"القوة الحمراء".. وحدة إسرائيلية متخصّصة بمحاربة "حماس" و"حزب الله"
- اقتباس :
- استنسخ الاحتلال من خلالها التجربة الفرنسية في مواجهة ثورة التحرير الجزائرية
الناصرة (فلسطين) الاثنين 16 يناير 2017
كشفت مصادر إعلامية عبرية، النقاب عن تشكيل الاحتلال الإسرائيلي لوحدة عسكرية جديدةمتخصّصة بمحاربة "كتائب القسام" (الذراع العسكري لحركة حماس) و"حزب الله" اللبناني.وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم الإثنين، إن الجيش الإسرائيلي أنشأ قوة جديدة أطلق عليها اسم "القوة الحمراء"، والتي ستنحصر مهمتها بمواجهة "حماس" و"حزب الله"، بواسطة أسلحة ومعدّات عسكرية مطابقة لتلك التي تستخدمها قوات الفصيلين الفلسطيني واللبناني.
وأوضحت أن هذا الأمر يأتي "في إطار تحسين القدرات القتالية للجيش، وكجزء من عملية هيكلته التي بدأت في السنوات الأخيرة".
وبيّنت أن الجيش سيعمل على شراء أسلحة وصواريخ مختلفة يمتلكها مقاتلو "حماس" و"حزب الله"، لتزويد القوة الجديدة بها؛ لا سيما أسلحة كلاشنكوف وقنص وصواريخ كورنيت وماليتوكا وقذائف مضادة للدروع.
كما سيزوّد الجيش الإسرائيلي "القوة الحمراء" بزيّ عسكري مطابق لما يرتديه مقاتلو "القسام" و"حزب الله"، إلى جانب الكوفيات والأعلام الوطنية؛ بحيث تصبح القوة الجديدة جزء من كل كتيبة عسكرية من القوات البرية للجيش الإسرائيلي، ويخضع عناصرها لتدريبات مكثفة تحاكي قدرات وأساليب القتال لدى الفصيلين الفلسطيني واللبناني.وبيّنت أن المواقع العسكرية للجيش الإسرائيلي باتت تحتوي على أنفاق ووحدات سكانية مماثلة لتلك الموجودة في جنوب لبنان وقطاع غزة، إلى جانب إجراء تدريبات داخل مناطق مأهولة بالسكان.
وصرّح ضابط إسرائيلي، تعقيبًا على إنشاء "القوة الحمراء"، بالقول "تجري حاليا عملية تدريب عسكرية للجنود لمحاكاة ما يجب معرفته حول كيفية محاربة حزب الله وحماس، وإعدادهم بتدريبات شاقة وتعزيز قدرتهم على فهم كيفية عمل العدو"، وفق تصريحه.
وذكرت الصحيفة العبرية،
أن "سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك سربًا من الطائرات يدعى التنين الطائر، يرتدي عناصره زيًا يحمل أعلام دول عربية، وشارك في تدريبات مع قوات أجنبية".وأوضح الخبير العسكري الفلسطيني، يوسف الشرقاوي، أن هذه الوحدة تشبه "وحدة الأقدام السوداء" التي شكلها الجيش الفرنسي لمواجهة الثورة الجزائرية، وكان يتخفى أفرادها بزي الشعب الجزائري وزي الثوار الجزائريين.
وأضاف في حديث لـ "قدس برس"، اليوم الإثنين، تعقيبًا على إنشاء القوة العسكرية الإسرائيلية الجديدة "التجربة الفرنسية نُقلت إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية من قبل شمعون بيريس، والذي كانت تربطه علاقات قوية بالحكومة الفرنسية".
وتابع الخبير الفلسطيني "الاحتلال يُحاول استخدام كل الوسائل ويطبقها على الشعب المحتل من أجل إطالة عمره، ولذلك يقوم بدراسة تجارب الثورات وحركات التحرر والجيوش الاستعمارية، للاستفادة منها".
وأردف "ما يحدث الآن بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، يحاول الجيش تقليد المقاومة في كل شيء؛ في لباسها وأسلحتها وتكتيكاتها العسكرية، لاعتقاده أن ذلك يعطيه القدرة على مواجهة أساليبها التي تعتمد على حرب العصابات، وهو يختلف عن أساليب القتال لدى الجيوش النظامية".
وأشار الخبير العسكري إلى
أن لجوء الجيش الإسرائيلي إلى هذه الأساليب الجديدة في القتال، "جاء بعد الإخفاقات والهزائم التي لحقت به خلال المواجهات مع المقاومة؛ حيث فاجئت تكتيكات المقاومة الفلسطينية، الجيش الإسرائيلي وكانت سببًا رئيسيًا في وقوع خسائر بصفوفه".