ذكرى الشهداء كمال جنبلاط و محمود ابو مذكور وراشيل كوري
ذكرى الشهيد القائد كمال بيك جنبلاط
شهيد لبنان وفلسطين
بقلم لواء ركن/عرابي كلوب 16/03/2017م
يوم السادس عشر من آذار عام 1977م، توهجت بطلاً بينما كان الرصاص الحاقد ينهمر على جسدك الطاهر من القتلة.
في حرب الوطن والمقاومة كان كمال جنبلاط الوطني الملتزم، المتوحد الموحد، الحازم الناقد الصعب، المسؤول الملتزم، المفكر والسياسي والفيلسوف والثائر والقائد والمنظم، والإنسان الانسان، هو في حد ذاته رمز حقبه ضخمة من تاريخ هذا الشعب.
كان الفكر والعمل واحد، أنهما معاً طاقة الانسان الحر، هذه الطاقة التي تلازمت وتواصلت في حياة كمال بيك جنبلاط والذي كان يقول (كما تفكر تتصرف، وكما تتصرف تفكر).
في السادس من كانون الأول عام 1917م ولد كمال فؤاد جنبلاط في قلب الشوف المتواضع، المختارة، وفيها قضى طفولته الأولي دارساً ومتعرفاً إلى الحياة، وفي عام 1927م أنتقل إلى مدرسة عينطورة في كسروان وانجز بتفوق دراسته التكميلية والثانوية حتى العام 1937م، وقد بدأت تباشير الحرب العالمية الثانية، فأنقتل إلى باريس للتحصيل الجامعي في جامعة السوربون، عاد منها بشهادتين في العلوم الاجتماعية وأنتسب إلى كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت ونال أجازه الحقوق، وتدرب لعام واحد في مكتب المحامي/ أميل أده، وفي العام 1947م، وبين الانتداب وجلاء الجيوش الأجنبية عام 1946م، خاص كمال جنبلاط نضالاته الأولي في سبيل اصلاح النظام السياسي نحو العدالة والديمقراطية، وفي عام 1948م أقترن بالأنسة/ مي شكيب أرسلان ثم أعلن في الأول من آيار1949م، تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وفي العام 1951م، تأسست جبهة المعارضة المعروفة باسم (الجبهة الاشتراكية الوطنية) التي واصلت نضالها الأبيض حتى استقالة رئيس الجمهورية اللبنانية الشيخ/ بشارة الخوري في أيلول عام 1952م، وأستمر كمال جنبلاط في سبيل المعارضة الشعبية العنيدة، فأنشأ (الجهة الشعبية الاشتراكية) ما بين عامي 1953-1954م وشارك في المؤتمر الوطني للأحزاب والهيئات، وعقد في بيروت أول مؤتمر للإضراب الاشتراكية العربية، وفي عام 1956م وقف كمال جنبلاط إلى جانب مصر بقيادة الزعيم/ جمال عبد الناصر ضد العدوان الثلاثي، ثم قاد الثورة الوطنية المسلحة عامي 1957-1958م، ودخل المجلس النيابي عام 1960م على رأس كتله برلمانية مؤلفة من أحد عشر نائباً سماها (جبهة النضال الوطني).
اشترك كمال جنبلاط في الحكم مراراً ما بين أعوام 1960-1970م، وبعد هزيمة حزيران عام 1967م، وقف إلى جانب مصر عبد الناصر مؤمناً بقدرة العرب على النصر، متعاطفاً ومتضامناً مع النهوض الثوري للشعب العربي الفلسطيني، فقامت في لبنان اللجان والهيئات المساندة للعمل الفدائي الفلسطيني وخاضت نضالاتها البطولية في وجه قمع السلطة في الجنوب اللبناني والبقاع وبيروت لاسيما يوم الثالث والعشرين من نيسان عام 1969م، يوم الانعطاف اللبناني الفلسطيني المشترك نحو الثورة على الهزيمة السوداء في حزيران، وحينها تشكلت الجهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية، أنتخب كمال بيك جنبلاط أميناً عاماً لها، وظل يشغل هذا المركز حتى استشهاده.
وفي أحداث لبنان كان القائد الأمثل للحركة الوطنية اللبنانية وتولي رئاسة المجلس السياسي والمركزي للأحزاب والقوى التقدمية والوطنية.
لقد اختار كمال جنبلاط لنضاله السياسي طريق الفكر الاشتراكي من أجل التغيير والتقدم في لبنان والفكر الاشتراكي عنده ينبع من مفهوم الاشتراك والمشاركة والتضامن والإسهام والتعاون في جميع مظاهر العيش ونشاطاته، أما على الصعيد الوطني والقومي فقد قدم كمال جنبلاط حياته ثمناً للدفاع عن عروبة لبنان ووحدته وسيادته، ومن أجل إقامة حكم وطني ديمقراطي على أراضيه.
كان كمال جنبلاط يؤمن بأهمية تميز لبنان ويعمل من أجل ذلك، لكنه كان يرفض تميز لبنان الطائفي الانعزالي المنغلق على الأوهام المريضة، كان يريد لبنان المتميز، لبنان المجرد للعالم النموذج الحضاري بالفكر المنفتح لا المنغلق، لبنان العلماني لا الطائفي، لبنان الرغيف والمدرسة والطبابة لكل مواطن، لبنان الشامخ بكل هذا، لا الشامخ شموخ الزيف والعقد والتلوث بالأوهام، لبنان المدافع عن القضية الفلسطينية هذه القضية التي يناضل أبناء فلسطين من أجلها.
جنبلاط القائد المهتم بكل قضايا التحرر في العالم، المتفاعل مع القضايا السياسية والإنسانية في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، المتضامن من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير، المقاتل الأممي من أجل السلام، لأن السلام كان يسكن قلب كمال جنبلاط حتى وهو يحمل البندقية إلى جانب المقاتلين دفاعاً عن الأمة.
كمال جنبلاط... المفكر ... المناضل ... الثوري .. الشهيد .... واحد من السياسيين القلائل الذين أرتبط أسمهم بالثقافة والمثقفين على أمتداد الساحتين اللبنانية والعربية، كان دائم الحضور الثقافي بحثاً وعطاءً ومساهمات في أغناء النقاش العملي وصاحب نظرة سياسية مستقلة.
لقد كان سلوكه وأسلوبه معيشته وتواضعه أموراً معروفة ومفهومة لدى فقراء ومسحوقي لبنان، فأكتسب صفة الأسطورة.
لقد نشأ كمال جنبلاط على أرض لبنان وترعرع وناضل وأستشهد وهو يقاتل من أجل عروبة لبنان.
كان كمال جنبلاط يؤمن أن العلم يجب أن يوضع في خدمة المجتمع، فهو من أشد المناصرين للمثقفين الوطنيين وسنداً دائماً لههم عند اشتداد حملات قمع الكلمة، والمثقف الوطني كما يراه من كان في جبهة الدفاع عن الديمقراطية وحرية الفكر والقول والمعتقد لكل الناس.
جنبلاط القائد اللبناني الفلسطيني قدم دمه من أجل شعب فلسطين ومن أجل قضية فلسطين، لذلك أسرعوا في اغتياله.
أن كمال جنبلاط حر في ضمير كل أبناء الأمة العربية الذين رأوا فيه عل مدار سنوات نضاله الفارس الممشوق على الدوام، القلم يكتب من أجل الأمة، والسيف يقاتل به أيضاً من أجل الأمة.
أن كمال جنبلاط حي في ضمير كل المقاتلين الذين شاركوه القتال جنباً إلى جنب، كمال جنبلاط في ضمير شعبنا الفلسطيني الذي أعطي لشوارع ومدارس ومؤسسات أرضنا المحتلة أسم الشهيد/ كمال جنبلاط، وفاءً لهذا الزعيم الذي ناضل طويلاً من أجل فلسطين والذي سقط شهيداً من أجل فلسطين.
كمال جنبلاط وقف مع الثورة وقدم حياته من أجل فلسطين، لقد كان رمزاً مجيداً من رموز القادة التقدميين القادرين على المثابرة على النضال في أقصى الظروف وأصعبها.
ألف كمال بيك جنبلاط عشرات الكتب.
جنبلاط الذي اغتيل من قبل أطراف عربية معروفة ودعته الجماهير اللبنانية والفلسطينية وداع الأبطال والقادة التاريخيين، حيث حل الوجوم والذهول والغضب كان مسيطراً على الناس من جراء هذه العملية الخسيسة الجبانة التي أدت إلى اغتياله وقد شاركت قيادة الثورة الفلسطينية في وداع القائد الشهيد كمال جنبلاط إلى مثواه الأخير.
تحية لروح الشهيد القائد البطل الفذ/ كمال بيك جنبلاط تحية وفاء من فلسطين إلى شهيد لبنان وفلسطين في ذكراه
0000
محمود محمد إسماعيل أبو مذكور (أبو ظافر)
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 16/03/2017م
محمود محمد أبو مذكور من مواليد مدينة رفح بتاريخ 11/06/1950م، ترجع أصوله إلى قرية الفالوجا، حيث هاجرت أسرته من بلدتهم قسراً عام 1948م بعد النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وأستقر بهم المطاف في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين، أنهى دراسته الابتدائية والاعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين والثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية والتي حصل عليها بعد احتلال إسرائيل لقطاع غزة عام 1967م.
بعد حصوله على الثانوية العامة عمل في مهنة القصارة والبناء.
أنتخب محمود أبو مذكور رئيساً لمجلس إدارة نادى خدمات رفح لعدة سنوات، حيث كان هذا النادي بمثابة قلعة للشباب الفلسطيني الثائر المناضل والذي أقيم فيه العديد من المهرجانات والمناسبات الوطنية والذي أغلق عدة مرات بسبب النشاط الذي كان يقام به.
كان محمود أبو مذكور منغمس في العمل النضالي من خلال تنظيم حركة فتح، والتي انتمى إليها وهو في ريعان شبابه.
التحق للدراسة في جامعة بيروت العربية، فرع الإسكندرية قسم الفلسفة وحتى السنة الرابعة إلاَّ أنه لم يتمكن من اكمال دراسته بسبب منعه من السفر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أعتقل عدة مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية، واعتقل إدارياً بتاريخ 28/03/1985م مع مجموعة كبيرة من النشطاء بحركة فتح.
محمود أبو مذكور (أبو ظافر) شخصية قيادية تنظيمية مميزة، حيث كان له الباع الطويل في نشأة وتشكيل لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي في قطاع غزة وذلك لتمتعه بالأخلاق الحميدة والروح الطيبة والمرحة ومحبته للآخرين واحترامه لهم.
محمود أبو مذكور (أبو ظافر) كان صاحب شخصية مميزة ذات فكر ابداعي متطور وذو روح طيبة.
لقد أمضى المناضل/ أبو ظافر أكثر من تسع سنوات من عمره داخل السجون الإسرائيلية، كان خلالها قائداً من قادة الحركة الوطنية الأسيرة.
خلال وجوده في السجون الإسرائيلية أصيب المناضل/ محمود أبو مذكور (أبو ظافر) بمرض عضال ألم به من أثار سنوات الاعتقال، وخرج من السجن وهو يعاني من هذا المرض.
بعد الخروج من المعتقل ورغم وضعه الصحي الصعب والألم الذي يعاني منه مارس نشاطه التنظيمي والقيادي حتى فاضت روحه إلى بارئها في السادس عشر من شهر مارس عام 1993م، حيث وورى جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في مقبرة رفح بمشاركة شعبية كبيرة حيث خرجت جماهير مدينة رفح عن بكرة أبيها تشارك في تشييع المناضل/ محمود أبو مذكور.
المناضل/ محمود أبو مذكور أفنى حياته من أجل وطنه فلسطين وحركته الرائدة حركة فتح، فقد عمل وناضل وكافح واعتقل وعذب وكان له دور كبير في تأسيس الشبيبة الفتحاوية في ثمانينات القرن الماضي في قطاع غزة.
كان المناضل/ محمود أبو مذكور يتميز عن غيره بهدوئه وبرؤيته الثاقبة والصائبة لكافة القضايا، كان ولائه صادقاً للوطن، حيث كان حقاً عنواناً صادقاً وعطاءً غير محدود.
المناضل/ محمود أبو مذكور (أبو ظافر) عاش كادحاً ومعطاءً وبذل كل حياته في سبيل رفعة الوطن وحركة فتح، وقضى عمره متنقلاً بين السجون الإسرائيلي سنوات وسنوات حيث كان رجلاً مناضلاً وبطلاً شامخاً صامداً في وجه جلاديه، وكان ناكراً لذاته ومثالاً للانضباط والالتزام الحركي والتنظيمي ومثالاً للشجاعة والجرأة والأقدام والانتماء لفلسطين.
رحم الله المناضل/ محمود محمد إسماعيل أبو مذكور (أبو ظافر) وأسكنه فسيح جناته
....
ذكرى استشهاد المتضامنة
راشيل كورى
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 16/03/2017م
المتضامنة/ راشيل كوري ناشطة أمريكية يهودية مناصرة للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، ومناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
راشيل كوري مواطنة أمريكية يهودية من مواليد 10/4/1979م وهي عضو في حركة التضامن العالمية (ISM)، سافرت إلى قطاع غزة بفلسطين المحتلة، اثناء الانتفاضة الثانية، حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وذلك عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطين في مدينة رفح بقطاع غزة وذلك عندما بدأت إسرائيل باجتياح مدن الضفة الغربية وسعت من اجتياحاتها إلى بعض مدن قطاع غزة، ومنها مدينة رفح الفلسطينية، حيث أستشهد العديد من الفلسطينيين بنيران الجنود الإسرائيليين من جراء تلك العملية التي حصدت (21) طالباً ومتضامنين أجانب أثناء حمايتهم للأطفال وهم من لجان الحماية الدولية لشعبنا.
الأمريكية المتضامنة/ راشيل كوري 25 سنة والتي جاءت للتضامن مع أطفالنا والدفاع عن منازلهم من الهدم بالجرافات الإسرائيلية، حيث قامت تلك الجرافات بدفن المتضامنة/ راشيل كوري بالرمال وهي حية، وهرستها بأنيابها أثناء محاولتها منع البلدوزر من هدم منزل المواطن (سمير نصر الله) في حي السلام برفح بتاريخ 16/3/2003م، وتم ذلك أمام عيون زملائها المتضامنين وكذلك المتضامن البريطاني (توم هورندال) 22 سنة الذي أصابه جنود الاحتلال بعيار ناري في رأسه خلال شهر نيسان عام 2003م في مخيم (يبنا) جنوب محافظة رفح أثناء قيامه بمساعدة الأطفال لاجتياز الساتر الترابي الذي وضعته سلطات الاحتلال على الشارع العام لمنع حركة المرور، حيث قام حينئذ بإنقاذ الطفل (سالم برهوم)، وعلى أثر الإصابة الخطيرة دخل في حالة الموت السريري لمدة تسعة شهور، وهو يصارع الموت حتى أستشهد بتاريخ 14/1/2004م في احدى المستشفيات البريطانية.
كانت المتضامنة/ راشيل كوري تنقل الواقع الحقيقي في غزة لتنقله إلى العالم، ومما قالته راشيل في هذا السياق في رسالتها الأخيرة لأهلها في الولايات المتحدة الأمريكية (أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشارك بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك)، مما يعني أنها كانت تريد شيئاً أكثر من وجودها ونشاطها مع هيئة التضامن من أجل الشعوب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد أكد مقتلها للعالم معنى المأساة التي يعيشها الفلسطينيون.
لقد شهدت المتضامنة الأمريكية/ راشيل كوري دمار مئات المنازل الفلسطينية تفجيراً أو قصفاً بالقذائف والصواريخ تارة، وهدماً تارة أخرى بالإضافة إلى تجريف الأراضي الزراعية التي هي مصدر عيش للفلسطينيين، ناهيك عن ضرب خزانات المياه وتدمير البنية التحتية والمراكز الحكومية والتي تسير عملية الحياة في غزة، لتقلب حياة الغزين إلى جحيم.
ظلت المتضامنة/ راشيل كوري تدافع عن الفلسطينيين وتدعم القضية الفلسطينية حتى قتلت بدم بارد، وقد برأت المحكمة الإسرائيلية قاتلها في محاولة لإبعاد المتضامنين الأجانب من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية والتضامن معهم بأي شكل من الأشكال.
لقد أصبحت راشيل كوري رمزاً وشكلاً من أشكال المقاومة عند الفلسطينيين وبعض العرب، منذ تلك الحادثة التي أثارت غضب منظمات حقوق الإنسان والمنظمات التي تدافع عن القضية الفلسطينية.
راشيل كوري أمريكية قتلتها إسرائيل بسبب الحلم الفلسطيني.
وتكريماً لها أصدر الرئيس/ ياسر عرفات قرارين الأول كان بتاريخ 16/3/2003م خاص بــــ (راشيل كوري) والثاني بتاريخ 14/1/2004م خاص بـــ (توم هورندال) أعتبر فيها هذين المتضامنين اللذين قدما حياتهما من أجل حرية شعبنا الفلسطيني شهيدين فلسطينيين، واعبر كذلك في اتصال مع والدة المتضامنة/ راشيل كوري عن أسفه لمقتلها وأخبر والدتها أن ابنتها أصبحت ابنة كل الفلسطينيين وتم تسمية أحد شوارع مدينة رام الله باسم (شارع راشيل كوري).
رحم الله المتضامنة الأمريكية/ راشيل كوري