"روبوت" لتنظيف الخلايا الشمسية من ابتكار طالب فلسطيني
كشف مشروع تخرج لطالب فلسطيني في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت شمالي مدينة رام الله (شمال القدس المحتلة)، عن إنجاز جديد يتمثل بابتكار روبوت آلي يعمل على تنظيف لوحات الخلايا الشمسية من الغبار، للاستفادة من الطاقة التي تعمل على توليدها بشكل أكبر.وقال الطالب مسلم البرغوثي (24 عامًا)، من بلدة دير غسانة (شمالي غرب رام الله)، إنه توصل لهذا الابتكار خلال بحثه عن مشروع يلامس الواقع ويسهم في حل مشاكل يعاني منها أبناء مجتمعه.
وأوضح البرغوثي في حديث لـ "قدس برس"، أنه توجه للتفكير في ابتكار متعلق بالخلايا الشمسية؛ كونها واحدة من مصادر الطاقة المتجددة، وتتجه أنظار العالم لها للدور الكبير الذي تساهم فيه في المستقبل، كما قال.
وأضاف "بعد أبحاث ودراسات قمت بها، وجدت أن أحد المشاكل التي تعاني منها هذه الخلايا هي الغبار الذي يمنع الضوء من المرور وبذلك يقلل من إنتاج الطاقة، الأمر الذي يسبب خسائر مالية كبيرة، خاصة في البيئات المثالية لها في الصحاري والمناطق الحارة".
ولفت البرغوثي والذي أنهى دراسة هندسة "الميكاترونيكس"، إلى أنه اطلع على ابتكارات سابقة للروبوتات واستخداماتها، وتمكن من التوصل لابتكار خاص يتجنب سلبيات النماذج السابقة.
وبيّن أن الروبوت المبتكر، يعمل باستخدام مبدئي تنظيف؛ أولهما يقوم بتنظيف الخلية الشمسية بواسطة استخدام فرشاة تدور بسرعة عالية، والثاني يعمل على شفط الغبار المتطاير من الفرشاة كي يحافظ على نظافة الخلية بشكل كامل.
وعن مزايا الروبوت، قال إنه "خفيف الوزن، قليل التكلفة، ولا يحتاج إلى طاقة عالية، ويعمل دون تدخل بشري، وكذلك العودة إلى قاعدة الشحن تلقائيًا في حال انخفض شحن البطارية".
وشدد على أن اختيار الشكل الهندسي للروبوت جاء بحيث يغطي في عمله أكبر مساحة ممكنة في الخلية الشمسية، وبرمجته بطريقه تسمح له بالعمل دون الحاجة إلى مسار معين لتحقيق ذلك، "كما تم إضافة غطاء خارجي كي يحافظ عليه من العوامل الخارجية".
وأفاد بأن التوصل للابتكار من الناحية النظرية والتطبيقية، استغرق نحو فصلين دراسيين (سنة دراسية)، حتى تمكن من الخروج بنموذج يقوم بالوظيفة المطلوبة منه، وفق خصائص ومعايير هندسية.
وذكر أنه نجح وبجهده الفردي وبمساعدة أستاذه المشرف على مشروع تخرجه، في بناء نموذج تعليمي للروبوت، وتم تطبيقه على خلايا شمسية وأدى الوظيفة التي صُمم لأجلها.
وحول المعوقات التي واجهته، خلال مرحلة البحث وابتكار الروبوت، أوضح أن أكثرها كان عدم توفر القطع اللازمة في السوق المحلي، خاصة أن هناك مواصفات هندسية عالية لها.
وتابع: "السوق المحلي فقير، وهناك محدودية للقدرات والإمكانيات المتوفرة فيه بهذا الخصوص، وقد تمكنت من التغلب على المشكلة والعثور على البديل خلال عملية البحث التي استطعت من خلالها تحقيق الابتكار".
وأعرب البرغوثي عن أمله بإخراج نموذج تجاري للابتكار وتطويره بشكل أكبر، وتسويقه في مختلف العالم، بالإضافة إلى رغبته في العمل على تطوير قدرته للقيام بوظيفته عند الحاجة فقط، بعد تركيب مجسات تساعده على ذلك.
وعند سؤاله عن البيئة المحلية الداعمة لهكذا ابتكارات، رأى إن المؤسسات المحلية الداعمة في هذا الجانب "تكاد تكون معدومة، وأن هناك فجوة بين الجامعة والسوق التطبيقي التجاري لمثل هذه الابتكارات".
واشتكى من "عدم وجود حاضنة لمثل الابتكار الذي أنجزه، وكثير منها تبقى على حالها داخل الجامعات دون أن يتم تطويرها أو تخرج إلى السوق العملي".
ورأى في المسابقات الدولية المختصة في هذا المجال "فرصة ذهبية" كي يتم تحصيل دعم لمثل مشروعه، مبينًا أنه من المقرر أن يُشارك في مسابقتيْن دوليتيْن، آملًا أن يحقق الهدف الذي يرجوه بتوفير الدعم المناسب لتطوير وترويج ابتكاره.