ما هي خطة الفيدرالية التي طرحها ضابط موساد سابق؟
التاريخ:18/3/2017
عمان – قسم الترجمة
قال المحلل الإسرائيلي اودي سيغل إن غياب خطة بديلة لحل الدولتين هو فشل سياسي لليمين. يمكن أن يكون من المفروض التفكير بخطة الفيدرالية التي قدمها رجل الموساد السابق عمانوئيل شاحف والتي تطلب تقسيم إسرائيل إلى 30 كانتونا.
وسلط سيغل في مقالة له بصحيفة معاريف الضوء على الحراك الأمريكي الذي يقوم به جيسون غرينبلت، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي ترامب لشؤون المفاوضات الدولية والتي جرى فيها حديث حول التفاهمات والتنسيق فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات.
وأكد أن أهم نقطة تم التوصل إليها خلال اللقاءات الأمريكية الإسرائيلية هي أن البناء في المستوطنات يجب أن يكون في إطار لا يسعى إلى إفشال إقامة الدولة الفلسطينية في المستقبل.
وشدد سيغل على أن الأمر الحقيقي الذي صدر عن النقاشات هو الرغبة في القيام بخطوة. وحول كنه هذه الخطوة قال إن الحديث جار عن مؤتمر إقليمي، واستئناف المفاوضات ويتحدثون عن السلام، لكنهم لا يتحدثون عن كيفية تحقيق ذلك.
ونوه إلى أن هذا هو التغيير الحاصل في عقلية الإدارة الجديدة، أنها لا تلتزم بخطة ثابتة بخصوص الدولتين لشعبين. وهذا لا يعني أن الخيار غير موجود على الطاولة. وهذا لا يعني أنها ليست الخطة الأكثر عقلانية ومنطقية.
وأضاف "أن الملك عبد الله الثاني التقى مع غرينبلت في هذا الأسبوع وقال له إن هذا هو الحل الوحيد. وقال غرينبلت إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيؤثر على كل الشرق الأوسط. يمكن أن هناك عدد من اليمينيين قاموا بفرك عيونهم ورفعوا حواجبهم، لكن ذلك كان متوقعا. ومن المؤكد أنهم بدأوا في الحك عندما غرد غرينبلت مع صورة للحرم بعد زيارته في المبكى، وبعد ذلك فورا صورة من بيت صديق فلسطيني جديد، خمس دقائق سيرا من المبكى. لديه صديق فلسطيني جديد؟".
وتابع حديثه بالقول: "باختصار، من توقع أن رجال ترامب، مؤيدو نتنياهو، مؤيدو اليمين والسامرة، سيهجمون على التلال ويلقون الدولة الفلسطينية في سلة القمامة ويعلنون عن خطة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والبدء في صب الأساسات لإقامة الهيكل الثالث، خاب أملهم. معظم الأشخاص كانوا منطقيين وأدركوا أن هذا ما سيحدث".
وبالرغم من الصورة القاتمة إلا أن المحلل الإسرائيلي يستدرك القول: "لكن من وراء كل خيبات الأمل وتحطم التوقعات يوجد هنا تلميح واحد: هذه الإدارة ليست منغلقة. إنها ليست صاروخ موجه إلى الهدف. لقد حددت الهدف الذي هو تحقيق السلام والتهدئة بين الأطراف، لكنها لم تحدد طريقة واحدة من اجل تحقيقه. وهذه بداية لطرح خطط بديلة. كل من هو ضد الدولة الفلسطينية مطلوب منه لأول مرة منذ عشرين سنة أن يطرح خطة بديلة. هذا هو الوقت، وكما يقولون في الزواج الأمريكي: تحدثوا الآن أو اصمتوا إلى الأبد".
وشدد سيغل على أن كل من يعتقد أن أوسلو هو كارثة، مطلوب منه إخراج الورقة التي عمل عليها على مدى عقدين، وأن يقنع أصدقاءنا في البيت الأبيض بأن هذا هو المسار الصحيح لإسرائيل والولايات المتحدة.
ونوه إلى أنه إذا كان هناك تفويت للفرص من قبل اليمين الإسرائيلي وفي حكومة إسرائيل ونتنياهو وحركة الاستيطان – فهي هذه اللحظة، اللحظة التي فيها تفتح النافذة للحظة وهذا هو الوقت لتقديم الخطط البديلة. عدم وجودها هو فشل سياسي لنظرية اليمين الإسرائيلية. بقينا مع التباكي والاتهامات لليسار. لا جديد تحت الشمس، على حد تعبيره.
فكرة الدولة الفيدرالية
وطح سيغل تفاصيل خطة "عمانوئيل شاحف"، رجل الموساد سابقا، الذي لديه قصة حياة لافتة، وطرح فكرة الدولة الفيدرالية من 30 كانتونا، حيث كان شاحف نشيطا في حزب العمل، وقبل بضعة أسابيع وصل إلى واشنطن وقدم للإدارة الأمريكية خطته البديلة. لقد ذهب في المسار العادي الذي يستطيع السير فيه أي مواطن عادي وطرح الأفكار السياسية، ويتبين أنه يوجد مسار كهذا.
وقال المحلل الإسرائيلي إن شاحف التقى مع عدد من أعضاء المجلسين ووضع على الطاولة خطة الفيدرالية. وقد عرضها علي أيضا قبل بضعة أشهر، وأعتقد أنه ليس لها فرصة كبيرة، لكن انطباعي هو أن تفكيره إبداعي. الحديث يدور عن شخص يساري في الأصل، يقدم خطة تستجيب لكل مبادئ اليمين. وهي هامة أيضا كتدريب في التفكير السياسي الإبداعي.
وبحسب سيغل، تطلب الخطة تغيير النظام في إسرائيل ليصبح نظاما فيدراليا يشبه النظام في الولايات المتحدة وكندا وسويسرا و25 دولة أخرى. هذا نظام يركز على السلطة المناطقية التي تنقسم إلى كانتونات، وفيما بينها قدر كبير من الاستقلال في إدارة الشؤون الداخلية.
وأكد أن هذه الحركة تطلب أيضا تفكيك السلطة الفلسطينية بالاتفاق وبداية سريان القانون الإسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية وغور الأردن بالاتفاق، وإبقاء السكان اليهود في الضفة.
ونوه سيغل إلى أنه في إطار هذه الخطوة يحصل السكان الفلسطينيون في الضفة، إذا رغبوا، على المواطنة الإسرائيلية الكاملة مثل عرب إسرائيل. حيث أن الفيدرالية الإسرائيلية لا تشمل قطاع غزة. من الناحية الديمغرافية، الغالبية الساحقة التي تبلغ ثلثي السكان تقريبا، ستكون من اليهود، والباقي من الفلسطينيين.
وأكد أنه في إطار خطة الفيدرالية يتم تقسيم الدولة إلى 30 كانتونا، وتكون الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن العلاقات الخارجية والأمن والإدارة العامة للاقتصاد. وتكون للكانتونات سلطات مستقلة لإدارة التعليم والتخطيط والتشريع والإدارة المدنية للشؤون اليومية، وكل كانتون تكون له حكومة ومجلس تشريعي محلي خاص به.
وأشار إلى أن الدولة الفيدرالية ستستمر كونها دولة إسرائيل. الجيش سيكون الجيش الإسرائيلي والبرلمان سيكون الكنيست الاسرائيلية والعلم والنشيد الوطني سيكونا علم ونشيد إسرائيل، وهي ستبقى مفتوحة أمام هجرة اليهود حسب قانون العودة. اليهود سيشكلون ثلثي السكان. وفي الكانتونات سيعيش اليهود والعرب معا وستكون العبرية والعربية هما اللغتان الرسميتان.
ويوضح المحلل الإسرائيلي أن الفكرة بشكل عام هي التقسيم الداخلي للكانتونات. سيكون 30 كانتونا تقريبا: 20 فيها أغلبية واضحة لليهود، و10 فيها أغلبية فلسطينية. الحكم الذاتي الوظيفي بدون تحريك أحد. آريه هيس، احد رؤساء هذه الحركة، كتب أن هذا هو الوضع الراهن: "أرض إسرائيل الفيدرالية هنا. دولة إسرائيل مع الضفة الغربية وغور الأردن بدون قطاع غزة، يسيرون نحو الدولة الفيدرالية الواحدة. وحسب هذه النظرة ستكون إسرائيل الدولة الفيدرالية الـ 28 في العالم، مع الدول المتقدمة ومنها سويسرا والولايات المتحدة واستراليا وألمانيا وكندا وغيرها.
وخاطب الحكومة الإسرائيلية بالقول: "لتنسوا حلم ارض إسرائيل الكاملة مع حق التصويت لليهود فقط، انسوا حلم تقسيم البلاد إلى دولتين عاصمتهما القدس، انسوا خطط الفصل بجميع أنواعها. شئنا أم لا، أحببنا أم لا، ارض إسرائيل كلها تسير بثقة في طريق مليئة بالعقبات التي تؤدي إلى نشوء وتشكل ارض إسرائيل الفيدرالية تحت سيادة دولة إسرائيل وقوانينها".
وختم مقالته بالتأكيد على فكرته الحديث عن الأفكار في الخطة كتحد من أجل التفكير. وقال: "الآن ليس مهما إذا كنتم مع أو ضد، إذا كنتم توافقون أو تسخرون. المهم هو أنهم قدموا خطة بديلة. هذا هو التحدي الحقيقي لإسرائيل والحكومة ونتنياهو. قوموا بتقديم خطة، وإلا سنشاهد مرة أخرى الآخرين يفرضون علينا الواقع السياسي المتقلب للمنطقة".
(البوصلة)