محلل إسرائيلي: "الدقامسة" أثبت لنا عبثية وجنون التطبيع مع العرب
التاريخ:16/3/2017
عمان – قسم الترجمة
عبر المحلل الإسرائيلي عاموس جلبوع عن يأسه وإحباطه من إمكانية حدوث تطبيع حقيقي للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل قبل تحقيق تسوية مع الفلسطينيين تلبي كامل المطالب الفلسطينية، متهما من يؤمن بغير ذلك من الإسرائيليين بأنه يعيش في وهم وعالم من الجنون.
وتوصل جلبوع إلى هذه النتيجة من خلال تسليطه الضوء على الاحتفاء الأردني والعربي الكبيرين بالإفراج عن الجندي أحمد الدقامسة، وانطلق منها لإثبات ضرورة تحقيق تسوية حقيقية مع الفلسطينيين بشرط أن تكون جزءا من تسوية إقليمية مع جميع الدول العربية.
وقال المحلل الإسرائيلي في مقاله الذي عنونه بـ "فكرة عابثة"، بصحيفة معاريف اليوم الخميس: "تحرر هذا الأسبوع من السجن في الأردن الجندي الأردني احمد دقامسة الذي قتل قبل 20 سنة سبع تلميذات إسرائيليات لأنهن أزعجنه في الصلاة".
واستدرك بالقول: " ليس ما حصل قبل عشرين سنة هو موضوع هذا المقال؛ ولا حتى مجرد الفرحة العظيمة التي استقبله بها الجمهور الأردني ووسائل الإعلام في الدول العربية؛ ولا حتى أقواله لوسائل الإعلام أن الإسرائيليين هم قمامة بشرية، يجب إزالتها عن أرض فلسطين المقدسة. فليس في كل هذا ما هو جديد".
وتابع القول: "لكن بودي أن ألفت الانتباه إلى علاقة هذه الظاهرة العادية بموضوع يبدو ظاهرا مختلفا تماما ألا وهو التسوية الإقليمية. فنهج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وعمليا نهج كل سياسي يسارع إلى عرض خطة للتسوية مع الفلسطينيين (وعددهم أكثر من عدد أصابع اليدين)، هو أن التسوية مع الفلسطينيين يجب أن تكون جزءا من تسوية إقليمية مع الدول العربية السنية المعتدلة. والحجة المركزية هي أن الفلسطينيين سيكونون مستعدين للحلول الوسط، إذا ما ضغطت الدول العربية عليهم وأعطت شرعية لتنازلاتهم".
وانتقد جلبوع أصحاب الفكرة السابقة لأنه ما يحملونه ما هو إلا أفكار عابثة، مضيفا أن من يعتقد مثلا أن السعوديين سيشجعون الفلسطينيين على الاعتراف بدولة قومية يهودية، أو أن الأردن سيحثهم على التنازل عن حق العودة للاجئين، يعيش في عالم من الأوهام الحلوة. وإذا كان لا بد، فان الدول السنية المعتدلة "ستقيد" فقط، برأيي الفلسطينيين ولن يتحركوا قيد أنملة عن المبادئ التي تقررت في حينه للفلسطينيين في الخطة السعودية. لماذا؟
ويذهب المحلل الإسرائيلي بعيدا في الإجابة على سؤاله لإثبات وجهة نظره بالقول: "أولا، يجب أن نرى نموذج الجندي الأردني كما يعكس بإخلاص الشارع العربي في الأردن، في مصر، في السعودية، في قطر، في الكويت وغيرها. فهذا ليس فقط شارع السوق، بسطاء الشعب. هذا أيضا شارع النخب في الدول العربية: المحامين، الأطباء، المهندسين. فهل يتصور أحد ما فقهاء الدين في السعودية يؤيدون التنازلات لليهود على أرض فلسطين؟ اليوم كل الأنظمة السنية تعيش صراع بقاء وتوجد في مواقف ضعف أمام الشارع. وبالتالي أن يساعدوا اليهود وان يقلبوا عليهم الشارع العربي، الذي جمع قوة في السنوات الأخيرة، هو خطوة تكاد تكون انتحارا. فضلا عن ذلك فان الأنظمة السنية، تعيش صراعا دينيا وحشيا ضد الشيعة بقيادة إيران. والعقل يقول انه سيكون من الجنون من جهتهم إعطاء الذخيرة لإيران وذيولها من خلال الضغط على الفلسطينيين لتقديم التنازلات".
ويضيف جلبوع سببا ثانيا، بالقول: "في المجال العلني، لم أرَ حتى الآن أي تصريح عربي علني فيه نوع من الاعتدال في المواقف العربية والاستعداد للضغط على الفلسطينيين. العكس هو الصحيح، فالجامعة العربية هي التي تؤيد كل خطوة فلسطينية ضد إسرائيل ومقاطعتها في المنظمات الدولية وهي التي تؤيد كل القرارات السخيفة للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ضد إسرائيل".
ويختم مقاله بالقول: "يحتمل أن في الاتصالات السرية مع مندوبي السعودية وغيرهم توجد وعود ايجابية. عندي تجربة شخصية من لبنان، هذه كلمات لا تصمد في لحظة الاختبار. وبشكل عام، فمن يؤمن بان الدول العربية المعتدلة ستبدأ بتطبيع العلاقات معنا قبل أن تكون تسوية مع الفلسطينيين، حسب كامل المطالب الفلسطينية، يعيش في عالم من الجنون. ليتني أكون مخطئا، وفكرة التسوية الإقليمية تتم بالتأكيد. جيد دوما أن تكون هناك فكرة وأمل في مستقبل أفضل".
(البوصلة)