عدم صلة باريس: لماذا لا يريد كثير من الفلسطينيين حل الدولتين
كريستا كيس براينت – (كرستيان سينس مونيتور) 16/1/2017ترجمة: علاء الدين أبو زينةرام الله، الضفة الغربية – يوم الأحد الماضي، اجتمعت 70 دولة ومنظمة دولية في باريس في محاولة أخيرة لإنقاذ شيء كان القادة الفلسطينيون يسعون إليه منذ عقود: حل دولتين للصراع مع إسرائيل.
وفي مؤتمر صحفي قبل مؤتمر باريس، قال محمد اشتية، أحد كبار مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لشؤون المفاوضات: "اليوم، وجود دولتين أمر ممكن؛ غداً... قد يكون متأخراً جداً، لأن إسرائيل تنزلق إلى وضع سوف تكون وفقه دولة فصل عنصري بحكم القانون وبحكم الأمر الواقع".
ولكن، وحتى مع أن البيان الختامي للمؤتمر حث الإسرائيليين والفلسطينيين على "إعادة التأكيد رسمياً على التزامهما بحل الدولتين"، فإن 2 من أصل كل 3 فلسطينيين يقولون أن هذا النموذج لم يعد صالحاً، وفقاً لاستطلاع للرأي صدر مؤخراً عن المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PCPSR) في رام الله.
يقول نشأت صالحية، وهو لاجئ يعيش في مخيم الأمعري للاجئين، على بعد أميال قليلة من مقر السيد عباس في رام الله: "نريد حل الدولة الواحدة حيث نعود إلى أرضنا. أريد أن أعود إلى بلدي. لا يهمني من هو الذي سيحكمني. سوف تكون هناك انتخابات، وسوف يكون لي صوت".
بعد سنوات من المفاوضات غير المثمرة، أصبح 36 في المائة من الفلسطينيين يؤيدون الآن حلا على أساس الدولة الواحدة. ومن بين هؤلاء، يقول البعض أنهم سيكونون على استعداد للعيش تحت الحكم اليهودي، ويقولون أنهم كانوا يعيشون بشكل أفضل قبل مجيء السلطة الفلسطينية، وأن رؤساء العمل الإسرائيليين عاملوهم بشكل أفضل وكانوا يدفعون لهم رواتبهم في الوقت المحدد.
يعرف هؤلاء أن من المستبعد جدا أن توافق إسرائيل أبدا على قيام دولة ثنائية القومية، لأسباب أمنية. ولكن حقيقة أن يتم التعبير عن هذه المشاعر علناً هنا تؤكد حجم الإحباط الذي أصاب الفلسطينيين من السلطة الفلسطينية التي تعاني بعد أكثر من 22 عاماً من الحكم من الانقسامات الداخلية، واقتصاد فلسطيني محتضر، ومزاعم واسعة النطاق بالفساد.
من المؤكد أن احتلال إسرائيل للضفة الغربية، بما في ذلك السيطرة على جميع الشحنات والتنقل إلى داخل المنطقة وخروجاً منها، يحد بشكل كبير من قدرة السلطة الفلسطينية على إدارة الأراضي، ويثير حنقا وازدراء واسعي النطاق بين الفلسطينيين.
ولكن، حتى لو وافقت إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، فإن عدداً ليس قليلاً من السكان في مخيم الأمعري يشككون في أن تكون السلطة الفلسطينية قادرة على إدارة هذه الدولة –إذا لم يتم إصلاح هذه السلطة على الأقل. وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، يرغب 64 % من الفلسطينيين في رؤية عباس وهو يتنحى، ويعتقد نحو 8 من كل 10 بأن السلطة الفلسطينية فاسدة.
يقول جهاد طملية، وهو عضو سابق في المجلس التشريعي الفلسطيني، والذي أقيل من منصبه في خريف هذا العام بسبب تنظيم اجتماع لدعم منافس الرئيس عباس في المنفى، محمد دحلان: "لو أن الأكاديميين وأصحاب الكفاءات والأساتذة والعاملين المهرة في فلسطين مُنحوا الفرصة ليكونوا جزءا من السلطة الفلسطينية، لكانت لدينا مؤسسة قادرة يمكن أن تحكم الناس. لكن هذا لم يحدث، لسوء الحظ، على مدى السنوات العشرين الماضية".
متلهفون على جيش مثل جيش الصينكانت مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية في الخطوط الأمامية للانتفاضة الأولى التي دفعت القادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات –وهو ما مهد الطريق لاتفاق أوسلو للسلام في العام 1993 وإنشاء السلطة الفلسطينية في العام التالي.
أما الآن، فقد تحول مخيم الأمعري، الذي يشكل موطنا لأكثر من 10.000 نسمة، إلى بؤرة من الاستياء ضد السلطة الفلسطينية وعباس. وكان السيد دحلان، الذي أطاح به عباس في العام 2011، يحصل على الدعم في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، من خلال رعاية شحنات المواد الغذائية، وتوزيع الحقائب المدرسية، وإقامة حفلات الزفاف الجماعية، وتمويل حتى علاجات العقم. وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، ذكر عدنان أبو عامر، الأستاذ الجامعي والكاتب في "المونيتور"، أن دحلان يقوم أيضاً بتقديم الأسلحة إلى المخيمات التي انخرطت بشكل متكرر في اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن الفلسطينية.
في أحد الشوارع الرئيسية في المخيم، يشاهد شاب يدعى محمد القطري شريط فيديو على هاتفه النقال لجنود الجيش الصيني وهم يسيرون في انسجام وتزامن كاملين. ويقول إنه يود لو كانت لدى الفلسطينيين مثل هذه القوة. ويضيف: "ولكن، ليس لدينا أي شيء من هذا".
ويقول مجدي القطري، ميكانيكي السيارات وقريبه الذي يقف معه: "منذ أربعة عشر قرناً فعلنا ذلك، عندما كان النبي محمد هنا". ويقف خلف مجدي متجر مغلق عليه ملصقات تحمل صور ابن عمهما الراحل –الذي يتم تمجيده كشهيد، مثل الكثير من الشباب الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم في محاربة إسرائيل.
وبالإضافة إلى الشهداء من مخيم الأمعري، تم إيداع آخرين في السجون الإسرائيلية أو منعوا من العمل في إسرائيل لأسباب أمنية.
يقول أحد الشباب، والذي لم يشأ الكشف عن اسمه خوفاً من فقدان وظيفته في مدرسة في القدس، أن لديه أربعة أشقاء ألقي القبض عليهم في العام 2002، وهم يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة. وقال أنه لم يؤمن أبداً بحل الدولتين، ولكن بعض أصدقائه كانوا يفعلون. ويقول: "كنت دائماً أقول لهم، أنتم مخطئون. والآن أصبحوا كلهم مثلي".
ويضيف الشاب أنه يريد دولة واحدة –دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، مستخدما مقطعا من أغنية فلسطينية عن الأرض الممتدة بين نهر الأردن والبحر المتوسط. لكنه يقول أنه يريد أن يديرها "قادة مختلفون كلية" عن هؤلاء الموجودين الآن في السلطة.
وتوافق روان، الشابة التي تحمل شهادة جامعية في الرياضيات ولا تستطيع العثور على وظيفة، على أن هناك حاجة إلى إجراء إصلاح شامل للقيادة. لكنها تضيف لمسة من عندها.
تقول روان، على الرغم من كونها مسلمة: "نريد رجلا مسيحيا -نعتقد أن مسيحيا يحكمنا سيكون أفضل من كل هؤلاء المسلمين". وتشير إلى سرعة أعراب المسيحيين العرب في داخل إسرائيل عن تضامنهم مع العرب المسلمين عندما اقترحت الحكومة منع الدعوة إلى الصلاة، وتعرب عن شكوكها بأن المسلمين ربما يفعلون الشيء نفسه لو تبدل واقع الحال. وتضيف: "أنا أحترم (المسيحيين) على دعمهم، وأخلاقهم".
مواجهة في محل الفلافللكن المشهد في محل الفلافل يوضح مدى صعوبة مناقشة مثل هذه المواضيع الحساسة علنا.
هناك، يتدخل ميكانيكي بابتسامة خبيثة، والذي يقول أن اسمه معتصم، ويعرض تقييمه الخاص:
"نحن (الفلسطينيين والإسرائيليين) عشنا مع بعضنا البعض طويلاً بحيث أننا لا يمكن أن ننفصل. أنا أؤمن بدولة واحدة مع إسرائيل، لأنه في رأيي، تحتاج الدولة الفلسطينية إلى أن تقوم على الدين، على الإسلام، وهذا لن يحدث".
ثم يستدير رجل سمين في المكان، مصطفى الكفري، ويتهم بشدة الصحفية كاتبة هذا التقرير ومترجمها بأنهم عملاء للمخابرات. ويعود معتصم، الذي انسل مبتعداً خلال المواجهة الساخنة،–وإنما مع ما يبدو أنه موقف مناقض. يريد الفلسطينيون "كل (الأرض) من دون إسرائيل". ويضيف: "إننا لا نستطيع أن نعيش مع الإسرائيليين لأنهم غير مرتاحين معنا ونحن غير مرتاحين معهم"، بحسب قوله.
كما يعود السيد الكفري، عامل البناء، أيضاً، ليشرح وجهات نظره القوية. ويقول أن جده كان قد قتل بينما كان يحاول الفرار من منزله في ما أصبح اليوم إسرائيل ذاتها، كما قتل شقيقه في العام 1999.
ويقول بحزم: "إذا قلتَ أنك تريد دولة واحدة مع الإسرائيليين. فإن هذا مثل بيعكَ شرفك".
Paris disconnect: Why many Palestinians don't want that two-state solution
Two in three Palestinians say the model is no longer viable, and many are deeply frustrated with Palestinian Authority leadership.
January 16, 2017 Ramallah, West Bank—On Sunday, 70 countries and international organizations met in Paris in a last-ditch effort to save something Palestinian leaders have been seeking for decades: a two-state solution to the conflict with Israel.
“Today two states is possible; tomorrow … [it] might be too late, because Israel is slipping into a situation in which it will be an apartheid state by de jure and by de facto,” said Mohammad Shtayyeh, a senior adviser to Palestinian Authority (PA) President Mahmoud Abbas on negotiations, at a briefing ahead of the Paris conference.
But even as the conference's closing statement urged Israelis and Palestinians "to officially restate their commitment to the two-state solution," 2 in 3 Palestinians say that model
is no longer viable, according to a recent poll by the Palestinian Center for Policy and Survey Research (PCPSR) in Ramallah.
“We want a one-state solution where we return to our lands,” says Nashat Salhieh, a refugee who lives in Al-Amari refugee camp, a few miles from Mr. Abbas’s headquarters in Ramallah. “I want to go back to my country. I don’t care who will rule me. There will be elections, I will have a vote.”
After years of fruitless negotiations, 36 percent of Palestinians now support a single state. Among those, some even say they would be willing to live under Jewish rule, saying they lived better before the PA came, and that Israeli bosses treated them better and paid them on time.
They know it's highly unlikely that Israel will ever agree to a binational state, for security reasons. But the fact that such sentiments are expressed openly here underscores how frustrated Palestinians have become with the PA, which after more than 22 years of governing is beset by internal divisions, a moribund economy, and widespread allegations of corruption.
To be sure, Israel’s occupation of the West Bank, including control of all travel and shipments in and out of the area, significantly hampers the PA’s ability to administer the territory and is widely despised by Palestinians.
But even if Israel were to agree to a sovereign Palestinian state, more than a few in Al-Amari camp are skeptical that the PA would be capable of running it – at least, not without being overhauled. Across the West Bank and Gaza, 64 percent of Palestinians would like to see Abbas step down, and nearly 8 in 10 believe the PA is corrupt.
“Had the academics, the qualified people, professors, and skilled people in Palestine been given the opportunity to be part of the PA, then we would have a capable institution that could rule the people,” says Jihad Tummaileh, a former member of the Palestinian legislature who was sacked this fall for organizing a meeting in support of President Abbas’s exiled rival, Mohammed Dahlan. “Unfortunately, for the past 20 years this has not happened.”
Pining for an army like China's
Refugee camps across the West Bank were at the front lines of the first intifada, or uprising, that pushed Israeli and Palestinian leaders to the negotiating table – paving the way for the 1993 Oslo peace agreement and the creation of the PA the following year.
But now Al-Amari, home to more than 10,000, has turned into a hotbed of resentment against the PA and Abbas. Mr. Dahlan, whom Abbas ousted in 2011, has been gaining support in refugee camps across the West Bank, sponsoring food shipments, school backpacks, group weddings, and even infertility treatments. In November, Adnan Abu Amer, a professor and contributor to al-Monitor, reported that Dahlan
also furnishes weapons to the camps, which have repeatedly engaged in violent clashes with PA security forces.
On one of the camp’s main streets, a young man named Mohammed al-Qatari is watching a video on his phone of the Chinese Army marching in perfect synchronization. He says he wishes Palestine had such a force.
“But we don’t have any of this,” he says.
“Fourteen hundred years ago we did, when the prophet Muhammad was here,” says Majdi al-Qatari, a car mechanic and relative standing with him. Behind them stands a shuttered shop with posters of their late cousin – hailed as a martyr, like many young men who lost their lives fighting Israel.
In addition to the martyrs from Amari, others have been imprisoned in Israeli jails or banned from working in Israel for security reasons.
One young man, who did not want to be named for fear of losing his job in a Jerusalem school, says he has four brothers who were arrested in 2002 and have been serving lifetime sentences. He never believed in the two-state solution, but some of his friends did. “I always told them, you are wrong,” he says. “And now they are all like me.”
"I want one state – a Palestinian state from the river to the sea,” he adds, using a phrase that rhymes in Arabic and refers to land between the Jordan River and the Mediterranean Sea.
But, he says, he wants it to be run by “completely different leaders” than those now in power.
Ruwan, a young woman with a college degree in math who can’t find a job, agrees that a total overhaul of the leadership is needed. But she adds a twist.
“We want a Christian man – we think a Christian will rule us better than all these Muslims,” she says, even though she is Muslim. She points to how quickly Arab Christians in Israel expressed solidarity with Arab Muslims when the government proposed banning the call to prayer, and expresses skepticism that Muslims would have done the same if the tables were turned. “I respect [Christians] for their support, and their morality.”
Confrontation in a falafel shop
But a scene in the falafel shop illustrates just how difficult it is to discuss such sensitive topics openly.
A mechanic with a mischievous grin, who gives his name as Motassem, comes in and offers his assessment.
“We [Palestinians and Israelis] have lived with each other so long that we cannot separate from each other,” he says. “I believe in one state with Israel because in my view a Palestinian state would need to be based on religion, on Islam, and this will not happen.”
Then a beefy man in line, Mustafa Kafri, turns around and aggressively accuses this reporter and her translator of being intelligence agents. Motassem, who slips away during the heated confrontation, comes back – but with what appears to be a contradictory position. Palestinians want “all of [the land,] without Israel.” “We cannot live with the Israelis because they are uncomfortable with us and we are uncomfortable with them,” he says.
Mr. Kafri, a construction worker, also comes back – to explain his strong views. He says his grandfather was killed while fleeing his home in what is today Israel proper, and his brother was killed in 1999.
“If you say you want one state with the Israelis," he says firmly. "it’s like selling your honor.”