بسبب سوريا..روسيا تقوم بأكبر انتشار بحري منذ عقود
حسب استخباراتٍ غربية فإن الكرملين يرسل كامل قوة أسطول الشمال لدعم هجومٍ أخير على حلب خلال أسبوعين (كليمنتياف/أ.ف.ب)
نشرت صحيفة التليجراف البريطانية تحذير مسؤولين بحلف الناتو من أن روسيا قد بدأت أكبر عملية نشر قواتٍ بحرية منذ نهاية الحرب الباردة تهدف بها إلى إنهاء الحرب في سوريا، عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
حسب استخبارات غربية فإن الكرملين يرسل كامل قوة أسطول الشمال لدعم هجوم أخير على حلب سيقع خلال أسبوعين
وحسب استخباراتٍ غربية فإن الكرملين يرسل كامل قوة أسطول الشمال بالإضافة إلى جزءٍ من أسطول بحر البلطيق لدعم هجومٍ أخير على مدينة حلب سيقع خلال أسبوعين. وأضافت الصحيفة أن القصف الأخير يهدف إلى دعم نظام الأسد والقضاء على المتمردين، مما يمهد الطريق لخروجٍ روسي من الحرب السورية.
سيؤدي الهجوم أيضًا إلى إلقاء الضوء على غياب رد الفعل الأمريكي في الأيام التي تسبق الانتخابات مباشرةً وقد يساعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب. واستباقًا لمناظرته مع مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون أصدرت حملة ترامب في الثامن عشر من الشهر الجاري خطابًا من خبراء عسكريين يدعمون خططًا لزيادة حجم الجيش الأمريكي.
من المتوقع أن تصحب سفنٌ حربية تابعة للبحرية الملكية البريطانية مجموعة من ثماني سفن حربية روسية، تضم حاملة الطائرات الرئاسية الوحيدة، بينما تبحر بالقرب من المملكة المتحدة في طريقها إلى البحر المتوسط. وتوقع ضباط كبار بالبحرية البريطانية أن تبحر القوة بالقرب من المملكة المتحدة يوم الخميس فيما تعتبره مصادر بوزارة الدفاع البريطانية استعراضًا للقوة. لكن دبلوماسيًا كبيرًا بحلف الناتو قال إن إرسال القوة البحرية هو نذيرٌ بهجومٍ جديد على حلب.
"إنهم يرسلون أسطول الشمال بالكامل وجزءًا كبيرًا من أسطول بحر البلطيق، في أكبر عملية نشر قواتٍ بحرية منذ نهاية الحرب الباردة"، قال الدبلوماسي. وأضاف: "ليست عملية طبيعية. خلال أسبوعين، سوف نشهد تصعيدًا للضربات الجوية على حلب كجزءٍ من الاستراتيجية الروسية لإعلان النصر هناك".
وتتابع الصحيفة أن القوة النيرانية الإضافية تهدف إلى إخراج أو سحق 8000 مقاتل من المعارضة المسلحة في حلب، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة التي لا تزال في أيدي المعارضة، والسماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء الانسحاب. وسوف تتسبب حملة جوية مكثفة في شرق حلب، حيث يوجد 275000 مدني محاصر، في جعل العلاقات أسوأ بين موسكو والغرب، والذي يقول إن "الكرملين قد يكون مسؤولًا عن جرائم حرب".
لكن من جانبه، لطالما مدح ترامب بوتين كقائدٍ قوي، واعدًا بعلاقةٍ أقوى مع روسيا إذا فاز بانتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر. كما صرح ترامب أنه، إذا تم انتخابه، سوف يلتقي مع الرئيس الروسي قبل تنصيبه رئيسًا في كانون الثاني/يناير. ورد الرئيس الروسي بالمثل واصفًا المرشح الجمهوري بأنه "مذهل وموهوب"، كما ناشد أحد أقرب حلفائه السياسيين، ويدعى فلاديمير زيرونوفسكي، الأمريكيين التصويت لترامب، معتبرًا إياه "هبةً للإنسانية".
وصرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع أن إعجاب ترامب ببوتين هو أمرٌ "غير مسبوق في تاريخ السياسة الأمريكية". وقال أوباما: "استمرار ترامب في الإطراء على بوتين إلى الدرجة التي يبدو معها أنه يبني الكثير من سياساته على أساس سياسات الرئيس بوتين.. هو غير مألوف ليس فقط بالنسبة لما يعتقده الديمقراطيون وإنما أيضًا بما كان يعتقده كل الجمهوريين تقريبًا قبل بضعة أشهر مضت".
صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إعجاب ترامب ببوتين هو أمرٌ "غير مسبوق في تاريخ السياسة الأمريكية"
وقد نشرت البحرية الملكية البريطانية سفينتين حربيتين لمقابلة مجموعة أسطول الشمال، والتي تقودها حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف". ونقلت صحيفة نرويجية، عن رئيس الاستخبارات العسكرية النرويجية، حيث مرت القوة البحرية الروسية قبل الوصول إلى المملكة المتحدة، قوله إن السفن الروسية "يرجح أن تلعب دورًا في المعركة الفاصلة للسيطرة على حلب".