سميحة خليل

سميحة خليل (1923 – 1999)


الاتحاد العام للمرأة يعرض فيلما عن حياة المناضلة سميحة خليل



طولكرم- معا- نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع طولكرم عرض فيلم عن حياة المناضلة سميحه خليل على شرف فعاليات الثامن من آذار" يوم المرأة العالمي في قاعة القدس تحت رعاية المحافظ عصام أبو بكر وبمشاركته.
جاء ذلك بحضور ساجي خليل نجل المرحومة، وسهام ثابت عضو المجلس التشريعي، وحمدان اسعيفان أمين سر حركة فتح، وممثلي فصائل العمل الوطني، وندى طوير رئيس فرع الاتحاد العام للمرأة بطولكرم، ومدراء المؤسسات الرسمية والأهلية وفعاليات المحافظة.

وأشار المحافظ أبو بكر إلى أن خليل نموذج من نماذج الشعب الفلسطيني خاصةً أنها تركت بصمات ما زالت موجودة وحاضرة بيننا، من خلال نشاطها الدوؤب ومسيرتها الوطنية والنقابية وتأسيس جمعية انعاش الأسرة وغيرها من المهام التي تقلدتها ابنة بلدة عنبتا والتي تنتمي لعائلة القبج العريقة.

وتابع" نفتخر ونعتز بتكريم مناضلة مثل سميحة خليل، لنستذكرها، ومجموعة كبيرة من الكادرات النسوية اللواتي كان لهن حضورهن ونشاطهن، من خلال العمل النقابي والوطني في مواجهة الاحتلال والدفاع عن حقوق شعبنا، والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل مكان، حيث جاءت هذه المبادرة من ضمن فعاليات احياء يوم المرأة العالمي على مستوى المحافظة، من خلال تسليط الضوء على شخصية المناضلة سميحة خليل وتاريخها النضالي الزاخر بالعطاء والبذل لخدمة الحركة النسوية الفلسطينية وخدمة ابناء شعبنا".

وشكر ساجي خليل المحافظ والاتحاد العام للمرأة وكافة الشركاء من القطاع النسوي على مبادرة عرض الفيلم والذي يروي جزءاً من مسيرة حياتها ونضالها، موضحاً أن هذا التكريم هو تكريم لجميع النساء الفلسطينيات والرائدات اللواتي كان لهن حضور بالعمل الوطني وتحديداً من خلال قيادة وتنظيم الحركة النسائية.

وكانت ندى طوير قد قدمت قبل عرض الفيلم ملخصاً عن حياة المناضلة خليل من الولادة والنشأة والتعليم، والالتحاق بالعمل الوطني والنقابي، وإنشاء جمعية انعاش الاسرة، والمواقع التي تقلدتها، إلى ترشها لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1996، إلى جانب الشهيد الراحل ياسر عرفات أبو عمار، وصولاً إلى وفاتها عام 1999.

وفي نهاية عرض الفيلم، قدم المحافظ درعاً تكريمياً لعائلة المناضلة سميحة خليل والذي تسلمه نجله ساجي خليل، وذلك تقديراً وعرفاناً على دورها النضالي والوطني ودعماً للحركة النسوية الفلسطينية.

يشار أن الفيلم الوثائقي من اخراج نجلها ساجي خليل وهو فيلم تناول جوانب من حياتها الشخصية ومسيرتها الوطنية والاجتماعية، وتجربتها في مجال العمل السياسي، وتجاوزت مدته الخمسين دقيقة، وعرض مشاهد خاصة للراحلة خليل وهي تتنقل بين القرى والبلدات الفلسطينية خلال تصديها للاحتلال الاسرائيلي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كما لخص تجربتها بإنشاء جمعية انعاش الاسرة بمدينة البيرة.

سميحة خليل (1923 – 1999)


ولدت في بلدة عنبتا*. نشطت منذ ريعان شبابها العمل الوطني، اجتماعياً وسياسياً فكانت عضواً مؤسساً للكثير من الاتحادات واللجان والجمعيات، وشاركت في عشرات المؤتمرات الفلسطينية والعربية والدولية فكرمت وحازت على عشرات الأوسمة والدروع في محافل فلسطينية وعربية ودولية.

تقدمت لامتحانات الثانوية العامة عام 1964 بعد 25 سنة من الزواج،ودرست الأدب العربي في جامعة بيروت العربية بين أعوام 1964 – 1967، إلا أنها لم تتمكن من إكمال الدراسة للسنة الثالثة بعد أن منعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من السفر إلى بيروت لتقديم الامتحانات.

أسست عام 1955 جمعية الاتحاد النسائي العربي في البيرة* وكانت رئيسة لها، وفي العام 1956 أسست مع مجموعة من النساء جمعية إنعاش الأسرة التي بقيت رئيسة لها حتى وفاتها،كما رشحت في العام نفسه عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني وانتخبت في اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأصبحت أمينة سرها، وفي عام 1967 انتخبت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.

أصبحت في عام 1977 عضواً في قيادة الجبهة الوطنية في المناطق المحتلة، والمشكلة من ائتلاف وطني عريض ضم شخصيات قيادية تمثل كافة الفصائل والأحزاب والنقابات المهنية والشخصيات الوطنية المستقلة، حيث كانت المرأة الوحيدة في هذه الجبهة. وفي عام 1978 أصبحت عضواً في لجنة التوجيه الوطني، وهي الهيئة القيادية العليا التي ضمت رؤساء البلديات ومندوبين عن الأحزاب والفصائل والمؤسسات والنقابات المهنية والشخصيات الوطنية. وقد عملت الهيئة بشك علني واتخذت من مجمع النقابات المهنية في القدس مقراً لها إلى أن أعلنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي خارجة عن القانون وقامت باعتقال أعضائها وإبعاد بعضهم وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر.

تعرضت سميحة خليل خلال سنوات الاحتلال إلى الاعتقال ست مرات ولفترات مختلفة دون محاكمة، وفي عام 1980 فرضت عليها الإقامة الجبرية لمدة سنتين ونصف، ومنعت عن السفر لمدة اثنى عشر عاماً متواصلة حرمت خلالها من الالتقاء بأولادها.

رشحت نفسها في الانتخابات الأولى لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1996 وحصلت على 11% من الأصوات.

ألفت كتاب زاجل بعنوان “من الانتفاضة إلى الدولة” بالإضافة إلى العديد من المقالات السياسية والاجتماعية ومجموعة من الأزجال حول الأوضاع الشعبية.