مخاوف اسرائيلية بعد تهديدات نصر الله بقصف خزانات الأمونيا
تصدرت التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، بقصف خزانات غاز "الأمونيا" في ميناء حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 48 في الحرب القادمة، مساحات واسعة من تعليقات المسؤولين الاسرائيليين ووسائل الاعلام العبرية.
وأعلن وزير الصحة الإسرائيلي، يعكوف ليتسمان، خلال جلسة لجنة الصحة التابعة للـ "كنيست" (البرلمان) اليوم الأربعاء، أنه يجري العمل منذ شهور على نقل حاويات غاز الأمونيا.
في الوقت الذي أكد فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوط، إنه يوجد لدى حزب الله قدرات عسكرية وصاروخية من خلال قدرته على اطلاقها من داخل قراه باتجاه اسرائيل منذ فترة طويلة".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يواجه أربع تهديدات مركزية اليوم، وهي "الجيوش التقليدية للمرة الأولى منذ العام 1973، والإيرانيون، والمنظمات الإرهابية، وتهديدات الحرب الإلكترونية (سايبر)".
وكان نصر الله، أعلن في "الذكرى السنوية للقادة الشهداء"، (عماد مغنية وعباس موسوي وراغب حرب)، أنه يوجد لدى حزب الله "قنبلة نووية"، في إشارة إلى وجود 15 طنا من غاز "الأمونيا" في حيفا، حيث أن كل صاروخ قد يحولها إلى "قنبلة نووية" تؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف، وذلك ردا على تهديدات إسرائيل بقصف لبنان بشكل مدمر وإعادتها إلى الوراء عشرات السنين .
وفي السياق ذاته، قالت المديرة العامة لجمعية "تسلول" البيئية الاسرائيلية (والتي تعنى بنظافة البحار والانهار)، مايغ جايكوبس، إن "نصر الله على حق فنحن نحذر من ذلك منذ سنوات"، مشيرة إلى أن "صاروخا قد يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف وإصابة مئات الآلاف إذا أصاب حاويات الغاز".
وأوضحت أنه في السابق كان احتمال حصول ذلك (استهداف حاويات الأمنيا)، صغير جدا من الناحية الإحصائية، ولكن بعد تصريح نصر الله بأنه حاول ضرب حاويات الغاز في الحرب الأخيرة (عام 2006) ولم يتمكن، اتخذ قرار بنقل المصنع إلى الجنوب، ولكن ذلك لم ينفذ.
وأشارت وسائل اعلام اسرائيلية، إلى أن تصريحات نصر الله أثارت مخاوف المستوطنين في حيفا، وخصوصا أنها تأتي متزامنة، مع نتائج بحث أكاديمي نشرته جامعة "حيفا" الأسبوع الماضي، يشير إلى أن سكان المدينة يتعرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرض السرطان، إضافة إلى أن الأطفال يولدون برأس أقل حجما بسبب التلوث البيئي جراء انبعاث الغازات من المصانع الكيميائية في خليج حيفا.
من جهتها قالت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، في عددها الصادر اليوم، إن "سكان حيفا لم يكونوا بحاجة إلى تهديدات نصر الله، فنصر الله يدرك ما يعرفه جميع سكان حيفا وضواحيها".
ونقلت عن أحد مستوطني حبفا قوله: نحن نعيش على قنبلة موقوتة"، مضيفا أن "الحكومة تدعي أن التلوث في حيفا بسبب المصانع الكمياوية ليس خطيرا، لكن نصر الله ذكرنا اليوم بجانب آخر من المواد الكيميائية والتي هي يمثابة برميل متفجر، يمكن أن ينفجر في أقرب وقت، وعندها لن نحتاج بعد قوع الكارثة القادمة إلى لجان تحقيق".رئيس البلدية يشكر نصر الله
من جانبه شكر رئيس بلدية الاحتلال في حيفا يونا ياهف نصر الله على إثارة هذه القضية ووضعها على جدول الأعمال .
وقال "لا ينبغي إدارة البلاد وفقا لخطابات متعجرفة من نصر الله، ولكن نحن سعداء لمساعدته لنا في إثارة مسألة مهمة ، حتى لو جاءت من رجل خائف ويختبئ في ملجأ في لبنان منذ سنوات ".
برميل بارود
واحتل خليج حيفا في الأشهر الأخيرة عناوين الصحف العبري مرارا وتكرارا عن الخطر الذي بشكله التلوث على الصحة .
وتشير /معاريف/ العبرية، إلى أنه في منطقة تبلغ مساحتها نحو خمسة كيلومترات مربعة يوجد مئات من خزانات الوقود، والتقطير ومئات الكيلومترات من خطوط الأنابيب، التي يتدفق من خلالها مواد متطايرة وقابلة للاشتعال. وإلى جانب المئات من الحاويات التي تحوي الغازات الأكثر خطورة، مثل غاز البترول المسال (غاز الطبخ)، والاثيلين والأمونيا.
كما يوجد 12 ألف طن من المواد الخطرة التي تستخدم في صناعة الأسمدة، وتخزينها في شكل سائل
صاروخ واحد سيحرق الخليج
وحذرت الصحيفة من أن سقوط صاروخ واحد على خليج حيفا سيؤدي إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا.
ونفت الصحيفة ادعاءات نصر الله أنه في خلال حرب لبنان الثانية، أطلقت صواريخ على خليج حيفا، لكنها اعترفت في الوقت نفسه بانفجار صاروخي "كاتيوشا" و"غراد" في مكان قريب، وبأعجوبة لم يصب احد، على حد قولها.
وتقدر الصحيفة أنه في حال أصيبت خزانات "الأمونيا"، سيؤدي ذلك إلى انتشار سحابة على مسافة 16 كيلومترا إلى الشمال من عكا، وستلحق أضرار بنحو 100 ألف شخص.
وذكرت الصحيفة، أنه في عام 2013 قررت حكومة الاحتلال بناء مصنع "الأمونيا" في "ميشور روتم" في النقب، إلا أن الموعد المستهدف لإنشائه في عام 2017 تأجل مرة بعد مرة، مشيرة إلى أنه "حتى لو تم المباشرة في البناء فإن العملية قد تستغرق سنوات، وأن وضع الخليج لن يشهد أي تغيير".
وتضيف أنه في حال قصف خليج حيفا وسقوط الآلاف، سيكون هناك رد إسرائيلي وستكون هناك حرب كبيرة.