«القسام» تؤكد استمرار عمليات «الإعداد والتجهيز» وتكشف للمرة الأولى عن عروض لتبادل أسرى
أشرف الهور
غزة – «القدس العربي»: أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، استمرارها في عمليات «الإعداد والتدريب» حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي، وكشفت للمرة الأولى أيضا عن تلقيها عروضا عبر وسطاء، لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة.
وهذه هي المرة الأولى منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف عام 2014، التي تمكنت خلالها وعقبها كتائب القسام من أسر جنديين خلال الحرب ومدنيين إسرائيليين دخلا القطاع متسللين، التي تكشف فيها القسام عن تلقيها العروض.
ونقلت «قناة الجزيرة» الإخبارية عن كتائب القسام، تأكيدها أن الصيغة التي قدمتها إسرائيل «لا ترقى للحد الأدنى من مطالبها».
وكانت كتائب «القسام»، أعلنت في أبريل/ نيسان من العام الماضي، وجود أربعة إسرائيليين لديها، غير أنها لم تكشف إن كانوا هؤلاء أحياء أم أمواتا، كما تقول إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على غزة عن اختفاء اثنين من جنودها وهم شاؤول أرون، خلال المعارك البرية على حدود حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والضابط هدار غولدن، الذي اختفى خلال معركة على حدود مدينة رفح جنوب القطاع.
وعقب الحرب تمكنت القسام من أسر مواطن إسرائيلي من أصل إثيوبي، بعد أن دخل إلى غزة بمحض إرادته، ومواطن بدوي آخر يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وترفض الكتائب، تقديم أي معلومات حول الأسرى، لكنها نشرت مقطعا تمثيليا مصورا مؤخرا لحفلة مفترضة لعيد ميلاد الجندي أرون، وظهر الجندي وهو مقيد اليدين ينظر إلى كيكة عيد الميلاد، وفي مقطع آخر ظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بلباس مهرج وهو يطفئ الشموع المعدة للاحتفال.
يشار إلى أن عائلتي الجنديين الأسرين، انتقدتا مؤخرا الحكومة الاسرائيلية، واتهمتاها بعدم الاهتمام بقضية الجنديين اللذين أرسلا لأرض المعركة.
وترفض حماس تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لدى جناحها العسكري، وتشترط قبل الدخول في مفاوضات تبادل أسرى، أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين أعادت اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأولى.
وأبرمت حماس وإسرائيل برعاية مصرية صفقة تبادل أسرى جديدة في عام 2011، أطلقت بموجبها إسرائيل سراح 1027 أسيرا مقابل إطلاق حماس سراح الجندي جلعاد شاليط.
إلى ذلك أكد مسؤول في كتائب القسام، خلال مهرجان تأبين للشهيد محمد القوقا أحد قادة القسام الميدانيين في مدينة غزة، الذي استشهد متأثرا بجروح أصابته خلال «الإعداد والتجهيز» أن «معركة الإعداد والتدريب مستمرة حتى دحر الاحتلال». وشدد أنه «لا خيار لنا سوى خوض هذه المعركة، ولن تثنينا الآلام عن هذا الطريق». وقال إن شهداء «الإعداد والتجهيز» هم «شامة عز ووسام فخر لشعبنا المجاهد وتكريم لهم أن نمضي على طريقهم».
وخلال مهرجان تأبين الشهيد وهو من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، جرى عرض مرئي تضمن بعض التدريبات العسكرية للشهيد، وجانبا من عمله في وحدة التصنيع العسكري التابعة للقسام، وكان القوقا قضى الأحد الماضي.
جاء ذلك في الوقت الذي كشف فيه تقرير إسرائيلي أعدته القناة التلفزيونية العاشرة، على حدود غزة، أن كتائب القسام لا تزال تطور قدراتها العسكرية. وذكرت القناة أن إعداد هذا التقرير الذي يتحدث عن قدرات حماس في الجانب الآخر من الحدود، استغرق 846 يوما، وأنها بدأت بتنفيذه منذ عام 2014، من خلال عمليات رصد الحدود من بلدات «غلاف غزة»، حيث لجأت القناة في تقريرها إلى مقارنة تطور الأوضاع من خلال رصد معسكرات التدريب ونقاط المراقبة، وكيف تدرج بناؤها بشكل منظم.
وجاء في التقرير أنه على مدار 846 يوما في المناطق الحدودية لقطاع غزة، التي كانت مناطق محظورة لا يجرؤ أحد على دخولها، أعادت كتائب القسام، بناء معسكرات ونقاط المراقبة للحدود التي تقول القناة إنها الآن ترى بالعين المجردة. وأشارت الى أن كاميراتها تابعت على مدار السنتين ونصف السنة الماضية الجهود والأنشطة التي تبذلها حركة حماس لبناء قوتها وفرض سيطرتها على المنطقة الحدودية منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة.
وأظهرت اللقطات التي بثتها القناة العديد من معسكرات التدريب، ونقاط مراقبة، ووسائل التجسس، وعمليات خفية لحفر الأنفاق تحت الأرض، وقالت إن هذه التجهيزات أصبحت تتم في العلن، وعلى بعد مئات الأمتار من جنود الجيش، وليست بعيدة عن بلدات «غلاف غزة».
وذكر التقرير أن القسام بدأ نقاط المراقبة بخيمة صغيرة متوارية من خلف كثبان الرمال، ثم رفعت تلك المباني ووسعت احتياجاتها، ودخل مقاتلوها بالسلاح والكاميرات ووسائل المراقبة الأخرى، بذكاء، ثم أقامت أبراج مراقبة قريبة من السياج الفاصل.
وتقلت القناة عن سكان بلدة «نتيف هعسراه» الحدودية قولهم إنهم يسمعون أصوات الرصاص الذي يتدرب به عناصر حماس، وإنهم أيضا يستطيعون رؤية المواقع التي يتم خلالها التدريب وإطلاق النيران.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي في التقرير إن حماس جاهزة أكثر اليوم، وعلى إسرائيل أن تتعامل معها وفق هذه المعطيات.
ويقول التقرير إن حماس بنت قوة عسكرية قوامها 30 ألف مسلح، يعملون في كل مدن قطاع غزة، إلى جانب امتلاك الحركة أنفاقا قتالية، وقوة بحرية، هدفها الأول وفق التقرير تنفيذ عمليات أسر.
وقبل أيام كشف مصدر أمني إسرائيلي كبير، خشية بلاده من توسع قدرات حركة حماس القتالية، وذلك بعدما أكد استعادة الحركة لكامل قدراتها المسلحة بعد الحرب الأخيرة 2014، من خلال إعادة إنتاج وتصنيع الصواريخ، وكذلك ترميم القوة التي خسروها في الحرب الأخيرة، المتعلقة بالأنفاق الهجومية.
وتملك حماس «أنفاقا هجومية» تستخدمها في صد الهجمات الإسرائيلية، حال اندلعت أي مواجهة، على غرار الحرب الأخيرة، حيث شنت هجمات خلف قوات الاحتلال التي دخلت حدود القطاع.
وكانت اللجنة الفرعية من لجنة مراقبة الدولة قد قررت كشف تقرير الجزء المتعلق بالأنفاق من تقرير المراقب، حول الحرب الأخيرة، خلال الأسابيع المقبلة.
ويعد تهديد «أنفاق المقاومة» أخطر ما تخشاه إسرائيل في أي مواجهة عسكرية مقبلة، خاصة وأن تقرير مراقب الدولة حول الحرب الأخيرة، يحمل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعددا من قادته المسؤولية عن عدم وضع خطة لمواجهة الأنفاق قبل الدخول إلى غزة، حيث يؤكد التقرير أن الجيش وصل إلى الحرب بدون استعداد، وهو يدرك ذلك. وتشمل مسودة تقرير الأنفاق الذي وزعه مراقب الدولة على عدد من المسؤولين الإسرائيليين، أن نتنياهو أخفى معلومات عن المجلس الوزاري المصغر «الكابينيت»، وأنه أي نتنياهو قلَل من تهديد الأنفاق، ولم يعمل على إعداد خطة عملية ضدها.