كيف تمرن دماغك على زيادة الثقة بنفسك؟
إن تناول الطعام الصحي المتوازن وممارسة التمارين الرياضية والنشاطات الاجتماعية كلها أمور تساعد على زيادة الثقة بالنفس. وهذا بحسب ما أوضحه موقع "
www.medicalnewstoday.com" الذي أضاف أن البعض قد يحتاجون لأكثر من ذلك لرفع ثقتهم بأنفسهم.
أما الآن، فقد وجد باحثون في دراسة حديثة أنه من الممكن تمرين الدماغ على رفع الثقة بالنفس. ففي الدراسة المذكورة، تعرف العلماء على نمط من النشاط الدماغي الذي يستطيع التكهن بحالة الشخص من حيث ثقته بنفسه. فضلا عن ذلك، فقد اكتشفوا أيضا أن هذا النشاط الدماغي يمكن التلاعب به لزيادة الثقة بالنفس.
وتعرف الثقة بالنفس بشكل عام بأنها إيمان الشخص بقدراته، كما وتعرف بأنها حالة داخلية تتكون مما نعتقده أو نشعر به تجاه أنفسنا.
أما ضعف الثقة بالنفس، فقد يؤدي إلى القلق الاجتماعي ومشاكل التواصل وغير ذلك، ما قد يسبب تأثيرات سلبية على العديد من جوانب حياة الشخص، منها تطور العلاقات والتطور المهني.
ووجدت الدراسات أن ضعف الثقة بالنفس قد يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض النفسي، من ذلك الاكتئاب والاضطراب الوجداني ثنائي القطب وغيرهما.
ويذكر أنه لا يوجد هناك اتجاه مناسب للجميع لزيادة الثقة بالنفس. فالبعض يجد إجراء تغيرات حياتية، منها الالتزام بنظام غذائي صحي، بأنه يزيد الثقة بالنفس، غير أن آخرين يحتاجون إلى إرشاد نفسي للوصول إلى ذلك.
أما في الدراسة الحالية، فقد أشار الدكتور أوريليو كورتيسيه، وهو قائد الدراسة، وزملاؤه، إلى أنه من الممكن إحداث تغيرات في النشاط الدماغي كأسلوب لتعزيز الثقة بالنفس.
ووصل الباحثون للنتائج المذكورة من خلال استخدام تقنية حديثة للتصوير، والتي هي عبارة عن مسوحات دماغية تراقب الأنماط المعقدة من النشاط الدماغي.
وقام الفريق البحثي المذكور بدراسة هذه التقنية على 17 شخصا كانوا يقومون بتمرين إدراكي حسي بسيط. ونتيجة لذلك، فقد تعرف الباحثون على نشاط دماغي معين يرتبط بارتفاع وانخفاض مستويات الثقة بالنفس.
كيف تبدو الثقة بالنفس في الدماغ؟ سؤال طرحه وأجاب عنه الدكتور ميتسوو كاواتو، وهو أحد القائمين على الدراسة المذكورة، مشيرا إلى أن هذا السؤال تصعب الإجابة عنه، غير أنه تم استخدام اتجاهات مأخوذة من الذكاء الصناعي لإيجاد أنماط محددة في الدماغ تكون قادرة على تعريف ما إن كان الشخص بحالة من الثقة العالية أو المنخفضة بالنفس.
بعد ذلك، أراد الباحثون معرفة ما إن كان بإمكانهم استخدام هذه المعلومات لزيادة الثقة بالنفس لدى المشاركين في الدراسة. وقد تبين أنه بإمكانهم بالفعل تعديل أنماط النشاط الدماغي للوصول إلى ثقة أعلى بالنفس.
ففضلا عن تسليط الضوء على العملية الدماغية المسؤولة عن الثقة بالنفس، يرى الباحثون أن ما وجدوه من نتائج لهذه الدراسة قد تجعل العلم يتقدم خطوة إلى الأمام في الكشف عن أساليب جديدة لتحسين الثقة بالنفس وغيرها من الحالات النفسية.