محلل: تعمّد مصر عدم فتح معبر رفح إجراء سياسي لابتزاز حماس
غزة (فلسطين) - خدمة قدس برس | الثلاثاء 22 اغسطس 2017 -
اعتبر المحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن مواصلة مصر إغلاق معبر رفح، رغم مقدرتها على فتحه، "إجراءً سياسيًا وليس إداريًا أو إجرائيًا، للضغط على حركة المقاومة الإسلامية حماس".
ورأى أبو شمالة في حديثه لـ "قدس برس"، أن الهدف من زيادة الضغط على سكان قطاع غزة هو "ابتزاز حركة حماس، أو اخذ موافقة منها على قضايا لم تكن موافقة عليها حتى الآن أو إضعافها".
وأردف: "ما هو الأمر السياسي الذي يحول دون فتح مصر لمعبر رفح طالما أنه فُتح لحجاج بيت الله الحرام والعالقين الأسبوع الماضي، ومُدد بتدخل مقربين من النائب محمد دحلان؟!".
وقال إن لغة المخابرات المصرية مع وفد اللجنة الوطنية للتكافل الاجتماعي التابعة للفصائل الفلسطينية، والتي زارت القاهرة مؤخرًا، وإبلاغهم بأن فتح المعبر مرفوض طالما لم يستقر الأمن في سيناء؛ دليل على محاولة ابتزاز حركة "حماس".
وتساءل: "ما علاقة المواطن الفلسطيني في غزة بالأمن في سيناء كي يعاقب على هذا الأمر؟".
وأضاف: "هذه أشياء تجعل تقديرات الموقف بأن الوعود المصرية بفتح المعبر والتشجيع على التفاهمات لم تكن وعودًا صادقة، حيث أصبحت التفاهمات (تفاهمات حماس مع دحلان) منزوعة الدسم".
وتابع: "عندما هللنا وطبلنا لفتح المعبر كنا نظن أنها منسجمة مع الوعود المصرية وتفاهمات لفتح المعبر، واليوم بتنا على قناعة بأن هذه التفاهمات أصبحت مقابل جلسات مع المخابرات المصرية دون أن يتم فتح المعبر".
ورجح أبو شمالة أن يكون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأطراف أخرى (لم يسمّها) قد تدخلت وضغطت على مصر لعدم فتح معبر رفح البري.
وذكر أن "تذبذب دخول الوقود المصري لغزة، من خلال عدد الشاحنات، يدلل على أن فتح المعبر هو إجراء سياسي وليس إداري أو له علاقة بالترميمات فيه".
واستعرض الكاتب السياسي عدة نقاط استند إليها في تقدير موقفه وهي؛ عدم السماح بإدخال قافلة المساعدات الجزائرية لغزة والتي وصلت أمام البوابة المصرية وتم إعادتها إلى ميناء بور سعيد رغم حصولها على كل الأوراق اللازمة لدخولها، وكذلك فتح المعبر للحجاج وللعالقين وإذلال العائدين إلى غزة من قبل الأمن المصري.
وأضاف: "كل هذا يؤكد على أن مصر قادرة على فتح معبر رفح والهدف من إغلاقه ليس للإصلاحات أو الترميم".
ورفضت السلطات المصرية مؤخرًا السماح لقافلة مساعدات جزائرية دخول قطاع غزة وذلك بعد انتظار 3 أيام أمام الجانب المصري من معبر رفح البري.
وعادت قافلة (الجزائر-غزة 4) وهي من إعداد وتنظيم "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" وتنسيق جمعية "الوئام" الخيرية في غزة أدراجها من معبر رفح إلى مدينة بور سعيد المصرية مع تواصل الاتصالات من أجل السماح بإدخالها.
وتحمل القافلة 14 حاوية وتضمن أدوية ومستلزمات طبية وسيارات إسعاف ومولدات للمشافي، وتقدر قيمتها بـ 4 مليون دولار.
وفتحت السلطات المصرية الأسبوع الماضي معبر رفح البري لسفر حوالي 3 آلاف حاج فلسطيني، ومئات الحالات الإنسانية وعودة المئات من العالقين في الجانب المصري وذلك بعد إغلاق استمر 5 أشهر لترميم الصالة المصرية.
وأشارت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية إلى أنه لم يسمح سوى لـ 4 في المائة من المسجلين للسفر، وعددهم 30 ألفًا، من مغادرة قطاع غزة خلال الفتح الاستثنائي للمعبر يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
ويشار إلى أن معبر رفح البري (المنفذ الوحيد لأهالي قطاع غزة على العالم الخارجي)، مغلق منذ آذار/ مارس الماضي، حيث يتم ترميمه بالكامل، ولم يفتح طوال هذه الفترة سوى 9 أيام للعائدين على غزة.
وبحسب وزارة الداخلية الفلسطينية، فإن المعبر لم يفتح منذ بداية العام سوى 14 يومًا فقط وأغلق 214 يومًا.
وبدأت السلطات المصرية منذ شهر آذار/ مارس الماضي عملية ترميم واسعة للصالة المصرية من المعبر بعدما هدمتها بشكل كامل حيث من المقرر أن تنتهي عملية إعادة البناء والتوسيع مطلع شهر أيلول/ سبتمبر المقبل بحسب مصادر متعددة.
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي مشدد، وتغلق مصر معبر رفح بشكل شبه كامل منذ تموز/ يوليو 2013، وتفتحه فقط لفترات محدودة جدًا لسفر الحالات الإنسانية من المرضى والطلاب والعالقين.
ومن الجدير بالذكر أن هناك حوالي 30 ألف فلسطيني مسجّلين في كشوفات السفر بوزارة الداخلية الفلسطينية؛ جلّهم من المرضى والطلاب والعالقين، إضافة إلى جود الآلاف من الفلسطينيين العالقين في مصر وبقية الدول بانتظار فتح المعبر للعودة إلى قطاع غزة.
وتفرض الدولة العبرية حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ 11 عامًا، حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين، كما وتواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح منذ صيف 2013 بشكل كامل، حيث أنه يفتح بشكل استثنائي لسفر المرضى والطلاب والحالات الإنسانية.