المقاومة تدفع ليكوديين للمطالبة بترك الأحياء الفلسطينية بالقدس
التاريخ:17/1/2017
في ما يمثل تحولا أيديولوجيا لافتا فرضته عمليات المقاومة الأخيرة، طالبت قيادات في حزب الليكود بالتخلي عن الأحياء والبلدات الفلسطينية في القدس من أجل تحسين مستوى الأمن الشخصي لليهود في المدينة.
وقال مئير تورجمان، القائم بأعمال رئيس بلدية الاحتلال في القدس، والقيادي الليكودي، إن الانفصال عن الفلسطينيين في المدينة "بات أمر الساعة لأنهم ببساطة غير مستعدين لقبول وجودنا".
وفي مقابلة مع قناة التلفزة الأولى الليلة الماضية، أضاف تورجمان: "مهما قمنا بتحويل موازنات لأحيائهم وتدشين ملاعب كرة قدم ومدارس، إلا أن الفلسطينيين مصرون على مواصلة قتلنا لأنهم ببساطة لا يريدون رؤيتنا في القدس".
واعترف تورجمان بأن رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، الذي ينوي التنافس على زعامة الليكود، بات يشاركه الرأي بضرورة التخلي عن الأحياء والبلدات الفلسطينية في القدس "بسبب الكلفة البشرية والاقتصادية العالية للاحتفاظ بها".
من ناحيته، قال الكاتب شالوم يروشلمي: "علينا الاعتراف بأنه قد ثبت فشل ضم الأحياء الفلسطينية ويتوجب علينا التخلص من هذا الواقع الكارثي الذي علقنا فيه، الفلسطينيون في هذه المدينة يكرهوننا وسيبقون كذلك بعد ألف عام".
وفي مقال نشرته اليوم صحيفة "ميكور ريشون"، شدد يروشلمي على أن محاولة إسرائيل فرض مناهج تعليم إسرائيلية على المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية "لن يسهم في تغيير اتجاهات ومواقف الفلسطينيين هناك إزاء إسرائيل".
وأقر يروشلمي بأن "الغبن" الذي تتسم به السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين المقدسيين يزيد من حماسهم لتنفيذ عمليات ضد اليهود، مشيرا إلى أن "من ينتقل من الأحياء اليهودية للأحياء الفلسطينية كمن ينتقل من العيش في القرن الحادي والعشرين إلى العيش في القرن الثامن عشر، بسبب إهمال إسرائيل الاستثمار في هذه الأحياء".
وفي السياق، قال وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق حاييم رامون، إن إسرائيل "تسدي معروفا لذاتها في حال تخلصت من البلدات والأحياء الفلسطينية، نحن لا نعاقب الفلسطينيين بضمهم لنا، بل نعاقب أنفسنا".
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية صباح اليوم، قال رامون، الذي يتزعم مجموعة من الشخصيات التي تطالب بالانسحاب من الأحياء والبلدات الفلسطينية في القدس، إنه يتوجب على إسرائيل "المبادرة بطرح استعدادها للانسحاب من هذه المناطق قبل أن تجبر على ذلك".
(عربي21)