ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: يتركونهم لدور الرعاية ..وماذا بعد؟ الإثنين 17 يونيو 2013, 2:22 am | |
| [rtl] يتركونهم لدور الرعاية ..وماذا بعد؟[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
[/rtl] - تنتظر سنوات وسنوات لتشعر بمشاعر الامومة!. لم تترك بابا الا طرقته :الاطباء، التداوي بالاعشاب، وصفات اخرى كل ما تتمناه ان ترزق بطفل وان تسمع كلمة «ماما « !.
هي ..! واحدة ؛من نساء كثيرات غير قادرات ،على الانجاب فتحولت حياتهن الى معاناة حقيقية ، يحلمن بوجه طفل يعيد لهن الامل . و في ان واحد ..هناك في الحياة امهات واباء ،تخلوا عن اطفالهم ، تركوهم بسبب مشاكل وخلافات اسرية او بسبب وفاة الام او الاب فيكون الخيار التنازل عن الاطفال وعدم تحمل اي طرف منهما مسؤولية رعايتهم ليصبح البديل دور الرعاية ومؤسسات تفتح ابوابها لهم في كثير من الاحيان ،لحظة مغادرة ارحام امهاتهم فلا يحظوا بقطرة من حنانها ولا يشعرون بدفء عطفها فتنقطع علاقة الارتباط بها ،التي عاشوها سوية طيلة تسعة شهور بمجرد قطع الحبل السري . لينتقلوا الى دور رعاية فيسبتدلون وجوه الامهات بوجوه مربيات ويكبروا عاما بعد عام، لا يوجد بحياتهم معنى الاسرة .
وعي وادراك هناك اطفال اخرون انتقلوا لمؤسسات الرعاية الاجتماعية وهم على وعي وادراك بوجود امهاتهم وابائهم وعاشوا معها لسنوات لكن بسبب التفكك الاسري والخلافات الزوجية ودعوا هذه المرحلة العمرية من حياتهم واصبحوا يعيشون هم ايضا في دور الرعاية يتنقلون من دار لاخرى تبعا لاعمارهم يحملون بانفسهم حزن كبير بعد ان فقدوا الامن والاستقرار النفسي فيكبرون وهم يتساءلون عن سبب وجودهم بدور الرعاية وتنازل اسرهم عنهم ؟ هذا هو حال كثير من الاطفال الذين بعد ان يبلغوا عمر الثامنة عشرة ،يودعون مرحلة الطفولة التي لم يكن لهم منها نصيب سوى اسمها فقط !. ضحايا اسرهم من يتخرج من دور الرعاية ، شباب اوفتيات ،هم ضحايا اسرهم بالدرجة الاولى يخرجون للحياة دون سند حقيقي ودون حب وحنان امهات يتابعن تفاصيل حياتهم ويشعرنهم بانهم محط اهتمام وان الحياة هم وهم الحياة . ودون وجود اباء يشعرونهم بالقوة والاستقرار النفسي، وان تعثرت بهم الحياة مرات لا يجدون من يقف بجانبهم يمد لهم يد العون والنجاه فالاباء مصدر الثبات والرجولة لاطفال لم يشعروا بهذه المعاني بحياتهم . فكم امراة تقضي حياتها وهي تحاول ان تنجب طفلا لتعيش له وكم ام تترك طفلها فلا تعلم شيئا عنه ولا تدمع عيناها لابتعاده عنها ولا تحاول ان تعيده لحضنها ولو وقفت الحياة كلها ضدها لتجنبه الالام لا تدرك هي حجمها ومعانيها الا عندما يصبح الطفل شابا يحمل باعماقه مشاعر الحقد والكراهية لكل ما حوله ويشعر بالذنب من خطيئة لم يرتكبها هو لكنه دفع ثمنها . ويرى اخصائيون اجتماعيون ان معظم مشاكل خريجي دور الرعاية هي مشاكل نفسية بالدرجة الاولى، كونهم لم يحظوا بفرصة العيش مع اسرهم وحرموا في مراحل عمرية من حياتهم من الاحساس بالحب والاهتمام ،فماذا يمكن ان تكون شكل الحياة بدور الرعاية ؟ . واكدوا على ان هذه الفئة بامس الحاجة لرعاية لا تخلو من الحب والحنان في مرحلة الطفولة ليتمكنوا من تعويض ما فقدوه ولو بنسبة معينة لافتين الى ان الاحتضان او الاسر البديلة تساعدهم على تجنب تجربة دور الرعاية وتمنحهم فرصة جديدة لحياة مختلفة . واشاروا ان هذه الفئة تكبر وهي ترغب بتحميل الاخرين مسؤولية ما حدث معهم بمرحلة الطفولة ويعيشوا معتمدين على الاخرين في تامين احتياجاتهم لانهم يؤمنون باعماقهم بانهم ضحايا ولن يتوقفوا عن اعلان غضبهم المستمر حيال كل شيء لهذا فان مطالبهم لا تقف عند حد كونهم يرون ان من واجب الاخرين الابقاء على المساعدة الدائمة لهم ولو تجاوزا مرحلة دور الرعاية واصبحوا قادرين على الاعتماد على انفسهم .
قصص انسانية مؤلمة خلف ابواب المؤسسات ودور الرعاية ،العديد من القصص الانسانية المؤلمة فهناك اشقاء يدخلون مؤسسة اجتماعية سوية بسبب التفكك الاسري ا لذي لا يزال يشكل النسبة الاكبر في المؤسسات . وهناك اطفال ابتعدوا عن اسرهم بسبب وفاة الام وزواج الاب من جديد وعذاب زوجة الاب وهناك اطفال التحقوا بالمؤسسات بعد طلاق ابائهم وامهاتهم وزواجهما مرة اخرى في تجربة جديدة لكنهم لم يعيدوا الاطفال لاي منهما . اطفال المؤسسات يحلمون بامهاتهم فهناك اطفال من ضحايا التفكك الاسري لم يحضروا معهم العابهم عند مغاردة منازلهم لكنهم احضروا صور امهاتهم فكانت هي ملجئهم يعيشون على موعد الالتقاء بهن من جديد ويذهب العمر ولا تطرق امهاتهم ابواب المؤسسات لاستعادتهم او السؤال عن احوالهم .
جهات ايا كانت الجهات التي ترعى هذه الفئات سواء في مرحلة الطفولة او عند بلوغهم مرحلة الشباب، لا يمكنها ان تعوضهم عن ما فقدوه لانهم لا يحتاجون لتوفير مكانا للمبيت ولا وجبة طعام ولا رحلة ترفيهية هم بحاجة لحب وحنان واهتمام لا يجدوه سوى عند امهاتهم وابائهم خاصة ان كان لهم وجود حقيقي بحياتهم ليجدوا انفسهم فجاة في دور رعاية . وتبقى الاسرة بكل مكوناتها وتفاصيلها هي الاساس في حياة كل انسان وما يعيشه الانسان في مرحلة طفولته يرافقه طيلة حياته فأن يدفعوا الاطفال ثمن الخلافات الاسرية او سوء الاوضاع الاقتصادية لاسرهم او علاقات غير شرعية تنتج اطفالا يكون مصيرهم دور الرعاية جمعيها جوانب ومبررات غير منصفة بحقهم . فمن حق الطفل ان يعيش مع والديه او احدهما ان اختار الاخر الابتعاد او تخلى عن مسؤولياته فخيار دور الرعاية فصل واحد بمسرحية لا تنتهي بخروج الاطفال من هذه الدور بل هي مجرد البداية لانهم لن يحملوا باعماقهم سوى الحقد والكراهية ليس فقط لاسرهم التي تخلت عنهم لكن لحياة سوف يتعثرون بها وان مدت لهم قلوب اخرى ونسبة قليلة منهم من يحاولون تضميد جروح قلوبهم والسير قدما لحياة افضل . فالمسؤولية الاولى والاخيرة لامهات واباء تركوا اطفالهم فغابت الرحمة عن قلوبهم ونحن لن ندرك ما تعانيه قلوب اطفالهم صغارا وقلوبهم وهم شبابا وان قدمنا لهم الكثير سوف تبقى قلوبهم تنزف دما وحسرة والما على حياة لم تنصفهم . [rtl][color] [/color][/rtl] |
|