ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75763 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: قصة التبغ عبر حضارات الأمم الجمعة 21 يونيو 2013, 12:45 am | |
| [rtl] قصة التبغ عبر حضارات الأمم[/rtl]
[rtl] [/rtl]
د. عميش يوسف عميش - يصف العالم (Robert Burton) في كتابهThe Anatomy Of Melancholy (تشريح الملنخوليا= الكآبة) و الذي عاش بين (1577م -1633م) «أن التبغ شي نادر كالذهب لكن له قدسيته، ومن ركائز القدرة الذهنية لدى الفلاسفة، وبلسم شافي لكل الأمراض». هذا الكلام قيل في القرن السادس عشر الميلادي ثم ثبت أن تدخين التبغ دمر المجتمعات حينما أصبح مادة إدمان في أوروبا منذ عام 1930 والمستغرب أن الدعايات للسجائر كانت تنشر في المجلات الطبية بموافقة بل بدعم الأطباء وعلى الراديو. ولاحظنا ازدياد عدد المدخنين بين الشباب والشابات بين طبقات الأغنياء والفقراء بسبب ازدياد الترويج. لقد عرفت الحضارات القديمة التبغ منذ الفراعنة. أما كلمة «توباكو» فجاءت من الاسبانية (Tabaca) أي مستخرج من نبات (Nicotiana ). وقد احضر المهاجرون التبغ من أفريقيا لأمريكا، وقامت قبائل (Mayans) بزراعته )400 م( وكان الناس يقدسون التبغ ويعتبرونه نوعا من القرابين وأنه يشفي أمراض الربو. واستخدم قبائل الشيوروكي–الهندية التبغ كعلاج للآلام الأسنان والتهاب اللثة و لسع الأفاعي بدلك التبغ مكان اللسعات .لم يعرف الأوروبيون شيئا عن التبغ حتى عاد كولومبس من أول رحلة للعالم الجديد حيث احضر ورجاله التبغ كهدايا قدمت له من مواطني العالم المكتشف. وفي عام (1000م) وصل المستكشف البرتغالي (Pedro Cabral) للبرازيل ولاحظ أن المواطنين يعتبرون التبغ نباتا مقدسا و علاجا يصفونه للتقرحات والدمامل. ثم بدا البحارة البرتغاليون يحضرون التبغ لأوروبا. أما انجلترا فكان السير (John Dawkins) قبطان البحرية الملكية أول من احضره لانجلترا ووصف كيفية تصنيعه لغاية التدخين. وفي عام 1559م قام السير (Francis Dapke) مستشار الملكة إليزابيث الأولى بتعميم استخدام التبغ في لندن، ثم انتشر في أوروبا زراعة وتدخينا. في عام 1612م بدأت زراعة التبغ على مستوى تجاري في ( فرجينيا – أمريكا) لسد حاجة الطلب ولمنع منافسة التبغ الاسباني المصدر لانجلترا. وبدا الأسبان والبرتغاليون تصدير التبغ للهند والصين واليابان. أما أول من وضع ضريبة على التبغ في العالم كان (King James I) عام )1624م( حيث وصلت (4000%). وبين الأعوام ( 1586م-1782م) بدأت حرب التبغ بين الدول و ساهمت أرباحها في دعم حرب التحرير التي قام بها المواطنون تحت الاحتلال في المستعمرات الأمريكية. الكثيرون كانوا يعتقدون بوجود فوائد طبية للتبغ، فمنذ عام 1624م بدأ الأطباء يعالجون الأمراض: (1) علاج الطرم: تستخدم نقاط من عصير التبغ و توضع في الأذن. (2) الصداع : وضع غصن تبغ أخضر على الرأس. (3) احمرار الوجه: وضع عصارة التبغ أو مرهم الأوراق على مناطق الاحمرار. (4) آلام الأسنان: ربط مكان الآلام بأوراق التبغ . (5) آلام المعدة: تغلى أغصان التبغ و يدهن البطن. وكذلك لعلاج الجروح والحروق والتواليل والسرطان و الديدان المعوية والمغص وأورام البطن والرحم. كل ذلك مذكور في كتاب (Tobacologia) ألفه (Johann Neander). في بداية القرن السابع عشر تراجع الإيمان بفوائد التبغ الطبية وبقيت قيمته كمادة للاسترخاء والمتعة وعنوانا للموضة والحياة الأرستقراطية. الملك جيمس الأول ملك بريطانيا كان أول من ذكر مضار التبغ (1604م) في كتابه (Counterblaste To Tobacco) وقال: التدخين مضر للعين والأنف والدماغ وخطر على الرئة وأكد بأن التدخين غير صحي وغبر أخلاقي. و في عام (1615م) بدأ الحوار حول استعمال التبغ في أكسفورد. و قد تجمع مندوبون من جميع أنحاء بريطانيا و وصلوا إلى نتيجة أن التدخين قد يسبب العمى و الطرش و ضعف الجسم و قصر العمر. و لكن البعض من الذين يستفيدون من تجارة التبغ عارضوا ذلك. وفي عام (1617م) أمر الإمبراطور المغولي (Jahangir) بعقاب المدخنين بشق شفاههم وكذلك قررت روسيا وتركيا وبلاد فارس والهند بعمل أشد صرامة أي بعقاب المدخنين بالحكم عليهم بالموت. وفي عام )1800م( اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية التدخين من عمل الشيطان. و هنا بدأت بلدان كثيرة بمنع التدخين في الأماكن العامة و إلقاء القبض على المدخنين و دفعهم بدل مخالفة ، حتى جاء وباء الكوليرا العالمي عام (1830م) حينها ألغي التحذير ضد المدخنين. أما صناعة السجائر فبدأت بين (1840م-1850م) بلف التبغ باليد، حتى قام (John Bonsack) بصناعة أول آلة لصنع السجائر عام(1981م) حيث تقوم الآلة بلف أوراق التبغ مما زاد من نسبة المدخنين. بالإضافة إلى الدعايات في السينما خاصة بتصوير ممثلين وأبطال الرياضة وهم يدخنون. كان التبغ قبل ذلك يمضغ و كذلك يستنشق من الأنف بعد طحنه، و كذلك يدخن من خلال أنابيب خاصة ويلف بأوراق للتدخين ثم تم أخيرا تصنيعه. وفي عام (1735م) قام (Cock Burmin) بصنع أول سيجار في نيكاراجوا و سمي»Soagar».قصة التبغ والتدخين موضوع مهم يقودنا إلى آثاره الخطرة على الصحة العامة
|
|