احتلت عمان المرتبة الـ29 عالمياً من ناحية غلاء المعيشة، وفقاً لآخر دراسة استطلاعية أصدرتها وحدة "الإيكونوميست" الاستخبارية البريطانية، متصدرةً بذلك المرتبة الأولى بين العواصم والمدن العربية التي غابت أسماؤها عن المراتب الخمسين الأولى.
الناطق الإعلامي باسم جمعية حماية المستهلك سهم العبادي بين لـ"السبيل" أن الزيادة السكانية، وإغلاق الحدود البرية، وكثرة العمالة الوافدة غير المرخصة، ومغادرة الكثير من الصناعيين بحثا عن بيئة استثمارية أفضل، والتراجع بأعداد المزارعين، وعدم زيادة الرواتب منذ سنوات، أضف إلى ذلك السياسات الاقتصادية من رفع الرسوم والضرائب، وإخفاقات الحكومات السابقة أدى لوصول عمان إلى هذه المرتبة.
من جهته رأى الخبير الاقتصادي فهمي الكتوت أن نسبة التضخم في الأسعار مرتفعة جدا، معتقدا بصحة الأرقام التي وردت في الدراسة منوها أنها ليست المرة الأولى التي تعتبر فيها العاصمة عمان هي الاغلى، فقد جرى الحديث عن هذا الأمر سابقا.
وأضاف الكتوت لـ"السبيل": "نستطيع القول أن نسبة الضريبة مرتفعة جدا في الأردن وهي من أعلى الدول في العالم، وخاصة ما يتعلق بضريبة المبيعات والضرائب غير المباشرة".
وأكد أن إيرادات الأردن تأتي من الضرائب غير المباشرة وهي على حساب قوت الفقراء والحياة العامة للطبقة الوسطى والفقيرة في المجتمع، ولذلك ترتفع الأسعار بشكل مباشر، نظرا لأن هناك ضريبة على مدخلات الإنتاج وضريبة أخرى على المستهلك، وبالتالي فإن هذه الضرائب غير المباشرة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار ومن هنا نربط معدلات الفقر والبطالة بارتفاع الأسعار في البلد".
الخبير الاقتصادي حسام عايش أكد لـ"السبيل" أن جملة الإجراءات الضريبية المختلفة التي تفرضها الحكومة كزيادة الأسعار والضرائب والرسوم وغيرها تؤدي إلى ارتفاع كلف المعيشة، وهذا كله يجعل عمان تحتل مكانة متقدمة عالميا على صعيد الغلاء.
وأضاف: "هذا يعطي انطباعا أن هناك زيادة كبيرة في أسعار الرسوم والضرائب المختلفة، الأمر الذي يتطلب من الجهات المختلفة البحث عن مصادر أخرى للإيرادات، ذلك يعني أن هناك مشكلة في استمرار زيادة الضرائب والرسوم.
وتابع: "تغيير الأنظمة والقوانين لصالح إحكام القبضة على مستوى معيشة المواطن، سيؤدي بالقطع في النتيجة النهائية إلى أن مؤشرات الغلاء لن تكون في صالح عمان".
من جانب آخر، قال الخبير الاقتصادي سامي شريم في تصريحات سابقة لـ"السبيل" إنه ليس في عمان ارتفاع بالاسعار بالمعنى الذي تعتبر فيه عمان ضمن العواصم الأكثر غلاء على مستوى دول العالم، والأغلى عربيا، لافتا الى أن ما جاء في التقرير الذي صدر على موقع "الإيكونوميست" البريطاني غير دقيق.
لكن شريم ذكر إن هناك معاناة كبيرة للأردنيين في توفير متطلبات الحياة وعدم كفاية الدخول، ما يعني ان هناك غلاء في المعيشة، لكن حين مقارنتها بعواصم ودول أخرى، نجد فرقاً، فحتى أسعار السياحة العلاجية مقبولة ولا تقارن بضخامة الأسعار في دول أخرى.
وبين شريم أن غياب الرقابة والاستمرار في فرض الضرائب ورفع الأسعار بالإضافة إلى عدم زيادة الرواتب، كل ذلك يساهم في شعور الأردنيين أن هناك غلاء حقيقيا في المعيشة وتكاليفها.
الدراسة نفسها أظهرت تقدم العاصمة عمان بشكل لافت في مراتب الدول العالمية الأكثر غلاء للعام 2015، وأشارت إلى أن عمّان احتلت نفس المرتبة الـ29 بقائمة أغلى المدن في العام 2015 بعد أن كانت في المرتبة الـ48 عام 2014، لتتصدر بذلك قائمة المدن العربية الأكثر غلاء.
وجاءت هذه الأرقام على وقع ارتفاع متزايد في نسب الفقر واتساع فجوته، وارتفاع ملحوظ في نسب البطالة، وارتفاع هائل في الرسوم والضرائب في كثير من مناطق العاصمة والمحافظات الأخرى.
وتلت عمان في غلاء المعيشة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أبو ظبي ثم دبي والدار البيضاء، وأبيدجان ودكار والمنامة فـالقاهرة ثم الدوحة، فيما صنفت مدينتا الرياض وجدة من بين المدن الأقل تكلفة.
خبراء: لهذه الأسباب ترتفع المعيشة في عمان
الرئيسية 
البوابة 
