"يديعوت": لماذا يسعى ترامب لتحقيق اتفاق للسلام؟
عمّان – قسم الترجمة
أكد الصحفي الإسرائيلي أورلي أزولاي أن الرئيس الأمريكي دولانالد ترامب غير القادر على أن يقرأ وثيقة استخبارية فيها أكثر من تسع فقرات غير معني بالتفاصيل، بالتاريخ، بالتعقيدات وبمشاعر أبناء المنطقة، لأنه يريد في عهده إيجاد حل بأي ثمن للقضية، فهو لا يتعامل مع التسوية السلمية لأنه يهتم بل لأنه يتعامل كمقاول لا يقدم "تنزيلات" للأصدقاء، ويريد تحقيق إنجاز عظيم يسجل باسمه.
وفي افتتاحية صحيفة يديعوت قال أزولاي إن ترامب يفكر بشكل حثيث كيف يعيد إسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن هذا الأمر يشكل تجسيدا لتطلعات عظيمة يسعى لها لترامب لتحقيق تسوية سلمية تاريخية تصدح في المنطقة وفي العالم كله.
ووصف ترامب بأنه يتصرف حيال التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين كمن تلبسه هوس، مبررا ذلك بأنه "ربما بسبب أن أسلافه فشلوا وهو يريد أن يري بأنه هو وحده – دونالد العظيم – يستطيع".
وتابعت افتتاحية يديعوت بالقول: "في قنوات سرية وطرق التفافية يدير ترامب مفاوضات مع السعودية، التي يرى فيها دولة أساس أيضا لخلق جبهة سنية أمام إيران. أوباما جاء إلى الموضوع انطلاقا من إحساس بالرسالة، مع فكر، تطلع إلى العدالة ومع مثل عليا: أراد أن يضع حدا للمعاناة الفلسطينية وإنقاذ إسرائيل والحفاظ على مكانتها كدولة يهودية ديمقراطية".
وأشار إلى أنه في اسرائيل رأوا فيه مقتلعا. أما الآن، أمام نشاط ترامب، فمن المتوقع لليمين الإسرائيلي أن يتوق له. لأن أوباما جاء إلى الموضوع ببرودة أعصاب زعيم يبحث عن حل فيما يهرع ترامب عديم الراحة بشكل ليس واضحا بما يكفي لماذا تلبسته اللوثة بالذات في هذا الموضوع، حين لا يزال لم يبدأ بعد بجمع حطام أمريكا الممزقة، على حد وصفه.
وقالت الافتتاحية إن ترامب ينظر إلى خريطة الشرق الاوسط بعيون العقاري: فهو سيعيد التقسيم في الضفة الغربية، إجراء مساحة للأراضي، ترسيم الحدود، وهو الذي سيقوم بقص شريط الافتتاح. الرجل غير القادر على أن يقرأ وثيقة استخبارية فيها أكثر من تسع فقرات غير معني بالتفاصيل، بالتاريخ، بالتعقيدات وبمشاعر أبناء المنطقة. حلمه أن يرى أبراجا تزدهر على جانبي الخط الأخضر.
ونوهت إلى أن دبلوماسيين في واشنطن، كانوا مشاركين من خلف الكواليس، أرشدوا أبو مازن قبيل حديثه الهاتفي مع ترامب: لا تناكفه، لا تجادل ولا تتجرأ على الشكوى من أنه في جانب نتنياهو. كل ما يريده هو أن يتلقى الحب والامتنان، لأنه دونالد المحبوب. وطبق أبو مازن، فإذا بالمكالمة تنتج أيضا تفاهما ودعوة إلى البيت الأبيض.
وأشارت إلى أنه في الأيام القريبة القادمة ستتواصل أعمال جس النبض، حين يكون الميل هو الشروع بخطوة لامعة تتمثل بمؤتمر إقليمي. والصيغة التي ستسمح بذلك وفقا لفرضية العمل في البيت الأبيض هي أن ينتزع ترامب من نتنياهو موافقة على ألا يبني مستوطنات جديدة، يعطي أبو مازن وعدا بان السفارة الأمريكية لن تنتقل إلى القدس، يمنح السعودية، مصر والأردن مكانة لاعبين شركاء ويحاول عمل ما يؤمن بأنه ممكن، تحقيق اتفاق سلام.
وختمت الافتتاحية حديثها بالتساؤل: لماذا يراهن ترامب بالذات في هذا الموضوع؟ لأنه بحاجة إلى انجاز في مجال السياسة الخارجية، وليس لأنه يهتم حقا. يريد صفقة عظمى، وقد جاء إليها عديم المشاعر. فبالنسبة له الفشل يعني جرح نازف في أناه. وهو لن يسمح لهذا أن يحصل.
وشددت على أن ترامب سيحاول أن يثني ليس فقط أبو مازن بل ونتنياهو أيضا. إذ مثلما تعلم في عالم الأعمال "لا تنزيلات للأصدقاء". أما نتنياهو، الذي لا يستطيع ولا يريد، فسيحاول جر الوقت إذ انه يعرف بأنه عندما لا ينجح شيء ما لترامب حسب طريقه، فإنه يدير الظهر ويتوجه للبحث عن دمية أخرى. رغم أن البيت الأبيض يريد جدا، من الصعب التصديق بأنه حانت الساعة التي يسمع فيها في المنطقة رفيف أجنحة التاريخ.
(البوصلة)