أنواع القبضات على مضرب التنس (Grips)
تلعب القبضة دوراً مهماً في ضرب الكرة. وكما هو معروف من "القانون الثالث لنيوتن"، فإن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، لذلك يجب أن يكون المضرب ثابتاً لحظة ضرب الكرة، إذا كان المطلوب ردها بأقصى قوة ممكنة لملعب المنافس. فإذا كانت القبضة غير ثابتة، فإن أكثر قوة الرد تُفقد، نتيجة دفع المضرب للخلف.
وهناك تصنيفات للقبضات، منها ما هو للقبض بيد واحدة، والقبض باليدين معاً. كما أن هناك تصنيفات، طبقاً لوضع راحة كف اليد من المضرب.
1. القبضة الشرقية الأمامية (Eastern Forehand Grip) (انظر شكل أنواع القبضات)
يرجع اسم هذه القبضة إلى أن أول استخدام لها، كان في منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وهي أكثر القبضات ملاءمة للمبتدئين. وفيها تكون راحة الكف خلف قبضة المضرب. ويُدرب المبتدئون على هذه القبضة، بأن يضعوا كف اليد مفروداً، على خيوط مضرب سطحه عمودياً على الأرض، ثم يسحب الكف، وهو على هذا الحال، حتى تلامس قاعدته نهاية المقبض. ويكون المضرب امتداداً للذراع، فيلف اللاعب أصابعه على المقبض، مع مراعاة أن يَبْعُد الإبهام عن السبابة، بحيث تقع نقطة اتصالهما، في منتصف السطح العلوي للمقبض. وفي النهاية يستقر الإبهام بين السبابة والوسطى. وبهذا يكون المضرب امتداداً طبيعياً لليد، في أثناء أداء الضربات الأمامية. كما يطلق على هذه القبضة "قبضة المصافحة". وتُعد القبضة الشرقية الأمامية ملائمة لضرب الكرات المنخفضة والمرتفعة. وتؤتي أفضل نتائجها، في الضربات المستقيمة.
2. القبضة الشرقية الخلفية (Backhand Eastern Grip)
يكون رسغ اليد في هذه الضربة، في وضع مريح للغاية، وهي سهلة التكيف لضرب الكرة على أي مستوى. وتستخدم في ضرب الكرات، التي في جانب الجسم العكسي للمضرب. وهي من القبضات المفضلة للمبتدئين.
ولتأديتها يمسك اللاعب المضرب بالقبضة الشرقية الأمامية، أولاً. ثم يسند المضرب من عنقه بواسطة إبهام وسبابة اليد اليسرى، ويدار المقبض ربع دورة لليمين تقريباً، وتكون نقطة تلاقي الإبهام والسبابة على الخط الفاصل، بين السطح الأيسر، والسطح العلوي الأيسر للمقبض. وبعد ذلك، إما أن تُلف الأصابع كلها حول المقبض، أو أن يلف الإبهام حول المقبض، ويكون فوق السبابة، أو يفرد الإبهام بالعرض على السطح الجانبي لمقبض المضرب.
3. القبضة العامة أو الأوروبية (Continental) (انظر شكل أنواع القبضات)
هي القبضة المفضلة في معظم البلاد الأوروبية. وفيها يضع اللاعب راحة كفه، على أعلى المقبض، في وضع يكون فيه الإبهام بعيداً عن السبابة، بحيث تقع نقطة اتصالهما في منتصف السطح العلوي، وتُلف الأصابع حول المقبض، إلى أن يتلاقى الإبهام مع السبابة.
وتتميز هذه القبضة، بأنها واحدة وثابتة، في كل من الضربات الأمامية والخلفية، ولا تتطلب تغيراً في وضع اليد. ويفضل الكثير من اللاعبين هذه القبضة، لهذا السبب. ذلك أن التغيير السريع في الضربات الطائرة، لا يسمح بوقت كاف للاعبين لتغيير قبضاتهم.
ويستطيع اللاعبون المتدربون، أن يجعلوا من القبضة العامة سلاحاً لنجاحهم، نظراً لما يتمتعون به من قدرة عضلية في رسغ اليد، وتوقيت دقيق، وسرعة رد فعل، وقوة ملاحظة متناهية.
4. القبضة الغربية الأمامية (Western Forehand Grip) (انظر شكل أنواع القبضات)
وهي مثالية لضرب الكرات متوسطة الانخفاض، وفيها يضع اللاعب راحة يده تحت قبضة المضرب، ثم تُلف الأصابع بحيث يتقابل الإبهام مع السبابة.
5. القبض باليدين معاً (Two -handed Grip) (انظر شكل القبض على المضرب)
الهدف الأساسي من القبض على المضرب باليدين معاً، إيجاد مزيد من القوة. وهذه القبضة شائعة الاستخدام في الضربات الخلفية، أكثر من الأمامية. وتكون اليد اليسرى، غالباً، ممسكة بالمضرب بقبضة شرقية خلفية، بينما تكون اليد اليمنى في وضع مساعدة فقط. وهناك بعض اللاعبين يقبضون على المضرب باليدين معاً ـ لمزيد من القوة ـ في الضربات الأمامية، وذلك باستخدام القبضة الشرقية باليد اليمنى، ثم تقبض اليد اليسرى فوقها.
مهارات رياضة التنس
تعتمد لعبة التنس، أكثر ما تعتمد، على ذكاء اللاعب ولياقته البدنية. وتوجد عدة مهارات ينبغي على اللاعب التمرن عليها، والتمكن منها. ومن أهم مهارات التنس ما يلي:
1. ملاحظة الكرة
ينبغي على اللاعب متابعة طيران الكرة، والتنبؤ بنقطة ملامستها للأرض، وزاوية ارتدادها، وقوة هذا الارتداد، حتى لحظة ملاقاتها بالمضرب، مع مراعاة تأثير الرياح وصلابة الأرض. فإذا كان اللاعب ـ مثلاً ـ معتاداً على قذف الكرة لأعلى عند لعب ضربة الإرسال، فعليه أن يخفضها قليلاً، إذا هبت رياح أثناء المباراة.
2. دراسة الوضع في ملعب الخصم
على اللاعب أن يلقي نظرة فاحصة على ملعب الخصم، وملاحظة موقف المنافس أو المنافسين، دون إهمال ملاحظة الكرة في الوقت نفسه، وذلك حتى يتمكن من تنفيذ خططه بنجاح.
3. وقفة الاستعداد
ينبغي على اللاعب أن يقف متأهباً، في انتظار رد كرة منافسه. ولذلك، يقف اللاعبون بطريقة، يُطلق عليها "وقفة الاستعداد". وفيها يقف اللاعب مواجهاً للشبكة وللمنافس، مع مراعاة فتح القدمين باتساع الكتفين تقريباً. وفي هذه الوقفة يكون ثقل الجسم، موزعاً على الجزء الأمامي من باطن القدمين، بما يسمح له دفع الأرض بثبات، والتحرك لأي ضربة بصورة أسرع.
وفي وضع الاستعداد، تثنى الركبتان قليلاً، وهذا الإجراء يخفِّض مركز ثقل الجسم لأسفل، وبذلك يكون الجسم أكثر اتزاناً.
وفي وقفة الاستعداد، يُراعى أن يكون المضرب مرفوعاً أمام الجسم، عند مستوى الوسط، ويشير رأسه إلى الشبكة. وهذا الوضع يساعد على التحرك بسرعة متساوية، لليمين أو لليسار. كما يجب أن يسند المضرب من عند العنق، باليد الحرة في حالة القبض، بيد واحدة.
كما يراعى أن يكون الجذع مائلاً للأمام قليلاً، والنظر موجهاً للكرة.
وبذلك، تساعد وقفة الاستعداد الصحيحة اللاعب، على التحرك بسرعة، ليس فقط لليمين ولليسار، ولكن أيضاً للأمام وللخلف، أو مائلاً مقاطعاً للملعب.
4. المعرفة بحركة الكرة
بسبب استدارة الكرة، فإنها يُمكن أن تتدحرج على الأرض، أو تنط، أو تطير في الهواء. فضلاً عن ذلك، فإن كرة التنس مطاطية مرنة، ولذلك كلما زادت قوة ضغطها على الأرض، ازدادت قوة ارتدادها من الأرض، وازدادت سرعتها تبعاً لذلك.
وينبغي على اللاعب أن يكون ملماً بحركة الكرة، من الناحية الفنية والخططية للعبة. فارتطام الكرة بالمضرب، يؤدي إلى دوران الكرة حول محورها، مما يؤثر في اتجاه طيرانها، وقوة ارتدادها من الأرض.
وهناك وسيلتان أساسيتان لملاقاة الكرة في اللعب. فإذا ضُربت الكرة في منتصفها تماماً، بمضرب عمودي، فإنها تطير في اتجاه الضرب، وتكون زاوية ارتدادها من الأرض مساوية لزاوية سقوطها على الأرض، ولا توجد صعوبة في تقدير هذه الكرات والاستعداد لها. وكل ما يجب عمله هو مزيد من القوة الدافعة، في رد الكرة المُرسلة في الاتجاه العكسي. أما إذا ضربت الكرة في أي موقع، غير منتصفها، فإنها تدور حول محورها، في الوقت الذي تتحرك فيه في اتجاه الضرب. وذلك يحدث، إذا كانت نقطة ملامسة الكرة للمضرب عند دفعها، إما لأعلى أو لأسفل، بالنسبة لمنتصفها، أو شمالاً أو يميناً.
ويتحدد دوران الكرة حول محورها، بناءً على طريقة توجيه الضربة نفسها. فإذا ضربت الكرة تحت منتصفها ـ مثلاً ـ فإنها تتحرك للأمام، ولكنها، في الوقت نفسه، تدور حول نفسها، في اتجاه يخالف اتجاه طيرانها. وفي هذه الحالة: تكون الكرة في حالة دوران خلفي (Back spin)، أما إذا ضربت فوق منتصفها، فإنها تكون في حالة دوران أمامي.
ويختلف مسار طيران الكرة، ومكان سقوطها على الأرض، حسب طريقة لعبها، وهل ضُربت من دون دوران، أو بدوران أمامي، أو خلفي.
أما إذا ضربت الكرة يسار منتصفها، أو وجهت الضربة من اليسار لليمين، فإن الكرة تتحرك للأمام مع دوران أيمن، في اتجاه عقارب الساعة. وعلى النقيض، إذا ضربت الكرة على يمين منتصفها، أو وُجهت الضربة من اليمين لليسار، فإن الكرة تدور على عكس اتجاه عقارب الساعة، بينما تتحرك للأمام.
والخلاصة، أن لاعب التنس لديه العديد من الخطط، التي يستطيع بها كسب النقاط، إذا تمرن جيداً على ضرب الكرة بزوايا مختلفة، تمكنه من فتح مساحات خالية في ملعب منافسه، يصعب معها الوصول إلى الكرة الساقطة، وردها بطريقة صحيحة.
5. اختيار نوع الضربة
يعُد اختيار نوع الضربة، في الوقت المناسب، والمكان المناسب، هو مفتاح الفوز في المباريات. وعموماً، توجد ضربات أساسية، ينبغي على المبتدئ تعلمها، قبل أن يلعب مباريات ندية. كما توجد ضربات متقدمة للاعبين المتمرسين. ويوجد ثلاثة أنواع من الضربات الأساسية؛ الضربات الأمامية الأرضية (Ground Forehand strokes)، الضربات الخلفية الأرضية (Ground Backhand Strokes) وضربات الإرسال (Service).
تُعد الضربات الأمامية من الضربات المألوفة، الأكثر انتشاراً في لعبة التنس، كما أنها تتميز بسهولة أدائها، بالنسبة للضربات الأخرى. لذلك، يجب على اللاعب تعلمها جيداً، والتحكم فيها، قبل البدء في تعلم أي ضربات أخرى.
أما الضربات الخلفية الأرضية، فهي من الضربات المهمة في لعبة التنس، ولصعوبة أدائها، ينبغي على اللاعب بذل جهد كبير لإتقانها.
وقديماً، لم يكن لضربة الإرسال أهمية، سوى أنها وسيلة لبدء اللعب. لذلك، كان اهتمام اللاعب عند أدائها، أن يكون مطابقاً لقانون اللعبة فقط. إلاّ أنه مع نمو اللعبة وتقدمها، تطورت ضربات الإرسال وتنوعت، وأصبحت ضربات هجومية، الهدف منها تحقيق الفوز.
ويُعد أنسب مكان لوقفة الاستعداد لضربة الإرسال، هو عند منتصف خط القاعدة، إذ يستطيع اللاعب توجيه الإرسال من هذا المكان جيداً، إما مستقيماً، أو مائلاً للأركان الداخلية والخارجية في منطقة الإرسال (انظر شكل وقفة الاستعداد). وفي وقفة الاستعداد، يتجه الجانب الأيسر للجسم ناحية الشبكة، على أن تكون القدم اليسرى مع خط القاعدة بزاوية مقدارها 45ْ. وتوضع القدم اليمنى على بعد خطوة واحدة خلف القدم اليسرى، كما يوزع ثقل الجسم على القدمين بالتساوي.
ويوجد ثلاثة أنواع من ضربات الإرسال؛ المستقيمة (انظر شكل ضربة الإرسال المستقيمة)، وذات الدوران الخلفي (انظر شكل الإرسال بالدوران الخلفي)، والملتوية (Twist) وتعرف أيضاً بضربة البرِّيمة (Screw).
كما توجد عدة أنواع من الضربات المتقدمة، منها الضربات الطائرة (Volley)، والضربات المرفوعة (Lob)، والضربات الساحقة (Smash)، والضربات الساقطة (Drop Shot).
وتتميز الضربات الطائرة، عن سائر الضربات الأخرى، في أن ضرب الكرة يتم قبل ملامساتها للأرض. وكلّما كان اللاعب قريباً من الشبكة، كانت اللعبة أكثر خطورة، على المنافس في رد الكرة. وتتم الضربات الطائرة إما بالضربة الأمامية (انظر شكل الضربة الطائرة الأمامية)، أو الضربة الخلفية (انظر شكل الضربة الطائرة الخلفية). وتصلح الضربات الطائرة، أيضاً، لكل من الكرات العالية، أو المنخفضة.
أما الضربات المرفوعة (Lob) فتُعد من الضربات الدفاعية المهمة، وفيها ترفع الكرة فوق الخصم، الواقف قريباً من الشبكة، متخذة مسار قوس عال، لتسقط بين خطي الإرسال والقاعدة. وفيما عدا ذلك، فهي مشابهة للضربات الأمامية والخلفية الأرضية، من حيث طريقة الأداء.
أما الضربات الساحقة (Smash)، فمن الضربات الهجومية الأساسية في اللعب. وتستعمل في حالة الكرات العالية المرسلة من الخصم. وهي شبيهة بضربة الإرسال، من حيث طريقة أدائها، ولكنها تختلف عنها في سهولة تنفيذها، إذ يستطيع اللاعب إرسالها من أي مكان في الملعب، وتوجيهها إلى أي نقطة في ملعب خصمه. وتتركز صعوبتها في أن اللاعب يؤديها أثناء الحركة، والجري السريع لملاقاة الكرة، وليس من موضع ثابت كما في الإرسال. وتؤدى الضربات الساحقة، إما بالطريقة الأمامية، أو بالطريقة الخلفية، كما في الضربات الأخرى.
وتعد الضربات الساقطة (Drop Shots)، من أهم الضربات الهجومية في لعبة التنس، إذ يُسقط اللاعب فيها الكرة خلف الشبكة مباشرة، منتهزاً فرصة وقوف المنافس، بعيداً عند خط القاعدة.
اللياقة البدنية وأثرها على اللاعب
يمتاز لاعب التنس ذي اللّياقة البدنية العالية، بالسرعة، والمرونة والقوة. والمكان الأفضل للحصول على هذه الصفات، هو التدريب في أرض الملعب. فساعة واحدة من التمرين يومياً (مع الاستمرار)، كفيلة بإضفاء هذه الصفات على المتمرن، إضافة إلى تمارين الجري لعدة أميال يومياً. ويبين الشكل الرقم 18 بعض التمارين الرياضية، التي يحرص كل لاعبي التنس المحترفين على أدائها، 5 ـ 10 مرات يومياً، على الأقل (انظر شكل تمارين اللياقة البدنية).