. وفي هذه الفترة أخرج الشابي أجمل قصائده، في وصف الطبيعة والجمال، وسحر الوجود وحب الحياة[7].

زواج وحب

تزوج الشابي قبل أن يُنهي دراسته العالية، وترك بعد موته طفلين، أحدهما جلال، (مهندس)، والثاني محمد، وهو الأكبر، (ضابط بالجيش التونسي).

وتكشف حياته أن لم يكن موفقاً في زواجه. وأغلب الظن أنه تزوج إرضاءً لوالديه، أو لأحدهما. ولعله لم يجد في زوجته، تلك الصورة الشعرية الرائعة، التي كان يرسمها للمرأة في أشعاره، ويتغنى بها في قصائده. لذلك لم يلبث أن وقع في شراك حب عنيف، أحرق قلبه وعواطفه وجسده.

على أن بعض أصدقاء الشابي، يُنكر هذا الحب، ويحاول تعليل ما قاله الشابي فيه من شعر ونثر، بأنه تجسيد للمرأة وجمالها وفتنتها، لا افتتان حقيقي بامرأة محددة[8].

وفاته

مضى الشابي يرهق نفسه بما نهاه الأطباء عنه. فاشتد به الداء وآلمه كثيراً، ونال منه العذاب والشقاء، أكثر من أي وقت مضى. فثار على الحياة ومل وجوده فيها، وأمطر البشرية بسيل جارف من تبرمه وسخطه، وأخذ يناشد الموت أن يرحمه من حياة ملؤها الشقاء، والعذاب، والأسى، والألم، فكتب قصائده: "في ظل وادي الموت"، و"زوبعة في الظلام"، و"الجنة الضائعة"، و"قال قلبي للاله"، و"أنا بكيت للحب"، و"الأشواق التائهة"، و"السعادة"، و"أغاني التائه"، و"أبناء الشيطان". وكان من قبل يعزف: "أغاني الرعاة"، و"إرادة الحياة"، و"تحت الغصون"، و"الإيمان بالحياة"، و"السّاحرة"، و"أراك"، و"فكرة الفنان".

ولكن الداء أشتد، وتمكن المرض، فاستفحلت العلة، واضطر لملازمة الفراش. ثم نُقل إلى المستشفى الإيطالي في العاصمة تونس. وفي فجر الثلاثاء، 9 أكتوبر 1934، فاضت روحه إلى بارئها، ثم نُقل جثمانه إلى مسقط رأسه بلده "الشابية"، مشيعاً بالزفرات والدموع. ولم يكن عند موته قد بلغ السادسة والعشرين عاماً[9].

مؤلفات الشابي

ترك الشابي تراثاً شعرياً ونثرياً، غير قليل، كان أهمه:

1. الخيال الشعري

وأصل الكتاب محاضرة عن الخيال في الشعر العربي، نُشرت بعد ذلك في كتاب مستقبل عنوانه: "الخيال الشعري عند العرب". وقد أثارت آراؤه الجريئة في هذا الكتاب زوبعة من النقد والخصومة الأدبية في الصحف والمجلات التونسية، وعلى صفحات صحف عربية، أهمها مجلة "أبولو" المصرية. ولكن الشابي استطاع أن يخمد هذه الزوبعة في الصحف والمجلات، وإن لم يستطيع إخمادها في نفوس بعض الناس.

والكتاب مفقود اليوم في المكتبات، مع أنه الأثر الوحيد من بين آثار الشابي، الذي طُبع في حياته وأتيح للناس أن يقرءوه. وهو كتاب صغير الحجم، عدد صفحاته 141 صفحة، وقد تولت نشره دار العرب، للطباعة والنشر في تونس عام 1929.

والكتاب من حيث تبويبه، يحتوي على كلمة للمؤلف، ومقدمة للناشر، وسبعة فصول هي:

الفصل الأول: الخيال وأقسامه.

الفصل الثاني: الخيال الشعري، والأساطير العربية.

الفصل الثلث: الخيال الشعري والطبيعة.

الفصل الرابع: الخيال الشعري والمرأة.

الفصل الخامس: الخيال الشعري والقصة.

الفصل السادس: فكرة عامة عن الأدب العربي.

الفصل السابع: الروح العربية.

أمَا من حيث موضوعه، فهو دراسة نقدية مقارنة بين الخيال الشعري، عند العرب، وعند الأوروبيين.

2. ديوان أغاني الحياة

اعتزم الشابي نشر شعره منذ عام 1929. فعندما نُشر كتابه "الخيال الشعري" عند العرب، أعلن في صفحة غلافه الأخيرة، عن قرب صدور ديوانه "أغاني الحياة". الذي يبدو أن نشرة لم يتم لأسباب قد تكون مادية. ولكن بعد ذلك بأربع سنوات ظهرت إعلانات متتالية عن قرب صدور الديوان، في مجلة "أبولو" المصرية، ومجلة "العالم الأدبي" التونسية. وقد فتح باب الاشتراك في الديوان أمام القراء، مما يدل على أن حالة الشاعر المادية، كانت لا تكفي وحدها لطبع الديوان.

وكان الشاعر قد اختار لديوانه عنوان "أغاني الحياة"، واعتزم طبعه في مصر تحت إشراف وبتقديم صديقه الدكتور أحمد زكي أبي شادي، ولكن الموت عاجله قبيل تحقيق أمنيته بساعات معدودات، فقد قيل إن الشاعر كان ينوي إرسال مخطوطة الديوان بالبريد صبيحة اليوم، الذي توفي في فجره. ومنذ أن مات الشابي عام 1934، والقراء عامة والأدباء خاصة يترقبون صدور الديوان، الذي لم يتح له أن يظهر إلاّ في عام 1955، أي بعد واحد وعشرين عاماً. وعندما ظهر الديوان لاحظ أصدقاء الشابي والمتفرغون لبحث أدبه، أو حياته، أنه جاء خالياً من جميع الميزات الضرورية لطبع أي ديوان، فضلاً عن مميزات أخرى كانت موجودة في مخطوطة الديوان، فاستبعدت لأسباب كانت مجهولة.

ولعل أهم ما افتُقد في طبعة الديوان هو تاريخ القصائد، وقد كانت كل قصيدة في مخطوطة الديوان، مرقمة بتاريخ هجري، يشمل العام والشهر واليوم، وأحياناً بملحوظات أخرى.

وليس التاريخ والترتيب وحدهما المفقودين في طبعة الديوان، بل طريقة إخراجه التي تلفت النظر وتثير الاستغراب، فعلى الرغم من تسمية الديوان بـ"أغاني الحياة" فإن الرسوم التي وضعت على غلافه لا توحي بأي معنى من معاني الحياة، فالعنكبوت، والجمجمة المعلقة، وغصن الشجرة المتكسر، واليد المقطوعة، ومظاهر العدم والفناء الأخرى البارزة في الغلاف … كلها لا ترمز قط، في أي مذهب من مذاهب الفن، إلى الحياة الدافقة، والشباب الجسور، اللذين يملآن قصائد الديوان، ويوحي بهما عنوانه بوجه خاص.

وعلى كلٍ، فإن ديوان الشابي وهو أهم مصدر لدراسة حياته، وهو إلى ذلك أمجد أثر وأعزه من آثاره، وخير وأعمق ما يدل عن عبقريته ونبوغه، جاءت طبيعية الأولى مشوهة مما حرم الباحثين والقراء من طبعة علمية دقيقة، من شأنها ـ لو ظهرت ـ أن تسهم إلى حد بعيد في رفع شأن الشابي، وتقدير شاعريته التقدير المنهجي الصحيح.

3. في المقبرة

هي رواية وجدت بين مخلفات الفقيد، وقد تحدث عنها الأستاذ زين العابدين السنوسي، في كتابه "الأدب التونسي في القرن الرابع عشر الهجري"، عند ترجمته لحياة الشابي فقال:

والشابي كثير المطالعة، حاد الذهن، وله باع طويل في النثر الشعري، قرأنا له فيه رواية حسنة بديعة، ناهيك أنها من نوع "الاعترافات" يقص فيها على لسان بطلها حوادثه وتأثراته النفسية. وهو نوع عزيز حتى عند الأمم المختمرة في نفسها الروح الروائية، لما يستوجبه من تقمص أشخاص الرواية في قلم الكاتب، الذي يضطر إلى وصف انفعالاتهم واضطرابهم النفسي الشاذ، خصوصاً وعلم النفس لم يصبح بعد عالماً معلوماً مضبوطاً.

4. رسائل الشابي

مجموعة كبيرة من الرسائل الأدبية القيمة، تبادلها الشاعر مع عدد من أدباء مصر وتونس وسورية، منها رسائله حول القصة في الشعر العربي، وقد راسل بها الدكتور علي الناصر، في حلب، ورسائل أخرى كاتب بها كلاً من الدكتورين الشاعرين إبراهيم ناجي، وأحمد زكي أبو شادي، صاحب مجلة "أبولو" المصرية. وأخرى كاتب بها كلاً من الشعراء محمد الحليوي، ومصطفى خريف، والمرحوم محمد البشروش في تونس.

5. يوميات الشابي

وهي مجموعة من المذكرات اليومية، التي سجل فيها الشاعر آراءه، وخواطره في شؤون حياته المختلفة،وفي كل ما كان يتصل بهذه الحياة من آلام وأفراح. وقد نُشر بعضها في مجلة "مكارم الأخلاق" الصفاقسية، بداية من عددها الثاني لسنتها الأولى.

6. جميل بثينة

محاضرة كان ينوي إلقاءها في النادي الأدبي، غير أن المرض حال بينه وبين ما يريد.

7. شعراء المغرب الأقصى

ظهر في عام 1929 في مراكش كتاب "الأدب العربي في المغرب الأقصى"، وقد تناول فيه مؤلفه الأستاذ محمد بن العباسي القباج، طائفة من شعراء مراكش المعاصرين بالترجمة والتعريف. وكان الجزء الثاني منه خاصاً بالشعراء الشبان، وقد تناول الشابي الجزء الأخير بالنقد والتحليل، وأعد في ذلك دراسة مستفيضة لتلقى كمحاضرة في النادي الأدبي". غير أن أحداً لم يحضر لسماعها من أعضاء النادي سوى اثنين ذهبا معه. جاء في يومياته بتاريخ 13 يناير 1930، قوله:

(ذهبت أنا والأخ زين العابدين، والأخ مصطفى خريف مساء اليوم إلى النادي الأدبي لإلقاء محاضرتي عن كتاب "الأدب العربي في المغرب الأقصى"، الذي طلب مني النادي الأدبي أن أبسط لهم رأي فيه، ولكننا لم نجد أحداً هناك).

8. السكبر

مسرحية ذات فصلين من نوع الاعتراف، وهي أصعب أنواع التأليف، كما هو المعروف عند أدباء المسرح.

9. الهجرة المحمدية

وهي محاضرة ألقاها في "نادي الطلاب" في توزر، في مناسبة ذكرى الهجرة المحمدية في عام 1351هـ. ونشرها تباعاً في مجلة "العالم" التونسية لصحابها الشاعر المرحوم سعيد أبي بكر، بداية من العدد السادس (الأول من يونيه 1932).

10. مقالات مختلفة

وللشابي، فضلاً عن ذلك كله، مجموعة كبيرة من المقالات والدراسات المختلفة. تناول فيها شؤون الأدب العربي قديمه وحديثه على السواء. وقد نشر بعضاً منها في حياته ولا يزال بعضها الآخر لم يُنشر بعد.

والمقالات التي نشرها كثيرة في عددها، رائعة في أسلوبها، دقيقة في بحثها وموضوعها. إضافة إلى ذلك فإن له المباحث والمقالات التالية:

أ. النفس التائهة: نشرت في النهضة الأدبية، 16 فبراير 1929.

ب. اليقظة الإسلامية الحاضرة، نشرت في الزمان 1929.

ج. الشعر، ماذا يجب أن يفهم منه وما هو مقياسه الصحيح: نشرت في العالم الأدبي، 1930.

د. أيها القلب، نشرت في العالم الأدبي، 1930.

هـ. أغنية الألم، نشرت في العالم العربي.

و. صفحات دامية من حياة شاعر.

ز. روح ثائرة، نشرت في العالم الأدبي.

ح. يقظة الإحساس، وأثرها في الفرد والجماعة: نشرت في العالم العربي.

ي. تعليق على مقال "الشعر في تونس"، نشرت في الزمان 1932.

ك. الشعر والشاعر عندنا، نشرت في العالم العربي.

ل. رد على نقد، نشرت في أبولو، مقال رد به على ناقده مختار الوكيل.

م. الماسة، الأدب العربي في العصر الحاضر، دراسة قدم بها ديوان الينبوع للدكتور أحمد زكي أبو شادي.

ن. لصوصية الشعر، نشرت في الزمان 1934، إجابة عن سؤال حول السرقات الشعرية.

ص. الفنون والنفس العربية: نشرت في المباحث.

هذا هو إنتاج أبي القاسم الأدبي خلال عمره القصيرة، وهذه هي مؤلفاته، التي عرفها أصدقاؤه وزملاؤه أثناء حياته وبعد موته. وأكثر هذه المؤلفات مجهول مصيره اليوم. كما أن بعض الأدباء التونسيين المعاصرين للفقيد يعتقدون بوجود آثار أدبية أخرى، غير تلك التي ذُكرت، وهم يظنون أنها لا تزال باقية فيما خلفه من تراث أدبي، عند أهله وأقاربه[10].

المصادر والمراجع

1.     أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت.

2.     الموسوعة العربية العالمية، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، الرياض، ط2، 1999.

 

[1] الموسوعة العربية العالمية، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، الرياض، ط2 ، 1999، ص 7.

[2] ذهب الكاتب الجزائري ابن أبي شنب، "الأدب العربي المعاصر الجزائري"، إلى أنه قد ولد 1910، وقال الزركلي: في كتابه الأعلام، أنه ولد عام 1906، ثم صحح بالحاشية أنه ولد 1909، وزعم آخرون أنه ولد في 1908.

[3] أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ص 35 ـ 37.

[4] أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ص 38 ـ 40.

[5] أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ص 40 ـ 41.

[6] تقع في ولاية فسطنينة في الجزائر.

[7] أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ص 41 ـ 42.

[8] أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ص 119.

[9] 'أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ص 42 ـ 43.

[10] أبو القاسم محمد كرو، "الشابي: حياته وشعره"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ص 127 ـ 139.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس Empty
مُساهمةموضوع: رد: السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس   السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس Emptyالجمعة 02 ديسمبر 2016, 11:01 pm

الرئيس التونسي، الحبيب بورقيبة[1]

 
مولده وحياته

ولد الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير Monastir، إحدى مدن الساحل التونسي، في 3 أغسطس 1903. وكان سابع إخوته، محمد وأحمد ومحمد وناجية وعيشوشة ومحمود. وينحدر الحبيب بورقيبة من أسرة متوسطة الحال، وكان والده، علي بن الحاج محمد بورقيبة، جنديا في جيش الباي[2]، ثم أحيل إلى التقاعد، بعد أن أمضى تسعة عشر عاماً في خدمة الجيش، عندما فُرضت الحماية الفرنسية على تونس، عام 1881، وسلّحت فرنسا الجيش التونسي.

وعندما بلغ الحبيب بورقيبه الخامسة من عمره، بعث به أبوه إلى العاصمة، حيث يستقر إخوته محمد ومحمد ومحمود. وهناك، دخل المدرسة الصادقية، وحصل على الشهادة الابتدائية، وواصل التعليم الثانوي بالصادقية. وفى تلك الفترة، توفيت والدته عن أربعين عاماً، فكانت تلك أول صدمة تصيب الطفل، وهو في المدرسة بعيداً عن أهله.

بدأت مدارك الحبيب بورقيبة السياسية تتفتح، في تلك السن المبكرة، وبدأ يستوعب أبعاد المحنة التي يعيش فيها وطنه، وجبروت الاحتلال الفرنسي، الذي يجثم كالكابوس على أرض تونس الخضراء، ويقودها إلى الدمار والانهيار. وكان دائم الحديث مع قرنائه في المدرسة عن هذه الأوضاع المتردية. وكان يحاول دائماً إثارة حماسهم، وحثّهم على الغضب والنقمة على هذه الأوضاع، مما أدى إلى إيقاع العقاب به عدة مرات. وقد حال حماسه وثورته، في نهاية الأمر، دون حصوله على شهادة إتمام التعليم الثانوي، بالصادقية.

وفى ديسمبر 1919، أصيب الحبيب بورقيبة بأعراض مرض السل، نتيجة سوء التغذية، وحياة العوز والحرمان، التي كان يعيشها. ودخل المستشفى، حيث أمضى في العلاج عدة أسابيع، أتيح له خلالها أن يقرأ كتاب "تونس الشهيدة"، للشيخ عبد العزيز الثعالبي، أحد مؤسسي الحزب الحر الدستوري. وكان لذلك الكتاب أثره الكبير في نفس الحبيب.

وفي سبتمبر 1921، التحق الحبيب بمدرسة " كارونو" الثانوية. وكان اختلاطه بالطلبة الأجانب، في تلك المدرسة، حافزاً له على التفوق الدراسي، حتى يثبت لهم أن التونسي، لا يقل ذكاء ومقدرة عن الأوروبي. واستطاع أن يفوز، عام 1922، بشهادة المدرسة العليا للغة والآداب العربية. ثم نال الجزء الأول من البكالوريا، عام 1923، والجزء الثاني، عام 1924. وفي 5 أبريل 1922، انضم الحبيب بورقيبة إلى الحزب الحر الدستوري. وكان يتتبع بإعجاب حركة " أتاتورك " الإصلاحية في تركيا، ويتمنى لو استطاعت تونس أن تنسج على منوالها.

وقد أتيح للحبيب بورقيبة، بعد الحصول على البكالوريا، أن يذهب في رحلة إلى العاصمة الفرنسية، ضمن وفد من الطلبة. وكانت هذه الرحلة ذات فائدة عظيمة له، فقد أمضى أياماً حافلة في باريس، يتابع، في عمق، مظاهر التقدم الحضاري الرائع، والمعالم التاريخية الباهرة، ويسأل ويستفسر عن كل ما تقع عليه عيناه. وتركت الزيارة في نفسه أبلغ الأثر، فما أن ظفر بالجزء الثاني من البكالوريا، حتى قرر السفر إلى باريس، لاستكمال دراسته. وكان ذلك في خريف عام 1924.

التحق الحبيب بكلية الحقوق بباريس، مفضلاً أن يدرس القانون، حتى يتعرف بأحوال المجتمعات البشرية وأنظمتها وتشريعاتها. وكان في الوقت عينه، يدرس علم النفس، بكلية الآداب بجامعة السوربون، والمالية العامة بمعهد العلوم السياسية.

وفي عام 1926، توفي والده، قبل أن يسعد برؤية ابنه محامياً مرموقاً. وفى أغسطس 1927، خلال إقامته في باريس، تزوج السيدة ماتيلد لوران ( Matild Loran )، بعد أن تعرف بها، وأعجب بدماثة أخلاقها وحبها للخير. فأنجب منها الحبيب الابن، وأسلمت بعد استقلال تونس، وحصلت على الجنسية التونسية.

وفى ديسمبر 1927، حصل على شهادة الحقوق، وشهادة العلوم السياسية. وانخرط الحبيب في سلك المحامين. والتحق بمكتب الأستاذ فابيان سيريى ( Fabian Seree )، ثم ما لبث أن تركه، والتحق بمكتب المحامى فيليكس(Felix ) ثم مكتب الأستاذ برنارسبو (Bernarsebo )، ثم قرر أن يستقل بعمله. ولكن تيار الحياة السياسية جرفه، فقد شُغل بالكفاح في سبيل وطنه، وتحريره من ربقة الاستعمار الفرنسي، والعمل على إيقاظ الشعب التونسي، وحثه على النضال من أجل حريته. وبدأ يكتب في جريدة " العمل التونسي"، ويجوب البلاد، طولاً وعرضاً، داعياً إلى الكفاح ومناهضة المستعمر، معرضاً نفسه للسجن والإبعاد، ومعرضاً أسرته لضيق العيش والأزمات المالية المتلاحقة.

حياته السياسية

بدأ الحبيب بورقيبة حياته السياسية عام 1929، بالمساهمة في تحرير جريدة " اللواء التونسي " التي كانت تصدر بالفرنسية، ثم جريدة " صوت التونسي "، التي تعرضت، على نحو متصل، لاضطهاد السلطات الفرنسية وبطشها.

وبعد ثلاثة أعوام، أسّس بورقية، في نوفمبر 1932، جريدة "   عمل التونسي". وقرر مؤتمر الحزب الحر الدستوري، ضم الحبيب بورقيبة إلى اللجنة التنفيذية للحزب. وعقد الحزب مؤتمراً سياسياً كبيراً، طالب فيه بقيام برلمان تونسي منتخب بالاقتراع العام، يتمتع بالسلطة التشريعية الكاملة، وتشكيل حكومة مسؤولة أمام البرلمان، والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ومنح الحريات العامة للتونسيين، وجعل التعليم إجبارياً للجميع، وحماية اقتصاد البلاد. وأعقب هذه القرارات الخطيرة انتخاب الحبيب بورقيبة كاتباً عاماً للحزب ( أي أميناً عاماً للحزب).

وأدرك الشعب التونسي أن روحاً جديدة، بدأت تدب في الحركة الوطنية، وأن النضال أصبح أمراً جدّياً، له وسائله وأهدافه وخططه. وظل الحبيب بورقيبة يطوف في أنحاء البلاد، ويخطب في الجماهير، مندداً بالاستعمار، ومطالباً بالاستقلال، وداعياً مواطنيه إلى التضحية بكل شيء من أجل حرية تونس. وكانت الجماهير تستقبله، في كل مكان، بالحفاوة والحماس، فانتشرت دعوته. ولم تمضِ أشهر قليلة، حتى أدرك المقيم العام الفرنسي، بيروتون (Biroton)، الخطر الذي يمثله بورقيبة على الاستعمار الفرنسي، فطلب من بورقيبــــة الكف عن جولاته في أقاليم تونس، وعن عقد الاجتماعات السياسية. ولكن بورقيبة رفض ذلك رفضاً قاطعاً. فأمر المقيم العام بإلقاء القبض على الحبيب بورقيبة يوم الإثنين 3 سبتمبر 1934، وأبعد إلى قرية قبلي الصحراوية. وأتاح له ذلك الإبعاد أول اتصال بالجنوب التونسي، الذي يخضع مباشرة للحكم العسكري الفرنسي. فراح يتردد الى أسواق المنطقة، يوقظ الناس من سباتهم، ويستنهض هممهـم. فعمدت السلطات الفرنسية إلى نقله إلـى أماكن متعددة، بين الحين والآخر، حتى لا يجد فرصة كافية للاتصال بالناس.

وعقب إطلاق سراح الحبيب بورقيبة، عقد الحزب الحر الدستوري اجتماعاً استثنائياً برئاسته، طالب فيه سلطات الاحتلال بمنح الشعب التونسي الضمانات الدستورية الكافية، وتَوْنَسَة الإدارة، وجعل التعليم إجبارياً، وانتشال الشعب من الفقر والبؤس، ومقاومة البطالة التي تفشت في البلاد. ولكن السلطات الفرنسية، لم تستجب لمطالب الحزب. فراح بورقيبة يدعو الشعب إلى الإضراب العام، احتجاجاً على تعسف سلطات الاحتلال. فخرجت التظاهرات الشعبية في كل أنحاء البلاد، وسقط عشرات القتلى، ومئات الجرحى، برصاص جنود الاحتلال الفرنسي. وخطب الحبيب في جماهير الشعب، قائلاً: " إن الشعب سيقابل رصاص الرشاش بقوة إيمانه، الذي لا يتزعزع، وصموده المستميت".

وألقي القبض على الحبيب بورقيبة، للمرة الثانية. وكان، وقتذاك، مريضاً وطريح الفراش. واقتيد إلى السجن العسكري في العاصمة. ووجِّهت إليه تهم التآمر ضد أمن الدولة الداخلي، والتحريض على التباغض بين الأجناس، وحثّ الشعب على مخالفة قوانين البلاد، والتواطؤ مع إيطاليا الفاشية، وهي تُهم كفيلة بِلفّ حبل المشنقة حول رقبته. ولكن بورقيبة، صمد أمام القاضي العسكري، وأكد موقفه الرافض للحماية الفرنسية، وبطشها بالشعب، وطالب بمنح الشعب التونسي حريته واستقلاله.

ونُقل الحبيب بورقيبة، في اليوم نفسه، إلى السجن المدني. وأحيل ملف القضية إلى محكمة التعقيب في باريس. وفي تلك الفترة، نشبت الحرب العالمية الثانية، ونُقل بورقيبة، مرة أخرى، إلى السجن المدني في العاصمة، ثم ما لبث أن نُقل إلى حصن " سان نيكولا " في مرسيلياMarseille . وعندما احتل الألمان المنطقة الحرة في فرنسا، نُقل الحبيب إلى حصن " مونليك " بمدينة ليونLyon، ثم إلى قلعة " فانسيا "، ثم إلى روما، حيث حاولت الحكومة الإيطالية إغراءه بالتعاون معها. وفى 9 أبريل 1943، وصل الحبيب بورقية إلى العاصمة التونسية، وقابل " المقيم العام " الجديد، الجنرال " ماست "، وقدَّم بورقيبة إليه مشروع برنامج لتطوير نظام الحماية، والنهوض بتونس. ولكن المقابلة، لم تسفر عن أي نتيجة.

غادر الحبيب بورقيبة تونس، سراً، إلى القاهرة، يوم 26مارس 1945، وبقى بها حوالي عشرين شهراً. وفي 2 ديسمبر 1946، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لاستقطاب تأييدها لكفاحه. ثم عاد إلى القاهرة، في مارس 1947، ليستأنف نشاطه السياسي، ثم شرع في جولة سياسية في العواصم العربية.

ظلّ الحبيب بورقيبة، طوال هذه الغربة، على اتصال مستمر بجميع المناضلين في تونس. يحثهم، في كل حين، على القيام بعمل إيجابي، يحرك القضية الوطنية في الداخل، بالصورة التي تتيح له مجال العمل الإيجابي في الخارج. ثم أدرك، في نهاية الأمر، أنه ما لم يرجع إلى تونس، ليشرف بنفسه على سير النضال، ويكون في قلب المعركة، فإن الحركة الوطنية، سوف تنتهي إلى الزوال. فسافر إلى العاصمة التونسية، يوم 8 سبتمبر 1949، واستأنف، على الفور، الاتصال المباشر بالشعب، بعد غياب عن تونس دام أربع سنوات ونصف السنة.

وفى 12 أبريل 1950، سافر إلى باريس، للدعوة لقضية بلده. وأجرى مقابلات مع قادة الرأي العام الفرنسي، واستطاع أن يكسب تأييـد الفرنسيين الأحـرار. وعـاد إلى تونس، في 3 أغسطس من العام نفسه. ثم ما لبث أن قرر القيام بحملة سياسية حول العالم، فزار مصر، ثم " كراتشي " بباكستان، فالهند، فإندونيسيا، ثم قصد الدول الغربية، مبتدئاً بإيطاليا، فإنجلترا، فالدول الإسكندينافية، فالولايات المتحدة الأمريكية، فأسبانيا، ثم اختتم حملته بزيارة تركيا ولبنان.

الكفاح المسلح بقيادة بورقيبة

بعد عودته إلى تونس، بدأ الحبيب بورقيبة حملة مكثفة لتهيئة الشعب للكفاح المسلح. وقرر إحالة القضية التونسية إلى منظمة الأمم المتحدة، من أجل تدويل القضية، والخروج بتونس من عزلتها، التي أبقتها وحدها، وجهاً لوجه، أمام فرنسا. وبدأت المظاهرات الدامية تجتاح أنحاء البلاد. وفي 18 يناير 1952، ألقت السلطات الفرنسية القبض على الحبيب بورقيبة، للمرة الثالثة. فاندلعت الثورة في مختلف أرجاء تونس، احتجاجاً على اعتقال المجاهد الأكبر. ففرضت سلطات الاحتلال نظام منع التجول في البلاد، وأنزلت الدبابات الفرنسية إلى الشوارع، لبث الرعب في القلوب. ولكن حماس الشعب، كان أقوى من نيران الاحتلال.

ومن المعتقل، كان الحبيب بورقيبة يغذي جذوة الكفاح، ويبعث بصوت تونس المدوي إلى قلب فرنسا، وإلى عواصم العالم. وباء "الباي" بالفشل، عندما تنكر لشعبه، واستسلم لسلطات الاستعمار، ووقّع مشروع الإصلاحات، الذي فرضه المقيم العام، الطاغية "دي هوتكلوك"، في مايو 1953، على الرغم من الرسالة التي وجهها إليه الحبيب بورقيبة من منفاه، يحذره فيها من الموافقة على ذلك المشروع، الذي يضر بالقضية التونسية أبلغ الضرر.

وتولت وزارة "بيير منديس فرانس Pierre Mendes - France " الحكم في فرنسا، وكانت ذات أفكارٍ تقدمية جديدة. وسافر "منديس" إلى تونس، وأعلن، في خطاب رسمي، استقلال تونس الداخلي. وتشكلت أول حكومة تفاوضية، شارك فيها الحزب الحر الدستوري بوزيرين. وانتصرت الخطة البورقيبية، التي عملت، طوال أربعة وعشرين عاماً، من أجل تخليص السيادة التونسية من التبعية لفرنسا، وخلق مناخ من التفاهم بين البلدين، وإنهاء الحكم المباشر، على مراحل، تراعَى فيها مصالح الطرفين. وبدأت المفاوضات بين تونس وفرنسا، في 4 سبتمبر 1954، واتضح، منذ أول وهلة، الخلاف الشديد بين الطرفين، في تحديد مفهوم الحكم الذاتي، وطريقة تحقيقه. ولهذا، طالت المفاوضات، وتعثرت مراراً، قبل أن يوقع الاتفاق من الطرفين.

بدأ الحبيب بورقيبة مرحلة ثانية من النضال، من أجل تحقيق تطلعات الشعب التونسي، وتمثلت هذه المرحلة في حث الحكومة الفرنسية على إعادة النظر في اتفاقيات الحكم الذاتي، وتطويرها نحو المرحلة النهائية، وهي الاستقلال الكامل. وفي 20 مارس 1956، اعترفت فرنسا، باستقلال تونس، وتم توقيع معاهدة الاستقلال، التي نصّت على أن تونس دولة مستقلة، ذات سيادة، لها حقها في ممارسة مسؤولياتها، في ميادين: الشؤون الخارجية والأمن والدفاع وتشكيل جيش وطني تونسي. وعُهد إلى بورقيبة بتشكيل الحكومة، فشكّل في 14 أبريل 1956 أول حكومة مستقلة.

ونادى الحبيب بورقيبة بجلاء الجيوش الفرنسية عن تونس، حتى تكتمل لها سيادتها على التراب التونسي. ولكن فرنسا أعلنت رفضها لسحب قواتها من تونس .

وفي 12 نوفمبر 1956، صدقت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، على قبول تونس في عضويتها. فسافر الحبيب إلى نيويورك، حيث ألقى خطاباً من على منبر المنظمة الدولية، طالب فيه بحق الشعب الجزائري الشقيق في الحرية والكرامة، وناشد الدول الصناعية الغنية، أن تمد يد المساعدة إلى الدول النامية، لتطوير حياتها الاقتصادية والاجتماعية.

وأعلن الحبيب بورقيبة بداية معركة الجلاء عن مدينة "بنزرت"، إن لم تستجب فرنسا لرغبة تونس، وتسحب قواتها المتبقية. وبدأت المدينة تستقبل الأفواج الأولى من المتطوعين، إلى جانب القوات المسلحة النظامية. وخطب الحبيب بورقيبة في الجماهير، قائلاً: "قررنا خوض معركة الجلاء، ولسنا مستعدين لإيقاف تيارها أو تأجيله، حتى يجلو آخر جندي أجنبي عن أرض الوطن".

وبأمر من بورقيبة، شرعت دوريات المتطوعين تزحف على موقع العلامة 233، في جنوب الجمهورية، لترفع فوقها العلم التونسي، بينما أخذ الحرس الوطني والشرطة يسدون المنافذ على جيش الاحتلال ببنزرت، وإيقاف حركة البواخر. ولم تتردد القوات الفرنسية في إرسال طائراتها، لقذف المراكز التونسية. فتصدت لها قوات الجيش والحرس وجماهير المتطوعين، بما تمتلك من أسلحة متواضعة. وجرت اشتباكات دامية بين الطرفين. وواصل الطيران الفرنسي قصف المدينة، مما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه والتيار الكهربائي عنها، فأعلن بورقيبة قطع العلاقات الدبلوماسية بفرنسا.

وصرح بورقيبة أن تونس ستخوض حرب العصابات، وهدد بقبول مبدأ مشاركة المتطوعين من جميع شعوب العالم، في المعركة. وفى ذروة المعركة، أصدر مجلس الأمن قراراً عاجلاً، يقضي بوقف إطلاق النار فوراً، ورجوع قوات الطرفين إلى أماكنها الأولى. ولكن فرنسا رفضت الخضوع للأمر. وأعلن بورقيبة أن معركة الجلاء مستمرة، حتى خروج آخر جندي فرنسي من البلاد، مما اضطر الحكومة الفرنسية إلى التسليم بالجلاء، دون قيد أو شرط. وبدأت القوات الفرنسية، بالفعل، في الانسحاب التدريجي من القاعدة. وما أن جاء يوم 4 أكتوبر 1963، حتى بشّر بورقيبة الشعب، في افتتاح الدورة السنوية لمجلس الأمة، بالجلاء الكامل عن بنزرت.

تأسيس تونس

وعقب الجلاء، بدأ الحبيب بورقيبة إرساء قواعد الدولة، بتطهير البلاد من عناصر الفوضى والاضطراب، وتوفير أسباب الأمن والاستقرار. فأنشأ، عام 1956، محكمة القضاء العليا وطوّر نظام الإدارة المحلية، وكوّن نواة الجيش الوطني والحرس الوطني، الذي أنشئ على أنقاض "الجندرمة الفرنسية"، وعهد إليه بسلطة مراقبة الحدود، وأعاد الشرطة إلى السلطات الوطنية، وطهّر القضاء ممن اتخذوا من وظيفتهم وسيلة للرشوة، والإثراء على حساب العدل والإنصاف.

وكان بورقيبة يرى أن قوة الدولة الحقيقية، تكمن في إصلاح ما فسد من أحوالها، وتغيير نظرة أفرادها إلى الحياة، وإرساء المعايير والقيم لدى أفرادها، وتجديد العلاقات بينهم على أساس، يضمن للمجتمع تماسكه، ويحقق للفرد نموه الكامل، حتى يضطلع بدوره في الحياة الاجتماعية على أحسن وجه. ومن ثمّ، فقد شن بورقيبة، في هذا المجال، حملات موفقة، جمع فيها بين أصالة الرأي، وجرأة التشريع، وبراعة التطبيق. فكان في كل ذلك نموذجاً باهراً للمصلح السياسي والاجتماعي، الذي عرف كيف ينفذ إلى المعتقدات المتحجرة، والتقاليد والعادات البالية، ويحرر منها العقول.

أعلن بورقيبة، في 13 أغسطس 1956، ولمّا يمر سوى أربعة أشهر على توليه مقاليد السلطة، صدور قانون الأحوال الشخصية، الذي يمنع تعدد الزوجات، ويقيد حرية الطلاق، ويجعل المرأة شريكة في الحياة الزوجية، على قدم المساواة مع الرجل . كما أسّس الحزبُ الحر الدستوري الاتحادَ القومي النسائي، ليوقظ المرأة، ويدربها على ممارسة حقوقها، والقيام بواجباتها، ومعالجة مشاكلها . دعا بورقيبة إلى انتخابات للمجالس البلدية. ومارست المرأة حق الانتخاب للمرة الأولى .

إعلان النظام الجمهوري

دعا بورقيبة إلى اجتماع مهم للحزب الحر الدستوري، لإعادة النظر في نظام الحكم. ونادى بإلغاء الحكم الملكي، وإحلال الجمهورية محله. فكان إجماع نواب الأمة على إلغاء النظام الملكي، وإعلان الجمهورية، وانتخاب الحبيب بورقيبة رئيساً لها .

وفى 29 يوليه 1957، أعلن الرئيس الحبيب بورقيبة أول حكومة للعهد الجمهوري. وقد اختار المجلس القومي التأسيسي النظام الجمهوري الرئاسي، فاحتفظ رئيس الجمهورية برئاسة الحكومة، وعيّن كتّاباً للدولة، بدلاً من الوزراء. واكتملت مبادئ الدستور، الذي نص على أن تونس دولة حرة مستقلة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، وأن الشعب هو صاحب السيادة فيها، ونظامها الجمهوري نظام رئاسي.

وقد عكف المجلس القومي التأسيسي على وضع دستور، كفيل بتحقيق تطلعات الأمة، وقّعه بورقيبة في أول يونيه 1959. ودعا الشعب لأول انتخابات رئاسية وتشريعية، فمنحه من الأصوات نسبة 91.47%. وأدى بورقيبه اليمين الدستورية في موكب مهيب، بمجلس الأمة.

وقد تركز الاهتمام الأكبر للرئيس بورقيبة في المحافظة على الوحدة القومية، التي بناها وركز فيها عند بناء صرح الدولة الفتية. ودعا إلى نبذ فكرة الطبقية، وحث المواطنين، في كل مناسبة، على تنمية روح الإحساس بالمسؤولية فيهم، وركز على حرية الفكر، مؤكداً أن الفكر هو العنصر الدافع إلى التقدم والرقي، على أن تكون هذه الحرية خاضعة للقيم الأخلاقية.

في أكتوبر 1959، أعلن الرئيس التونسي بورقيبة دعمه لعرض الرئيس الفرنسي شارل ديجول Charles de Gaulle، الذي يمنح الجزائر حق تقرير المصير، وتولّى الوساطة بين الطرفين.

وفي مطلع عام 1961، زار بورقيبة فرنسا، واجتمع بالرئيس ديجول. غير أن العلاقات الفرنسية – التونسية، تدهورت بسرعة، بسبب مطالبة بورقيبة باستعادة قاعدة بنزرت، وبقسم من الصحراء متاخم لجنوب غربي تونس.

وبعد استقلال الجزائر، تدهورت علاقات تونس بها، بحكم خلاف الأيديولوجيات بين نظامَي البلدين. وفي يناير 1963، استدعت تونس سفيرها لدى الجزائر، بحجة تورط سلطات الجزائر في الاتصال بالمعارضة التونسية بقيادة صالح بن يوسف، في محاولات يوسفية[3]، والتي شارك فيها عناصر عسكرية، لاغتيال بورقيبة. وأدت وساطة المغرب، التي أسفرت عن عقد مؤتمر للبلدان الثلاثة في الرباط، والمحادثات الثنائية التي أعقبته، إلى عقد اتفاقية حدود بين البلدين، وتحسين العلاقات بينهما.

وتبنّى الرئيس الحبيب بورقيبة المطالب، التي كانت تنادي بضرورة مصادرة الأراضي الزراعية التي يملكها الأجانب. وبالفعل، أقرت الجمعية الوطنية التونسية تشريعاً، يقضي بمصادرة الأراضي الزراعية، التي يملكها الأجانب، على أساس اتفاقية 1963 مع فرنسا، التي وضعت عبئاً مالياً ثقيلاً على كاهل تونس. وردت فرنسا بإلغاء العون المالي، الذي نصت عليه اتفاقيات، كانت عقدت بين البلدين في مطلع السنة نفسها.

وعُدَّ تأميم الأراضي الزراعية المملوكة من أجانب، خطوة نحو تطوير ما دُعي بالاشتراكية التونسية في القطاع الزراعي.

وأثناء الانتخابات الرئاسية العامة، في نوفمبر 1964، التي فاز فيها الرئيس بورقيبة وحزبه من دون منافسة، تم تغيير اسم الحزب الحاكم، ليصبح الحزب الاشتراكي الدستوري.

وفي هذه الفترة، أجرى الرئيس بورقيبة تغييرات وزارية، تضمنت تعيين الحبيب بورقيبة الابن وزيراً للخارجية . وفي عام 1966، أعلن تشكيل مجلس رئاسة، تكون من أعضاء الحكومة، ومن المكتب السياسي للحزب. من بين مهامه تأمين انتقال السلطة، في حال وفاة رئيس الجمهورية.

ظلت السياسة العربية، في هذه الفترة، الشاغل الرئيسي للرئيس بورقيبة، في سياسته الخارجية. وفي أبريل 1965، انتقد الرئيس التونسي السياسات العربية إزاء قضية فلسطين، ودعا إلى التفاوض مع إسرائيل حول مشروع التقسيم، الذي أقرته الأمم المتحدة في قرارها رقم 181، عام 1948.

وفي أكتوبر 1970، عين الرئيس بورقيبة الهادي نويرة رئيساً للحكومة، وأعلن أنه سيكون خليفته في الحكم.

وفي عام 1973، شدد الرئيس بورقيبة، ورئيس حكومته، الهادي نويرة، قبضتهما على الحياة السياسية للبلاد. وفي سبتمبر 1974، انتخب المؤتمر التاسع للحزب الحاكم، الرئيس بورقيبة رئيساً للحزب مدى الحياة. وعين الرئيس بورقيبة مكتباً سياسياً من 20 عضواً، ضم 14 وزيراً، دلالة على الرغبة في تقوية العلاقة بين الحزب والحكومة. وفي نوفمبر 1974، جدد انتخاب بورقيبة رئيساً، من دون منافس، وفاز أعضاء الحزب الدستوري في انتخابات الجمعية الوطنية، التي لم يخضها أي مرشح منافس. وبعد الانتخابات، عدلت الجمعية الوطنية الدستور، كمقدمة لانتخاب بورقيبة رئيساً مدى الحياة، ولتسمية الهادي نويرة خلفاً له. وأقرت إصلاحات دستورية لاحقاً ( عام 1975 ) عزّزت سلطات رئيس الجمهورية. وفي هذه السنة، تغير أحد شعارات الدولة، فحلّ شعار " النظام " محل شعار " الحرية ".

وفي 12 يناير 1974، وعقب اجتماع بين الحبيب بورقيبة والعقيد معمر القذافي، أعلن أن تونس وليبيا سوف تتحدان، وأن بورقيبة سيكون رئيس الدولة الجديدة، والقذافي نائب الرئيس. إلا أنه لم يقدّر لمشروع الوحدة النجاح.

وقد تصدى بورقيبة لأكبر حدث داخلي، شهدته تونس منذ استقلالها. فقد انفجر الصراع السياسي، الذي شاركت فيه النقابات العمالية، حول قضايا سياسية واجتماعية متعددة. وبلغ هذا الانفجار ذروته يوم الخميس الأسود، في 26 يناير 1978، حينما تدخّل الجيش لكسر الإضراب العام، الذي دعت إليه الحركة النقابية. ومنذ ذلك الحين بدأ التفسخ في صفوف الطبقة الحاكمة.

وانطلقت التعددية الحزبية في تونس، منذ سريان الانتخابات التشريعية عام 1981، من محاولة الرئيس بورقيبة تجاوز إخفاق نظام الحزب الواحد في تحقيق متطلبات التنمية، من جانب، وعجزه عن استيعاب أو الحدّ من فاعلية القوى المنافسة على الساحة السياسية، من جانب آخر.

وقد لمس الرئيس بورقيبة هذا الواقع، في خطابه عند افتتاح المؤتمر الاستثنائي للحزب الدستوري الحاكم، في أبريل 1981 إذ أشار إلى أن "مشكلة الديموقراطية، لم تغب يوماً عن أذهاننا، وإن كنا أحياناً أَحْرَص على حماية المجتمع من الفوضى. فلم أمانع في وجود أحزاب مختلفة، تتبارى في خدمة المصلحة العامة، وذلك إذا ما توافرت الشروط اللازمة للتنافس النزيه، الذي لا يؤدي إلى تناحر، تذهب ضحيته المثُل العليا، ومصلحة المجتمع".

والواضح أن قبول الرئيس بورقيبة بمبدأ التعددية، لم يكن كافياً لتجاوز أزمة النظام، التي أظهرها، بحدّة، رفض حركة النهضة توجهاته العلمانية، واجتذابها قطاعات مختلفة من الشعب التونسي، فضلاً عن الاضطرابات الشعبية، وما اقترن بها من دخول دائرة العنف الجماعي (1980، 1983، 1984). فقد سمح بورقيبة لثلاث قوى سياسية بممارسة نشاطها، كأحزاب سياسية، وهي: حركة الديموقراطيين الاشتراكيين، برئاسة أحمد المستيري، وحزب الوحدة الشعبية، برئاسة محمد بلحاج، والحزب الشيوعي، برئاسة محمد حرمل.

ونُحِّي بورقيبة عن حكم تونس في 7 نوفمبر 1987، بعد انقلاب سلمي، قاده الرئيس زين العابدين بن علي، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء.

وعاش الرئيس بورقيبة، بعد ذلك، معززاً في قصره، في بلدته المنستير، وتحت رعاية صحية كاملة من الدولة ومن الرئيس بن علي نفسه. وظلت تربطهما علاقات الود والمحبة.

وفاة الرئيس بورقيبة

وفي 6 أبريل 2000م، الموافق الأول من المحرم 1421هـ، توفي بورقيبة عن عمر يناهز 97 عاماً. ونُقل جثمانه من مدينة المنستير، مسقط رأسه، إلى تونس العاصمة، ليسجى في مقر حزب "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم؛ لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. وأعيد الجثمان إلى مسقط رأسه، السبت 8 أبريل، حيث شٌيع رسمياً، بمشاركة عدد كبير من الوفود العربية والأجنبية، وشارك من الرؤساء، الرئيسان الفرنسي جاك شيراك والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.

وقد نعى الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديموقراطي الرئيس بورقيبة، ووصفه بأنه: "قائد الكفاح التحريري، ورائد بناء الدولة الحديثة في تونس". وأعلنت الدولة حالة الحداد لمدة سبعة أيام.

وأذاع البيت الأبيض، في واشنطن، بياناً وصف فيه بورقيبة بأنه زعيم تاريخي، أدّى دوراً تاريخياً، في الكفاح من أجل استقلال تونس، وتقدمها الاجتماعي والاقتصادي.

وركزت الجرائد التونسية، التي صدرت مجللة بالسواد، في السابع من أبريل 2000، افتتاحياتها وعناوينها وتعليقاتها، حول رحيل بورقيبة، محرر تونس. وقالت جريدة "الحرية": "برحيل بورقيبة، تفقد تونس رجلاً فذاً، ووطنياً صادقاً، وزعيماً عظيماً. ويفقد العالم واحداً من أبرز رجالات القرن العشرين... إن مواقف بورقيبة الشجاعة، وآراءه الجريئة، ونظرته البعيدة، بخصوص القضايا العربية والإقليمية والدولية ستظل باقية". وأشارت جريدة "الصحافة" الحكومية إلى أن تونس فقدت مناضلاً وطنياً، وأحد رجالات الاستقلال وبناء الدولة العصرية، الذي سعى دائماً، منذ العشرينيات، إلى المشاركة في قيادة الكفاح التحريري.

 

[1] الحبيب بورقيبة ـ صفحات من حياته`، إصدار الحزب الحر الدستوري التونسي، مطبعة الجريدة التجارية، القاهرة، 1951. وأُنظر أيضاً: فيلكس فاراس، `بورقيبة ومولد أمة`، ترجمة بو راوي الملوح وعبدالقادر المهيري وقاسم تنفور، منشورات مكتب الصحافة والنشر للحزب الحر الدستوري التونسي، مطبعة العمل، تونس، 1957.

[2] باي، لقب من ألقاب الرياسة. وهو صيغة أخرى من لقب بيك. حمله حكام تونس بعد استيلاء العثمانيين على هذه البلاد، عام 1573. وأصبح الحكم وراثياً في أسرة الباي حسين، منذ عام 1705. وهي الأسرة التي حكمت حتى إعلان الجمهورية التونسية، عام 1957.

[3] يُنسب تعبير ال ـ "يوسفية" إلى صالح بن يوسف، المعارض لحكم الرئيس بورقيبة. ويُطلق على أنصار صالح بن يوسف اسم "اليوسفيون". وقد حُكم عليه، في عهد بورقيبة، وعلى عدد من مؤيديه، غيابياً،بالإعدام بتهمة التآمر على اغتيال بورقيبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
السِّير الذاتية للشخصيات، في تونس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات سياسيه :: سيرة ذاتية-
انتقل الى: