منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 آفة الأخبار… محللوها!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

آفة الأخبار… محللوها!! Empty
مُساهمةموضوع: آفة الأخبار… محللوها!!   آفة الأخبار… محللوها!! Emptyالأربعاء 21 ديسمبر 2016, 9:39 pm

محمد كريشـان
آفة الأخبار… محللوها!!
التاريخ:21/12/2016 - الوقت: 8:59ص
آفة الأخبار… محللوها!! %D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%861

قديما قيل: آفة الأخبار رواتها. وقتها لم يكن هناك من شخص يمكن أن يسمى محللا. كان الناس يكتفون بسماع ما حدث من مصدر وثقوا هم في صدقه ونزاهته ليس أكثر. الخبر كان هو الأساس وعلى الراوي أن يكون أمينا حتى يصدقه قومه. وقتها لم يكن هناك لأسلوب كذاك الذي تعتمده أغلب وسائل الإعلام من ضرورة وجود مصدرين لإعلان خـــبر ما. كان يكفيهم أن يكون من جاء بالخبر مشهودا له بحسن الخلق والاستقامة وخشية الله من الانزلاق إلى الكذب أو التزوير. حتى رب العباد حين قال في كتابه الكريم «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، لم يطلب من الناس إهمال الخبر لمجرد أن من جاء به فاسق، أي خارج عن طريق الحق والصلاح، وإنما طلب منهم تحري صدقه حتى لا يسقط المؤمنون في حكم مبني على خبر غير صحيح أو دقيق أو غير مكتمل أو مغرض أو مدسوس… إلى غير ذلك.
اليوم: ما زالت آفة الأخبار رواتها، وهم هنا كل وسائل الإعلام التي نعرفها والتي انضمت إليها مواقع التواصل الاجتماعي، مع «جيش» آخر أضيف مؤخرا لتصبح الآفة مزدوجة: الرواة والمحللون. وإذا كانت مهنة الصحافة تحولت في السنوات الماضية إلى مهنة من لا مهنة لهم، فإن الأمور ازدادت سوءا بأن استقدم هؤلاء بدورهم أناسا على شاكلتهم لتحليل ما يردهم من أخبار، ضربتان على الرأس توجع!!
وحيث إن المصائب في الأخبار تتوالى وتزداد، والحروب تشتعل هنا وهناك فإن هذا «الضخ المستمر» للأحزان استلزم عددا لا بأس به من ناقليه إلى العالم. وحيث إن بؤر التوتر والنزاعات صارت منتشرة في كل مكان فقد فتح الباب أمام من يسمى بـ»المواطن الصحافي».
وككل شيء في هذه الحياة، كانت لهذه الظاهرة مزاياها وعيوبها فقد ساهمت في تدفق الأخبار من أي بقعة في العالم فلم تعد حبيسة المنع والتعتيم الذين كانت السلطات تلجأ إليهما، وهذا مكسب كبير، لكنها في المقابل فتحت الباب واسعا أمام أناس شتى: منهم الجيد والمهني، والطموح في أن يصبح صحافيا ميدانيا، لكن منهم أيضا ذاك الذي لا يفقه شيئا لا في الصحافة ولا في السياسة وساقته الأقدار أن يدَعي الاثنان معا، وكذلك المناضل الذي يعتقد أن الصحافة رسالة وبالتالي فهو لا ينقل إلا ما يريح التزامه السياسي والفكري أما البقية فلا تهم.
وطالما أن الباب فـُـتح واسعا لدخول أعداد ضخمة من هؤلاء فإنه اتسع كذلك لدخول صنف آخر يسمونهم المحللين السياسيين. يفترض بداهة أن هؤلاء على دراية واسعة بما يجري وقادرون، بثقافة سياسية وتاريخية محترمة، على تقليبه من أوجه مختلفة لوضع الجمهور في صورة الموقف كاملا وخلفياته فيتخذ لاحقا ما يراه دون وصاية قد تجمل قبيحا أو تشوه جميلا.
هذا لا يعني أن ليس من حق المحلل أن يكون له موقف مما يجري ولكن عليه أولا امتلاك أدوات التفكيك السياسي للأحداث وربطها ببعض استنادا إلى معطيات وحقائق وليس لهوى سياسي أو غــــيره. الذي يحدث الآن أن كل وسيلة إعلام، عربية أو أجنبية بالمناسبة، لا تأتي من بين هؤلاء إلى استديوهاتها إلا من «قال صوابا» أي إلا من قال لنا ما نريد سماعه. تستوي هنا كل الوسائل تقريبا مما سهـّـــل في نهاية المطاف تصنيف كل واحدة منها.
خذ أي قضية أو أزمة من أزماتنا، وهي ما شاء الله كثيرة، واذهب إلى وسيلة الإعلام هذه فستجد طوابير من المحللين كلهم يسيرون على نفس الطريق السريعة، ثم اذهب إلى وسيلة إعلام أخرى فسترى طابورا آخر على نفس الطريقة السريعة ولكن في الاتجاه الآخر. غاب التوازن والإنصاف في كلام هؤلاء جميعا، فالآخر بالنسبة إلى معظمهم إما ملاك أو شيطان. قد يـُــفهم هذا التخندق في أوساط السياسيين، وأكثر منهم المقاتلون على الأرض، ولكن أنىّ لنا أن نفهم هذا السلوك من باحث في مركز دراسات أو أستاذ علوم سياسية في جامعة ؟!!
حتى الجمهور تعــّود على مثل هذا الأداء فأصبح لا يروم مشاهدة إلا من يتفق معه من بين هؤلاء المحللين بغض النظر عن الواقع والحقيقة، هو يريد أن يسمع الكلام الذي يريحه حتى ينام بقناعاته المسبقة قرير العين. وإذا ما صادف أن تابع بعضهم محللا حريصا على بعض الإنصاف والدقة والنزاهة في تحميل المسؤوليات أو توزيع الاشادات فسيعتبرونه مائعا أو خائفا أو «بلا طعمة».
تعمدت ألا أستشهد بأي مثال عن كل ما سبق حتى لا أعـــــــلق مع أي كان… أردت أن «أفضــفض» فقط!!
(صحيفة القدس العربي)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
آفة الأخبار… محللوها!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: