منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة Empty
مُساهمةموضوع: العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة   العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة Emptyالخميس 23 مارس 2017, 8:32 am

العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة

العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة File
ناشطون مصريون يشتبكون مع قوات مكافحة الشغب أثناء انتفاضة العام 2011 -


جيمس دورسي – (Mobilizing Ideas) 1/3/2017*
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تقول الفكرة الشائعة إن الثورات الشعبية المتعثرة أو الفاشلة التي بدأت في العام 2011 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد انتهت في نهاية المطاف إلى نشوب الحروب الأهلية الدامية والتطرف العنيف، ومنحت الاستبداد فرصة جديدة للحياة.
في الحقيقة، ليس هناك أحد ينكر أن الحرب الأهلية الوحشية في سورية أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين. كما يسعى العراق، مثل سورية، إلى هزيمة "داعش"، الحركة الجهادية الأكثر شراً في التاريخ الحديث. وتقوم نزعات الطائفية والتفوق الديني بتمزيق نسيج المجتمعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجهما.
ومع ذلك، فإن إرث ثورات العام 2011 لم يكن مجرد العنف واسع النطاق، وصعود الجهادية الوحشية، وتكريس القمع الخانق. في واقع الأمر، بدأت الثورات العربية عصر تغيير، واحداً قبيحاً، مزعزعاً للاستقرار، عنيفاً وغير متوقع، والذي قد لا يؤدي في أي وقت قريب إلى حكم أكثر ليبرالية، ناهيك عن جلب حكم ديمقراطي.
إنه عصر تخالطه حاجة الأنظمة الاستبدادية إلى تنويع اقتصاداتها وإجراء إصلاحات اقتصادية تنطوي على إعادة صياغة جذرية للعقود الاجتماعية. وهو ينطوي أيضاً على حاجة هذه الأنظمة إلى تحديث استبدادها لضمان إحداث تغيير اقتصادي قابل للاستدامة. ويعني ذلك محاولة جعل الحكم الاستبدادي مستساغاً أكثر من خلال توسيع هامش الحياة الاجتماعية والسلوكيات المقبولة، وخلق قنوات للتعبير عن السخط والإحباط.
التغيير بأي وكل وسيلة
صعدت الجماعات الجهادية مثل "داعش" على خلفية السياسات التي استبعدت أو همشت فئات اجتماعية كبيرة، ونيتجة للثورات المعاكسة التي ساعدت في نقض التقدم الذي تم إحرازه في العام 2011، من دون إنتاج بدائل ذات مصداقية، بالإضافة إلى سوء إدارة التوقعات في أعقاب الثورات الشعبية مباشرة، وقمع أي قنوات كانت موجودة للتعبير حتى عن انتقاد متواضع أو محدود.
على هذه الخلفية، يستمر "داعش"، سواء شئنا أم أبينا، في أن يكون قوة ثورية، بمعنى أنه يسعى إلى إحداث تغيير اجتماعي وسياسي واقتصادي جذري وأساسي. وقد لا يكون هذا هو نوع التغيير الذي يريد الكثيرون أن يروه، لكن فلسفة التنظيم تزدهر في بيئة للبدائل فيها فرصة ضئيلة لتزهر.
تجرب بعض دول المنطقة التي تشترك في بعض الجذور الأيديولوجية مع الجهاديين، مع إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي مسيطر عليه، ولو أنه عمل محفوف بالمخاطر. ومن المؤكد أن الغرض من هذه العملية هو الإبقاء على الأنظمة الحاكمة. ومع ذلك، أصبح التغيير من نوع السماح بقدر أكبر من الفرص الترفيهية في دول عادة ما تكون متقشفة ثقافياً، وتقليل الرقابة الشرطية الدينية، ومنح المزيد من الفرص للنساء، أصبح هذا التغيير ملموساً.
ولكن المشكلة مع ذلك، كما هو مفصل في تقرير التنمية البشرية العربية للعام 2016، هي أن الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي يستطيع أن ينجح فقط إذا تم ضمان حرية التعبير عن المظالم ومكامن الاستياء.
وبينما حذر من أنه في غياب الحريات "سوف يلجأ بعض العرب في نهاية المطاف إلى العنف، مع ما ينطوي عليه ذلك من عواقب وخيمة"، أشار التقرير إلى أن "الأحداث التي وقعت في العام 2011 وتشعباتها هي نتائج السياسات العامة التي مورست على مدى عقود عديدة، والتي أدت تدريجياً إلى استبعاد قطاعات كبيرة من السكان من الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وحرمان العديد من الناس من الرعاية الصحية المناسبة، والتعليم الجيد وسبل العيش المناسبة".
وصفة للكارثة
لم يتغير شيء يذكر في كثير من مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فما يزال انتفاخ شريحة الشباب مستمراً؛ حيث يمثل الشباب ثلث سكان العالم العربي. وما تزال فرص العمل محدودة، ومن المرجح أن تتدهور في السنوات المقبلة.
وعن ذلك، قال التقرير: "في المنطقة العربية، تقوم السياسات والقوانين التي تنظم سوق العمل بإعاقة نمو الوظائف بمعدلات تطابق النمو السكاني واحتياجات السوق. وهذا يؤثر على الشباب بشكل خاص ويمنع التمكين الاقتصادي للشباب. وتلعب سيادة المحسوبية والاعتماد على الصلات الاجتماعية دوراً كبيراً في توزيع الوظائف المتاحة المحدودة، مما يدفع الشباب الذين يبحثون عن وظائف إلى الاعتماد على العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية".
بل إن فرص المشاركة السياسية أكثر محدودية. وباختصار، ما تزال القضايا التي دفعت ثورات العام 2011 بعد ست سنوات، أكثر انتشاراً مما كانت عليه سابقاً. وقد عملت الثوارات المضادة على دحر وتقويض أي فُرَج أو فرص صنعتها الانتفاضات، وهندست أوضاعاً حيث تقرر فيها الحرب الأهلية والوحشية والعنف السياسي طبيعة المشهد. ويرقى ذلك إلى وصفة للكارثة في بيئة تخلق فيها الطائفية التي تشجعها الدولة، والأيديولوجية الدينية الفوقية، والعنف والقمع، مزيجاً متفجراً.
الكتابة واضحة جداً على الجدار. يعمل فشل الحكومات العربية في الوفاء بالتوقعات على دفع العديدين بشكل متزايد نحو التشديد على الهويات الدينية، والطائفية أو القبلية، بدلاً من الهويات الوطنية. ولدى الكثير من الشباب شعور بأنهم يتعرضون للتهميش. والنتيجة هي تصلب خطوط المعركة. والنتيجة: قبل خمسة عشر عاماً، كانت خمس دول عربية غارقة في الصراع، واليوم أصبح العدد إحدى عشرة دولة، وهو في ازدياد.
على السطح، قامت الثورة المضادة، والحرب في سورية، والسياسات القاسية والقمعية التي تنتهجها أجهزة الشرطة السرية وإنفاذ القانون، بخنق الشهية للاحتجاج في العديد من الدول العربية. ومع ذلك، وعلى نحو يشبه إلى حد كبير الفترة التي سبقت العام 2011، ما يزال السخط يغلي. لكن هذا لا يعني أنه سوف ينفجر بحكم التعريف. إنه قد لا يشتعل، أو ربما يصبح أكثر احتمالاً للاشتعال بفعل حدث مفاجئ وقوي التأثير، والذي لا يمكن التنبؤ به.
الاحتجاج في دورات
يرسم تقرير التنمية البشرية العربية دورة مدتها خمس سنوات لحياة حركات الاحتجاج في العالم العربي. ويتبين أن كل دورة تكون أكثر تقلباً من سابقتها. ويشكل "داعش" أحد التعبيرات عن ذلك. وهو يبيّن أن الشباب "قد يفضلون الوسائل الأكثر مباشرة والأكثر عنفاً، خصوصاً إذا أصبحوا على قناعة بأن الآليات القائمة على المشاركة والمساءلة هي عديمة الفائدة"، كما يحذر التقرير.
في الخلاصة، تنطوي الثورة المضادة، إلى جانب المحاولات الاستبدادية لضمان استمرار أسس الوضع الراهن من خلال التعديلات والإصلاحات المحدودة، ينطوي ذلك على بذور الدورة المقبلة لحملة أخرى من أجل التغيير.
قدر مسح أجرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تكلفة الصراع المسلح في العالم العربي بمبلغ  في 613.8 مليار دولار من الخسارة في النشاط الاقتصادي، و243.1 مليار دولار في شكل العجز المالي.
عقود من المحسوبية الاقتصادية، وانخفاض الإنتاجية، وانخفاض الاستثمار -باستثناء قطاعي الطاقة والعقارات- وخنق قنوات التعبير عن السخط، وزيادة التركيز على الأسلحة القمعية للدولة على حساب تعزيز المؤسسات، كل ذلك يجعل من التحديثات الاستبدادية أقل احتمالاً للنجاح ويعمل على زيادة دور العنف في الجهود الرامية إلى فرض تغيير.
لا ينطوي العنف ضمناً على جلب نهاية لما يعتقد كثيرون أنه كان مجرد جهد قصير الأجل لتحقيق التغيير. كما أنه لا يشكل أيضاً علامة على نهاية لحقبة عربية لم تدم طويلا من التحدي والمعارضة. وإنما هو، بدلاً من ذلك، بمثابة مؤشر على الشوط الذي تبدو الأنظمة العربية مستعدة لقطعه لضمان بقائها على قيد الحياة، ويزيد من تكلفة التغيير الذي لا مفر منه.
إن العالم العربي يمر منذ العام 2011 بمرحلة انتقالية، ولو أنها واحدة من المرجح أن تظل دموية ووحشية. ويُحتمل كثيراً أن يكون ما يحدث هو عملية انتقال في دورات، والتي قد يكون بعضها نكوصياً وانكفائياً بدلاً من أن يكون تقدمياً، على أساس مبدأ لينين: خطوتان إلى الأمام، وخطوة إلى الوراء. لكن ما هو واضح، مع ذلك، هو أن الوضع الذي سبق الانتفاضات العربية أصبح تاريخاً، وأن التغيير هو اسم اللعبة.

*موقع Mobilizing Ideas، هو موقع مداخلات تابع لمركز دراسة الحركات الاجتماعية في جامعة نوتردام.
*الدكتور جيمس دورسي هو زميل رفيع في معهد إس راجاراتنام للدراسات الدولية، والمدير المشارك لمعهد جامعة فورتسبورغ لثقافة المشجيعن، ومؤسس موقع "العالم المضطرب لكرة القدم القدم في الشرق الأوسط"، وكتاب بالعنوان نفسه، ومؤلف "التحولات السياسية المقارنة بين جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، بالاشتراك مع الدكتورة تيريسيتا كروز ديل روزاريو. وله كتابان قيد الصدور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة   العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة Emptyالخميس 23 مارس 2017, 8:34 am


Common wisdom has it that ultimately failed or troubled popular revolts in 2011 in the Middle East and North Africa have sparked bloody civil wars and violent extremism, and given autocracy a new lease on life.
Indeed, there is no denying that a brutal civil war in Syria has killed hundreds of thousands and dislocated millions. Iraq, like Syria, is seeking to defeat the Islamic State (IS), the most vicious jihadist movement in recent history. Sectarianism and religious supremacism is ripping apart the fabric of societies in the Middle East, North Africa, and beyond.
Yet, the legacy of the 2011 revolts is not simply massive violence, brutal jihadism, and choking repression. In fact, the revolts kicked off an era of change, one that is ugly, destabilizing, violent and unpredictable, and that may not lead any time soon to more liberal, let alone democratic rule.
It is an era that is buffeted by autocrats’ need to push diversification of their economies and economic reform that involves a radical rewriting of social contracts. It also involves the need to upgrade autocracy to ensure sustainable economic change. That means making repressive rule more palatable by broadening the margins of acceptable social life and behaviour and creating channels for expressions of discontent and frustration.
Change by hook or by crook
Jihadist groups like IS have risen on the back of policies that have excluded or marginalized societal groups, counterrevolutions that have helped reverse advances made in 2011 without producing credible alternatives, mismanagement of expectations in the immediate wake of the popular revolts, and repression of whatever channels existed to express even modest or limited criticism.
IS, like it or not, constitutes a revolutionary force in the sense that it seeks radical and fundamental social, political and economic change. It may not be the kind of change many would want to embrace, but its philosophy thrives in an environment in which alternatives have little opportunity to blossom.
Saudi Arabia, for all its warts, including ideological roots that it shares with jihadism, is like others in the region experimenting with controlled, albeit risky social and economic change. Granted, the purpose of the exercise is to ensure the survival of the ruling Al Saud family. Nonetheless, social change such as greater entertainment opportunities in a culturally austere kingdom, less religious policing, and more opportunities for women, is tangible.
The problem, however, is as detailed in the 2016 Arab Human Development Report (AHDR), that social, economic and political reform is likely to succeed only if freedom to express grievances is guaranteed.
Warning that in the absence of freedoms “some Arabs would eventually resort to violence, with dire consequences,” the report noted that “the events of 2011 and their ramifications are the outcome of public policies over many decades that gradually led to the exclusion of large sectors of the population from economic, political and social life, depriving many people of appropriate health care, good educations and suitable livelihoods.”
A recipe for disaster
Little has changed in much of the Middle East and North Africa. The youth bulge is bulging, accounting for one third of the Arab world’s population. Employment prospects are limited and likely to deteriorate in the coming years.
“In the Arab region, the policies and laws that regulate the labour market hinder the growth of jobs in a manner that matches demographic growth and the needs of the market. This affects youth in particular and prevents the economic empowerment of youth. The prevalence of nepotism and reliance on social connections play a large role in the distribution of the limited available jobs, prompting young people who are looking for jobs to depend on social relationships and family ties,” the report said.
Opportunities for political engagement are even more restricted. In short, issues that drove the 2011 revolts are even more prevalent six years later . Counter-revolutions have rolled back whatever openings were created by the uprisings and engineered situations in which civil war, brutality and political violence set the tone. It amounts to a recipe for disaster in an environment in which state-encouraged sectarianism, supremacist religious ideology, violence and repression create an explosive mix.
The writing is on the wall. The failure of governments to deliver leads many to increasingly stress religious, sectarian or tribal rather than national identities. Many young people have a sense of having been marginalized. The result is a hardening of battle lines. Fifteen years ago, five Arab countries were mired in conflict, today the number is eleven and increasing.
On the surface of things, the counterrevolution, the war in Syria, and the hard-handed policies of secret police and law enforcement have stifled appetite for protest in many Arab countries. Yet, much like in the walk-up to 2011, discontent is simmering. That does not mean that it by definition will erupt. It may not or perhaps more likely be sparked by an unpredictable black swan.
Protest in cycles
The AHDR charts a five-year cycle in the life of protest movements in the Arab world. Each cycle proves to be more volatile than its predecessor. IS is one expression of that. Youth “may prefer more direct, more violent means, especially if they are convinced that existing mechanisms for participation and accountability are useless,” the report warns.
At the bottom line, the counterrevolution coupled with autocratic attempts to ensure a continuation of the fundamental status quo with upgrades and limited reforms harbours the seeds of a next cycle of a push for change.
A survey by the United Nation’s Economic and Social Commission for Western Asia (ESCWA) put the cost of armed conflict in the Arab world at $613.8 billion in lost economic activity and a $243.1 billion in fiscal deficits.
Decades of economic cronyism, lower productivity, reduced investment with the exception of the energy and real estate sectors, the choking of channels to express discontent, and greater emphasis on the repressive arms of the state at the expense of strengthening institutions make autocratic upgrades less likely to succeed and heighten the role of violence in efforts to force change.
Violence does not connote the end of what many believe to have been a short-lived effort to achieve change. It also does not mark an end to a short-lived Arab era of defiance and dissent. Instead, it serves as an indicator of how far Arab regimes are willing to go to ensure their survival and raises the cost of inevitable change.
Since 2011 the Arab world is in transition, albeit one that is likely to continue to be bloody and brutal. It may well be a transition in cycles, some of which may be regressive rather than progressive as in Lenin’s principle of two step forwards, one step backwards. What is nevertheless clear is that the status quo ante is history and change is the name of the game.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة   العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة Emptyالخميس 13 يوليو 2017, 5:22 am

المسمار الأخير في نعش النظام العربي الإقليمي

د. بشير موسى نافع



Jul 13, 2017

العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة 12qpt699
إن نظر إليها باعتبارها شأناً عربياً، فليس ثمة شك أن صمت الجامعة العربية المطبق كان واحداً من أبرز سمات الأزمة الخليجية. أسست الجامعة في منتصف الأربعينيات على أساس أنها الإطار الممكن للاستجابة لضغوط التيار العربي الوحدوي، وشعور العرب المتزايد بالمشترك التاريخي والمصير الواحد. والمؤكد أن بريطانيا لعبت دوراً تشجيعياً في تأسيس الجامعة؛ ولكن هذا الدور ولد من الاضطرار البريطاني لا حرص لندن على العرب ومصالحهم. كانت بريطانيا، في ذروة الحرب الثانية والصراع المحتدم على الشرق الأوسط، قامت بغزو العراق في ربيع 1941.
وبعد مرور أقل من عام، أجبر السفير البريطاني في القاهرة الملك فاروق، بقوة التهديد المسلح، على إطاحة حكومته وتكليف حزب الوفد، المناهض للنازية، بتشكيل حكومة جديدة. لامتصاص الغضب الشعبي العربي ضد السياسات الإمبريالية السافرة، ومواجهة الدعاية الألمانية في العالم العربي، أعلنت الحكومة البريطانية، وللمرة الأولى، اعترافها بهوية عربية مشتركة وتعاطفها مع طموحات العرب بوجود إطار يجمعهم. وهذا ما أطلق المفاوضات، التي قادها العراق أولاً، ثم مصر، وأدت في النهاية إلى ولادة الجامعة. ولم يكن خافياً، من البداية، أن الجامعة لا ترقى إلى المشروع الوحدوي، ولكنها تمثل الحد الأدنى الممكن للتعبير عن الهوية العربية المشتركة.
مثلت الجامعة العربية، بصورة ما، التعديل الأول لنظام ما بعد الحرب العالمية الأولى الإقليمي في الشرق الأوسط. تعديل فقط، ستتلوه تعديلات أخرى، وليس نظاماً بديلاً. ما توافقت عليه الدول الحليفة الرئيسية، بريطانيا وفرنسا وروسيا، في الحرب الأولى، كان اقتسام الممتلكات العثمانية بينها، باستثناء كيان تركي صغير في الأناضول، وكيان عربي مشابه في الجزيرة العربية. وهذا ما يسمى أحياناً بتوافق سايكس ـ بيكو. ولكن تباين الأعباء التي تعهدتها الدول الحليفة أثناء سنوات الحرب في الشرق الأوسط، وخروج روسيا من التحالف بعد الثورة الشيوعية، وحرب الاستقلال التركية، ولدت شروطاً مختلفة، أجبرت بريطانيا وفرنسا على البحث عن تصور جديد، ستحمله اتفاقية سان ريمو في 1920. طبقاً للتوافق الجديد، قسمت الممتلكات العثمانية السابقة إلى كيانات، أقيمت على أساس من التصور الأوروبي للدولة القومية (nation-states)، تخضع، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، للسيطرة البريطانية أو الفرنسية.
لم يكن ثمة منطق داخلي، أو شروط تاريخية وجغرافية، لكيانات الدول الوليدة، ولا كان لشعوب المشرق من رأي في رسم حدود هذه الدول. كان المنطق الذي أسس للدول ورسم حدودها خارجياً كلية. أرادت بريطانيا، مثلاً، تأمين سيطرتها على مصر وقناة السويس، وتأمين طريق بديل للقناة، يمتد من شرق المتوسط إلى البصرة؛ بينما استدعت فرنسا مواريث الحروب الصليبية لتشرع دعوى نفوذها في بلاد الشام. وقد تطورت فكرة الوطن القومي اليهودي في دوائر وايتهول، بمعزل عن السكان الأصليين، وعن القادة العرب الذين تحالفوا مع بريطانيا، إلى أن أصدرت حكومة الحرب البريطانية وعد بلفور الشهير. وما أن استولت القوات الفرنسية على القطاع المخصص لها من بلاد الشام، حتى قررت اقتطاع جيب من منطقة نفوذها لإقامة دولة باسم لبنان، تتجلى فيه السيطرة السياسية لمسيحيي المشرق. أما إمارة شرق الأردن، فقد ولدت من مجموعة صدف أحدثتها الاضطرابات المحتدمة للهزيمة العثمانية والسيطرة البريطانية ـ الفرنسية والالتزام البريطاني بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
كان التصور البريطاني ـ الفرنسي لمشرق ما بعد الحرب الأولى كارثة على شعوب المشرق وعلى الدول التي ولدت من هذا التصور. قبائل وأسر وجدت نفسها منقسمة بين جانبي حدود الدول الجديدة؛ أنظمة سياسية نشأت بدون أية شرعية ترتكز إليها؛ صراعات على النفوذ والأرض سرعان ما اندلعت حتى قبل رحيل القوات الأجنبية؛ أنظمة اقتصادية تاريخية تعرضت للانهيار وكيانات تفتقد إلى أدنى مقومات البقاء والتنمية. وكان طبيعياً أن تنفجر المقاومات الشعبية ضد النظام الإقليمي الجديد من لحظات تشكله الأولى: ثورة العشرين في العراق، الثورة السورية الكبرى، ثورة البراق في فلسطين ثم الثورة الكبرى في 1936 ـ 1939. فرضت المقاومات الشعبية على الإمبرياليات الأوروبية انسحاباً جزئياً وتوقيع معاهدات الاستقلال المشروط، في البداية، ومن ثم تحقيق الاستقلال الوطني وخروج القوات الأجنبية. ولكن الموافقة البريطانية على إنشاء الجامعة العربية، في لحظة ضعف فرنسا وغياب دورها، كانت خطوة التعديل الأبرز للنظام الإقليمي. فبالرغم من القصور الواضح في مشروع الجامعة، أوحى تأسيسها اعترافاً بأن نظام الدول القومية الذي أقيم على انقاض الرابطة العثمانية لا يلبي طموحات الشعوب، ولم يستطع اكتساب الشرعية والمقومات التي تؤهله للاستمرار والبقاء.
خلال النصف الثاني من القرن العشرين، سيما بعد اتساع نطاق الاستقلال الوطني، تفاقمت التدافعات الداخلية على مصير العرب ومستقبلهم، إما بفعل احتدام الصراع مع الدولة العبرية، التنافس بين القوى الكبرى أثناء سنوات الحرب الباردة، أو ولادة مشروعات قومية طموحة.
ساهمت الجامعة العربية، في حالات محدودة، في استقلال ما تبقى من دول عربية، مثل دول المغرب العربي وجنوب اليمن، وساعدت في حالات أخرى على تهدئة أو تسوية إشكالات عربية داخلية. ولكن النظام الذي مثلته الجامعة كان أعجز عن أن يوفر الحماية من النفوذ الأجنبي غير المباشر، وأن يعزز من التعاون العربي ودفع عجلة التنمية وصناعة الرفاه. خلال العقود التالية لإنشاء الجامعة، شهد المجال العربي تعديلات إضافية على النظام الإقليمي، عكست هي الأخرى مرونة وبراغماتية غربية في التعامل مع متغيرات خارطة القوة في المشرق. وربما كان مجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي أبرز هذه التعديلات. لم يستطع الاتحاد المغاربي الصمود طويلاً، نظراً للخلافات المستمرة بين دوله. ولكن مجلس التعاون الخليجي، وبالرغم من المخاطر التي واجهتها دول المجلس، سواء من الداخل العربي أو الجوار الإقليمي، ومن تباينات بين سياسات دوله الست، استطاع المحافظة على وجوده وفعاليته.
عكست الثورات العربية، منذ 2011، والصراع الدموي الذي شهده المجال العربي بين قوى الثورة والتغيير وقوى الثورة المضادة، مؤشرات متزايدة على عجز نظام ما بعد الحرب الأولى الإقليمي، وهامشية الجامعة العربية وفقدانها مبرر الوجود. أنظمة حكم انهارت كلية، وحروب أهلية تسببت في تشظي الجماعات الوطنية؛ دول عربية وجدت أن التحالف مع تركيا أكثر جدوى من التحالف مع شقيقاتها العربيات، بينما سيطرت إيران على دول أخرى، مثل العراق ولبنان وسوريا؛ وبتفاقم الصراع على روح العرب ومستقبلهم، فقدت الحدود بين عدد من الدول معناها. لم تستطع الجامعة العربية لعب أي دور ذي أثر، لا في مرحلة الثورات الشعبية ضد أنظمة الحكم، ولا في الصراع الذي اندلع بفعل اندفاعة الثورة المضادة. ولكن الخليج ظل بمنأى عن مناخ الانهيار العربي. كان الحراك الشعبي البحريني محدوداً، وعملت الاتهامات الموجهة لإيران بالعبث في أمن البحرين على أن تتحرك القوات السعودية إلى الجزيرة الصغيرة، ووضعها تحت مظلة الأمن السعودية. وبالرغم من انخراط عدد من دول الخليج في الثورة المضادة، أخذ كثيرون بالنظر إلى مجلس التعاون الخليجي (والسعودية، مركز ثقل المجلس الرئيس)، باعتباره الأمل الوحيد المتبقي لعودة شيء من النظام والاستقرار للمحيط العربي المضطرب.
أزمة الخليج وضعت نهاية لهذه الأوهام. كما مؤسسات النظام العربي الإقليمي الأخرى، يتعرض مجلس التعاون اليوم للانهيار الفعلي. لم تكشف الأزمة عن انقسام بين السعودية والإمارات، من جانب، وقطر، من الجانب الآخر، وحسب، بل وعن افتراق واسع بين معسكرين: معسكر السعودية والإمارات والبحرين، وآخر يضم قطر وعمان والكويت. وحتى إن استطاعات الوساطات المختلفة احتواء الأزمة وإيجاد مخرج ما، فثمة شك كبير في أن يستطيع مجلس التعاون استعادة عافيته. هذه آخر حلقات انهيار نظام ما بعد الحرب الأولى الإقليمي، ومنظومات ترميمه اللاحقة.
٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» برنامج لتعلم اللغة الانجليزية 2011 المعلم العربي شرح كامل مع التحميل
» اقوى برنامج لتعلم اللغة الانكليزية 2011 المعلم العربي شرح كامل مع التحميل
» الفيديو الاخطر في العالم .. تلخيص ما يجري في العالم العربي بدقائق
» تحميل برنامج تلفزيون سامي 2011 - Samy TV 2011 v5.1 اخر اصدار وبرابط مباشر
» ما سر يوم الخميس في العالم العربي؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: