تاريخ ومكان الميلاد: 6 سبتمبر 1947 - الخليل
سياسي فلسطيني، وقيادي في حركة فتح، قام بأدوار متفاوتة في الثورة الفلسطينية، وكان قريبا من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وعمل مساعدا له واختلف معه كثيرا، وعمل مستشارا للرئيس محمود عباس للشؤون الثقافية والإعلامية.المولد والنشأة
ولد نبيل محمود عمرو يوم 6 سبتمبر/أيلول 1947 في مدينة دورا جنوب غرب مدينة
الخليل بفلسطين.
الدراسة والتكوين
أكمل دراسته الأساسية والثانوية في مدينة الخليل، ثم درس الحقوق في جامعة دمشق، وتخصص في الإعلام في القاهرة.
الوظائف والمسؤوليات
خلافا لتخصصه في الحقوق، بدأ حياته الوظيفية صحفيا فتولى بين عامي 1973 و1988 المسؤولية عن إذاعات صوت فلسطين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المهجر.
وبعد العودة وإقامة السلطة الفلسطينية أسس عام 1995 جريدة الحياة الجديدة اليومية التي تعتبر لسان حال السلطة الفلسطينية، ثم تولى حقيبة الإعلام في السلطة الفلسطينية.
عُين ممثلا لمنظمة التحرير في الاتحاد السوفياتي السابق عام 1988، وهناك أصبح سفيرا فوق العادة 1993.
كان عضوا في اللجنة العليا للإشراف على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مؤتمر
مدريد 1999 ومؤتمر أوسلو 1993.
انتخب عام 1996 عضوا في المجلس التشريعي عن دائرة الخليل، لكنه لم يفز في نفس الدائرة في الانتخابات التالية عام 2006.
أسندت إليه أكثر من وزارة في السلطة الفلسطينية، وفي أوائل 2008 عين سفيرًا لفلسطين في
القاهرة ومندوبا دائما لها في جامعة الدول العربية، إلى أن استقال عام 2009.
المسيرة السياسية
بعد رحيل عرفات، اختلف عمرو مع خلفه محمود عباس، وتحديدا على خلفية تقرير غولدستون عام 2009، ونتيجة ذلك استقال من عمله بالسفارة الفلسطينية في القاهرة.
يقول عمرو إن السلطة الفلسطينية أصدرت بعد ذلك قرارا يمنعه من الكتابة في الصحف الصادرة في الضفة الغربية، والظهور على فضائية فلسطين الرسمية.
وقد أعلن أنه لن يعود إلى العمل الرسمي إلا منتخبا، وقد تفرغ خلال السنوات الأربع الماضية للعمل العام والكتابة، ويواظب على الكتابة في جريدتي
القدس الفلسطينية والشرق الأوسط اللندنية.
المؤلفات
من مؤلفاته "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا" الذي يروي فيه عن قرب فصولا من حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات وكيف كان الأخير يتخذ قرارته.
و"أيام الحب والحصار" و"صوت العاصفة" و"محمود درويش حكايات شخصية".
«هيكل».. ظاهرة إبداعية تستحق الدراسة، فالرجل تميز بحضور قوى فى الحياة السياسية المصرية والعربية، وعلى نحو ما العالمية، وفى حياة «هيكل» المديدة والمثيرة درجة عالية من القدرة على الحضور والتميز، ومن الأخطاء الفادحة والشائعة حول ظاهرة الرجل، أن تألقه الذى بلغ أحد ذراه فى العهد الناصرى، هو من إنتاج العلاقة العميقة والراسخة بينه وبين عبدالناصر، حتى قيل إن هيكل صاروخ انطلق من قاعدة اسمها جمال عبدالناصر، وما أن تختفى هذه القاعدة حتى يضل الصاروخ طريقه أو يهوى فى أعماق بحر النسيان.
ولقد تولى «هيكل» بنفسه دحض هذه المقولة، فلقد غاب عبدالناصر عن المشهد فى منتصف طريق هيكل، وأكمل الرجل طريقه صاعداً حتى كرّس نفسه قطباً عصياً على التآكل والتراجع.
لقد كانت علاقة «هيكل» بـ«عبدالناصر» من ذلك النوع الذى يقوم على أساس الخدمات المتبادلة، وأى زعيم مهما علا شأنه واتسعت شعبيته فلابد أن يحتاج إلى مساعد غزير الموهبة وقوى التأثير، فكان «هيكل» هو الرجل الأول المؤهل تماماً لإسناد عمل الزعيم على نحو لا غنى عنه، فمن أين لـ«هيكل» مصداقية المعرفة والمعلومات دون ثقة وانفتاح جمال عبدالناصر، ومن أين لـ«عبدالناصر» الواقف دوماً فى عين العاصفة، معبراً عن سياسته وتطلعاته بمن هو أقدر من هيكل؟
ان اعتبار عبدالناصر عرّاباً لهيكل ومصدراً لحضوره القوى فى السياسة كان خطأً شائعاً صححه هيكل، وعلى كل المراقبين والمتابعين لمسيرته أن يعتمدوا هذا التصحيح.
وتعرض هيكل كذلك لإساءة فهم لدى جمهور مصرى وعربى واسع، من خلال دعمه لأنور السادات فى بدايات عهده حين أقدم الرجل المستضعف فى تلك اللحظات على أوسع عملية تغيير فى الزعامات والإطارات والسياسات، بما فى ذلك تغيير اسم الدولة، لقد أيّد هيكل، السادات حين أقصى مراكز القوى الذين كانوا يمسكون بجميع مفاصل الدولة، ودعم هيكل توجه السادات نحو الأمريكيين حيث وضع الرجل نفسه تحت وابل من سهام النقد والإدانة بما فى ذلك تأليف أغانٍ فُهم منها أن الرجل هو مهندس سياسة السادات الجديدة، ولقد أثبت هيكل فيما بعد أن دعمه للسادات فى التخلص من مراكز القوى لم يكن بفعل نزوع سلطوى أو انتقال من حضن إلى حضن مختلف، بل كان رهاناً على التخلص من رموز الفشل والتضليل فى التجربة الناصرية، وإن كان لا بد من الإشارة إلى خطأ يتعلق بهيكل نفسه فقد كان مغالياً فى الرهان على السادات كمصلح محتمل للنظام الناصرى، أى أنه رأى أول الطريق ولم ينجح فى تقدير نهايته.
فى معظم عهد السادات وكل عهد مبارك كان هيكل أعزل تماماً من نفوذ السلطة ولو بحدوده الدنيا. لقد واصل حضوره معتمداً على إمكانياته المتفوقة فى التحليل والإبهار، ومن ينسى تأثير محاضراته فى الجامعة الأمريكية ومقالاته فى المنابر العالمية؟ وبالنسبة لصناع القرار فى العالم كان هيكل بوصلة يعتمد عليها فى قراءة الاتجاهات السياسية فى بلده ومنطقته، غير أن هيكل لم يكن ليخلو من الأخطاء والجنوح أحياناً نحو معالجات هى أقل مستوى من مكانته المتكرسة، لم يكن موفقاً فى كرّاسة حملت اسمه حول الرئيس مبارك، وأنا شخصياً لم يعجبنى كتابه «خريف الغضب»، ومن الأخطاء الفادحة فى هذا الشأن أن الدوىّ الهائل الذى أحدثه هذا الكتاب نُسب إلى غزارة معلومات كاتبه وبراعة استنتاجاته، بينما الحقيقة التى أجتهد بها تكمن فى أن الذين أحبوا هذا الكتاب واعتبروه أحد عيون الأدب السياسى، قد قيَّموه بمنظار كراهية السادات والترحيب بأى قول يهز صورته ويحط من مكانته.
أخطاء كثيرة شاعت حول الرجل، وخصوم كثيرون جنّدوا أدواتهم لتحطيمه وإخراجه من الحياة العامة، إلا أن براعة هيكل فى خدمة ظاهرته بتوظيف الخصوم لمصلحته جعلته قطباً يستحيل النيل من مكانته وقوة حضوره، فالخصوم يقرون بإمكانياته وتفوقه وصعوبة النيل منه، وإذا ما دققنا فى من هم خصومه لوجدناهم رؤساء دول وقادة مؤسسات قوية ومتمكنة، وحين يصمد شخص بقلمه وعقله ولسانه أمام هذا النوع الخطير والفعال من الخصوم فلا مغالاة فى القول أو الوصف بأنه ظاهرة استثنائية من كل الجوانب.
دعونا ننتظر بزوغ نجم يوازى أو يتفوق على الرجل، ولست متشائماً فى هذا لأننى أتحدث عن ظاهرة أنبتتها التربة المصرية.