ما هي الوسائل التعليمية؟ وما أهميتها؟
ما أجمل هذه الوسيلة التعليمية! وما أتقنها!» بهذه الكلمات عبّرت المعلمة للطالب في المرحلة الابتدائية «أحمد» عن اعجابها بالوسيلة التعليمية التي قدّمها، وتابعت: «الى ما يشير هذا الجزء من الوسيلة؟ فلم يعرف «أحمد» الإجابة، فأردفت قولها: «لا بأس يا بني، ماذا عن هذا الشكل، فما هو؟»، فلم يعلم أيضاً، فسألته: «من عمل هذه الوسيلة التعليمية؟» فأجاب: «صاحب المكتبة التي بجوارنا هو من قام بعملها ونحن دفعنا له مبلغ 20 ديناراً».. صمتت المعلمة قليلاً ومن ثم شكرته ودعته يجلس على مقعده في الصف..
كثير من الطلاب يشبهون حال أحمد، تطلب منهم المعلمة تنفيذ وسيلة تعليمية لما لها أهمية كبيرة في التدريس، ولكن ليسوا هم من يقومون بتنفيذها بأنفسهم، بل يولون الأمر لآبائهم أو لأحد أقاربهم أو يرسلونها الى احدى المكتبات، فتشكل عبئا ماديا عليهم بشكل كبير، وعلى من يشتري الأدوات وعلى من يقوم بها من الأهل أيضا، ولكن للأسف يؤول مصير الوسيلة التعليمية في سلة المهملات أو في المستودع بالاضافة الى انها لا تحصل على النتيجة المرجوة في تسهيل وصول المعلومة الى الطالب من خلال تنفيذها بنفسه.
ومن هنا يتناول «آخر الاسبوع» هذه القضية على حلقتين لأهميتها، ففي هذه الحلقة سيتناول تعريف الوسائل التعليمية وأهميتها..
فتعرفها المعلمة «جميلة سواقد»: «انها طريقة يستخدمها المعلم لإيصال المعلومة للطالب وتبسيطها، وتعد مهمة اذا كانت تفاعلية بعيدا عن كونها صورة أو رسمة».
وتؤكد «رحاب يوسف» على أهمية الوسائل التعليمية التقليدية، اذ تقول: «انها رائعة جداً ونتيجتها ممتازة وتقرب المفاهيم للطلبة، وتمثل عملية الاتصال التعليمي».
وتشاركهم ربة المنزل «ماجدة الرمحي» بقولها: «لقد نفذت وسائلا تعليمية متقنة من أبسط المواد وتخدم العملية التعليمية لأن الطفل يتأثر بصريا أكثر من التلقين في التعلم».
وتتابع: «أجمل الوسائل التعليمية هي التقليدية التي تحث الطالب على التفكير والابداع وليست تلك الجاهزة التي تباع في المكتبات، فالوسائل الجاهزة تجعل الطالب كسولا ولا يحب القيام بهذه الاعمال».
بينما لربة المنزل «أم كمال روابدة» رأي مخالف اذ تقول: «الوسائل التعليمية التقليدية لم تعد تقنع أبناءنا، لأن هناك أمورا استجدت كالوسائل الالكترونية».
خبير في المناهج التربوية «د.قيمر القيمري» فيعرّف الوسائل التعليمية بقوله: «انها وسائط أو أوعية تحمل المعلومة او الرسالة التعليمية الى المُسْتَقْبِل (المتعلّم) ويستعان بها في احداث عملية التعلم، فالصور والرسومات والمواد المطبوعة والأفلام والصور المعروضة بالأجهزة وغيرها تعد من الوسائل التعليمية».
ومن هذا التعريف يستخلص «القيمري» الآتي: «ان الوسيلة التعليمية ليست هدفا في نفسها وانما هي وسيلة لإدراك غاية أهم وهي التعلم باقي الاثر، كما أنها تساهم بفعالية في تحقيق أهداف تعليمية محددة مسبقا ولذا لا بد من اختيارها او تطويرها بعناية متناهية».
ويكمل قوله: «الوسيلة التعليمية ليست فضلة او شيئا جانبيا يمكن ان يستخدمه المعلم او يستغني عنه ان شاء وانما هي جزء لا يتجزأ من المادة التعلمية المرسلة ومساهم فعّال في تحقيق الهدف الموصوف للمادة، ولا يمكن ان يُستغنى عن المعلم في حضرة الوسيلة التعليمية، بالاضافة الى ان الوسائل التعليمية مسمّى عام يشمل المادة التعليمية او الرسالة الموجهة (Soft-Ware) وكذلك الأجهزة (hardware) التي تستخدم لعرضها».
ويبين «القيمري» أهمية الوسائل التعليمية في العملية التعليمية التعلّمية بقوله: «تعمل الوسائل التعليمية على استثارة الطالب واشباع حاجاته للتعلم، وزيادة خبرة الطالب فتجعله اكثر استعداداً للتعلم واقبالا عليه، وتنويع خبرات الطالب فتتيح له فرص المشاهدة والاستماع والممارسة والتأمل والتفكير، وتنويع أساليب التعزيز وتنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين الطلبة».
ويضيف: «ان الوسيلة التعليمية تساهم في فهم المادة التعليمية، وتعديل سلوك الطالب وتكوين الاتجاهات الجيدة، ورفع درجة الكفاية المهنية للمعلم، وتساعده أيضا في التغلب على حدود الزمان والمكان في غرفة الصف، بالاضافة الى تقوية العلاقة بين المعلم والمتعلّم».
ويذكر «القيمري» صفات الوسيلة التعليمية التعلمية الجيدة بقوله: «تعبيرها عن الرسالة (المادة التعليمية) المُراد نقلها، وارتباطها بالهدف التعليمي، وملاءمتها لأعمار الطلبة وخصائصهم، وأن تكون المعلومات التي تحملها صحيحة ودقيقة وحديثة، وأن تكون الوسائل التعليمية بسيطة وواضحة وغير معقّدة وفي حالة جيدة، وتجذب انتباه الطلبة/مشوّقة».
ويكمل: «توفير المكان المناسب عند عرضها وكذلك توفير عناصر الأمن والسلامة، وجميلة وجذابة، وعنصر الامن/لا تشكل خطراً على المتعلم والطالب باختصار الوسيلة التعليمية الجيدة هي الوسيلة (الهادفة، الصادقة، البسيطة، المتقنة، المشوقة، المتنوعة، المتكاملة، المناسبة، المرنة،الاقتصادية، الآمنة)».
أما فيما يتعلق بتصنيفات الوسائل التعليمية فيذكرها «القيمري»: «أولا: الوسائل البصرية: تحتوي الطرق والأدوات التي تستهدف وسيلة البصر وتصمّم رسالتها مخاطبة اياها.وتضم هذه الوسائل: الصور الثابتة والمتحركة والصامتة والصور المتحركة والرسوم التوضيحية والرسوم البيانية والشرائح والعينات والنماذج والاشياء واللوحات التعليمية (كالسبورة ولوحة الجيوب) ولوحة الاعلانات والمتاحف والمعارض والتجارب التوضيحية».
ويكمل: «ثانيا: الوسائل السمعية: تحتوي على الطرق والوسائل التي تستهدف وسيلة السمع وتخاطبها تضم الاذاعة العامة والمدرسية والاسطوانات والتسجيلات الصوتية ومعامل اللغات».
ويضيف: «الوسائل السمعية والبصرية: تضم الطرق والوسائل التي تعتمد على حاستي السمع والبصر في استقبال المادة التعليمية.
ومن الامثلة عليها: الصور المتحركة الناطقة (افلام السينما والتلفاز والفيديو) وكذلك الافلام الثابتة والشرائح المتزامنة مع التسجيلات الصوتية وايضا التقنية الحديثة (برامج الحاسوب المرئية والمسموعة)».
سيتناول «آخر الأسبوع» في الأسبوع المقبل الحلقة الثانية من الوسائل التعليمية اذ تتضمن اجابة السؤال التالي «لماذا يهرب بعض الطلبة من أداء وعمل وسائل تعليمية يطلبها بعض المعلمين؟»..