منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التوجه نحو الملاجئ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التوجه نحو الملاجئ Empty
مُساهمةموضوع: التوجه نحو الملاجئ   التوجه نحو الملاجئ Emptyالخميس 22 ديسمبر 2016, 12:49 am

التوجه نحو الملاجئ Images?q=tbn:ANd9GcQYAzPBIX9lg-gqwGHbTLoAoVL4xahUsNifCYUDC1-o7U93ozjrijCVzpI

كارل بيلت
رئيس وزراء السويد سابقا

في أغسطس/آب 2015، نشرتُ تغريدة على تويتر أقول فيها إذا ما تم انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة، سوف يتعين علينا "التوجه نحو الملاجئ".

وقتها كانت تُعتبر رئاسة ترمب مستبعدة جدا، لكنها أصبحت اليوم حقيقية. ورغم أن الاحتماء داخل الملاجئ قد لا يكون الرد الأنسب -حتى الآن- لكننا نعيش في عالم أخطر بلا شك.

منذ ما يقرب من عامين، حذر مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ أنه "إذا نظرنا حول العالم، فإننا نجد الاضطراب والصراع في كل مكان". وكما لاحظ كيسنجر في ذلك الوقت، "لم تواجه الولايات المتحدة مثل هذه الأزمات الأكثر تنوعا وتعقيدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".

اقتباس :
"بعد سنوات من ارتفاع الاضطراب وعدم اليقين، ليس لدينا أي خيار سوى الافتراض أن مزيدا من الأحداث "الخطيرة وغير الممكن توقعها" أضحت وشيكة. من دونباس إلى كوريا الشمالية إلى منطقة الخليج، هناك أماكن كثيرة يمكن أن تشهد تطورات مؤسفة"
وما يبدو صحيحا من وجهة نظر واشنطن، أصبح مؤكدا للغاية من وجهة نظر أوروبية. بصراحة، تشعر أوروبا كما لو كانت محاطة بحلقة من النار، من جهة هناك روسيا التحريفية والانتقامية في الشرق، ومن جهة أخرى هناك انهيار أنظمة متعددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الجنوب.

منذ ربيع عام 2014، عندما بدأت روسيا بإشعال فتيل الصراع في دونباس وأجزاء أخرى من شرق أوكرانيا، تم قتل عشرة آلاف شخص هناك، وتشريد مليونين آخرين.وبطبيعة الحال، فإن هذه الأرقام ضئيلة بالمقارنة مع الكوارث الإنسانية في كل من سوريا وليبيا واليمن.

والآن، يخطط حلف شمال الأطلسي لنشر قواته في شمال شرق بولندا ودول البلطيق الثلاث (استونيا، لاتفيا، وليتوانيا) في حين يحاول الاتحاد الأوروبي السيطرة على تدفقات اللاجئين المستمرة والتحكم في حدوده الخارجية.

وعلاوة على ذلك، تسبب التهديد الأمني لروسيا في زيادة تدريجية في الإنفاق الدفاعي الأوروبي والتعاون الأمني. وإذا كان الاتحاد الأوروبي قد جعل من السلام والازدهار من بين أهدافه الرئيسية، فقد أُجبر على إعطاء الأولوية للأمن قبل كل شيء. وهذا تغيير كبير للغاية.

ولم تستثنِ "مجموعة الأزمات المعقدة" المملكة العربية السعودية، من حيث أكتب الآن. يبدو أن لا أحد يملك جوابا لهذه الأسئلة الأساسية حول كيفية استعادة الاستقرار في اليمن وبلاد الشام، لكن الجميع يعلم أنه مع استمرار الصراعات، من المحتمل أن تواجه المنطقة برمتها موجة من عدم الاستقرار. وهذا خطر لا يمكن تجاهله.التوجه نحو الملاجئ Top-page

هناك أيضا تخوف ناتج عن دعوة جهات في واشنطن لتجديد المواجهة مع إيران، مباشرة بعد أن تجنب الاتفاق النووي بين هذا البلد ومجموعة 5+1 خطر هذه المواجهة (إن لم تكن حربا صريحة).
على هذه الخلفية المضطربة، ستتمكن إدارة ترمب الجديدة من تبني سياسات مختلفة تماما عن ما رأيناه حتى الآن. إذا حكمنا من خلال الأسابيع القليلة الماضية، يبدو كما لو أننا سَنُجبر على مواكبة مشهد روتيني لزعزعة الاستقرار الدولي عبر تويتر.
اقتباس :
"نحن مقبلون على فترة تحول جيوسياسي: أصبحت التحالفات أقل استقرارا، وعدم اليقين آخذ في التصاعد. لا ينبغي للمرء المبالغة في خطر خروج الأشياء عن السيطرة، ولكن لا يمكن إنكار أن الأزمة القادمة سوف تكون أكبر بكثير مما تعودنا عليه، إذا لم نستطع التحكم فيها. وهذا مزعج في حد ذاته"
على سبيل المثال، من خلال التشكيك في سياسة أميركا "صين واحدة" التي دخلت حيز التنفيذ منذ فترة طويلة، أشار ترمب إلى أنه قد يُعَرض حتى الجوانب الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية لإعادة التفاوض و"الصفقات" الجديدة. وبلا شك، تشعر العواصم الوطنية في جميع أنحاء العالم بعدم الارتياح إزاء ما سوف يحمله المستقبل من مفاجآت.

ومن المؤكد أن الإدارات الأميركية الجديدة دائما تأتي في فترة من عدم اليقين النسبي. وسيستغرق الفريق الجديد وقتا طويلا قبل الشروع في العمل بسرعة، وقبل صياغة السياسات اللازمة وفقا للمعلومات التي ربما لم تكن متاحة له من قبل، مثل الإفادات الاستخباراتية. إدارة الأزمات هي شكل من أشكال الفن الذي يمكن للمرء أن يتعلمه فقط من خلال الخبرة، وبعض التدريب.

وبعد سنوات من ارتفاع الاضطراب وعدم اليقين، ليس لدينا أي خيار سوى الافتراض أن مزيدا من الأحداث "الخطيرة وغير الممكن توقعها" أضحت وشيكة. من دونباس إلى كوريا الشمالية إلى منطقة الخليج، هناك أماكن كثيرة يمكن أن تشهد تطورات مؤسفة.

في الأوقات العادية، تتيح شبكة العلاقات الدولية ما يكفي من القدرة على التنبؤ، والخبرة، والاستقرار إلى درجة أنه حتى الأحداث غير المتوقعة يمكن التحكم فيها، ولا تُحدث مواجهات بين القوى الكبرى. كانت هناك مُسببات وثيقة في العقود الأخيرة، ولكن لم تقع أي كوارث تامة.

ولكن ذلك الزمن قد ولى.. نحن مقبلون على فترة تحول جيوسياسي: أصبحت التحالفات أقل استقرارا، وعدم اليقين آخذ في التصاعد. لا ينبغي للمرء المبالغة في خطر خروج الأشياء عن السيطرة. ولكن لا يمكن إنكار أن الأزمة القادمة سوف تكون أكبر بكثير مما تعودنا عليه، إذا لم نستطع التحكم فيها. وهذا مزعج في حد ذاته.

في نهاية المطاف، سيعتاد العالم على إدارة ترمب، وستعتاد إدارة ترمب على العالم. لكن عدم القدرة على التنبؤ هو سيد الموقف، وأصبح الشعار الجماعي "أنا أولا" يعكس النظرة السائدة. لذا ينبغي أن نستعد للاحتماء لأن الاضطراب يمكن أن يصبح عالميا.

وبعبارة أخرى، إذا كان الوقت لم يحن بعد للتوجه إلى الملاجئ، فلن يضر بناؤها في مكان قريب بالتأكيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التوجه نحو الملاجئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوجه نحو الملاجئ   التوجه نحو الملاجئ Emptyالخميس 22 ديسمبر 2016, 12:51 am

نهاية القوة الأميركية الناعمة

شاشي ثارور
وزير سابق ورئيس اللجنة البرلمانية الدائمة للشؤون الخارجية في الهند


أحد ضحايا فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية هو بدون شك قوة أميركا الناعمة في جميع أنحاء العالم. وهو التطور الذي سوف يكون من الصعب -وربما من المستحيل- إلغاؤه، وخاصة بالنسبة لترمب.

تقليديا، كانت تُقيم القوة السياسية العالمية للبلدان وفقا لقوتها العسكرية؛ وكانت البلاد التي تتوفر على أكبر جيش تعتبر أكبر قوة. لكن هذا المنطق لم ينعكس دائما على أرض الواقع. فقد خسرت الولايات المتحدة حرب فيتنام. وهُزم الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. وفي السنوات القليلة الأولى في العراق، اكتشفت الولايات المتحدة حكمة القول المأثور للدبلوماسي الفرنسي تاليران أن الشيء الوحيد الذي لا يمكن القيام به بواسطة حربة هو الجلوس عليها.

ادخُل عالم القوة الناعمة. صاغ هذا المصطلح جوزيف س. ناي من جامعة هارفارد في عام 1990 لتفسير نفوذ الدولة بالإضافة إلى قوتها العسكرية (أو الصلبة) - وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة-. كما قال ناي، وتعني السلطة في أي بلد "القدرة على تغيير سلوك الآخرين" للحصول على ما تريد، سواء عن طريق الإكراه (العصي)، أو المدفوعات (الجزر)، أو الجاذبية (القوة الناعمة). وأضاف: "إذا كنت قادرا على جذب الآخرين"، "يمكنك الاقتصاد في العصي والجزر".

اقتباس :
"يقول ناي إن القوة الناعمة لأي دولة تنشأ من "ثقافتها، ومن قيمها السياسية، ومن سياستها الخارجية" لكنني أعتقد أن القوة الناعمة تنبع أيضا من تصورات العالم حول بلد ما؛ الأفكار والمواقف المتراكمة حوله حين يُذكر اسم البلد"
يقول ناي إن القوة الناعمة لأي دولة تنشأ من "ثقافتها (في الأماكن التي هي جذابة للآخرين)، ومن قيمها السياسية (عندما ترقى لمستوى من هم في الداخل والخارج)، ومن سياستها الخارجية (حين تكون لديها مشروعية وسلطة أخلاقية)" لكنني أعتقد أن القوة الناعمة تنبع أيضا من تصورات العالم حول بلد ما: الأفكار والمواقف المتراكمة حوله حين يُذكر اسمه البلد. وتُمارس القوة الصلبة. وتُثار القوة الناعمة.

الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم وأقدم ديمقراطية، وهي ملاذ للمهاجرين، وأرض الحلم الأميركي؛ حيث يمكن لأي شخص أن يصبح ناجحا إذا كان يعمل بجد بما فيه الكفاية. بل هي أيضا موطن شركة بوينغ وإنتل وغوغل وأبل ومايكروسوفت وMTV، وهوليوود وديزني لاند، وماكدونالدز وستاربكس، باختصار، هي موطن علامات تجارية وصناعات مميزة لها تأثير هائل في العالم.

وتكمن جاذبية هذه الأصول، ونمط الحياة الأميركية التي تمثلها، في كونها تُمكن الولايات المتحدة من الإقناع، بدلا من الإجبار، ويختار البعض الآخر أن يقر جدول أعمالها. وبهذا المعنى، تعمل القوة الناعمة كبديل ومكمل للقوة الصلبة.التوجه نحو الملاجئ Top-page

ولكن للقوة الناعمة حدود، حتى في أميركا. في أعقاب الهجمات الأميركية الإرهابية في 11 سبتمبر/أيلول 2001، كان هناك تدفق للنوايا الحسنة نحو الولايات المتحدة. ثم بدأت البلاد حربها على الإرهاب الذي يعتمد اعتمادا كبيرا على القوة الصلبة. ولم يستسغ المجتمع الدولي وسائل تلك السلطة: غزو العراق واحتجاز "المقاتلين الأعداء" وغيرهم من المشتبه بهم في سجن غوانتانامو إلى أجل غير مسمى، وفضيحة أبو غريب، كشف "المواقع السوداء" لوكالة المخابرات المركزية، وقتل المدنيين العراقيين من قبل المتعاقدين الأمنيين من القطاع الخاص الأميركي.

وكانت أصول القوة الناعمة الأميركية غير كافية للتعويض عن أوجه القصور في نهج قوتها الصارمة. وكانت الجماهير المتعاطفة مع الثقافة الأميركية غير مستعدة للتغاضي عن تجاوزات غوانتانامو. فاستخدامك مايكروسوفت ويندوز لا يهيئك لقبول التعذيب من قبل الدولة التي تنتجه. ولذلك انخفضت قوة أميركا الناعمة بشكل حاد، مما يدل على أن الطريقة التي تُمارس بها القوة الصارمة تؤثر على مدى فعالية القوة الناعمة بشكل سلبي.التوجه نحو الملاجئ Top-page

وسرعان ما تغلب السرد المحلي في أميركا على نكسات سياستها الخارجية، وذلك جزئيا بفضل التواصل غير المسبوق اليوم. في عالم الاتصالات الجماعية الفورية، يتم الحكم على الدول من قبل المجتمع الدولي الذي يتغذى بأنظمة إخبارية متنوعة على الانترنت، وأشرطة الفيديو الذكي وتويتر.

اقتباس :
"كانت أصول القوة الناعمة الأميركية غير كافية للتعويض عن أوجه القصور في نهج قوتها الصارمة. وكانت الجماهير المتعاطفة مع الثقافة الأميركية غير مستعدة للتغاضي عن تجاوزات غوانتانامو. فاستخدامك مايكروسوفت ويندوز لا يهيئك لقبول التعذيب من قبل الدولة التي تنتجه"
وقد كتب ناي، في عصر المعلومات هذا، أنه من المرجح أن تكسب ثلاثة أنواع من الدول القوة الناعمة: "تلك التي تتوفر على ثقافات ومُثل عليا سائدة قريبة إلى المعايير الدولية التي تؤكد الآن على الليبرالية والتعددية والاستقلالية. وتلك التي لديها قنوات الاتصال المتعددة، وبالتالي المزيد من التأثير على كيفية تأطير القضايا. وتلك التي لها مصداقية تُعزز أداءها المحلي والدولي". وقد نجحت الولايات المتحدة بشكل جيد على جميع هذه الجبهات.

في الواقع، وصلت ثقافة أميركا ومُثلها العليا إلى مستوى رفيع، واعتمدت مصداقيتها الدولية على ترتيباتها الداخلية. واستطاعت التغلب على قرون من العبودية والعنصرية بانتخابها رئيسا أسود في عام 2008 ومرة أخرى في عام 2012، مما يجسد قدرة البلاد على إعادة تجديد نفسها.

صعود ترمب إلى السلطة حطم تلك الصورة وشجع ميولات لم تشهدها الولايات المتحدة: كراهية الأجانب، كره النساء، والتشاؤم، والأنانية. وندد القادة السياسيون بنظام يَعِد بتكافؤ الفرص للجميع من أجل تحقيق طموحاتهم، مُحبطا تطلعات المواطنين العاديين. وفي دولة تحث الآخرين على الممارسة الديمقراطية تم انتخاب رئيس قال إنه إذا خسر لن يعترف بالنتيجة.

وأكد ناي أنه في عصر المعلومات، تتراكم القوة الناعمة في كثير من الأحيان في البلاد الذي تمتاز بقصة أفضل. ولقد كانت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة "ذات قصة أفضل"، لديها صحافة حرة ومجتمع منفتح، ترحب بالمهاجرين واللاجئين؛ وتتعطش لأفكار جديدة ومواهب الإبداع. وقد أعطى كل هذا للولايات المتحدة قدرة خارقة للعادة لسرد القصص التي هي أكثر إقناعا وجاذبية من منافسيها.

ولكن قد خفضت قصة هذه الانتخابات الأميركية بشدة القوة الناعمة، وتحول الأمل إلى خوف، وأصبح الحلم الأميركي كابوسا على العالم. وستستمر الشياطين في الصعود من صندوق باندورا في عام 2016 -مع تقارير حول استعمال العنصرية من قبل أنصار ترمب- وتشويه الآخرين أيضا. في نظرنا، فإن أميركا لن تظل هي نفسها، ولم يبدأ بعد حكم ترمب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التوجه نحو الملاجئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوجه نحو الملاجئ   التوجه نحو الملاجئ Emptyالخميس 22 ديسمبر 2016, 12:52 am

من حق العرب أن يتفاءلوا بالرئيس ترمب

محمد الجوادي
محمد الجوادي, أديب وكاتب ومؤرخ وأستاذ طب، وله إنتاج فكري خصب في مجالات التربية والآداب والفكر السياسي


لا شك في أن فوز ترمب كان مفاجأة غير متوقعة للأغلبية التي تابعت أداءه بشغف منذ أعلن نزوله إلى حلبة الانتخابات، وحتى وصل إلى المناظرات النهائية التي أظهرته أقل كفاءة وأقل توافقا مع متطلبات منصب بهذه الخطورة.

ومع أن هذه الأغلبية كانت -من باب الأخذ بالاحتياط- تتحسب للاحتمال القائل بإمكان فوزه بحكم ميل الأميركيين لغير المألوف وللمغامرة وللتجديد؛ فقد كانت الحسابات تؤكد لأصحابها ضعف هذا الاحتمال بسبب ما عهدته السنوات الأخيرة في التوجهات الشعبية الأميركية من حكمة جمهورهم وحنكتهم المتنامية في تأجيل الصدام، وتلوين الخلاف، وتجنب الحماس، وضبط الإيقاع.وهي "حنكة شعبية "يقدرها حلفاء الأميركيين بأكثر مما يفخر بها الأميركيون أنفسهم.

لكن هذه المقومات الجوهرية في السياسة الانتخابية الأميركية تبخرت في ليلة باردة من ليالي نوفمبر/تشرين الثاني الخريفية، وإذا بجماهير المتابعين بعد منتصف الليل الأميركي تواجه واقعا جديدا كان هو نفسه أول ما واجه أبناء الشرق الأوسط والقارة العجوز وهم -بحكم فروق التوقيت- يستقبلون في ذات الوقت تباشير وإشراق أو تجهمات وغيوم صباح اليوم التالي للانتخابات.

تعددت التحليلات المستفيضة والوافية لما يمكن أن يترتب على وجود ترمب وأسرته وعصبته وشخصيته وعقليته وخبراته وحساباته، لكنها في رأيي المتواضع لم تتوجه بالقدر المناسب إلى الشق الإيجابي الذي لا يزال من الممكن أن ينشأ عن وجود شخصية بهذه الدرجات الكبيرة من الاختلاف القيمي والانفعالي في مثل هذا الموقع.

اقتباس :
"تعددت التحليلات المستفيضة والوافية لما يمكن أن يترتب على وجود ترمب وأسرته وعصبته وشخصيته وعقليته وخبراته وحساباته، لكنها في رأيي المتواضع لم تتوجه بالقدر المناسب إلى الشق الإيجابي"
ومن الإنصاف أن أقول بل وأعترف بصواب كل الذين تحسبوا ولا يزالون متحسبين من هذا التغير الحاد والمفاجئ في زمن حساس وذلك على الرغم من اختلافي التام معهم؛ فلا شك في أن الرأي العام محق في أن يقتنع بلا عناء بأن أسانيدهم أقوى من رأيي؛ وسيعود ذلك ضمن ما سيعود إلى الحقيقة القائلة بأن ترمب نفسه -وفريقه معه- يكادون يؤيدون كل وجهات النظر تلك بتصرفاتهم المبكرة المعبرة بوضوح عن صدق التقديرات المتحسبة من الرئيس ترمب وفريقه.

لكني مع هذا ما أزال ميالا إلى القول بأن المعطيات المرتبطة بتعامل الرئيس المنتخب نفسه مع مواقفه السابقة باتت تصب في مصلحة العرب والمسلمين بل وربما تساعد الإستراتيجيات العربية البازغة بعدما عانت في السنوات الأخيرة من وطأة التقلصات الأميركية والانتهاكات الروسية.
وسأتناول بعض الأمثلة الرمزية التي أدلل بها على أن العوامل الحاكمة في الجانب الباطن للرؤية ربما تكون أقوى بكثير من الدلائل القاطعة في جانبها الظاهر.

وعلى سبيل المثال أولا فإن ترمب يبدو وكأنه لا يعرف أوربا الغربية ولا الشرقية على نحو كاف، ومن ثم فإنه لا يعرف العالم القديم ونحن في قلبه، لكن هذا الرئيس -خلافا لكل أسلافه- يعيش في الواقع تحت سقف واحد مع زوجته (ولدت في ١٩٧٠) التي نشأت وتربت في دولة صغيرة "جديدة " هي سلوفينيا التي كانت حتى تفكك الاتحاد اليوغسلافي ذائبة تماما في نظام يمكن وصفه باختصار بأنه نظام شيوعي معدل ذاتيا وموضعيا على يد دكتاتور محنك هو جوزيف بروز تيتو؛ ليس هذا فحسب بل إن ترمب في مطالع حياته الزوجية منذ ١٩٧٧ تشارك الحياة في تجربة زواجه الأولى مع سيدة منتمية تماما لأصلها التشيكي بكل ماضيه بما في ذلك الفترة التي انضمت فيها دولة التشيك إلى جارتها سلوفاكيا تحت اسم دولة تشيكوسلوفاكيا التي ربما كانت في الحقيقة بمثابة الدرة الثانية -بعد ألمانيا الشرقية- في الحلف (أو المعسكر) النقيض للناتو والذي سمي بحلف وارسو.

هكذا فإن ترمب الذي يبدو معاديا تماما للأجانب والهجرة واللجوء والتجنس والتطعيم ليس إلا واحدا من الذين عاشروا المشكلة بتوسع، وعاشوها بعمق، وأرادوا لها حلا على مستوى ممول أو معالج اقتصاديا لا على المستوى المدفوع أو المطلوب إنسانيا فحسب.التوجه نحو الملاجئ Top-page

ومن حسن حظ الإنسانية أن هذا النموذج البشري ليس عصيا عليه أن يكتسب الفهم الإيجابي المتقدم للحلول والعلاج والاستيعاب الاجتماعي والسياسي والتحول الفكري؛ فهو نموذج أفضل بكثير من نموذج شائع جذاب قد يمارس -بمهارة ظاهرة- سياسات من قبيل ذر الرماد في العيون؛ تمارس العمل على مستويين مختلفين في حقوق المواطنة.. الخ.

اقتباس :
"بدا ترمب في خطابه السياسي وكأنه يستسهل عداء الإسلام والمسلمين، وبدا أنه يفعل هذا بطريقة أوتوماتيكية بحتة؛ بل إنه بدا وكأنه يصل بهذا الاستسهال إلى حدود منفلتة تماما في تصريحاته وتعقيباته على حد سواء، وهي للأمانة في الطرح حدود غير مسبوقة"
وعلى صعيد ثان متصل بالأول وإن كان أكثر تعقيدا وتنفيرا فإن دونالد ترمب في خطابه السياسي بدا وكأنه يستسهل عداء الإسلام والمسلمين، وبدا أنه يفعل هذا بطريقة أوتوماتيكية بحتة؛ بل إنه بدا وكأنه يصل بهذا الاستسهال إلى حدود منفلتة تماما في تصريحاته وتعقيباته على حد سواء، وهي للأمانة في الطرح حدود غير مسبوقة، لكن هذا لا ينفي أن هذا النمط من العداء يندرج تحت خانة العداء الملقن لا العداء المكتسب ولا العداء المجتذب.

ومع أن عداء من هذا النوع يبدو مفرطا في عمقه وتعبيره بلا سبب فإنه سرعان ما يفقد إفراطه بل ربما ينفرط تماما؛ ويفرط فيه صاحبه سريعا؛ ولست أحب أن أكون حالما بلا مرجعية، ولا متفائلا بلا منطقية؛ لكن المتأمل في كل دعاوى ترمب ضد الإسلام يدرك بكل وضوح أنها دعاوى مستسهلة من أجل تجاوز أو حل المعضلات الأخرى؛ وليس أسرع من تبخر مثل هذه الدعاوى بمجرد أن يلجأ المسئول أو صاحب القرار لمواجهة المشكلة؛ والأمر في هذا شبيه بجهاز معطل تحت دعوى افتقاده لسلامة وحدة معالجة القوى الكهربية power supply فإذا حرك المسئول مقبس الجهاز نفسه إلى مصدر آخر للطاقة فإنه (الجهاز) سرعان ما يعمل بكفاءته المطلقة؛ وعندئذ تنتهي صدقية "التشخيص القديم" الذي كان مستسهلا تماما؛ بل ستترافق مع نهاية هذه التشخيصة الكاذبة الجاذبة مجموعة من اللعنات التي تصب على من صاغوها وعلى من استناموا لها.

وقد علمتنا التجارب التاريخية أن معظم الساسة البراغماتيين المندفعين ضد الإسلام بحكم ما تلقنوه وبحكم سرعة التيار هم أول من يستفيقون إلى ما كانوا يقعون فيه من خطأ عدواني يؤذيهم هم أنفسهم قبل أن يؤذي أحدا من المسلمين.

ومن حسن الحظ أيضأ أن وسائل الاتصال الحقيقي قد أمّنت طرقا لا نهاية لها لوصول أمثال ترمب وفريقه إلى الحقيقة، ووصولها إليه؛ فضلا عن أن التجارب الحديثة تدلنا على أن طائفة معينة ومحدودة الأفق والعدد من المسلمين هم الذين يسعون في تأجيج العداء للإسلاميين الملتزمين؛ ومن ثم فإن منطقهم في التشويه يبقى في حدود النفاق الذي يصعب عليه تحويل المواقف الجوهرية بفضل افتقاده المؤكد لمكونات خاصيتي "المصداقية" و"الصدقية" في خطابيه المعلن والخفي على حد سواء.

على صعيد ثالث فإن موقف ترمب من الأمل في تسجيل النجاح الإستراتيجي لا يعاني من اضطراريات ملحة وإلحاحيات حادة كما كان الحال فيما انتهت إليه الإستراتيجيات الأميركية على يد ثنائي أوباما وكيري؛ ولعل أبلغ مثل دال على هذا هو تصريحات ترمب عن إيران، وتصريحات مسئوليها عن توجهاته؛ ذلك أن ترمب بحاسة رجل الأعمال أقنع نفسه بأنه سيتقاضى من أعداء إيران التقليديين مقابل حماية، ومن ثم فإنه ليس بحاجة إلى الالتفاف نحو ابتزازهم بإيران وتدعيم قوتها الصاعدة عل نحو ما فعل أوباما من تقارب غير مبرر! (أثار منذ شهور نقد ترمب وأعطاه المبرر لمواصلة العمل في ملف استثماري واعد)؛ وهكذا فإن مقاربة ترمب للصراع العربي الفارسي لقيت من العرب ارتياحا نفسيا لم يعبروا عنه بعد بما فيه الكفاية، وكان لهم العذر في ذلك حتى لا يتورطوا في الفكرة الترابية بكل ما يبدو فيها من تناقضات.التوجه نحو الملاجئ Top-page

اقتباس :
"القول إن الممارسات الأميركية الاستعلائية الجارحة للسيادة في المنطقة العربية ستتراجع بكل ما يعنيه هذا التراجع من تحويل العنف السياسي إلى رياضة سياسية ذات قواعد ربما تعاني من الغش في بادئ الأمر لكن الغش الذي ستحتويه سوف يتضاءل مع الزمن"
وفيما يبدو لي بكل وضوح فإن الأفق السياسي المتخوف منه لدور الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط في مخيلة وفلسفة فريق ترمب "العقلي" سيتجاوز التمهيد لفكرة العمل على تفريغ المنطقة من أهل السنة إلى التهديد بإفراغها أيضا من أهل الشيعة ومن المسيحية الشرقية بكل طوائفها؛ وهو ليس تفريغا ديموجرافيا بتهجير السكان -كما حدث في عهد أوباما- ولكنه تفريغ عقلي يستلزم ويستتبع تفريغ عقول الشرق أوسطيين من عقائدهم؛ وهي فكرة تبدو خيالية لكنها في العقل الأميركي الباطن تمثل الفكرة التي خلبت ألباب عتاة الأكاديميين الأميركيين الذين أصبحوا وكأنهم يريدون أن يختصوا أنفسهم بأنهم أكثر البشر علاقة بصحيح الدين (!!) من خلال وسيلة واحدة فاعلة وهي إبادة معتقدات الديانات القديمة على نحو ما فعلوا ويفعلون في النظريات العلمية المتصلة بعلوم النفس والإنسانيات ليبدؤوا تاريخا علميا جديدا يبدأ بما بدأت به المدارس العلمية الأميركية؛ ومن العجيب أن اليهود يتظاهرون بمجاراة الأميركيين في هذا النهج إلى أن يحدث ما هو متوقع من افتراق مفصلي في لحظات غير متوقعة.

وفي هذا الصدد فمن حق العرب أن يتفاءلوا بقدرة دينهم على صمود مذهل في مواجهة مثل هذه الأطروحات.

على صعيد رابع فإن مفهوم النجاح عند ترمب يختلف تماما عن مفاهيم النجاح الرئاسية الأميركية منذ اندلعت الحرب العالمية الثانية؛ فعقل ترمب كما نقرؤه من تصرفاته قبل خطابه لا يسعى لفوز أميركا فيما تمارس وإنما هو يسعى لحيازة أميركا للفوز "مشيئا" أي على هيئة شيء متجسد؛ وهكذا فإننا لا نستبعد من ترمب أن يطلب من اليونان أو إندونيسيا أو الفلبين أو حتى من اليابان شراء جزيرة مهجورة أو شبه مهجورة من الجزر العديدة التي تتكون منها هذه الدول ليتولى هو تعميرها بقاعدة أميركية عسكرية تحت الأرض وبمنتجعات سياحية أميركية فوق الأرض؛ وليبلور مالم يتبلور لأميركا من قبل من مستعمرات ما وراء البحار.

وهنا يحق لنا أن نتفاءل حيث نستطيع القول إن الممارسات الأميركية الاستعلائية الجارحة للسيادة في المنطقة العربية ستتراجع بكل ما يعنيه هذا التراجع من تحويل العنف السياسي إلى رياضة سياسية ذات قواعد ربما تعاني من الغش في بادئ الأمر لكن الغش الذي ستحتويه سوف يتضاءل مع الزمن بحكم انتشار العلم.

وخلاصة القول في هذه الجزئية هو أنني أتصور فريق ترمب الرئاسي شبيها بذلك الإنسان الآلي أو الروبوتي الذي كان مشغله يتصور أن وظيفة الأذنين هي حمل ذراعي النظارة الطبية دون أن يعرف أن حاسة السمع أهم للإنسان من حاسة البصر التي طلبت المساعدة من النظارة الطبية؛ ذلك أن الولايات المتحدة أكبر بكثير من أن تكون هي الشركة الأميركية العظيمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
التوجه نحو الملاجئ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أمير قطر يزور تركيا ودولاً رافضة للحصار قبل التوجه إلى نيويورك
»  أعنف هجمات متبادلة بين حزب الله وإسرائيل ودعوة سكان الشمال للبقاء قرب الملاجئ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: