عندما يتحول فندق الى رسول ضد جدار في بيت لحم ( صور)
بيت لحم : بدأت فكرة وسام سلسع كحلم واكبه إرادة ، تميل الى تحدي واقع معقد ، فأن الجدار الذي يطوق صدر بيت لحم ، ويحجب عن الرئة حريتها ، وسط ضباب كثيف في العالم الذي لم يعد يهتم بمعاناة الفلسطينيين ، مهما مارس الاحتلال الاسرائيلي ضدهم ، فكان لابد من رسالة مختلفة تماماً ، رسالة مبدعة وعبقرية ، تطوف الدنيا كلوحة رسمها فنان بريطاني شهير أسمه " بانكسي".
ولأن الصلوات لا تهدأ رغم علو الجدران ، وأصوات الكنائس تطير في فضاءات لا يعجزها عن ذلك عدو ولا مستبد ، كان هو اليوم الذي يفتتح فيه فندق " The Walled Off Hotel'والذي يترجمه يقول أنه الفندق المحاط بالأسوار الذي أشرف على تصميمه الرسام العالمي الشهير بانكسي ، وجرى فيه العمل بسرية كاملة ، وفق ما صرح به مدير الفندق سلسع.
ويقول سلسلع عن حلمه الذي تحقق ، وبات كياناً في وجه الجدار العنصري :'إن الفندق محاط بالجدار وأينما تنظر حولك سترى الجدار الذي بني هنا عام 2002'.
وعن أهدافه في تحقيق هذه الأمنية ببناء فندق أمام الجدار يقول سلسع :" أنه تم بناء الفندق في تلك المنطقة 'ليرفع مستوى وعي العالم بحقيقة الجدار، وليعلم تأثيره على الشعب الفلسطيني'.
ويضيف سلسع أن 'السرية كانت مطلوبة نظرا لأن الفنان بانكسي، غامض ولا يعرف هويته أحد، ولذلك عملنا بشكل سري لمدة 14 شهرا، وبمعدل 12 – 14 ساعة يوميا'.
وأوضح أن الفنان بانكسي، أشرف على كل شيء داخل الفندق، وقال 'حتى ترتيب الأواني داخل الفندق كانت تحت إشرافه'.
قال الفنان البريطاني في بيان له إن الموقع كان ورشة للفخار قبل أن يتحول إلى فندق يشبه أندية "نبلاء الإنجليز في عهد الاستعمار" إقرارا بالدور التاريخي الذي لعبته بريطانيا في الشرق الأوسط.
ووصف (بانكسي) الذي لا يعرف اسمه الحقيقي دار ضيافته بأنها تمتلك المشهد الأسوأ لأي فندق في العالم قائلا إن كل غرفة تطل على الحاجز الذي يرمز لقمع الفلسطينيين.
يعتبر الفنان البريطاني بانكسي ، رجرافيتي إنجليزي مشهور ومجهول في نفس الوقت، يعتقد أن اسمه روبرت بانكسي ولد في عام 1974 وأصله من بلدة ييات القريبة من مدينة بريستول، إلا أنه لا يوجد تأكيد على هوية بانكسي الحقيقية وسيرته الذاتية تبقى غير معروفة ، لذا يعتبر غامضاً.
و ظهرت رسوماته المختلفة في العديد من المواقع في بريطانيا خصوصاً في مدينة بريستول ولندن وحول العالم منها في الضفة الغربية على الجدار العازل، تتنوع رسومات بانكسي في الموضوع وتشمل بأغلبها المواضيع السياسة والثقافية والاخلاقية.
واحتوت غرف النزلاء على لوحات بريشة بانكسي تعبر عن حالة الصراع الدائر بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، ولوحات أخرى تعطي معاني للأمل والحياة رغم الأسوار العالية ، ومنها ما يتسم بالتحدي والاصرار على الثبات في وجه خنق الحياة ، وتحطيم نوافذها من بوابة القلق والخوف من الآخر .
يذكر أن بانكسي دخل قطاع غزة ، بعد عدوان 2014 ورسم على بعض جدران المدينة أربع لوحات معبرة ، كانت بمثابة تضامن ابداعي مع الشعب الفلسطيني .
الرئيسية 
البوابة 
في مدخل المبنى شاب يرتدي اللباس التقليدي الفلسطيني وبرفقته حمار، وكأنه يقول للزوار "هنا بدأت القضية" إذ يعود بهم إلى بداية الحياة القروية، وقرب الباب يقف قرد يرتدي ملابس النادل وبجانبه حقيبة تخرج من أشلائها ملابس وكأن صاحبها راح على عجل ليثير فضول السائح الذي سيتساءل عن رمزية الحقيبة لتجيبه غرف الفندق وجدرانه لاحقا بكل ما يتعلّق بالقضية مُنذ النكبة الفلسطينية حتى اليوم.
