منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مجزرة الحرم الإبراهيمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مجزرة الحرم الإبراهيمي Empty
مُساهمةموضوع: مجزرة الحرم الإبراهيمي   مجزرة الحرم الإبراهيمي Emptyالأحد 26 فبراير 2017, 8:34 pm

مذبحة الحرم الإبراهيمي


ملخص المقال مذبحة الحرم الإبراهيمي؛ وقعت على يد اليهودي المتعصب باروخ جولدشتاين في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل..
 فمن منفذ المذبحة؟ ومتى وقعت؟ وما نتائجها؟


مدينة الخليل تُعَدّ مدينة الخليل مركزًا لبعض المتطرفين من المستوطنين اليهود، نظرًا لأهميتها الدينية. وإن جاز القول فالخليل ثاني مدينة مقدَّسة في أرض فلسطين بعد القدس الشريف. كانت مدينة الخليل من ضمن المدن الواقعة تحت نير الاحتلال اليهودي بعد حرب الأيام الست المشئومة، وكان هذه المدينة ذات كثافة سكانية عالية، وكل أهلها مسلمون، فعمدت السلطات الغاشمة اليهودية على وضع خنجر داخل قلب هذه المدينة الضخمة، يكون ذريعة للتدخل اليهودي ليل نهار داخل المدينة، هذا الخنجر متمثل في مستوطنة "كريات أربع" التي بناها اليهود داخل مدينة الخليل، ويقدر عدد سكانها بأربعمائة خنزير يهودي، تم استيرادهم من حثالة شعوب العالم شرقًا وغربًا، وهؤلاء المستوطنون أغلبهم متدينون شديدو البغض والكره للمسلمين بصورة تفوق نظرائهم اليهود العاديين.


باروخ جولدشتاين تاريخ المذابح اليهودية للمسلمين طويل وأليم وشديد البشاعة والفظاعة، وكان كل زعيم صهيوني يتولّى رئاسة الكيان الصهيوني لا بدَّ له من مجزرة تكون في سجله المشرف عند اليهود، فشارون صاحب مذبحة صبرا وشاتيلا، وبيجن صاحب مذبحة دير ياسين وكفر قاسم، وشامير صاحب مذبحة فندق الملك داود بالقدس، وبيريز صاحب مذبحة قانا، فكل كلب يهودي له من دم المسلمين نصيب، وأحيانًا المذابح كانت تأتي بشكل فردي يقوم بها كلب يهودي بشكل فردي، ولكن بالقطع بمباركة أسياده اليهود، وصفحتنا هذه صورة من هذه المذابح البشعة في حق المسلمين. والمستوطنات الصهيونية تكون عادة بؤر للإرهاب الصهيوني، ومدارس لزرع الكراهية والبغض في قلوب اليهود ضد الناس عامة والمسلمين خاصة، ومن هذه البؤر النجسة تخرج رجل أمريكي الأصل، يهودي الديانة، صهيوني العقيدة، اسمه باروخ جولدشتاين. باروخ جولدشتاين؛ وهو أمريكي الأصل وكان يعمل في أمريكا طبيبًا، فترك ذلك كله وهاجر لدولة الكيان الصهيوني، وأقام في مستوطنة كريات أربع، وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية، وكان غولدشتاين معروفًا لدى المصلين المسلمين؛ حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدونه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي. وكان هذا الهالك قد أصرَّ على قتل أكبر عدد من المصلين، وأعد الخطط لذلك وكان هدفه الوحيد هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل. وإنما جاء من أمريكا لهدف معين يدور في عقله الخبيث، ألا وهو الشرب من دماء المسلمين، وأخذ يخطط لتلك المذبحة وكيفية تنفيذها وأفضل مكان وزمان لتنفيذ هذه المذبحة(1).


مجزرة الحرم الإبراهيمي دلَّ شيطان باروخ جولدشتين على أفضل مكان وزمان يوقع فيه أكبر عدد من الضحايا، وذلك في شهر رمضان في بيت من بيوت الله، لكثرة اجتماع الناس للصلاة في هذه الأيام، واتفق الخنزير باروخ جولدشتين مع بعض جنود الاحتلال على أن يمدوه بالسلاح اللازم في تنفيذ تلك المجزرة، مع توفير الحماية له من الخلف، وبالفعل في صلاة الفجر يوم الجمعة 15 رمضان سنة 1414هـ الموافق 25 فبراير عام 1994م، دخل باروخ المسجد الإبراهيمي والناس سجود لربهم جل وعلا والناس صوام. وقد وقف جولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد، وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم، وراح ضحية المجزرة 29 مسلمًا مصليًّا صائمًا ساجدًا لله، في خير البقاع وخير الشهور وخير الصلوات، وأصاب العشرات بجروح من بين (500) مصلٍّ كانوا يتعبدون في الحرم الإبراهيمي، واستطاع باقي المصلين أن يفتكوا بباروخ جولدشتاين قبل أن يهرب بجريمته البشعة. وعند تنفيذ المذبحة؛ قام جنود الاحتلال الصهيوني الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيدًا قُتِل 29 منهم داخل المسجد. ولقد تردَّد أن أكثر من مسلح إسرائيلي شارك في المذبحة؛ إلا أن الرواية التي سادت تذهب إلى انفراد جولدشتاين بإطلاق النار داخل الحرم الإبراهيمي، ومع ذلك فإن تعامل الجنود الصهاينة والمستوطنين المسلحين مع ردود الفعل التلقائية الفورية إزاء المذبحة التي تمثلت في المظاهرات الفلسطينية اتسمت باستخدام الرصاص الحي بشكل مكثَّف، وفي غضون أقل من 24 ساعة على المذبحة سقط 53 شهيدًا فلسطينيًّا أيضًا في مناطق متفرقة ومنها الخليل نفسها. وبعد تنفيذه للمجزرة؛ دُفِن هذا الهالك جولدشتاين في مكان قريب من مستوطنة كريات أربع، ولا يزال يعامله المستوطنون على أنه قديس؛ حيث أحرز قصب السبق بقتل العشرات من الفلسطينيين بصورة شخصية بالرغم من حصوله على مساندة الجيش والمستوطنين من أحفاد حركة كاخ المتطرفة، ويأتي آلاف المستوطنين من سكان البؤر الاستيطانية داخل وخارج البلدة القديمة في الخليل وهم يرقصون احتفالاً بهذا المجرم، وقد تحوَّل قـبر جــولدشتاين إلى مزار مقــدَّس للمسـتوطنين الصهـاينــة في الضـفة الغربية!(2).



رد الفعل تجاه مذبحة الحرم الإبراهيمي لقد لاقت مذبحة الحرم الإبراهيمي تأييدًا من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني، وعندما سئل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين، ردَّ قائلاً: "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة". (ذكر ذلك الكاتب اليهودي يسرائيل شاحاك في كتابه الشريعة اليهودية). هذا ويعتبر اليهود جولدشتاين بمثابة قديس، كما وجعلوا من قبره مزارًا، وقد خصص الكيان الصهيوني عددًا من جنود حرس الشرف الذين يؤدون له التحية العسكرية كل صباح وإلى يومنا هذا. ويقول الكاتب اليهودي شاحاك -في كتابه المذكور- أن الشريعة اليهودية (هالاخا) تطالب في الحقيقة كل يهودي القيام بنفس ما قام به غولدشتاين، ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه كلمات الحاخام دوف ليور الذي وصف فيها جولدشتاين بالمؤمن التقي، وأن ما فعله كان من أجل الرب وباسمه(3). ولما هاجت البلاد والشعوب المسلمة وقامت المظاهرات في شتى أنحاء البلاد، ولكن انفضَّ كل شيء بعد ذلك، وذهبت دماء الضحايا هباءً وتحجَّج الكيان الصهيوني بأن باروخ جولدشتاين هذا كان مجنونًا يعالج نفسيًّا وغير مسئول عن أفعاله، وهكذا يتم استغفال الشعوب وخداعهم بفضل وسائل الإعلام المنحازة التي لا تعرف الحقيقة إلا من خلال المنظار الصهيوني فقط.


لجنة العار (لجنة شمغار) وفي نفس اليوم تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال 60 شهيدًا وللعمل على تهدئة الوضع، عيّنت حكومة الإرهاب الصهيونية لجنة لتقصي الحقائق أطلق عليها اسم لجنة (شمغار)، وقد ضمت عددًا من الشخصيات الصهيونية ومؤسسات إنسانية أخرى، وقد خرجت اللجنة بعد عدة أشهر على تشكيلها بقرارات هزيلة تدين الضحية، وبعد إغلاق البلدة القديمة في الخليل لأكثر من ستة أشهر تم تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين يسيطر اليهود فيه على القسم الأكبر فيما يخصص جزء منه للمسلمين، ويستخدم المستوطنين المسجد بكامله خلال الأعياد الصهيونية ولا يسمح فيها برفع الآذان في الحرم أو دخول المصلين المسلمين. نتائج مذبحة الحرم الإبراهيمي كان لمذبحة الحرم الإبراهيمي نتائجها وآثارها السيئة على الفلسطينيين، فبعد المجزرة تعطلت الحياة الفلسطينية العامة في العديد من الأحياء والأسواق القديمة، ومنها سوق الحسبة والذي استولى عليه المستوطنين كليًّا، والسوق القديم (العتيق)، وسوق القزازين وخان شاهين وشارع السهلة والشهداء، وشارع الإخوان المسلمين، وشارعي الشلالة القديم الذي يحتوي على السوق الأهم في المدينة، وشارع الشلالة الجديد وسوق اللبن وطلعة الكرنتينا وغيرها. وهناك حالة إرباك شديد في المدارس الفلسطينية التي تقع داخل البلدة القديمة في الخليل، والتي يصل تعدادها إلى أكثر من 30 مدرسة؛ حيث يتم تعطيل الدراسة فيها خلال الأحداث التي تشهدها المدينة وخلال أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون وخلال عمليات فرض نظام منع التجول، وتمنع سلطات الاحتلال وصول المدرسين خلال تلك الأحداث، وتعتدي على عدد غير قليل منهم حتى خلال الأيام التي تتسم بالهدوء. وخلال السنوات العشر الماضية عمل المستوطنون الصهاينة -الذين تدعمهم جمعيات صهيونية خارج وداخل فلسطين المحتلة- على خلق واقع ما يسمى التواصل الإقليمي بين البؤر الاستيطانية ومستوطنة كريات أربع؛ حيث لا يستطيع المواطن الفلسطيني استخدام هذه الشوارع والأسواق لقضاء مهماته وحاجياته كما كان سابقًا. كما تمنع سلطات الاحتلال المصلين من التوجه لأداء الصلاة في أكثر من 20 مسجدًا في البلدة القديمة أثناء عمليات الإغلاق، فيم تم إغلاق عدد منها إغلاقًا تامًا كما حدث مع مسجد الأقطاب داخل السوق القديم.



عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 02 أبريل 2017, 4:47 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مجزرة الحرم الإبراهيمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجزرة الحرم الإبراهيمي   مجزرة الحرم الإبراهيمي Emptyالأحد 26 فبراير 2017, 8:37 pm

مذبحة الحرم الإبراهيمي 15 رمضان 1414هـ

لم يجرؤ الإعلام الغربي على وصف \" باروغ غولدشتاين السفاح الصهيوني \" بالإرهابي لأنه إسرائيلي.
* كانت ثلاث مذابح في مذبحة واحدة، شارك فيها الجيش الإسرائيلي وجموع مستوطني \" كريات أربع \" في تحد سافر لكل ما يتردد عن السلام مع العرب لتؤكد قول الله ـ تعالى: ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود …)
مجاهد مليجي
في فجر يوم الجمعة 15 من رمضان المبارك 1414 هـ الموافق 25/2/1994 م كانت ثلاث مذابح في مذبحة واحدة، شارك فيها الجيش الإسرائيلي وجموع مستوطني \" كريات أربع \" في تحد سافر لكل ما يتردد عن السلام مع العرب؛ لتؤكد قول الله ـ تعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود …) وكان كلبها الخنزير \" باروخ جولدشتاين \"الدكتور اليهودي الأمريكي الأصل الذي يعمل ضابطًا في جيش العدو الصهيوني ،.. وذهب ضحيتها حوالي 90 شهيدًا وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى، كانوا داخل الحرم الإبراهيمي، وكانوا يؤدون صلاة الفجر، هذا النبأ الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية بشأن المجزرة يؤكد بأنها مذبحة جماعية وليست فردية، وقد وضعت هذه المجزرة القضية الفلسطينية مرة أخرى في بؤرة الأحداث، ورفعت من فعاليات الانتفاضة ..
ومدينة الخليل -حيث وقعت المجزرة- مدينة إسلامية عريقة بناها العرب منذ آلاف السنين، وتعود أغلب مبانيها الحالية إلى العصر الأموي الذي اهتم خلفاؤه بقبور الأنبياء: إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام- وزوجاتهم، وكان الحرم الخليلي ملكًا خالصًا للمسلمين إلى أن وقع الاحتلال الصهيوني عقب حرب الأيام السبعة سنة 1967م ، وسمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمتطرفين اليهود بتدنيسه؛ بحجة إقامة الطقوس اليهودية فيه، وككل خطوات الإسرائيليين ابتدأت الطقوس بالأفراد لتنتهي بالاستيلاء على أكثر من ثلثي الحرم، وإحاطته بحراسة دائمة ومشددة بحجة حماية المستوطنين، ومنع وقوع احتكاك بينهم وبين المسلمين .
و هكذا اتخذت زيارة اليهود للحرم الإبراهيمي طابعًا استفزازيًّا تظاهريًّا حين قام الإرهابي الصهيوني الحاخام مائير كهانا زعيم \" رابطة الدفاع اليهودية \" المعروفة باسم \" كاخ \" باقتحام مدينة الخليل على رأس مجموعة من أتباعه وإقامة طقوس يهودية بشكل جماعي وعلني يوم 27 /8 / 1972م ، وفى 31 /10/1972م استدعى الحاكم العسكري الإسرائيلي مدير أوقاف الخليل ورئيس قيِّمي الحرم وأبلغهما قراره بسقف المسجد الداخلي المكشوف، وتخصيصه لليهود، وزيادة عدد الكراسي، ووضع خزائن لحفظ التوراة، ومنع المسلمين من الصلاة على موتاهم فيه، وتقليص عدد الساعات المسموح لهم بالصلاة فيها؛ مما أدى إلى رفض الهيئة الإسلامية العليا في القدس للقرار، واعتباره انتهاكًا لمقدسات المسلمين، بالإضافة إلى عدم قانونيته، ومن المعلوم أن مستوطني \"كريات أربع\" المجاورة للخليل- وهم من العناصر الموتورة والمتطرفة -لم تتوقف اعتداءاتهم على الحرم بشكل دائم ومستمر، بما في ذلك نهب محتوياته، وتمزيق المصاحف فيه، وإنزال الهلال عن قبته التاريخية، وسرقة ساعاته الأثرية، والاستيلاء على مخطوطات إسلامية لا تقدر بثمن، وفي كل مرة يتم فيها مواجهة أهل الخليل للمستوطنين دفاعًا عن الحرم؛ كانت مطالب المستوطنين للإشراف على الحرم تزداد إصرارًا، وإجراءاتهم تتصاعد في الاعتداء على السكان العرب، إلا أن واقعة المجزرة الأخيرة جاءت ضمن سلسلة تصاعدية من الاعتداءات المتكررة التي لم تجد من جانب السلطات الإسرائيلية إلا أذنًا صماء وعينًا عمياء.
من هذا الإرهابي؟
والإرهابي الذي نفذ المجزرة يهودي أمريكي الأصل، هاجر منذ 11 سنة واستقر في الخليل إيمانًا والتزامًا منه بشعارات الإرهابي كهانا، وعرف عنه تشدده وكراهيته لكل ما هو عربي مع معارضته للانسحاب من أي جزء من الأراضي المحتلة، ودعوته إلى ترحيل كل العرب عما بقي لهم من أراضٍ بمختلف الوسائل إلى خارج فلسطين كلها.
سجل أسود
وليست هذه المجزرة يتيمة في سجل اليهود الأسود في نيلهم من أهل فلسطين وما جاورها من البلدان، فالمجزرة ذكّرت اللبنانيين بمجزرة \"صبرا وشاتيلا\" التي ذهب ضحيتها مالا يقل عن خمسة آلاف ما بين رجل وامرأة وطفل، معظمهم ذُبِّح ذَبْح النعاج، يوم كانت بيروت تحت الاحتلال الإسرائيلي صيف عام 1982 م، كما أعادت المجزرة إلى الأذهان مذابح دير ياسين، وكفر قاسم، والهجوم المسلح على الحرم القدسي الشريف يوم 11/4/1982 والهجوم المسلح على الطلاب داخل حرم كلية الخليل الجامعية ومقتل مجموعة منهم يوم 26/7/1983 ، ومذبحة \"ريشون ليتسون\" في ضاحية تل أبيب عندما قتل مجند إسرائيلي ثمانية عمال عرب مسلمين أمام عين الشرطة الصهيونية في 20/5/ 1990، ومذبحة الحرم القدسي يوم 8/11/1990 وذهب ضحيتها 18 فلسطينيًا برصاص جنود الاحتلال في أعنف مواجهة شهدتها القدس، هذا بالإضافة إلى حريق المسجد الأقصى الشهير عام1969م .
ردود الأفعال العالمية
وجاءت ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية غاية في الضعف والخذلان لإدانة المذبحة مع تفاوت في لهجة الاستنكار وفي تحميل المسئولية، فقد حملت الدول العربية المسئولية كاملة للسلطات الصهيونية التي تسلح المستوطنين، وتعزز مواقعهم في مواجهة العرب العزّل، وتشجيعهم على عمليات الضرب والمصادرة والاعتداء على الممتلكات والأرواح.
كما إنه في هذه الليلة ذكر شهود العيان أن الحراسة كانت على الباب الرئيسي للحرم الإبراهيمي ساعة ارتكاب المذبحة، مما أتاح المجال للمسلح الإسرائيلي بالتسلل بكل يسر وبدون عوائق ولا رقابة، فالمستوطن الذي اتهم بالجنون طبيب يمارس عمله بتصريح من الكيان الصهيوني، ويحمل السلاح بترخيص منه أيضا، ويعيش حياته اليومية بحماية من الكيان الصهيوني، وينظم المسيرات والحملات الإعلامية، ويهاجم مناطق التجمعات العربية، ويتظاهر مطالبًا بطردهم والقضاء عليهم بمباركة من السلطات الصهيونية، وكل القرائن تشير بشكل لا يدع مجالا للشك إلى الأصابع الحقيقية التي تتبنى الإرهاب وتمارسه وتشجع عليه.
عرض لأهم الاعتداءات التي تعرض لها الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل على أيدي اليهود: تشرين الثاني 1967 - منع دائرة الأوقاف من فرش المسجد بالسجاد .
18/12/ 1967 إدخال خزانة حديدية إلى الحرم تحوي أدوات عبادة يهودية .
13/1/1967 مستوطنون يهود يقتحمون الحرم ويقومون بأداء طقوس دينية يهودية .
25/9/1968 سلطات الاحتلال تسمح لفئة يهودية بالصلاة في الحرم الإبراهيمي في تحد سافر لمشاعر المسلمين .
11/10/1968 سلطات الاحتلال تنسف درع الحرم الإبراهيمي ، والبوابة الرئيسة المؤدية إليه وهما أثران تاريخيان .
تشرين الثاني -1968 م سلطات الاحتلال تهدم موقع البكر الأثري التابع للحرم .
حزيران 1968 مستوطنون من اليهود يُدخلون كراسي خاصة بهم إلى الحضرة الإبراهيمية.
11/10/1971م مستوطنون من اليهود يُدخلون طاولة خشبية إلى الحضرة الإبراهيمية. 1971
الحاكم العسكري الإسرائيلي في الخليل يدلي بتصريحات تُوحي بأن سلطاته تعتبر الحضرة الإبراهيمية ( وهي قلب الحرم الإبراهيمي ) جزءًا \" كنيستا\" يهوديا.
17/12/1972 الحاكم العسكري الإسرائيلي يصدر أوامره بإغلاق الباب الشرقي للحرم الشريف. 9
/9/1972 منع المسلمين من أداء صلاة العصر بسبب أن طائفة من اليهود كانوا ينشدون الأناشيد الدينية بأصوات مرتفعة وينفخون في البوق .
1/10/1973 الحاكم العسكري في الخليل يسمح بإدخال 50 كرسيًّا خشبيًّا إلى الحضرة اليعقوبية في الحرم الشريف .
10/11/1973 سلطات الاحتلال تقوم بتغطية صحن الحرم الشريف في محاولة لتغيير معالمه الإسلامية .
حزيران 1974 سلطات الاحتلال تقوم بسلسلة من الحفر في محيط الحرم الإبراهيمي من بينها أسفل أرضية \" الإسطبلان \" وأسفل الباب الثلاثي إلى الداخل وإلى الغرب قليلا من الباب الثلاثي، وأسفل المدرسة الحنفية .
في مطلع 1975 سلطات الاحتلال تقوم بتحويل جزء كبير من الحرم الإبراهيمي إلى \"كنيست\" وتقوم بتقسيم الحرم الشريف .
14/7/1975 قام عدد من المستوطنين اليهود برفع العلم الإسرائيلي على أحد أركان الحرم. 27
/7/1975 عشرون من المستوطنين من مستوطنة \" كريات أربع \" يقتحمون الحرم، ويسرقون مفتاح باب المئذنة، ويكسرون أنبوب المياه الموصل للحرم .
1/11/1975م مستوطنان مسلحان يدخلان قبيل صلاة العصر، ويمنعان القارئ من تلاوة القرآن في حضور الضابط العسكري .
2/11/1976 مستوطنون يعتدون على الحرم، ويدوسون المصاحف بأقدامهم، ويعتدون على المسلمين المصليين بالضرب.
18/11/1976 الحاخام المتطرف \"مائير كهانا\" يعلن أنه سيحول الحرم الإبراهيمي إلى قلعة للمتطرفين اليهود بهدف ترحيل المواطنين الفلسطينيين من مدينة الخليل.
8/3/1977 الهيئة الإسلامية تعلن عن مفقودات ذات قيمة اختفت بعد فترة من منع المسلمين دخول الحرم الشريف.
23/1/1976 ثلاثة مسلحين يهود يقتحمون الحرم برفقة سبعة مستوطنين ويعبثون بمحتويات المسجد. 16
/3/1976 مستوطنون يمنعون المسلمين من أداء الصلاة في الحضرتين: اليعقوبية والإبراهيمية .
21/10/1976 جنود الاحتلال يحولون قسمًا من الحرم إلى ثكنة عسكرية ويضعون فيه سريرين وأمتعة للنوم .
24/11/1976 السلطات الإسرائيلية تمنع العمال الفلسطينيين من العمل في الحرم الإبراهيمي أيام السبت.
16/5/1977 عدد من المستوطنين يقتحمون الحرم برفقة الحاخام إيفجر ويقومون بالرقص داخل الحضرة الإبراهيمية.
4/7/1977 أحد المستوطنين يُشهر مسدسه تجاه عدد من المصلين أثناء صلاة الظهر.
8/7 / 1977 ضابط وجندي إسرائيليان يقومان بقذف مادة مسيلة للدموع على المصلين.
16/2/ 1977 سلطات الاحتلال تُدخل شمعدانا يهوديًا بتسعة قناديل للحرم.
27/2/1978 أحد المستوطنين يقتحم الحرم، ويعبث بمحتوياته أمام بصر الجنود.
24/4/1978 مستوطنان يدخلان نسخة جديدة من التوراة، ويقومان باحتفال كبير برعاية جنود الاحتلال.
5/6/1978 200 من المستوطنين يقتحمون الحرم، وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية.
1/7/1978 جنود الاحتلال يصبون مادة محرقة على باب الحرم، وإصابة المؤذن بجروح.
27/2/1979 : 20 مستوطنًا يقتحمون الحرم، وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية.
31 /5/1979 جنود الاحتلال يقتحمون الحضرة الإبراهيمية، ويضعون كراسي فيها ويمنعون المسلمين من الوصول إلى الحرم.
24/6/1984 المستوطنون يقومون بعمل ختان طفل في الحضرة الإبراهيمية.
11/9/ 1984 الجنود يقومون بتركيب عدسات تلفزيونية داخل الحرم لمراقبة المصلين.
25/9/1984 عدد من المستوطنين يعتدون على أحد حراس الحرم المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مجزرة الحرم الإبراهيمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجزرة الحرم الإبراهيمي   مجزرة الحرم الإبراهيمي Emptyالأحد 26 فبراير 2017, 8:38 pm

هنا كان " كنيساً يهوديا" وهناك "هيكل سليمان" !!

محمود كعوش
(مذبحة الحرم الابراهيمي الشريف في ذكراها السنوية الثالثة والعشرين)
بنتيجة احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية الفلسطينية من ضمن الأراضي العربية التي احتلتها إثر الحرب العدوانية التي شنتها ضد ثلاثة من الأقطار العربية هي مصر وسوريه والأردن في الخامس من شهر يونيو/حزيران عام 1967، تحول الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل من مجرد مسجد عادي للعبادة كبقية المساجد المنتشرة فوق تراب فلسطين من البحر للنهر إلى بؤرة صراع عقدي وسياسي مثله مثل المسجد الأقصى المبارك في الشطر الشرقي لمدينة القدس. فبالاتكاء إلى المزاعم والأضاليل التلمودية والتوراتية الباطلة والمفبركة اعتاد الصهاينة الأنذال على الكذب والادعاء زوراً وبهتاناً بأن الحرم الابراهيمي الشريف "كان كنيساً يهودياً" وفعلوا كل شيء من أجل إبعاد الفلسطينيين عنه بشكل نهائي، تماماً كما اعتادوا على الكذب والادعاء بأن المسجد الأقصى المبارك "أقيم على أنقاض هيكل سليمان" وتمادوا كثيراً في حفرياتهم تحته وعاثوا فساداً وجوراً وبهتاناً فوقه، بانتظار اللحظة التي تمكنهم من هدمه وتحقيق حلمهم المزعوم!!
فمذ سيطرت "إسرائيل" على مدينة الخليل في الضفة الغربية، دأب الجنود والمستوطنون الصهاينة على اقتحام الحرم الإبراهيمي وتدنيسه وممارسة جميع أساليب القذارة والسفالة حوله وداخل أروقته، حيث أقاموا فيه حفلات الرقص والمجون والزواج والختان دون مراعاة لحرمته. ورويداً رويداً تطور الأمر إلى درجة أنهم تجاسروا وأدوا فيه صلواتهم التلمودية وأدخلوا إليه مقاعد وطاولات ونسخاً من التوراة ومارسوا طقوسهم الدينية وألقوا العظات والمحاضرات الدينية، وحولوا أجزاء هامة منه، وخاصة الساحات الإسحاقية واليعقوبية والإبراهيمية، إلى مدرسة دينية وكنيس يهودي.
ولعل التطور الأخطر الذي حل بالمسجد الإبراهيمي كان في 25 فبراير/شباط من عام 1994م الموافق 15 رمضان من عام 1414 هجري عندما نفذ المستوطن الصهيوني الحاقد "باروخ غولدشتاين" مجزرته الشهيرة والخطيرة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من المصلين الفلسطينيين، والتي على إثرها شكلت حكومة الاحتلال لجنة تحقيق صهيونية أطلق عليها "لجنة شمغار" قضت ظلما وزورا بتقسيم المسجد إلى قسم يهودي وآخر إسلامي وأمرت بإقامة حواجز حديدية فاصلة بين القسمين، في الوقت الذي منع فيه المصلون المسلمون بتاتا من دخول القسم المدعى أنه يهودي، بينما دأب الجنود والمستوطنون من وقت لآخر على اقتحام القسم الذي يصلي فيه المسلمون، ووصلت قذارتهم حد منع هؤلاء من دخول هذا القسم وتأدية صلواتهم فيه أثناء الأعياد اليهودية التلمودية!!
وهكذا حولت سلطة الاحتلال "الإسرائيلية" الحرم الإبراهيمي الشريف إلى ثكنة عسكرية، ونصبت على أبوابه الحواجز الحديدية والخشبية والبوابات الإلكترونية التي حولتها في ما بعد إلى حواجز اسمنتية، وسيطرت على عشرات المباني والأسطح والحوانيت القريبة من المكان بذريعة "الدواعي الأمنية"، وتحولت المنطقة بأكملها الى مربع أمني حُظر على الفلسطينيين دخوله. ولما كانت غاية سلطة الاحتلال من وراء تلك الإجراءات التعسفية  منع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد لأداء صلواتهم، اغتال الجنود والمستوطنون الصهاينة الحاقدون عشرات الشبان الفلسطينيين والشابات الفلسطينيات عند تلك الحواجز والبوابات بدعوى "قيامهم بمحاولات طعن بالسكاكين والآلات الحادة".  وحتى اليوم تخضع إجراءات الدخول والخروج إلى ومن المسجد لمتغيرات كثيرة بين لحظة وأخرى، وتكون الذريعة دائماً "لدواعٍ أمنية" !!
 وبالعودة إلى مذبحة الحرم الابراهيمي الشريف، التي تستحق ذكراها الثالثة والعشرون في 25 فبراير/شباط الجاري، فقد أثارت في حينه استنكاراً عارماً لدى الرأي العام العالمي الذي دانها بشدة، مما اضطر "إسرائيل" إلى المبادرة بالاعتذار عن ما أسمته "الحادثة التي تسبب فيها رجل مختل عقلياً"، بحسب تصريحات المسؤولين في تل أبيب. وقد ترافق الاعتذار مع قيام "إسرائيل" بتقديم تعويضات لأهالي الضحايا، كما ترافق مع اتخاذها خطوات وإجراءات سياسية استثنائية اعتادت على اتخاذها في مثل هذه الحالة. كما ونجحت بدهاء إعلامي في طي صفحة المذبحة، مستغلة مقتل الإرهابي "باروخ غولدشتاين" على أيدي المصلين الفلسطينيين.
صحيح أن "إسرائيل" اعتذرت للشعب الفلسطيني والعالم، إلا أن ذلك الاعتذار كان من قبيل رفع العتب ليس أكثر، بعدما فشلت في فبركة المبررات والذرائع المنطقية والمقبولة لتلك الجريمة. وما دعا للحزن والأسى أن العرب تعاملوا مع المذبحة في حينه بشكل أضاف نقطة أخرى إلى سجل ضعفهم في التعامل مع الإعلام العالمي وإمكانية استثماره لصالح القضية الفلسطينية ومجمل القضايا الوطنية والقومية العربية.
وكما هو الحال في وضعية جميع المذابح والمجازر البربرية والوحشية التي تعرض لها الفلسطينيون داخل الوطن وخارجه على أيدي جلاوذة الإرهاب الصهيوني الرسمي والفردي، فإنه من غير الممكن لأي عاقل أن يتكهن باحتمال خروج مذبحة الحرم الإبراهيمي من الذاكرة القومية، وبالأخص من الذاكرة الفلسطينية، وبأخص الخصوص من ذاكرة أهالي مدينة الخليل الذين عاشوا أحداثها المفجعة وتبعاتها المأساوية والكارثية لحظة بلحظة.
كانت مذبحة الحرم الابراهيمي الشريف مذبحة رهيبة خُطط لها بعناية فائقة ونُفذت بدقة متناهية. ودلل على ذلك أنه بعد مضي كل هذا الوقت على ارتكابها لا يمكن لأي مواطن فلسطيني تسنح له الظروف دخول الجزء القديم من مدينة الخليل إلا ويخرج منه بانطباع واحد مفاده أن المذبحة قد نجحت في تحقيق الأهداف التي ارتكبت من أجلها وأن من خططوا لها نجحوا في ترحيل المواطنين الذين كانوا فيه، إذ أن من لم يخرج منهم بالترغيب أجبر على الخروج بالترهيب. وهكذا حولت المذبحة الرهيبة الجزء القديم من الخليل إلى بؤرة أشباح، مَن يدخلها يعيش حالة من الذعر والخوف والترقب ومن يسكنها يعيش حالة من الرعب ومن يخرج منها لا يفكر بالعودة إليها بسبب ما يتعرض له من استفزاز وآلام واعتداءات منظمة ومبرمجة.
أكدت المعلومات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام لاحقاً أنه ما كان للمتطرف "باروخ غولدشتاين" أن يجرؤ على ارتكاب تلك المذبحة البربرية لو لم يشاركه فيها الجنود الصهاينة والمستوطنون ولو لم يقدموا له جميع التسهيلات الضرورية للقيام بها، مثل إغلاق باب الحرم الإبراهيمي لمنع المصلين من مغادرته ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة. فحين حاول المواطنون الفلسطينيون نجدة إخوانهم المصلين قابلهم الجنود المجرمون بإطلاق الرصاص الكثيف. وقد لاقت مذبحة الحرم تأييداً من الغالبية العظمى في "إسرائيل". وعند سؤال أحد خامات اليهود عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة".
والأسوأ من كل ذلك أن "إسرائيل" حولت السفاح "باروخ غولدشتاين" إلى بطل قومي يهودي، لا بل جعلت منه "قدوة وحلماً" لمن رضعوا مما رضعه هو من حليب الحقد والغدر، فقامت بدفنه في قبر عند مدخل مستوطنة "كريات أربع" التي أقيمت على أرض فلسطينية شرق مدينة الخليل وعُرفت باحتضانها لأشد العقول الصهيونية عنصرية وتعصباً وتطرفاً وإجراماً، وخصصت للقبر عدداً من جنود حرس الشرف مهمتهم حراسته وتأدية التحية العسكرية لساكنه كل صباح. ويعتبره الصهاينة حتى يومنا هذا بمثابة قديس، إذ حولوا قبره إلى مزار يقصدونه في ذكرى المذبحة وفي العديد من مناسباتهم الدينية والوطنية. وقد دأبوا مع اقتراب موعد الذكرى الأليمة في كل عام على ذرف الدموع المسمومة على مقتل طبيبهم المجرم، في وقت يذرف الفلسطينيون دموع الحُزن والألم والأسى على فراق شهدائهم الأبرار.
ولمن لا يعلم من العرب والمسلمين وأحرار العالم فإنه لم يتبقَ من الحرم الإبراهيمي الشريف لأصحابه، وربما لهم أيضاً، سوى التأمل في بنيانه عن بُعد، وقراءة تلك اليافطة التي تصدرت واجهته وكُتب عليها "ممنوع الصلاة في هذا المكان"، ولم يتبقَّ للفريقين سوى رؤية هذا المعلم الديني المبارك في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، والحصول على صوره من خلال شرائها من الأسواق الصهيونية فقط!!
وليس من باب المبالغة القول أن حدوث مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف بالكيفية التي جاءت عليها وما ترتب عليها من نتائج قد فتح أمام الإرهابيين الصهاينة باب الغنائم على مصراعيه فنهلوا من الشريان الفلسطيني ما لم يكفهم وسينهلون منه ما لن يشبع نهمهم في قابل الأيام، بحيث يُترك الجسد الفلسطيني ينزف حتى الموت تحت سمع وبصر "الإخوة الأعداء" في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين اختلفوا وتقاتلوا وتصارعوا وتناحروا وتباعدوا من أجل سلطة واهية هي بالأصل ليست موجودة إلا في خيالاتهم وأوهامهم، وفي ظل خيانة أو تواطؤ أو تماهي غالبية الحكام العرب والمسلمين وأصحاب القرار في العالم أجمع.
رحم الله شهداء فلسطين والأمتين العربية والإسلامية......
محمود كعوش
كاتب وباحث مقيم بالدانمارك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مجزرة الحرم الإبراهيمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجزرة الحرم الإبراهيمي   مجزرة الحرم الإبراهيمي Emptyالأحد 02 أبريل 2017, 4:48 pm

23 عامًا على مجزرة الحرم الإبراهيمي
مجزرة الحرم الإبراهيمي 9998803172
توافق اليوم السبت، الذكرى الثالثة والعشرين، لمجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، والتي راح ضحيتها 29 مصليًا فلسطينيًا وجرح 150 آخرين.

وفي فجر الجمعة الخامس عشر من رمضان، الموافق الخامس والعشرين من شباط عام 1994، نفذ الإسرائيلي، باروخ غولدشتاين، وبمشاركة قوة إسرائيلية مسلحة، وعدد من مستوطني كريات أربع، المجزرة البشعة.

وعقب وقوع المذبحة بحق المصلين، أغلق جنود الاحتلال أبواب المسجد؛ لمنع المصلين من الهروب منه، كما منعوا القادمين من خارج الحرم للوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.


 وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيداً، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد، أدى ذلك لتصاعد التوتر في الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية ووصل عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيدا.

وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة (شمغار)، للتحقيق في المجزرة وأسبابها، وخرجت اللجنة في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعاً احتلالياً صعباً على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه- حوالي 60 % بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.

ويضم القسم الذي يقع تحت سيطرة الاحتلال: مقامات وقبور أنبياء، منها قبر سيدنا يعقوب وزوجته، وقبر سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، وقبر سيدنا يوسف، عليهم السلام، إضافة إلى صحن الحرم وهي المنطقة المكشوفة فيه.

كما وضعت سلطات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخاني الخليل، وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة، وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.

وعزز جنود الاحتلال الإجراءات الأمنية على مدخل الحرم، حيث توجد بوابة إلكترونية، وما يسمى ببوابة القفص، ونقاط المراقبة على باب الأشراف، كل هذا في مساحة لا تزيد عن 200 متر مربع، إضافة إلى وضع 26 كاميرا داخل الحرم، وإضاءات كاشفة ومجسات صوت وصورة، وإغلاق جميع الطرق، باستثناء طريق واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية.

وأوصت لجنة (شمغار) الإسرائيلية، بفتح الحرم كاملاً (10 أيام) للمسلمين في السنة فقط، وكذلك فتحه كاملاً أمام اليهود (10 أيام).

ويذكر، أن المجرم باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر (42 عاماً) عندما ارتكاب المجزرة يعد من مؤسسي حركة كاخ الدينية، وقد قدم من الولايات المتحدة الأميركية (عام 1980) وسكن في مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي مدينة الخليل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مجزرة الحرم الإبراهيمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجزرة الحرم الإبراهيمي   مجزرة الحرم الإبراهيمي Emptyالأربعاء 15 يوليو 2020, 4:56 am

مجزرة الحرم الإبراهيمي
محمود كعوش
إمعاناً في ممارسة الإرهاب المتواصل بحق الشعب الفلسطيني وتطوير الأدوات والوسائل الصهيونية لاقتلاع هذا الشعب من أرضه وتهجيره كما أشرت مراراً وتكراراً في دراسات ومقالات سابقة لي، وتمشياً مع العقيدة الصهيونية الحاقدة والمتعطشة دائماً للدماء وإزهاق أرواح الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ومدنيي فلسطين العزل، مارست العصابات الإرهابية الصهيونية أبشع صور القتل والفتك والتنكيل بحق الفلسطينيين، ودأبت على اقتحام القرى والبلدات الفلسطينية وسفك دماء أهلها بدم بارد لإجبارهم على مغادرتها والنزوح عنها، وارتكبت أبشع المجازر والمذابح في شتى الأماكن، بما في ذلك بيوت العبادة. كما قامت بنسف العديد من الدوائر العامة والحافلات والأسواق على مدار فترة اغتصاب فلسطين المتواصلة.

وكان لكل مجرم صهيوني تولّى السلطة في كيان الاغتصاب نصيبه من المجازر والمذابح التي ارتكبت بحق الفلسطينيين والعرب عامة. فعلى سبيل المثال لا الحصر كان "آرئيل شارون" صاحب مجزرة صبرا وشاتيلا، وكان "مناحيم بجن" صاحب مجزرتي دير ياسين وكفر قاسم، وكان "اسحق شامير" صاحب مذبحة فندق الملك داود بمدينة القدس، وكان "شيمون بيريز" صاحب مذبحة قانا، أي أنه كان لكل مجرم صهيوني تولى السلطة في تل أبيب حصته من دم الفلسطينيين والعرب بشكل عام. وفي أحيان كثيرة كانت المجازر والمذابح ترتكب بشكل فردي فيقوم بها صهيوني مسعور بشكل فردي، ولكن بالقطع بمباركة أسياده في سلطة تل أبيب، مثلما حصل في مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف.

وبنتيجة احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية الفلسطينية من ضمن الأراضي العربية التي احتلتها إثر الحرب العدوانية التي شنتها ضد ثلاثة من الأقطار العربية هي مصر وسوريه والأردن في 5 حزيران/يونيو عام 1967، تحول الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل من مجرد مسجد عادي للعبادة كبقية المساجد المنتشرة فوق تراب فلسطين من البحر للنهر إلى بؤرة صراع عقدي وسياسي مثله مثل المسجد الأقصى المبارك في الشطر الشرقي لمدينة القدس. 

وبالاتكاء إلى المزاعم والأضاليل التلمودية والتوراتية الباطلة والمفبركة اعتاد الصهاينة الأنذال على الكذب والادعاء زوراً وبهتاناً بأن الحرم الابراهيمي الشريف "كان كنيساً يهودياً"، وفعلوا كل شيء من أجل إبعاد الفلسطينيين عنه بشكل نهائي، تماماً كما اعتادوا على الكذب والادعاء بأن المسجد الأقصى المبارك "أقيم على أنقاض هيكل سليمان"، وتمادوا كثيراً في حفرياتهم تحته وعاثوا فساداً وجوراً وبهتاناً فوقه، بانتظار اللحظة التي تمكنهم من هدمه وتحقيق حلمهم المزعوم!!

فمنذ أن سيطرت "إسرائيل" على مدينة الخليل في الضفة الغربية، دأب الجنود والمستوطنون الصهاينة على اقتحام الحرم الإبراهيمي وتدنيسه وممارسة جميع أساليب القذارة والسفالة حوله وداخل أروقته، حيث أقاموا فيه حفلات الرقص والمجون والزواج والختان دون مراعاة لحرمته. ورويداً رويداً تطور الأمر إلى درجة أنهم تجاسروا وأدوا فيه صلواتهم التلمودية وأدخلوا إليه مقاعد وطاولات ونسخاً من التوراة ومارسوا طقوسهم الدينية وألقوا العظات والمحاضرات الدينية، وحولوا أجزاء هامة منه، وخاصة الساحات الإسحاقية واليعقوبية والإبراهيمية، إلى مدرسة دينية وكنيس يهودي.

ولعل التطور الأخطر الذي حل بالمسجد الإبراهيمي كان في 25 شباط/فبراير من عام 1994، الموافق 15 رمضان من عام 1414 هجري، عندما نفذ المستوطن الصهيوني الحاقد "باروخ غولدشتاين" مجزرته الشهيرة والخطيرة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من المصلين الفلسطينيين، والتي على إثرها شكلت حكومة الاحتلال لجنة تحقيق صهيونية أطلق عليها "لجنة شمغار" قضت ظلما وزورا بتقسيم المسجد إلى قسم يهودي وآخر إسلامي وأمرت بإقامة حواجز حديدية فاصلة بين القسمين، في الوقت الذي منع فيه المصلون المسلمون بتاتا من دخول القسم المدعى أنه يهودي، بينما دأب الجنود والمستوطنون من وقت لآخر على اقتحام القسم الذي يصلي فيه المسلمون، ووصلت قذارتهم حد منع هؤلاء من دخول هذا القسم وتأدية صلواتهم فيه أثناء الأعياد اليهودية التلمودية!!

وهكذا حولت سلطة الاحتلال "الإسرائيلية" الحرم الإبراهيمي الشريف إلى ثكنة عسكرية، ونصبت على أبوابه الحواجز الحديدية والخشبية والبوابات الإلكترونية التي حولتها في ما بعد إلى حواجز اسمنتية، وسيطرت على عشرات المباني والأسطح والحوانيت القريبة من المكان بذريعة "الدواعي الأمنية"، وتحولت المنطقة بأكملها الى مربع أمني حُظر على الفلسطينيين دخوله. 

ولما كانت غاية سلطة الاحتلال من وراء تلك الإجراءات التعسفية منع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد لأداء صلواتهم، اغتال الجنود والمستوطنون الصهاينة الحاقدون عشرات الشبان الفلسطينيين والشابات الفلسطينيات عند تلك الحواجز والبوابات بدعوى "قيامهم بمحاولات طعن بالسكاكين والآلات الحادة". وحتى اليوم تخضع إجراءات الدخول والخروج إلى ومن المسجد لمتغيرات كثيرة بين لحظة وأخرى، وتكون الذريعة دائماً "لدواعٍ أمنية" !!

كانت مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، التي شهدتها مدينة الخليل في الضفة الغربية الفلسطينية والتي يُحيي الفلسطينيون ذكراها في كل شهر شباط/فبراير من كل عام، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها العصابات الإرهابية الصهيونية منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897 وحتى اللحظة الراهنة. فبينما كان المصلون في الحرم الإبراهيمي ركعاً سجداً بين يدي الله تعالى مولين وجوههم شطر بيت الله الحرام لتأدية فرض صلاة فجر يوم الجمعة الموافق 25 شباط/فبراير 1994، الموافق 15 رمضان من عام 1414 هجري، وقبل أن ينتهوا من السجود، انهمرت عليهم زخات من الرصاص الصهيوني الغادر من كل حدب وصوب لتوقع أكثر من 350 إصابة بين شهيد وجريح. وهنا بدأ الفصل الثاني من تلك المذبحة الإرهابية على يد المستوطن الإرهابي الصهيوني "باروخ جولدشتاين" الذي رضع حليب الحقد والكراهية من ثدي أمه حيث ولد وترعرع في أزقّة وشوارع بروكلين الأمريكية. 

أما الفصل الأول من تلك المجزرة، فقد بدأ مساء اليوم الذي سبق حدوثها، عندما قام الجنود والمستوطنون الصهاينة بمنع المصلين الفلسطينيين من دخول الحرم لأداء صلاة العشاء، بدعوى أن ذلك اليوم كان يوم عيد "البوريم" الخاص باليهود. وقتها تجمع المستوطنون الإرهابيون في ساحات الحرم الخارجية، وبدأوا بإطلاق الأسهم والألعاب النارية باتجاه المصلين، وبعد فترة قصيرة سمحت لهم قوات الاحتلال باقتحام الحرم الشريف من الداخل على شكل مجموعات متتالية. وعند الساعة العاشرة من ذلك المساء طلبت قوات الاحتلال من المصلين مغادرة الحرم، ولم تمهلهم إلا دقائق قليلة قبل أن تشرع بالاعتداء عليهم وهم يهمون بمغادرة باحة الحرم.

لقد أثارت مجزرة الحرم الإبراهيمي البشعة في حينه الرأي العام العالمي الذي أدانها بشدة، مما اضطر "إسرائيل" إلى المبادرة بالاعتذار عن ما أسمته "الحادثة التي تسبب فيها رجل مختل عقلياً"، بحسب تصريحات المسؤولين في تل أبيب. وقد ترافق الاعتذار مع قيام "إسرائيل" بتقديم تعويضات لأهالي الضحايا، كما ترافق مع اتخاذها خطوات وإجراءات سياسية إستثنائية اعتادت على اتخاذها في مثل هذه الحالة. كما ونجحت بدهاء إعلامي في طي صفحة المجزرة، مستغلة مقتل الإرهابي "باروخ جولدشتاين" على أيدي المصلين الفلسطينيين. 

صحيح أن "إسرائيل" اعتذرت للشعب الفلسطيني والعالم، إلا أن ذلك الاعتذار كان من قبيل رفع العتب ليس أكثر، بعدما فشلت في فبركة المبررات والذرائع المنطقية والمقبولة لتلك الجريمة. وما دعا للحزن والأسى أن العرب تعاملوا مع المجزرة في حينه بشكل أضاف نقطة أخرى إلى سجل ضعفهم في التعامل مع الإعلام العالمي وإمكانية استثماره لصالح القضية الفلسطينية ومجمل القضايا الوطنية والقومية العربية.

وكما هو الحال في وضعية جميع المجازر والمذابح البربرية والوحشية التي تعرض لها الفلسطينيون داخل الوطن وخارجه على أيدي جلاوذة الإرهاب الصهيوني الرسمي والفردي، فإنه من غير الممكن لأي عاقل أن يتكهن باحتمال خروج مجزرة الحرم الابراهيمي من الذاكرة القومية، وبالأخص من الذاكرة الفلسطينية، وبأخص الخصوص من ذاكرة من عاشوا أحداثها المفجعة والكارثية لحظة بلحظة. 

لقد كانت مجزرة رهيبة خُطط لها بعناية فائقة ونُفذت بدقة متناهية، بدليل أنه بات من شبه المستحيل أن يدخل مطلق فلسطيني الجزء القديم من مدينة الخليل دون أن يخرج منه بانطباع واحد مفاده أن المجزرة قد نجحت في تحقيق الأهداف التي ارتكبت من أجلها، وأن من خططوا لها نجحوا في ترحيل المواطنين الذين كانوا فيه، إذ أن من لم يخرج منهم بالترغيب أجبر على الخروج بالترهيب. وبعد بضعة أعوام على حدوث المجزرة، أصبح الجزء القديم من الخليل بؤرة أشباح، مَن يدخلها يعيش حالة من الذعر والخوف والترقب ومن يسكنها يعيش حالة من الرعب ومن يخرج منها لا يفكر بالعودة إليها بسبب ما يتعرض له من استفزاز وآلام واعتداءات منظمة ومبرمجة. 

لقد ثبت لاحقاً أن المتطرف "باروخ غولدشتاين" لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود من جيش الاحتلال الصهيوني كانت مهمتهم إغلاق باب الحرم الإبراهيمي لمنع المصلين من مغادرته ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة. فحين حاول المواطنون الفلسطينيون نجدة إخوانهم المصلين قابلهم الجنود المجرمون بإطلاق الرصاص الكثيف. وقد لاقت مجزرة الحرم تأييداً من الغالبية العظمى في "إسرائيل". وعند سؤال أحد خامات اليهود عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم "غولدشتاين" رد قائلاً "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة". 

جعلت "إسرائيل" من السفاح "باروخ غولدشتاين" بطلاً قومياً، لا بل جعلت منه "قدوة وحلماً" لمن رضعوا ما رضع هو من حليب الحقد والغدر، فقامت بدفنه في قبر عند مدخل مستوطنة "كريات أربع" التي أقيمت على أرض فلسطينية شرق مدينة الخليل وعُرفت باحتضانها لأشد العقول الصهيونية عنصرية وتعصباً وتطرفاً وإجراماً، وخصصت للقبر عدداً من جنود حرس الشرف مهمتهم حراسته وتأدية التحية العسكرية لساكنه كل صباح. ويعتبره الصهاينة حتى يومنا هذا "قديساً"، إذ حولوا قبره إلى مزار يرتادونه في ذكرى المجزرة وفي العديد من مناسباتهم الدينية والوطنية. وقد دأبوا مع اقتراب موعد الذكرى الأليمة في كل عام على ذرف الدموع المسمومة على مقتل طبيبهم المجرم، في وقت يذرف الفلسطينيون دموع الحُزن والألم والأسى على فراق شهدائهم الأبرار.

مثله مثل جميع المواقع في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك بيوت العبادة الإسلامية والمسيحية ظل الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل على الدوام عرضة لإجراءات التهويد. ولعل أسوأها كان قرار ضمه الى المواقع الأثرية "الإسرائيلية" ومن ثم قرار مصادرته وتحويله إلى كنيس يهودي يرتاده الحجاج اليهود في مناسباتهم الدينية والخاصة. 

ولمن لا يعلم من العرب والمسلمين وأحرار العالم فإنه لم يتبقَ لهم وللفلسطينيين من الحرم الإبراهيمي الشريف سوى التأمل في بنيانه عن بُعد، وقراءة تلك اليافطة التي تصدرت واجهته وكُتب عليها "ممنوع الصلاة في هذا المكان"، ولم يتبقَّ لكم سوى رؤية هذا المعلم الديني المبارك في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، والحصول وشراء صوره من الأسواق الصهيونية!!

ولمن لا يعلم أيضاً، فإن مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف فتحت أمام الإرهابيين الصهاينة باب الغنائم على مصراعيه فنهلوا من الشريان الفلسطيني ما لم يكفهم، وسينهلون منه ما لن يشبع نهمهم في قابل الأيام، بحيث يُترك الجسد الفلسطيني ينزف حتى الموت تحت سمع وبصر "الإخوة الأعداء" في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين اختلفوا وتقاتلوا وتصارعوا وتناحروا وتباعدوا من أجل سلطة واهية هي ليست بالأصل موجودة إلا في خيالاتهم وتخيلاتهم، وفي ظل تآمر أو تواطؤ أو تماهي غالبية الحكام العرب والمسلمين وأصحاب القرار والنهي والأمر في المجتمع الدولي.

 

شهادات وشهداء

يوم حدثت مذبحة الحرم الإبراهيمي في 25 شباط/فبراير 1994 الذي توافق مع 15 رمضان 1414 هجري، قال أحد شهود العيان من المصلين الناجين: "كنت أصلي في آخر صف للمصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف، وعندما وصلنا إلى آخر سورة الفاتحة سمعت من خلفي صوت مستوطنين يقولون باللغة العبرية ما معناه بالعربية "هذه آخرتهم". وعندما وصل الإمام إلى آية السجدة وهممنا بالسجود سمعت صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات، كما سمعت صوت انفجارات، فبدا لي كأن الحرم قد بدأ يتهدم فوق رؤوسنا. لقد تفجّر رأس المصلي الذي كان بجانبي وتطاير دماغه ودمه على رأسي ووجهي، وغبت عن الوعي ولم أصح إلا بعد توقف إطلاق النار وبدء الناس بالتكبير الله أكبر، الله أكبر، فرفعت رأسي وشاهدت المصلين يضربون شخصاً يلبس زياً عسكرياً".

ولدى سؤال الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني عن المذبحة بعد ساعات من حدوثها قال: "إن يوم المذبحة هو يوم لن ينسى في تاريخ مدينة خليل الرحمن الباسلة التي خرجت غاضبة ثائرة، وخرجت معها جماهير شعبنا الفلسطيني في كل مكان في القدس والضفة وفي غزة، وامتدت الشرارة إلى داخل فلسطين المحتلة عام 48 في مسيرات ومظاهرات ومواجهات دامية، فتصدت لهم قوات سلطة الاحتلال وجنودها المدججون بالسلاح، وفتحوا عليهم النار فسقطت كوكبة جديدة من الشهداء غيلة وغدراً".

وأضاف الشيخ أن "المذبحة كانت مخططاً مدروساً لتحقيق هدف مرسوم، هو تهويد الحرم الإبراهيمي الشريف، وقلب مدينة خليل الرحمن، فبعد انقضاء فترة حظر التجوال الذي فرضته سلطة الاحتلال على المدينة لأكثر من شهر، وبعد إغلاق الحرم في وجه المصلين المسلمين لأكثر من شهرين، فوجئ أهل المدينة بتقسيمه وتهويد الجزء الأكبر منه، وتحديد عدد المصلين وأوقات دخولهم إليه، بينما يسمح لليهود بالدخول والخروج متى رغبوا، وبتشديد الإجراءات في قلب المدينة".

وأردف الشيخ متابعاً "لكن هذه المدينة الصامدة، التي شهدت مذبحة الفجر، وعاودت الوقوف بثبات، ستبقى عربية إسلامية بجهود أبنائها المخلصين الأوفياء، الذين يعاهدون الله على التمسك بها والدفاع عنها، ومواصلة إعمارها والتسوق من أسواقها والمواظبة على الصلاة في مسجدها الإبراهيمي الشريف، ليبقى عامراً بالمؤمنين، يصدع من على مآذنه صوت الحق الله أكبر، فهو مسجد خالص للمسلمين بجميع بنائه وحجراته وأروقته وأبوابه، ولا حق لليهود فيه من قريب أو بعيد، فلن تزيدهم المجازر إلا إصراراً على رفض الانكسار، لأنهم موقنون بأن الحياة الطبيعية لمدينة الأنبياء والصالحين لن تعود إلا برحيل آخر مستوطن". 

يستذكر أبناء مدينة الخليل والفلسطينيون عامة في 25 شباط/فبراير من كل عام مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف، بكثير من الحزن والأسى لفقدانهم معلماً دينياً إسلامياً هاماً ووداعهم شهداء أبرار سقطوا على مذبح الإرهاب الصهيوني المتواصل فوق أراضيهم المباركة على مدار حقب ما بعد نكبة عام 1948. 

فجر ذلك اليوم المشؤوم اقتحم الإرهابي الصهيوني الطبيب "باروخ غولدشتاين" الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، الواقعة في الضفة الغربية، وشرع بإطلاق رصاص رشاشه الحربي على المصلين من خلف ظهورهم أثناء خشوعهم بين يدي الله وتأديتهم الصلاة، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى.

و"باروخ غولدشتاين" الذي كان يحمل اسم "بنيامين" قبل أن يستبدله باسمه اليهودي خلال دراسته الجامعية، وفق ما أفضى به صديقه "أنتوني بيترسون"، ولد في الشارع رقم 81 في بروكلين بنيويورك من عائلة أرثوذكسية متطرفة، وتلقى تعليمه في مدارس "يشيف" الأرثوذوكسية في بروكلين، وبدت عليه ملامح التعصب ضد العرب خلال دراسته في المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية "اينشتاين" للطب حيث تخرج منها طبيباً وعمل في مستشفى "بدوكريل" في "بروكلين" سنة 1982. وكان "غولدشتاين" دائم الترديد لعبارة من التلمود تقول: "إذا كان عدوك يريد قتلك ابدأ أنت بذبحه". 

في عام 1982 وبعد تحرجه التقى بالحاخام الصهيوني "مئير كهانا" الذي أصبح الأب الروحي له وتشرّب على يديه الأفكار العنصرية ضد العرب. وفي عام 1983 قدم إلى كيان العدو مهاجراً أمريكياً وعمل طبيباً في الجيش الصهيوني لاعتقاده أن ذلك "واجب ديني"، ثم سكن في مستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل عام 1990.

وكما هو معروف فإن مدينة الخليل حيث وقعت المذبحة الرهيبة هي مدينة إسلامية عريقة بناها العرب قبل آلاف السنين، وتعود أغلب آثارها ومبانيها إلى العصر الأموي الذي أولى خلفاؤه قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وزوجاتهم الفاضلات اهتماماً ملحوظاً. وكان الحرم الإبراهيمي كما كل مدينة الخليل ملكاً خالصاً للفلسطينيين والمسلمين عامة إلى أن احتل الصهاينة بنتيجة عدوان الخامس من حزيران/يونيو 1967 الضفة الغربية وسمحت سلطة الاحتلال للمتطرفين اليهود بإقامة طقوسهم الدينية فيه وتدنيسه.

ومنذ ذلك الوقت اتخذت زيارات اليهود للحرم الإبراهيمي طابعًا استفزازياً متعمداً بلغ ذروته في 27 من آب/أغسطس 1972 مع قيام الإرهابي الصهيوني الحاخام "مائير كهانا" زعيم "رابطة الدفاع اليهودية" المعروفة باسم "كاخ" باقتحام مدينة الخليل على رأس زمرة من أتباعه الموتورين وإقامتهم طقوساً يهودية جماعية وعلنية. وفى 31 تشرين الأول/أكتوبر من ذات العام استدعى الحاكم العسكري الصهيوني مدير أوقاف الخليل والقائم على الحرم وأبلغهما قراراً قضى بوضع سقف للمسجد المكشوف وتخصيصه لليهود كما قضى بزيادة عدد المقاعد في داخله ووضع خزائن لحفظ التوراة ومنع المسلمين من الصلاة على موتاهم وتقليص عدد الساعات المسموحة لصلاتهم فيه، الأمر الذي أدى إلى رفض الهيئة الإسلامية العليا في القدس للقرار واعتباره انتهاكًا لمقدسات المسلمين ولا قانونياً.

يُشار في هذا الصدد إلى أن سكان مستوطنة "كريات أربع" المجاورة لمدينة الخليل وجميعهم من اليهود الموتورين والمتطرفين لم يوقفوا يوماً اعتداءاتهم على الحرم، بما في ذلك نهب محتوياته وتمزيق المصاحف فيه وإنزال الهلال عن قبته وسرقة ساعاته الأثرية والاستيلاء على مخطوطات إسلامية لا تقدّر بثمن. وتجدر الإشارة إلى أنه في كل مرة كان أهل الخليل يتصدون فيها للمستوطنين دفاعًا عن الحرم، كانت مطالب هؤلاء الخاصة بالإشراف على الحرم تزداد إصرارًا وإجراءاتهم تتصاعد في الاعتداء على السكان العرب. ومما لا شك فيه أن مذبحة الحرم حدثت ضمن سلسلة تصاعدية من الاعتداءات المتكررة التي لم تجد من جانب سلطات الاحتلال الصهيونية غير التجاهل واللامبالاة.

يُذكر أن مذبحة الحرم الإبراهيمي قد تسببت في حينه بإثارة الرأي العام العالمي الذي أدانها بشدة، مما اضطر الكيان الصهيوني إلى المبادرة بالاعتذار عن ما أسماه "الحادثة التي تسبب فيها رجل مختل عقلياً"، بحسب ادعاءت المسؤولين في تل أبيب. وقد ترافق الاعتذار مع قيام الكيان بتقديم تعويضات لأهالي الضحايا، كما ترافق مع اتخاذه خطوات وإجراءات سياسية استثنائية لطالما دأب على اتخاذها في مثل هذه الحالة. هذا ونجح الكيان بدهاء إعلامي ملحوظ في طي صفحة المذبحة، خاصة بعد أن تم قتل الإرهابي "باروخ جولدشتاين" على أيدي المصلين. 

لا شك أن ذلك الاعتذار كان ضرورياً بالنسبة للكيان الصهيوني بعدما فشل في فبركة المبررات والذرائع المنطقية والمقبولة لتلك الجريمة، لكنه لم يتجاوز إطار ذر الرماد في العيون. وما دعا للحزن والأسى، بل للخزي والعار، أن العرب تعاملوا مع المجزرة الرهيبة بتهاون وغباء أضافا نقاطاً أخرى إلى سجل عجزهم في التعامل مع الإعلام العالمي وإمكانية استثماره لصالح القضية الفلسطينية ومجمل القضايا الوطنية والقومية العربية. 

من المؤكد أنه لن يكون ممكناً لأي عاقل أن يتكهن باحتمال أن تبرح مذبحة الحرم الإبراهيمي الذاكرة الفلسطينية، تماماً كما هو الحال مع كل المذابح والمجازر والجرائم البربرية والوحشية التي تعرّض لها الفلسطينيون داخل الوطن وخارجه على أيدي جلاوذة الإرهاب الصهيوني الرسمي والفردي، أقله من ذاكرة من عاشوا أحداثها المفجعة والكارثية. 

لقد كانت مذبحة رهيبة خُطط لها بمكر ودهاء وعناية بالغة ونُفذت بدقة متناهية. ودلل على ذلك أنه وبعد مرور كل هذا الوقت الطويل على ارتكابها، لم تزل سلطات الكيان الصهيوني تصرّ على عدم السماح لأي من الفلسطينيين بدخول الجزء القديم من مدينة الخليل. ومن يسعفه الحظ بالدخول، يخرج بانطباع مفاده أن المجزرة قد نجحت فعلياً في تحقيق الأهداف التي ارتكبت من أجلها، وأن من خططوا لها نجحوا في ترحيل المواطنين الذين كانوا في هذا الجزء، إذ أن من لم يخرج منهم بالترغيب أجبر على الخروج بالترهيب. 

بعد المذبحة الرهيبة، أصبح الجزء القديم من الخليل بؤرة أشباح، فمَن يدخلها يعيش حالة من الذعر والخوف والترقب ومن يسكنها يعيش حالة من الرعب ومن يخرج منها لا يفكر بالعودة إليها بسبب ما يتعرّض له من استفزاز وآلام واعتداءات منظمة ومبرمجة. لقد دللت جميع الوقائع والمعطيات التي توفرت بعيد ارتكاب المذبحة أن المتطرف الصهيوني "باروخ غولدشتاين" لم يرتكبها وحده، بل شاركه فيها جنود من جيش الاحتلال الصهيوني، كانت مهمتهم إغلاق باب الحرم الإبراهيمي لمنع المصلين من مغادرته، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة. فحين حاول بعض الفلسطينيين نجدة إخوانهم المصلين قابلهم الجنود المجرمون بإطلاق الرصاص بكثافة وغزارة. 

وقد لاقت مذبحة الحرم تأييداً من غالبية الصهاينة في كيان العدو الصهيوني. فعند سؤال أحد خامات اليهود عما إذا كان يشعر بالأسف والأسى على من قتلهم "غولدشتاين"، ردّ قائلاً "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة"!! وكما هو معلوم فإن الكيان الصهيوني حَوَل السفاح "باروخ غولدشتاين" إلى "بطل قومي يهودي"، بل جعل منه قدوة وحلماً لمن رضعوا من ذات الحليب الذي رضعه، إذ تم دفنه في قبر عند مدخل مستوطنة "كريات أربع" وخصص للقبر عدد من جنود حرس الشرف مهمتهم حراسته وتأدية التحية العسكرية لنزيله كل صباح. وليس من باب المبالغة القول أن الصهاينة أنزلوه حتى يومنا هذا "منزلة القديسين"، فحولوا قبره إلى مزار يرتادونه في الذكرى، وفي مناسباتهم الدينية والوطنية. وقد دأبوا مع اقتراب موعد الذكرى الأليمة في كل عام على ذرف الدموع المسمومة على مقتل طبيبهم المجرم، في وقت يذرف الفلسطينيون دموع الحُزن والألم والحسرة على فراق معلمهم الديني وشهدائهم الأبرار.

بعد مُضي كل هذه العقود على حدوث المذبحة البربرية، أصبح باستطاعتي القول أنه لم يتبقَ للمسلمين والعرب، بمن فيهم الفلسطينيين، من الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل سوى فرصة النظر إلى بنيانه وتأمله عن بعد، وقراءة يافطة مجاورة له تقول "ممنوع الصلاة في هذا المكان"، وإمكانية رؤيته في وسائل الإعلام التي قد تأتي على ذكره من وقت لآخر، ولربما أيضاً الحصول على صور تذكارية له يشترونها من الأسواق الصهيونية لغرض تزيين جدران منازلهم بها. 

وكما جاء في قولٍ حكيمٍ لعاقل فلسطينيٍ فإن "مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف قد فتحت أمام الإرهابيين الصهاينة باب الغنائم على مصراعيه فنهلوا من الشريان الفلسطيني ما لم يكفهم على مدار تاريخ نكبة فلسطين".. وربما أنهم سينهلون منه ما لن يكفيهم في قادم الأيام، بحيث يُترك الجسد الفلسطيني ينزف حتى الموت تحت سمع وبصر إخوة الدم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحت سمع وبصر جميع العرب والمسلمين في العالم.

في ما يلي قائمة بأسماء شهداء مذبحة الحرم الإبراهيمي: الإجرامية

رائد عبد المطلب حسن النتشة، علاء بدر عبد الحليم طه أبو سنينة، مروان مطلق حامد أبو نجمة، ذياب عبد اللطيف حرباوي الكركي، خالد خلوي أبو حسين أبو سنينة، نور الدين إبراهيم عبيد المحتسب، صابر موسى حسني كاتبة بدر، نمر محمد نمر مجاهد، كمال جمال عبد الغني قفيشة، عرفات موسى يوسف برقان، راجي الزين عبد الخالق غيث، وليد زهير محفوظ أبو حمدية، سفيان بركات عوف زاهدة، جميل عايد عبد الفتاح النتشة، عبد الحق إبراهيم عبد الحق الجعبري، سلمان عواد عليان الجعبري، طارق عدنان محمد عاشور أبو سنينة، عبد الرحيم عبد الرحمن سلامة، جبر عارف أبو حديد أبو سنينة، حاتم خضر نمر الفاخوري، سليم إدريس فلاح إدريس، رامي عرفات علي الرجبي، خالد محمد حمزة عبد الرحمن الكركي، وائل صلاح يعقوب المحتسب، زيدان حمودة عبد المجيد حامد، أحمد عبد الله محمد طه أبو سنينة، طلال محمد داود محمود دنديس، عطية محمد عطية السلايمة، إسماعيل فايز إسماعيل قفيشة، نادر سالم محمد صالح زاهدة، أيمن أيوب محمد القواسمي، عرفات محمود أحمد البايض ومحمود صادق محمد أبو زعنونة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مجزرة الحرم الإبراهيمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجزرة الحرم الإبراهيمي   مجزرة الحرم الإبراهيمي Emptyالأحد 26 ديسمبر 2021, 4:13 pm

مجزرة الحرم الإبراهيمي %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%851-94-730x438


الحرم الإبراهيمي في الخليل حكاية تاريخ أقدم مكان مقدس مع الاستيطان

هناك من يعتقد أن التهجير الفلسطيني من مدنهم وقراهم توقف عام 1948 أي بعد تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي لكن الحقيقة أنه مستمر ولم يتوقف الإبراهيمي الذي يعتبر جزءا أصيلا من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في فلسطين أحد هذه الأماكن والمواقع التي تستهدف بشكل يومي.

ورغم أن المسجد الإبراهيمي لا يحتل مساحة كبيرة من الاهتمام أسوة بما يجري في المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس إلا أنه مستهدف وبشدة. وفي عام 2021 تكثفت الجهود الاستيطانية التي تعمل «بتأن وروية ونفس طويل» حسب ما يرى سكان المدينة الذين يشهدون على عملية كبيرة تهويدية تمتد على عشرات السنين.
قبل شهر تقريبا اقتحم الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتصوغ، الحرم الإبراهيمي تحت حراسة مشددة من قوات الجيش الإسرائيلي وهناك غير أداء الصلاة أضاء شموع الشمعدان الضخم على أصوات غناء بالعبرية.
وفي عام 2019 تضاعفت جهود اليمين الإسرائيلي على الأرض في بناء حي يهودي وسط مدينة الخليل، فقد كان اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين، الحرم الإبراهيمي في أيلول/سبتمبر من نفس العام بداية لمرحلة جديدة من تهويد المدينة والاستحواذ على المسجد.
ويومها قال نتنياهو بعجرفته المعهودة إنه «لن ينجح أحد في طردنا من هذا المكان، وسنبقى في الخليل إلى الأبد».
والبقاء إلى الأبد لا يعني البقاء وترك الأمور على حالها كما يظن البعض من التصريح، لكن الأمر يعني المزيد من إجراءات التهويد حيث قامت الحكومة الإسرائيلية بأعمال تجريف وحفر في ساحات المسجد الإبراهيمي، بهدف تركيب مصعد كهربائي وإنشاء ممر/ طريق سياحي هدفه الأساسي تثبيت نزع صلاحيات وزارة الأوقاف وبلدية الخليل في إدارة المكان.
فما قصة هذا المكان؟ وكيف وصل الحضور الاستيطاني في هذه المدينة إلى ما وصل إليه رغم كونها يفترض أن تكون واقعة في منطقة تحمل التصنيف «أ» أي للفلسطينيين السيطرة الإدارية والأمنية على المكان؟
للقادم لرؤية المسجد الإبراهيمي من زاويته الغربية عليه أن يصعد عددا كبيرا من الدرجات المحاطة بأشجار الزيتون الصغيرة وكثيفة الأوراق، الصعود عبر الدرجات العريضة يوفر اقترابا أخاذا لهذا المكان الديني، فمع كل درجة يصعدها الزائر تزداد هيبة المكان وكأنك تقترب من السماء ويصبح متفردا بالمساحة الكبيرة التي يقع عليها مع ما يحيطه من جدار عظيم مبني من حجارة ضخمة يصل طول بعضها سبعة أمتار.
وترجع أساسات المكان المهيب لعهد هيرودس الأول في فترة حكمه للمدينة ما بين القرنين (7 – 37 ق.م).
أما تاريخ المكان بصفته مسجدا إبراهيميا فيعود إلى الفتح الإسلامي لبلاد الشام بعد عام 634 م، وسمي بذلك نسبة إلى النبي إبراهيم «خليل الرحمن» وهو يعتبر أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم من دون انقطاع تقريبا، كما يعتبر رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين بعد الحرمين المكي والمدني والمسجد الأقصى، والثاني في فلسطين.
ويقال إن المسجد بني فوق مغارة دفن فيها كل من: النبي إبراهيم وزوجته سارة، وولدهما إسحاق وولده يعقوب وزوجتيهما رفقة وليئة. وتذكر بعض الروايات أن الأنبياء آدم ونوح وسام ويوسف مدفونون هناك أيضا.

تسلسل زمني

وضع أساسات المكان هيرودس الأدومي في فترة حكمه للمدينة، ومن ثم حوله الرومان لكنيسة هدمت لاحقا على يد الفرس، وبعد ذلك تحول إلى مسجد في بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام. أما في عهد الدولة الأموية، فقد حظي المسجد بعناية الأمويين، فقاموا بأعمال البناء، فسقفوا المسجد، ووضعت قبابا لمدافن الأنبياء، وبنوا الشواهد فوق الأضرحة، وأخذت الأبنية تتسع حول المسجد.
وبحسب المعلومات التي توثقها صفحة «تراث فلسطين» فقد استمر اهتمام الخلفاء في المسجد الإبراهيمي، في العهد العباسي، حيث فتح باب في السور الشمالي الشرقي بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف، وتم تركيب باب حديدي له، وزين المسجد وفرش بالسجاجيد، وأدخل على عمارته إصلاحا كبيرا، وهو ما تكثف في زمن الدولة الفاطمية عام 972 ميلادية حيث تطورت العمارة، وتوسع نشاط المسجد حيث ألحق مبناه بالقباب.
وفي فترة الغزو الصليبي تعرض المكان للنهب والتحصين حيث بنيت قلعة حصينة بجانبه حملت اسم المسجد «القديس أبراهام» ثم تحول إلى كنيسة حملت نفس الاسم، إلى حين قيام القائد صلاح الدين الأيوبي بإعادة مدن فلسطين كلها إلى حاضنة المسلمين بعد معركة حطين عام 1187 حيث عاد إلى وضعه بصفته مسجدا، وهو ما تضاعف مع عهد الدولة العثمانية والانتداب البريطاني، والحكم الأردني.

المجزرة تاريخ فاصل

وقعت مدينة الخليل تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب حزيران/يونيو عام 1967 ومنذ تلك اللحظة أصبح المسجد هدفا للسياسات الاستيطانية من أجل تحويله إلى معبد يهودي. وعد منتصف رمضان 25 شباط/ فبراير 1994 يوما مهما في تاريخ المسجد بعد أن دخل الإرهابي الصهيوني باروخ غولدشتاين المسجد أثناء صلاة المسلمين صلاة الفجر، حاملا معه بندقية آلية وعددا من الذخائر المجهزة، وما لبث أن فتح النار على المصلين.
وكان من نتائج المجزرة أن استشهد 29 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح. وبفعل الاحتجاجات على تلك الجريمة سقط 60 فلسطينيا وأغلق المسجد لستة أشهر بهدف التحقيق في المجزرة، حيث شكلت لجنة لتقصي الحقائق باسم «لجنة شمغار» والتي خرجت بتقريرها بعد 4 أشهر بإدانة عامة للمجزرة وبرأت الحكومة والجيش، والأخطر تقسيم الحرم الإبراهيمي بين المسلمين واليهود.
وحول الاحتلال الجزء الأكبر من المسجد إلى كنيس يهودي فأصبح أكثر من 60 في المئة من مساحته لليهود، والباقي للمسلمين، وقامت بفصل هذين الجزئين عن بعضهما بحواجز وبوابات حديدية محكمة ووضعت فيها ثكنات عسكرية للمراقبة.
وفي أعقاب توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال عام 1993 وقع عام 1997 اتفاق لاحق بشأن الخليل حيث قسّمها بروتوكول الخليل إلى منطقتين (H1) وتشكل نحو 80 في المئة من مساحة المدينة، وتتولى فيه السلطة الفلسطينية مسؤولياتها، و(H2) وتحتفظ فيها إسرائيل بجميع الصلاحيات والمسؤوليات المتعلقة بالأمن، وفيها المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة.
وهو ما منح السلطات الإسرائيلية إمكانية إقامة 22 حاجزا حول المسجد، منها 6 حواجز تعيق دخول المصلين إليه.
وتنتشر في قلب الخليل ومحيط المسجد الإبراهيمي (نحو كيلومتر مربع) ثماني بؤر استيطانية، منها ثلاث بؤر قيد الإنشاء، وخمس بؤر يقطنها حوالي 700 مستوطن، وفق معطيات تجمع شباب ضد الاستيطان المحلي.
ويقيم في البلدة القديمة، نحو 400 مستوطن بشكل دائم، بالإضافة إلى 300 يتعلمون في مدرسة دينية.
أما عدد الفلسطينيين فيبلغ حوالي 7 آلاف نسمة. وفي عام 2010 ضم المسجد الإبراهيمي ضمن قائمة التراث اليهودي، وأنها ستشمل موقع المسجد في الخطة الوطنية لحماية وإعادة تأهيل مواقع التراث، ما أثار احتجاجات من الأمم المتحدة والحكومات العربية. وصوتت «يونسكو» لاحقا بأغلبية أعضائها باعتبار المسجد الإبراهيمي جزاء أصيلا من التراث الفلسطيني الإنساني، وهو ما تمخض عام 2017 عن إدراج لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة «يونسكو» البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.
وحسب المعطيات المتوفرة لعام 2020 فإن دولة لاحتلال الإسرائيلية منعت رفع الأذان من مسجد الحرم الإبراهيمي 599 مرة. فيما تقسيم المسجد حسب الرغبة الإسرائيلية جعل غرفة الأذان الخاصة بالمسجد في القسم المقتطع للمستوطنين، وبناء على ذلك يتطلب رفع الآذان فيها وصول المؤذن عبر حواجز وجنود إسرائيليين. وهو الأمر الذي يعزز من قدرتهم الكاملة على السيطرة على المكان.
ويبقى الجهد الفلسطيني في مواجهة التمدد الاستيطاني على المسجد والبلدة القديمة بحسب نشطاء تحدثت معهم «القدس العربي» غير كاف، فقد عملت السلطة الفلسطينية على إدراج البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي، لكنها لم تقم بالعمل على تنفيذ ما يتطلبه هذا الوضع، حيث تقتصر الأنشطة على بعض النشاطات الشعبية والتوثيق للانتهاكات اليومية وترميم لبعض المحلات التجارية والمباني السكنية، ونقل بعض مكاتب الوزارات الفرعية إليها، من دون أن تكون هناك جهود تشجع على إعادة السكان للبلدة القديمة من خلال إعادة النشاط الاقتصادي إليها، فالمكان برمته يعاني من قرار رسمي فلسطيني، والاعتراف بسيطرة إسرائيلية على المكان
المشكلة الأكبر كانت في اعتراف السلطة بأن المنطقة ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية ضمن اتفاق بروتكول الخليل، وهي كارثة تدفع المدينة ثمنها رغم مرور 24 سنة على ذلك وما يخافه الأهالي أن تقود تلك الخسائر إلى فقدان المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة أيضا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مجزرة الحرم الإبراهيمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرم الإبراهيمي مجرد خطوة
» حفل غنائي راقص للمستوطنين في الحرم الإبراهيمي (فيديو)
» مجزرة المسجد الإبراهيمي..تقرير تلفزيوني
» إسرائيل تغلق الحرم الإبراهيمي في الخليل في مواجهات اليوم الثالث
» إسرائيل تسعى لتكرار سيناريو تقسيم الحرم الإبراهيمي على المسجد الأقصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: