عمان.. كأس ماء أوان الحر ما فتئت.. ألذ من قُبلٍ تاهت بمن.. تاهوا
كتب: محمود كريشان
سكنت عينيك يا عمان فالتفتت.. إلي من عطش الصحراء أمواه
وكأس ماء أوان الحر ما فتئت.. ألذ من قُبلٍ تاهت بمن.. تاهوا
اذاً.. هي عمان.. مثل كل طفولة بريئة.. تعشق الورد ورائحة الأصالة المتدفقة في الصباحات الجميلة من الجوري الشهري الناهض في البيوت القديمة.. وهي ايضا عمان التي حين تتطلع اليها كمدينة حالمة، يغفون أهلها بأمان ويصبحون على حلم جميل اسمه الأردن الهاشمي العزيز المفتدى ..عندها يورق القلم ..ويزهر ويثمر.. أرقّ من ورق الورد.. وأطيب من ريح المسك.. وأهدأ من يمامة البيت العماني، التي تعشش فوق أشجار الحواكير الندية.
عمان..يا كلَّ الخير..كلَّ العشقِ..كلَّ المحبة.. ويا أهلَ عمان..طبتم منبتاً.. وطبتم نشأة..ونحن نمضي بمعيتكم في جولة دستورية نغوص خلالها بلقطات سريعة من ذاكرة المكان والانسان والزمان في قاع المدينة:
تواريخ هامة
نتوقف عند تواريخ هامة من عُمر الوطن حيث تشير المعلومات انه وفي عام 1983 افتتح الملك الحسين «طيب الله ثراه» مطار الملكة علياء الدولي، وفي عام 1986 تم افتتاح المعهد الوطني للموسيقى وظهور اول رسم كاريكاتيري للرسام عماد حجاج في جامعة اليرموك، وفي 1989 تم بناء مسجد الملك عبدالله المؤسس الذي امر ببنائه المغفور له الملك الحسين، وفي عام 1989 تم انشاء مدينة الجبيهة الترفيهية اكبر مدينة ترفيهية والعاب في عمان، وفي 1993 بدء البث للقناة الفضائية الاردنية، وفي عام 1994 تم انشاء بيت الشعر في جبل الجوفة المطل على المدرج الروماني وكان البيت يسكنه قديما الامير نايف بن عبدالله.
فيصل الفايز
تشير المعلومة ان رئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف مثقال الفايز من مواليد عمان في 22 نيسان 1952وان المرحلة الدراسة الأولى له كانت في مدرسة الفرير حتى الثانوية العامة عام 1970 وفي الفرير تعلم العربية جيداً واللغة الانجليزية والفرنسية، ثم تابع دراسته الجامعية وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة كارديف في المملكة المتحدة عام 1978 بعدها عاد للوطن وعمل في وزارة الخارجية حتى عام 1986 ثم قنصلا في وزارة الخارجية في السفارة الأردنية في بلجيكا، مواصلا مسيرة العطاء المنذورة للوطن.
الباشا ابوكركي
رئيس الديوان الملكي الأسبق الباشا رياض ابوكركي ورغم التصاقه بمهبط عشقه مدينته الجنوبية «معان» الا ان الباشا ابوكركي من عشاق عمان القديمة بشكل عام وما لها من ذكريات خالدة منذ سنوات طويلة.
عامر الذهبي والفيصلي
تشير المعلومة الى ان المرحوم عامر عبداللطيف الذهبي عضو مجلس ادارة النادي الفيصلي عام 1965 وكان يقوم بالتجهيز لحفل زفافه من آنسة دمشقية من عائلة عريقة في سوريا، الا انه تعرض لحادث سير مروع على طريق البحر الميت قبل يوم من حفل زفافه وقد توفي هو وصديقه كابتن فريق الأهلي لكرة القدم انور توغان، في حين كان فريق الفيصلي برئاسة الشيخ سلطان العدوان يتواجدون في دمشق لحضور حفل الزفاف وقد عاد الفريق على الفور بعد ان وصل النبأ اليهم وتم تشييع جثمان الشاب الذهبي في مراسم مهيبة وحاشدة.
ويذكر ان المرحوم عامر الذهبي هو شقيق رئيس الوزراء الاسبق الباشا نادر الذهبي ومدير المخابرات الأسبق الباشا محمد الذهبي ورجل الأعمال العماني العريق عمران الذهبي ومالك مصنع الساعات السويسرية العالمية المقيم في سويسرا مازن الذهبي.
بيت من البلقاء.. مسيرة ووفاء
كتاب الدكتور بسام خليل الساكت الذي يحمل عنوان بيت من البلقاء.. مسيرة ووفاء والذي تم اشهاره مؤخرا ويطرح د. الساكت في كتابه الذي يمثل نوعاً من المذكرات أفكاراً وقضايا عديدة، إلى جانب ذكرياته عن أحداث عاصرها أو شارك في صناعتها، من مختلف المواقع التي عمل أو تطوع بها.
ويسرد الساكت جوانب من حياته في العمل العام، مؤكدا أنها سجلت بأمانة وصدق من دون تبجح او منةٍ على أحد، ومن دون ادعاء بطولات مصطنعة، أو انجازات وهمية، ويستذكر الساكت طفولته وشبابه وعددا من المواقف والأحداث المهمة والتحولات التي عاشها المجتمع.
الكتاب المعزز بالصور النادرة متوفر لدى كشك حسن ابوعلي للثقافة في شارع فيصل وسط البلد وفي المكتبات.
استراليون في عمان
الحكاية من وسط عمان .. وتحديدا في منتصف شارع السلط الملك حسين حيث يشمخ هناك عدد من اشجار الكينا التراثية التي يعود عمرها الى وقت غرسها عام 1916 كما تشير المعلومة وهي تشمخ الى يومنا هذا، والتي يقال انها من الأشجار التي جلبها الجنود الاستراليون من قارة استراليا الى عمان، وذلك خلال اشتراكهم مع بريطانيا وجيوش الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وقاموا بزراعتها في مناطق عديدة في العاصمة عمان
وتشير المعلومات ان شجرة الكينا هي إحدى الأشجار الحرجية المعمّرة والتي تزرع في المناطق المروية والأراضي البعليّة وفي الحدائق العامة والسهول، وتؤدّي شجرة الكينا دوراً مميّزاً في تنقية البيئة وهوائها من الشوائب، ولأغصانها واوراقها فوائد علاجية عظيمة بعد الغلي والنقع في الماء، كما تدخل في صناعة الكثير من المنتجات التجميلية والدوائية نظراً لما تتمتّع به من خصائص علاجية مذهلة تستخرج من زيتها وأوراقها، ويعمد منتجو العسل إلى إنشاء مناحلهم بجانب أشجار الكينا لأنّها تعتبر الأشجار المفضلة لتغذية النحل.
هنا عيادة د. حبش
المتتبع لتاريخ عمان القديمة، سيكتشف ان ابرز تلك العيادات المسيسة، كانت عيادة القيادي في حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور جورج حبش ورفيقه في ذات العيادة وديع حداد في منتصف شارع طلال وتحديدا في الطابق الثاني فوق صيدلية الشفاء مقابل مدخل سوق الخضار القديم، وهي الآن استديو تصوير.
مدرسة الصناعة
بالقرب من البنك المركزي في شارع السلط كانت توجد مدرسة الصناعة، وكانت عبارة عن «براكيات زينكو» وكان مديرها المرحوم بشير خير ويشغل مكانها الآن مبنى مختبرات وزارة الصحة.
شارع السعادة
يقول المؤرخ العماني العريق الزميل وليد سليمان ان شارع السعادة كما هو حالياً يصل بين ساحة المسجد الحسيني وبداية شارع فيصل الحالي وقد تواجدت في هذا الشارع عدة مطاعم ومن أشهرها مطعم الأوتوماتيك لصاحبه أبو هاشم وفيما بعد انتقل إلى مكانه أمام مطعم جبري ومحلات محمد حسن عزيزية التي انتقلت إلى مكانها الحالي تحت مقهى السنترال ومحلات فريد خرفان وأبو هاني الحاج حسن ومثقال وشوكت عصفور وبعض الفنادق وملحمة سكرية وملحمة عودة الزعمط أبو عواد , ومن أهم معالم هذا الشارع مبنى بلدية عمان الذي كان يقع على رأس الجزيرة المحصورة بين شارع السعادة وشارع الرضى .
..مجمل القول.. ستبقى عمان الاسرة الاردنية الواحدة من شتى اصول اهلها ومنابتهم الكريمة، يتشبثون بعراقة العاصمة الهاشمية الفتية الأبية، لتبقى دوما وأبدا جميلة الجميلات.. و:
عمّان في القلب أنت الجمر والجاه.. ببالي عودي مري مثلما الآه
لو تعرفين وهل إلاك عارفة.. هموم قلبي بمن بروا وما باهوا