كان والده علي سلمان القضاة فقيهاًشافعياًأجازه في علومه ومعارفه كبار علماء الشام في طليعتهم الشيخ علي الدقر. وقد لقّى أبناءه الأربعة العلوم الشرعية والعربية قبل أن يبعث بهم إلى الشام لتلقي العلوم الشرعية على أيدي علمائها.
سافر الشيخ نوح إلى دمشق عام 1373 هـ الموافق 1954م وقضى هناك سبع سنوات في المدرسة الغراء التي أسسها الشيخ علي الدقر حيث أكمل فيها الدراسة الإسلامية من المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية. ومن مشايخه في هذه المرحلة في الفقه الشافعي والعقيدة الإسلامية: الشيخ عبد الكريم الرفاعي والشيخ أحمد البصروي والشيخ عبد الرزاق الحمصي والشيخ نايف العباس والشيخ محمود الرنكوسي والشيخ محمد الشماع وفي نفس الوقت كان يحضر مجالس الشيخ المربي محمد الهاشمي التلمساني ومنه أخذ الورد اليومي في الطريقة الشاذليةالصوفية.
تخرج الشيخ نوح عام 1384 هـ الموافق 1965م ثم رجع إلى الأردن حيث انضم إلى سلك القوات المسلحة وعمل بجانب الشيخ عبد الله عزام الذي خلفه في منصب الإفتاء في عام 1392 هـ الموافق 1972م.
في هذه الفترة قدم رسالة في جامعة الأزهر بعنوان "قضاء العبادات والنيابة فيها" بإشراف الشيخ محمد الأنباذي ونال بها شهادة الماجستير في عام 1400 هـ الموافق 1980م.
قام منذ تم تعيينه مفتياً في عام 1392 هـ الموافق 1972م بإصدار مئات بل آلاف من الفتاوى لأسئلة تتناول كل جوانب الحياة والدين وتم نشرها في المجلة الإسلامية للقوات المسلحة بعنوان: التذكرة بالإضافة إلى محاضرات ومؤلفات ومقالات حول موضوعات متنوعة وفي شتى المجالات
في عهده تميز الجيش الأردني بوجود إمام راتب في كل وحدة ليؤم أفراد وحدته ويلقي دروساً دينية وكان يرتب لهذا الإمام برامج ودورات إسلامية إضافية في الفقه الشافعي وتفسير القرآنوالحديثوالعقيدة
أسس في الجيش كلية الأمير الحسن للدراسات الإسلامية حيث يقوم خريجوها بالتوجيه الديني في الجيش وبرتبة عسكرية تبدأ من رتبة ملازم.
وفاة الدكتور الشيخ نوح القضاة أحد كبار علماء الأردن
اُعلن فجر هذا اليوم الأحد 12/19/2010 وفاة الدكتور نوح سلمان القضاه أحد كبار علماء الأردن ومفتي الديار الأردنية السابق. وأسكنه فسيح الجنان
وسيشيع جثمانه الطاهر من مدينة الحسين الطبية إلى مقبرة رأس منيف (محافظة عجلون) بعد الصلاة عليه في مسجد البلدة عقب صلاة العصر . وانا لله وانا اليه راجعون السيرة الذاتية للشيخ نوح القضاة سماحة الشيخ الدكتور نوح علي سلمان القضاة حفظه الله، ولد في بلدة عين جنة في محافظة عجـلون، في الأردن عام 1358هـ 1939م، نشأ سماحة المفتي العام في أسرة علمية معروفة بالعلم والفضل كان والده الشيخ علي سلمان تعالى، فقيهاً شافعياً، أجازه في علومه ومعارفه، كبار علماء الشام في طليعتهم الشيخ علي الدقر. وقد لقن أبناءه الأربعة ما شاء الله أن يلقنهم من العلوم الشرعية والعربية قبل أن يبعث بهم إلى الشام لتلقي العلوم الشرعية على أيدي علمائها الأفاضل. درس الشيخ نوح حفظه الله، المرحلة الابتدائية، في الأردن، ثم سافر إلى دمشق في عام 1373هـ 1954م وقضى هناك سبع سنوات في معهد العلوم الشرعية، التابع للجمعية الغراء التي أسسها شيخ والده، الشيخ علي الدقر ، حيث أكمل فيها الدراسة الإسلامية من المرحلة الإعدادية حتى نهاية المرحلة الثانوية. وتخرج منها عام 1961م، بعد إتمام دراسته الثانوية في المدرسة الغراء التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق ومكث فيها أربع سنوات. (1961- 1965م) وحصل فيها على الشهادة الجامعية في الشريعة. وفي عام 1397هـ 1977، سافر إلى القاهرة للحصول على درجة الماجستير في الفقه المقارن، حيث درس أصول الفقه على يد العلامة الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الخالق، والفقه المقارن على يد الشيخ حسن الشاذلي، واستمع إلى محاضرات في التصوف لشيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود . وحصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر، وقدم رسالة في جامعة الأزهر بعنوان: "قضاء العبادات والنيابة فيها"، بإشراف الدكتور الشيخ محمد الأنبابي وكانت عام 1400هـ 1980م، كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في عام 1406هـ /1986م، وقدم رسالته بعنوان: "إبراء الذمة من حقوق العباد"، وكان المشرف على رسالته الشيخ صالح العلي الناصر ، ثم الشيخ الدكتور صالح الأطرم. عمل في سلك القوات المسلحة برتبة ملازم أول، (مرشد ديني) وعمل بجانب الشيخ عبد الله العزب الذي خلفه في منصب الإفتاء في عام 1392هـ 1972م. وبقي في منصبه متدرجاً في الرتب العسكرية، حتى عام 1992م، حيث أنهى خدماته برتبة لواء، وفي عام1992م، عيّن قاضياً للقضاة في الأردن، ثم استقال بعد عام واحد، فتفرغ للتدريس في حلقات علمية في مسجده، وأستاذاً جامعياً في الشريعة الإسلامية، في جامعتي: اليرموك وجرش. في عام 1416هـ 1996م عيّن سفيراً للمملكة الأردنية الهاشمية لدى إيران حتى عام 1421هـ/ 2001م، وفي عام 1424هـ/2004م عمل مديراً لإدارة الفتوى في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومستشاراً لوزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، ومستشاراً لوزير التعليم العالي حتى عام 1428هـ/2007م، وفي عام 1428هـ/ 2007م صدرت الإرادة الملكية السامية بتعينه مفتياً عاماً للملكة الأردنية الهاشمية. ومن أهم مؤلفات سماحة المفتي العام ما يلي: قضاء العبادات والنيابة فيها (رسالة الماجستير) إبراء الذمة من حقوق العباد (رسالة الدكتوراه) محاضرات في الثقافة الإسلامية (الكلية العسكرية). المختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد. شرح المنهاج في الفقه الشافعي. (قسم العبادات) كيف تخاطب الناس. لم تغب شمسنا بعد. صفات المجاهدين (رسالة تدرس للمنتسبين في الجيش الأردني).
عمر الأشقر: الشيخ نوح ممن يشهد له بالخيرية والتقوى، فهو صاحب كلمة وأمانة، ودود ومحبّ. حريص على الدعوة ونشرها. عرفته معطاءً في علمه، جاداً فيه، وفي تعريف الناس به، ممن لا يقصد الناس، بل من الذين يقصدون الله تعالى، يسعى في مصالح الإسلام والمسلمين[5].
أحمد نوفل: لا أعلم شخصية أردنية التقت عليه القلوب كما التقت على شخص الدكتور نوح، هو رجل المواقف الذي لا يغيب[5].
همام سعيد: فضيلة الشيخ نوح كان عالماً ربانياً، عف اللسان، طاهر القلب والسريرة، مخلصاً لدينه وأمته، عاملاً بعلمه، عادلاً في حكمه، نزيهاً في فتواه[5].
عبد المنعم أبو زنط: برحيل صاحب السيرة العطرة القضاة لم يخسر أردن الحشد والرباط هذا العالم الجليل فحسب بل خسره المسلمون عالميا حيث عرف بغزارة علمه وسمو اخلاقه وعزة الاباء في ظلال التقوى[6].
أسامة نمر عبد القادر: لقد فقدنا عالماً مخلصاً، وخسرنا قريباً مقرِّباً إلى الله عز وجل مقرَّباً من الله عز وجل ولا نزكي على الله أحداً، نرى النور من بين كلماته، وتحس بالجنة من وراء نظراته، يد حانية وقلب عطوف، ورع كما يشاء، نقي كما يطمح، لا أعده برجل واحد، بل أعده بستة ملايين رجل، له فضل على كل واحد منهم، ولله الفضل أولا وآخراً، أسأل الله سبحانه أن يحشره مع النبيين، فلقد ورث عنهم وورث عنهم، اللهم ألحقنا بركاب الصالحين، وأمتنا على أعتاب الصديقين، واحشرنا مع الراضيين المرضيين، اللهم آمين.
عبد اللطيف عربيات، رئيس مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين: إنه العالم والعامل الصادق فيما يفعل ويقول، وهو الذي شغل أكثر من موقع وعرفناه بتقواه وصدقه وأمانته ومن شاهد جنازته لاحظ كم يحبه ويحترمه أبناء شعبه ويقدرون العلماء الصادقين المنتمين لدينهم وأمتهم. وقد كان الفقيد علماً في شتى المواقع التي عمل بها سواء العسكرية أو القضائية أو الدبلوماسية، وكان بارزاً ومقدراً ومثلاً يقتدى به بصدقه وعلمه وأمانته[6].
محمد خازر المجالي، عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة الأردنية: الشيخ القضاة يعتبر أحد القدوات النادرة في هذا الزمن فقد كان مثال العالم العامل رحمة واسعة بقدر نواياه البيضاء وبقدر محبة الناس له[6].
عبد الناصر أبو البصل، رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية: الأمة الإسلامية فقدت عالماً من كبار علماء العالم الإسلامي والدعاة الكبار أصحاب البصمات الواضحة وكان له برنامج ويشكل مدرسة خاصة أنشأها في الأردن ضمن مدرسة الوسطية والاعتدال وضمن أسس ثابتة فيها المرونة والسعي وجمع كلمة العالم الإسلامي[6].
ياسر أبو هلالة: قلّ أن تجد شخصية مرجعية إسلامية في الأردن تحظى بثقة الناس مثل الشيخ الدكتور نوح سلمان القضاة. فالرجل كسب قلوب الناس وثقتهم من خلال القدوة العملية في المؤسسات التي بناها أو عمل فيها. ظل يُنظر إليه عالما عاملا بعيدا عن الخلافات السياسية أو المذهبية، يحبه الرسميون والمعارضون على السواء[7].
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الشيخ الدكتور نوح القضاة الإثنين 19 ديسمبر 2016, 8:56 pm
منهج سماحة الشيخ نوح القضاة في الفتوى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين:
من أعظم ما تُصاب به الأمة الإسلامية بين الحين والآخر موتُ العلماء، ذلك أن موت العلماء هو ذهاب للعلم الذي تحيا به الأمم، وينير لها الطريق في الحياة؛ فتهتدي به في حالك الظلمات كلما ادلهم خطب أو وقعت فتنة، قال صل الله عليه وسلمإنَّ الله لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعا، يَنتزعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولكن يَقبِضُ العِلْمَ بِموتِ العُلماءِ، حتى إذا لم يَبْق عالِمٌ اتَخَذَ النَّاسُ رُؤساءً جُهَّالاً؛ فَسُئِلوا فَأفْتَوا بغير علمِ؛ فَضَّلوا وأَضُّلوا)رواه البخاري ومسلم.
ومما أصيبت به الأمة في حاضرنا، موت سماحة الشيخ نوح القضاة رحمه الله تعالى، فقد كان سماحته عالماً ورعاً، وفقيهاً مفتياً، يدركُ أهمية الفتوى ومكانتها وعِظمَ مسؤوليتها أمام الله تعالى، ويتذكر دائماً الموقف العظيم بين يدي الله عز وجل، ولذلك كان يسعى إلى السلامة من هذا الموقف.
وكثيراً ما كان يردد قول الله تعالىوَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ) الزمر/60. وما رأيناه تلا هذه الآية إلا بكى وأبكى الحاضرين مستشعراً عظم المكانة التي يتبوأها المفتي ومسؤولية الفتوى أمام الله تعالى.
لقد سلك سماحة الشيخ رحمه الله تعالى منهجاً واضحاً في الفتوى؛ فكان رحمه الله لا يخشى في الحق لومة لائم، بل يضع نصب عينيه مرضاة الله عز وجل؛ فإذا لاحظ أن المستفتي لم تعجبه الفتوى قال له:"المفتي من أفتاك بما ينجيك لا بما يرضيك".
وبذلك يكون قد خط للمفتين من بعده السطور، مبيناً أن وظيفة المفتي هي بيان الأحكام الشرعية التي تأخذ بيد المستفتي إلى النجاة والسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
كان رحمه الله تعالى فقيهاً شافعياً يلتزم المذهب الشافعي في فتاواه، ويبين أنه مذهب المحدثين والمفسرين، ومع هذا فقد رسم لنا منهجاً وسطاً في الفتوى يقوم على التنوع والاختلاف والموازنة بين المذاهب الفقهية الأربعة، مذاهب أهل السنة والجماعة، سالكاً سبيل السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم
فرحمه الله تعالى لم يذهب بالناس مذهب الشدة، ولم يمل بهم إلى طرف الانحلال، وهذا هو الصراط المستقيم، الذي جاءت به الشريعة الإسلامية، فلا إفراط ولا تفريط.
فكان رحمه الله يلتزم المذهب الشافعي إفتاء وتطبيقاً وتدريساً، حتى إذا رأى أن المذهب قد ضاق على السائل أو ألحق به حرجاً؛ بحث في المذاهب الأخرى بما يوافق حال السائل ويليق به وييسر عليه، بفهم عميقِ لكليات الشريعة ومقاصدها العامة والخاصة.
ولذا نجد في فتاواه ما هو مأخوذ من المذهب الحنفي أو المالكي أو الحنبلي، إضافة إلى المذهب الشافعي، ولا يخرج عن هذه المذاهب، مبيناً أنها مذاهب أهل السنة والجماعة. فإذا رأى مفتياً خرج عن هذه المذاهب، وأخذ من الأقوال الضعيفة أو الشاذة قال:نحن لسنا أنبياء نشرع الأحكام فنحلل ونحرم، وإنما نحن طلاب علم، من وجدناه أخذ من المذاهب الأربعة فبها ونعمت، ومن خرج عنها أنكرنا عليه؛ لأن الأقوال المضطربة والشاذة تسبب خللاً في الحياة الفكرية والعملية.
وكان رحمه الله ينكر على المخالف بأسلوب العالم الحاذق الذي يلتمس الأعذار للآخرين، ويدافع عن العلماء والمجتهدين، فلم يكن يتصدى للرد إعلامياً على ما يسمع من فتاوى من مفتي العالم الإسلامي أو دور الإفتاء، مما يخالف ما يراه أو يقول به، وإنما كان يؤثر الصمت ويقول: أهل ذلك البلد أدرى بشؤون بلدهم، وكلٌّ مسؤول عن فتواه. أو يلتمس لهم عذراً ويبين أن هذا القول هو مذهب فلان من العلماء، وقال به فلان.
كل ذلك بأدب جم يذكرنا بسيرة السلف الصالح من العلماء والفقهاء في الخلاف والاختلاف والحوار والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وربما هذا ما جعله يحظى بمحبة واحترام الجميع على اختلاف أفكارهم واتجاهاتهم الفقهية والسياسية.
ومن منهجه رحمة الله عليه أنه كان يهتم بسريرته، ويستحضرعند الإفتاء النية الصالحة من قصد أنه خليفة عن رسول الله صل الله عليه وسلم في بيان الشرع وإحياء العمل بالكتاب والسنة وإصلاح أحوال الناس بذلك، ويستعين بالله على ذلك ويسأله التوفيق والتسديد، ويبتعد عن أصحاب النوايا الخبيثة. وكان يستشير من يثق بعلمه ودينه ولا يستقل بالجواب، (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) آل عمران/159.