منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الفكر الغربي من المثالية إلى الفلسفة الوضعية.. صراع العقل والتجربة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الفكر الغربي من المثالية إلى الفلسفة الوضعية.. صراع العقل والتجربة Empty
مُساهمةموضوع: الفكر الغربي من المثالية إلى الفلسفة الوضعية.. صراع العقل والتجربة   الفكر الغربي من المثالية إلى الفلسفة الوضعية.. صراع العقل والتجربة Emptyالخميس 12 يناير 2017, 7:37 am

الفكر الغربي من المثالية إلى الفلسفة الوضعية.. صراع العقل والتجربة

الفكر الغربي من المثالية إلى الفلسفة الوضعية.. صراع العقل والتجربة %D9%83%D9%88%D9%86%D8%AA_%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9_%D9%88%D8%B6%D8%B9%D9%8A%D8%A9

عماد عبد الرحمن
الفلسفة الوضعيّة تعتبر كرد فعل للفلسفة المثالية، والمثالية هي الفلسفة القائلة برد الوجود إلى الفكر أو القائلة إن الفكر منطلق لمعرفة الوجود، وإن العقل هو مصدر المعرفة، فجاءت الفلسفة الوضعيّة كردةٍ عن الفلسفة المثالية وجعلت العقل ليس هو مصدر المعرفة بل التجربة هي مصدر المعرفة وأن على العلم وصف ظواهر الأشياء فقط لا تفسيرها.
وقد اشتهرت بعض المقولات الفلسفية التي أعطت الوضعيّة دفعة حاسمة للنشوء كقول الفيلسوف كارل ماركس :"لم يفعل الفلاسفة شيئا أكثر من تأويلهم للعالم بأشكال مختلفة، فيما عليهم تغييره"، في حين يقول الفيلسوف الدنماركي سورين كيركغارد في هجومه على الفكر المجرد :"ما هو الفكر المجرد؟ إنه الفكر الذي لا نجد فيه مفكرين ... وما هو الفكر الموضوعي؟ إنه الفكر الذي نجد فيه مفكرا ... في هذا الفكر يعطي الوجود المفكر الموجود الفكرة والزمان والمكان".
أما أرتور شوبنهاور فقد اعتبر أن العالم لا يتأسس على مبدأ عقلاني، بل على الإرادة باعتبارها دفعا أعمى ولا عقل فيها، أما الظواهر فليست إلا موضوعات هذه الإرادة، إنها ثمرة جهدها الثابت، هكذا يقول مؤلفوا أطلس الفلسفة بيتر كونزمان وفوانز بيتر بوركارد واكسل فايس.
إذن فالفلسفة الوضعيّة هي ردة فعل تريد أن تصنع شيئا في الواقع والحياة، ولكننا أسلفنا في مقالات سابقة أن أي حركة في الحياة تحتاج إلى فكرة، ولن يقوم أي مشروع في الحياة سواء على المستوى الفردي الشخصي أو على المستوى الاجتماعي الكلي إلا بفكرة تشعل العقل وتدفع إلى العمل، حتى الذين يقولون إنهم يريدون الاعتماد على الإرادة نقول لهم الإرادة لا تكون من غير فكرة سابقة عليها لأن الذي لا فكرة لديه كيف يريد!  
والفلسفة الوضعيّة هي تيار انتشر في القرنين التاسع عشر والعشرين: ينكر أن للفلسفة نظرة شاملة للعالم، ويرفض المشكلات التقليدية للفلسفة (الميتافيزيقيا) لأنها غير قابلة للتحقق عن طريق التجربة، وتحاول الفلسفة الوضعيّة أن تضع منهجا للبحث ونظرية المعرفة لتقف بين المادية المتطرفة وبين الفلسفة العقلية والمنهج العقلي.
وأحد أهم المبادئ لدى الفلسفة الوضعيّة النزعة الظواهرية المتطرفة التي تقول إن مهمة العلم هو الوصف الظاهر للواقع وليس تفسير الواقع، وعلى العلم التخلص من الميتافيزيقيا.
يقول الفيلسوف أوغست كونت في كتابه محاضرات في الفلسفة الوضعيّة حينما أراد التكلم عن البنية المعرفية وتطور العقل الإنساني حيث مر في مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى اللاهوتية أو التخيلية، يعمد الإنسان إلى تفسير الظواهر في العالم بأفعال تعزى إلى كائنات فوق طبيعية، فهو يفسر الظواهر الطبيعية ويرجعها إلى قوى خفية فالمطر والزلازل والبراكين والموت والحياة كلها ترجع إلى قوى خفية كالآلهة والجن والشياطين والعفاريت والأشباح.
ثم مر العقل البشري في مرحلة ميتافيزيقية أو المجردة، فهي في الحقيقة لاهوت مقنع، بمعنى أن الكائنات ما فوق الطبيعة قد جرى استبدالها بوحدات مجردة فارغة، بمعنى أنها لم تعد كائنات بل أصبحت أفكار مجردة عن السبب الأول ومصدر الحياة فهي قوى مجردة تستطيع بنفسها إحداث كل الظواهر المشاهدة.
وأما المرحلة الأخيرة فهي العلمية أو الوضعيّة، يصار فيها إلى التخلي عن البحث عن السبب الأخير لتتحول المعرفة إلى معرفة الوقائع القائمة، أي معرفة الظواهر وعلاقتها ببعضها وترك البحث في الميتافيزيقا، فنيوتن عندما وضع قانون الجاذبية فسر لنا كثيرا من الظواهر الطبيعية ولم ينظر إلى منشأ وحقيقة هذه الظاهرة.
فعلى الإنسان أن يحصر فكره وهمه في التنسيق بين الوقائع المشاهدة وتكميل أدوات البحث، وعليه أن يقصر همه على ما هو نسبي دون أن يطمح ببصره إلى معرفة الحقيقة الواقعية الدقيقة للكشف عنها.
ولكن هل بالفعل العقل البشري تخلى أو سيتخلى في يوم ما عن التفكير في السبب الأول لهذا العالم؟ وهل سيتوقف الضمير الإنساني في البحث عن سبب الوجود؟ وعن كيف وجد هذا الكون؟
ثم إن العلوم الطبيعية أو المرحلة العلمية أو الوضعيّة تحتاج في قيامها إلى العقل وإلى المبادئ الأساسية في العقل ما يسمى بالبدهيات، فيجب على هذه الفلسفة الوضعيّة بالاعتراف بالعقل وببدهياته وبالتالي نقوم نحن بإلزامها بأن المنهج العقلي في التفكير والبحث عن السبب الأول لهذا الكون هو بحث علمي له قواعده وضوابطه وهو موصل إلى يقين وعلم، وهو يسستطيع حل المشاكل الماورائية التي عجز المنهج الوضعي عن الإجابة عن أسئلتها أو غض النظر عن تلك الأسئلة ولم يلتفت إلها في حين أن الضمير البشري يلح وبشدة من أجل معرفة الأجوبة عن الأسئلة الكبرى، وبالتالي فنحن مضطرون إلى المنهج العقلي.
ولقد اتُهم كونت بالإلحاد فقال إنه لا يمكن إثبات الإلحاد أو وجود الإله عن طريق المشاهدة، وهو يرى من جانبه أن افتراض إرادة عاقلة هو أمر أكثر معقولية من الإلحاد، ولكن ليس لدينا دليل على كلا الموقفين: الديني والإلحادي، وبالجملة فإن الروح الوضعيّة ترفض النظر في أصل الأشياء؛ لأن هذا الأمر يتجاوز نطاق المشاهدة والتجربة.
وقد تكلمنا في رد هذا الكلام في نظرية المعرفة عند حديثنا عن المذهب التجريبي فهنالك تشابه بين المذهبين في نظرية المعرفة بالإيمان بكل ما هو مشاهد وعدم النظر إلى الماورائيات.
ولقد اتهمت الفلسفة الوضعيّة المنهج العقلي الفلسفي الذي يتكلم في الماورائيات بأنه لا معنى له وأن قضاياه وإن جاءت على شكل منطقي إلا أنها لغو لا معنى لها، وبذلك لا يمكن البحث فيها لأنها لا تعطي فائدة، لأن الكلام المفهوم هو الذي يبحث فيه وما لا يفهم لا يبحث فيه!
وهذا عجيب من الفلسفة الوضعيّة، ولكن السؤال الموجه لهم ماذا تقصدون بالكلام المفهوم حتى نرى هل الأمور الميتافيزيقية قضايا لغو ولا تعبّر عن معنى، يقول أصحاب الفلسفة الوضعيّة إن أي قضية حتى تكون مفيدة يجب أن يحكم عليها بالصدق والكذب، وحتى يحكم على قضية بالصدق والكذب يجب أن توجد لها صورة في الواقع فإن تطابقت القضية مع الصورة الخارجية أي الصورة الواقعية فهي إذن صادقة وإن لم تتطابق مع الصورة الخارجية فهي كاذبة فقولنا التفاح دائري الشكل قضية وقد تطابقت مع الصورة الواقعية فهي قضية صادقة.
ولكن القضايا الميتافيزيقية ليس لها صور في الواقع حتى تتطابق معها وبالتالي نحكم عليها بالصدق أو الكذب وبالتالي يكون لها معنى، إذن فهي قضايا لا معنى لها ولغو من القول فقولك إن التفاحة لها جوهر هذه قضية ثم ننظر في الواقع فنرى التفاحة فلو فرضنا أن لها جوهراً أو أن ليس لها جوهر فهذا لا يوجد ما يطابقه في الواقع الخارجي سواء فرضناها بجوهر أو من دون جوهر فهذه القضية لا نستطيع الحكم عليها بالصدق أو الكذب وبالتالي هي قضية لا معنى لها وهكذا كل القضايا الفلسفية الميتافيزيقية.
ولكن القول بأن القضية إن لم يكن لها واقع وتحس في الخارج لا نستطيع الحكم عليها بالصدق أو الكذب هذا القول يبطل حتى النظريات في العلوم الطبيعية؛ فقولنا بالجاذبية وأنها قضية صادقة وموجودة هو قول عقلي فنحن نرى الأشياء تسقط إلى الأسفل وبالاستقراء حكمنا بأن كل شيء يسقط للأسفل وبالتالي قلنا بوجود الجاذبية، ففي الحقيقة الجاذبية ليست أمرا محسوسا يمكن الحكم عليه بالصدق والكذب لأنه لا يحس ولا يقع تحت الحس وإنما المشاهد هو ظواهر طبيعية فحسب وهي سقوط الأشياء إلى الأسفل، وهكذا كل القضايا الاستقرائية بذلك تُبطَل كل العلوم الطبيعية بهذا القول.
إذن يجب أن يكون حكمنا على الأشياء بأنها صادقة أو لا هو حكم ليس قائما على الوجود الخارجي والوقوع تحت الحس، بل هو حكم عقلي مبني على المعارف العقلية كالقول بأن لكل سبب مسبب وعلة له، والقول بالتناقض والتضاد وغيرها من القضايا العقلية، وبذلك سيضطر المنهج الوضعي والفلسفة الوضعية بالاعتراف بالمنهج العقلي أو بالضروريات العقلية لكي تستطيع الحكم على الأشياء واكتشاف علوم طبيعية أكثر وهو هدفها المنشود.
فالقضايا التي لها معنى عند الفلسفة الوضعيّة هي القضايا التي تقع تحت الحس والتجربة وما لا يقع تحت الحس والتجربة لا معنى له والقضايا الميتافيزيقية لا تقع تحت الحس والتجربة فهي لا معنى لها، وهم لم يفعلوا شيئا سوى أنهم اصطلحوا على لفظ جديد وهو كلمة "المعنى" وقالوا إنها القضايا التي تقع تحت الحس، ونحن نقول إن القضايا التي لها معنى هي التي تقع تحت الحس والتجربة والتي تكون عقلية محضة كذلك، وبذلك يكون الخلاف في الألفاظ وهو تلاعب من الفلسفة الوضعيّة، والنقاش يكون معهم في أن القضايا التي لا تقع تحت الحس هل هي قضايا يفهما العقل وإن لم تقع تحت الحس أو لا يفهما؟
والجواب المنطقي أنها قضايا يفهما الفكر الإنساني وإن لم تقع تحت الحس والتجربة، فإن قالوا إنها قضايا غير مفهومة قلنا لهم كيف تحكمون عليها بأنها ليست قضايا وأنتم لم تفهموها والحكم على الشيء فرع تصوره!
وبهذا يتبين أن الفلسفة الوضعيّة لم تأت بجديد في موضوع مصادر المعرفة غير أنها شاغبت قليلا على المنهج العقلي، وأوردت بعض الشبه وهي كما ترى لا طائل تحتها في رد المنهج العقلي، وبذلك يكون المنهج العقلي الذي قررناه في مقالات سابقة هو النهج الصحيح لأنه سالم من الرد والشبه، وهو الوحيد الذي يستطيع تفسير كل الظواهر والإجابة عن كل الأسئلة البشرية ويمكن بناء معرفة حقيقية عن طريقه سواء في العلوم الطبيعية أو في العلوم العقلية الماورائيات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الفكر الغربي من المثالية إلى الفلسفة الوضعية.. صراع العقل والتجربة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التوفير والادخار:الفلسفة والآليات في الفكر الاقتصادي المقارن
»  صحوة أم صدمة ثقافية؟.. "طوفان الأقصى" وتحولات الفكر الغربي
» النزعة الاستيطانية في الفكر اليهودي الغربي (خلال القرن التاسع عشر)
» العقل منبع الفكر ، والفكرة طائر يحلق بلا أجنحة
» كيف نتخيل حكومة المستقبل المثالية؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: