التأتأة عند الأطفال يجب علاجها.. لا السكوت عليها
التأتأة هي أحد مظاهر اضطرابات الكلام وصفتها أن يكرر المتحدث الحرف الأول من الكلمة عدة مرات، أو أنه يكون عرضة للتردد عند نطق كلمة، وتصحب هده الحالة تغيرات جسمية وانفعالية تظهر واضحة في تغير تعبيرات الوجه، وحركة اليدين وكذلك إحمرار الوجه ، والعرق أحيانا.
أسباب التأتأة
تشمل أسباب التأتأة الجوانب النفسية والاجتماعية كتلك التي تتعلق بالتربية والتنشئة الاجتماعية ، فأساليب التربية التي تعتمد على العقاب الجسدي والإهانة والتوبيخ كثيراً ما تؤدي إلى إصابة الفرد بآثار نفسية وإحباطات من شأنها أن تعيق عملية الكلام عند الأطفال ، فكثيراً ما يلجأ الآباء إلى إهانة الأبناء أمام الغرباء وتوبيخهم ومعاملتهم دون احترام .
كما أن إهمال الآباء للأبناء ومحاولتهم إسكات أبنائهم عند التحدث أمام الآخرين يؤدي في النهاية إلى خلق رواسب نفسية سلبية، تعمل على زعزعة الثقة بالنفس لدى الطفل مما يجعله يشك في قدرته على التحدث بشكل صحيح أمام الآخرين .
كما أن هناك أسبابا تشريحية عضوية كأن يعاني الشخص المصاب من خلل واضح في أعضاء الكلام أو يصاب بهذه المشكلة نتيجة لأصابة الجهاز العصبي المركزي بتلف في أثناء أو بعد الولادة ، ويعتقد بعض علماء النفس أن هذا السلوك بدأ إرادياً وأصبح بعد ذلك لاإرادياً .
آثار التأتأة
كثيراً ما يميل الأشخاص المصابون بالتأتأة إلى الانسحاب والابتعاد عن النشاطات الاجتماعية ، فهم لا يحبذون الاختلاط مع الآخرين ، كي لا يتعرضوا للإحراج ممن حولهم ، وبالنسبة للأطفال المصابين فإن الوالدين يشعران بالألم بخاصة عندما يتكلم ابنهما أمام الآخرين ويبادله هؤلاء الشفقة أو السخرية ، فكثيراً ما يعتقد الوالدان بأنهما السبب في ذلك فيتولد لديهما شعور بالذنب ، وقد يعمدان إلى محاولة عدم ترك الطفل يتحدث أمام الآخرين حتى لا يلفت النظر إليه .
ولهذه المشكلة حلول مناسبة. إذ يخطئ من يعتقد أن التأتأة لا علاج لها، بخاصة إذا كانت ناتجة عن أسباب نفسية ، إذ ينبغي علينا اللجوء إلى المختصين والبحث معهم في إمكان علاج هذه المشكلة .
ومن المؤلم أيضاً أن نحاول إخفاء الشخص المصاب عن أعين الناس ، والمؤلم أكثر هو أن تمنعه من البحث عن علاج لهذه المشكلة . أما تجنب الظاهرة فيتحقق بأن تعتمد الأسرة في بداية تنشئتها للأطفال إلى تشجيعهم على التعبير الصوتي لما يجول في أنفسهم ، كما ينبغي أن نكف عن عقاب الأطفال عندما يحاولون التحدث والمناقشة وإبداء الرأي . فلندعهم يتكلمون ولنستمع إليهم كما ينبغي وألا نعاقبهم عند محاولتهم إثبات ذواتهم والتحدث مع الآخرين ، أما الإهانة والتوبيخ للطفل أمام الآخرين من شأنه أن يؤدي إلى خلق شخصية غير سوية للطفل . فتدريب الأطفال على أصول التواصل الاجتماعي مع الآخرين وتوضيح ذلك كله يعلمهم العادات والتقاليد التي تخص مجتمعهم وتساعدهم على التمييز بين ما هو مقبول وما هو مرفوض من قبل الأسرة ، ونكرر مرة أخرى يجب ألا نترك الطفل يكتسب الخبرة بعد العقاب .
وإذا اعتبرنا ما سبق مرحلة أولى في العلاج، فإن المرحلة الثانية تكون باعتماد خطة علاجية ترتكز على طرق نستعين خلالها باختصاصي النطق، مثل طريقة تأخير التغذية الراجعة السماعية. وتكون عندما يواجه هؤلاء الأشخاص بأصواتهم ونُسمِعَها لهم بعدة تسجيلات على آلة التسجيل ، وتتم إعادة سماعها عدة مرات حتى يتعرف الفرد إلى طبيعة الحروف والكلمات . عندئذ يعمد إلى التحكم وتجريب الكثير من التغيرات مثل السرعة في الكلام فيبطئ ، ويجب أن يتم التدريب تحت إشراف اختصاصي .
وثاني هذه الخطوات هي الحديث الإيقاعي: ويتم ذلك بتدريب الفرد على التحدث بإيقاع معين متزامن . إن عملية ضبط الوقت من شأنها أن تزيد السلاسة أو الطلاقة في الكلام .
او ثالث خطوة هي التعلم الإجرائي: وفي هذه الطريقة نستعمل أساليب التعلم الإجرائي مثل التعزيز الذي يقدم للفرد عندما يتقن عملية الكلام بدون تأتأة . هذا بالإضافة إلى الكثير من الإجراءات السلوكية التي ممكن أن تتعلمها أسرة الشخص المصاب بعد مراجعتهم للاختصاصي النفسي.
نصائح للتغلب على التأتأة عند الطفل
التأتأة من المشاكل اللغوية التي تحدث للاطفال وتؤثر على انسياب الكلمات عند الحديث.
قد تكون على شكل ترديد مقطع من الكلمة في البداية او وسط الكلمة او السكوت فجأة اثناء الحديث، بحسب موقع الطب النفسي والارشادي للاطفال.
واحيانا تكون هذه المشكلة شديدة لدرجة انها تؤثر على الناحية التعليمية والاجتماعية للطفل.
نسبة وجود التأتأة عند الاطفال1 % وهي تحدث في الاولاد اكثر من البنات بنسبة 4 الى 1.
وهذه المشكلة تكثر في العائلات التي يكون عند افرادها تاريخ في التأتأة.
السبب غير معروف ولكن هناك عديد من النظريات.
ومن النظريات القديمة ان التأتأة تحدث بسبب وجود صراع او خوف وقلق عند الطفل، ولكن لم يوجد ما يثبت ذلك بشكل قطعي. ولكن لوحظ ان مشكلة التأتأة تزيد وتصبح اكثر شدة مع وجود ضغوط نفسية او توتر في بيئة الطفل.
ومن تلك النظريات ما له علاقة بالمخ وهو انه يحدث عدم سيادة الفص الايمن او الايسر لدى الطفل.
ومن النظريات المذكورة ايضا نظرية التعلم: وهي ان التأتأة بسبب تعلم الطفل هذه الطريقة منذ الطفولة.
ولكن لا ننسى ايضا العامل الوراثي في الموضوع.
تأثير التأتأة على الطفل من الناحية النفسية: الطفل عرضة لضعف المعنويات بشكل كبير وايضا عرضة للقلق ومرض الاكتئاب بسبب هذه.
من الضروري تقييم الطفل من الناحية النفسية واعطاء العلاج عند الضرورة.
نصائح هامة
عدم استعمال الشدة او العنف او التوبيخ للطفل بسبب هذه المشكلة.
تنبيه جميع افراد العائلة من اخوان او اخوات بعدم التعرض للطفل بالتعليق او الاستهزاء.
تشجيع الطفل على الكلام باستمرار وتجاهل أي تأتأة موجودة.
عمل جلسات فردية مع الطفل يوميا لمدة نصف ساعة على الاقل في جو ودي مشجع واستعمال الصور المخصصة...او الحديث عن المدرسة مع استعمال الاستراتيجيات التالية:
اولا: تدريب الطفل على بدء الحديث بهدوء.
ثانيا: تخفيض السرعة.
ثالثأ : التوقف بين الجمل.
ومن الضروري استعمال التعزيزات المعنوية والمادية واستشارة اختصاصي تخاطب لمساعدة الطفل.