ترامب –عباس وصفقة العصر
سميح خلف
قد نستطيع ان نستقرئ بقراءة سريعة ما ستنتجه زيارة الرئيس عباس للبيض الابيض ولقاء ترامب ومن خلال ما ورد من جمل دبلوماسية وسياسية وامنية في اللقاء الصحفي ظهر هذا اليوم .
ما ورد في كلمة ترامب لا يختلف عن سياسة الدولة العميقة للولايات المتحدة الامريكية بتعاقب رؤسائها جميعا وما تم تناوله سياسيا وامنيا حول هذه القضية المنعقدة في الشرق الاوسط ، كرر ترامب ابجديات الخارجية الامريكية ولعهد قريب في عهد الرئيس الامريكي السابق اوباما ووزير خارجيته ترامب وما كرره البعوث الامريكي للقدس منذ اسابيع قليلة حول التصور الامني والاقتصادي لطبيعة الحل والذي قد يعطي الاسرائيليين فوائد احتلالية واقتصادية مضافة للإسرائيليين وتمكين امني بواسطة التنسيق الامني وهو الدور الحيوي المطلوب لأداء السلطة .
1-تحدث ترامب عن محاربة الارهاب وتاكيد الرئيس عباس على انه شريك في محاربة داعش وغيره من الجماعات الاخرى في حين ان الضفة الغربية لا يوجد بها داعش ولا يمتلك الرئيس عباس جيوش جرارة لمحاربة داعش في الموصل او في الرقة بل المقصود ملاحقة كل التيارات المقاومة في الضفة وهنا كان تركيز ترامب على قوى الامن وملاحقة الجهات المحرضة ضد العنف والكراهية .
2-تحدث الرئيس ترامب عن التعاون الامني وما يفيد بالدعم اللوجستي للأجهزة الامنية للسلطة
3- تحدث بانه ليس باستطاعة الولايات المتحدة فرض حل على الفلسطينيين والاسرائيليين
4-تحدث عن الحل الاقتصادي وزيادة فرص العمل والبنية التحتية
4- نوه ترامب بان الفلسطينيين ليس لهم صوت واحد .
اما كلمة عباس فهي مكررة لخطابه بإضافة انه سلم كل الاوراق تحت قيادة الولايات المتحدة والرئيس ترامب على اعتقاد ان الرئيس ترامب قد يفعل ما اجاب عليه في كلمته بعدم فرض حلول على الطرفين الا من خلال مفاوضات مباشرة
1- تحدث عباس عن حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين
2- تحدث عن انه يمد يديه للسلام
3- تحدث عن قدرة ترامب لفرض السلام وهذا ما نفاه الرئيس ترامب
4- تحدث عن الرخاء في ظل دولتين من خلال تطبيق المبادرة العربية والتطبيع مع الدول الاسلامية والعربية مقابل الاعتراف بدولة فلسطين
5- تحدث عن محاربة الارهاب وذاكرا داعش بعكس ما قاله الرئيس الامريكي بالتزام الرئيس عباس محاربة داعش ""وفصائل اخرى""
6- تحدث عن صفقة العصر والتي باستطاعة ترامب ان ينجح فيها بين الاسرائيليين والفلسطينيين
اعتقد ان الادارة الامريكية والمهمة العاجلة زيادة دعم الاجهزة الامنية وتوسيع نشاطاتها بالاضافة الى التمهيد لمفاوضات مباشرة بدون سقف زمني وتعود السياسة الامريكية مكررة دورها بمنظومة الحل الاقتصادي الامني الذي طرحة دايتون ثم بلير ثم كيري والان المبعوث الامريكي للسلام وما كرره الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي ،
ترامب في تعليقه على الرئيس عباس قال ""دعنا نرى هل هم مخطئون ونحن مخطئون ""!!
صحفي اسرائيلي يكشف مضمون اللقاء ويقول: ترامب استقبل عباس كأنه زعيم إسرائيلي
تل أبيب: رأى كاتب إسرائيلي أن الظهور المشترك "الدافئ" للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، "يقلق" مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي دافيد هوروفيتس، وفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن "الرئيس الأمريكي، الذي كان يتوقع أن يكون متشددا تجاه الفلسطينيين أكثر من سلفه باراك أوباما، ظهر دافئا لطيفا، ومرحبا جدا بعباس".
وأضاف الكاتب، "لقد خيب ترامب، الذي لم يمنح التفويض المطلق لبناء المستوطنات، ولم ينقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، حتى الآن على الأقل، أمل نتنياهو مرة أخرى، لقد ظهر متساهلا جدا مع عباس".
ويصر نتنياهو على أن "النظام الذي يقوده عباس يحرض على العداء تجاه إسرائيل، ويشجع العنف، وقد عبر نتنياهو عن غضبه من دفع السلطة الأجور لمنفذي الهجمات وعائلاتهم"، بحسب الكاتب الذي أكد أن "نتنياهو يعتبر عباس جزءا من المشكلة، وعقبة أمام السلام".
وفي المقابل، اعتبر ترامب رئيس السلطة عباس "جزءا مركزيا وواقعيا من الحل وليس جزءا من المشكلة"، كما أنه أشاد بعباس لتوقيعه اتفاقية أوسلو في البيت الأبيض قبل 24 عاما، وعبر ترامب عن أمله بأن يقوم رئيس السلطة في المستقبل بالتوقيع على الاتفاق النهائي والدائم.
ونوه هوروفيتس إلى تصريحات ترامب التي أشاد فيها بعباس، حيث اعتبر الرئيس الأمريكي أن رئيس السلطة يقع في الطرف الجيد من مكافحة الإرهاب، ووصف ترامب العلاقة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأجهزة الأمن الإسرائيلية بـ"العلاقة الجميلة التي لا تصدق".
كما نبه ترامب إلى أنه "لا يمكن تحقيق السلام الدائم دون أن تتكلم القيادة الفلسطينية بصوت موحد ضد العنف الكراهية"، حيث اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن هذا "انتقاد متساهل جدا، لم يكن هناك اتهام مباشر لعباس بأنه يقوم بأي خطأ، حتى أن ترامب تحدث عن رغبته بتعزيز الاقتصاد الفلسطيني".
وتحدث ترامب عما وصفه بـ"المساهمات الفلسطينية للسلامة الأمريكية، ومن ضمنها ما وصفه بشراكات قائمة متعلقة بالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب"، موضحا أنه "يريد تحقيق اتفاق سلام، وأنه سوف يفعل كل ما باستطاعته تحقيقه، ولكنه لن يفرضه"، وعلق الكاتب على ذلك بأن عباس "بدا راضيا جدا".
وأوضح هوروفيتس أنه "بكل تأكيد كان هناك عمل كثير خلف الكواليس على مضمون ملاحظات ترامب قبل مؤتمره القصير مع عباس، كما أن لإسرائيل العديد من النقاط التي أرادت أن يتحدث عنها الرئيس ترامب.
وتابع، "من المرجح أن السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، شارك في هذه المباحثات، ويبدو أنه لم يتم التطرق إلى أي من المواضيع التي كانت تود حكومة نتنياهو سماعها".
وختم الكاتب الإسرائيلي بقوله، "هذا المستوى الدافئ من ترحيب الرئيس الأمريكي، وفي حال كنت تغمض عينك ولم تعلم أن الرئيس الفلسطيني يقف بجانبه، لكنت اعتقدت أن ترامب، الذي تحدث بدفء كبير حول ضيوفه، كان يستضيف قائدا إسرائيليا".