تجدّد الاتهامات لنتنياهو بالتقصير في إعادة جنوده الأسرى من غزة
الناصرة (فلسطين) الخميس 20 إبريل 2017
تقود عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، حراكا احتجاجيا في الشارع الإسرائيلي للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو وإلزامها بالتحرّك الجاد لحل قضية أبنائها؛ بما يضمن الإفراج عنهم.
وتحاول حكومة نتنياهو جاهدة، التزام الصمت حيال ملف الجنود الذين نجحت المقاومة الفلسطينية في أسرهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، صيف عام 2014، في حين تكسر صمتها أحيانا لمخاطبة أهالي الجنود برسائل مفادها أن إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى "يتعارض مع الاحتياجات الأمنية لإسرائيل".
وفي المقابل، تسعى عائلات الجنود إلى تصعيد إجراءاتها الاحتجاجية، انطلاقا من قناعتها بأن "الضغط الشعبي سيقود لتحرك رسمي إسرائيلي"، في ظل تحذيرات تطلقها بين الحين والآخر من "فقدان صبرها".
من جانبه، يرى المحلل السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية، صالح لطفي، أن عائلات الجنود الأسرى نجحت في إبقاء ملف أبنائها مطروحا بقوة على الساحة السياسية وموجود على سلم الأجندة الإسرائيلية الشعبية والرسمية، في ظل محاولات نتنياهو المتكررة لإغلاق هذا الملف.
وأوضح لطفي في حديث لـ "قدس برس"، أن الاحتقان في أوساط عائلات الجنود الأسرى قد ازداد مؤخرا عقب نشر تقرير "مراقب الدولة" الذي حمّل الحكومة مسؤولية إخفاقات عدّة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
واعتبر الخبير السياسي الفلسطيني أن "الحكومة الإسرائيلية تريد إنهاء هذا الملف، ولكن خياراتها محدودة؛ فإما أن تذهب إلى حرب جديدة لإعادة أسرها، وقد لا يؤدي ذلك إلى نتيجة فقد سبق أن شنت حربا على غزة في أعقاب أسر الجندي جلعاد شاليط ولكنها لم تفلح في الإفراج عنه، واضطرت إلى عقد صفقة تبادل أسرى".
"أما الخيار الثاني؛ فهو عقد صفقة تبادل أسرى جديدة، غير أن الحكومة الإسرائيلية تناور بهدف تقليل الثمن"، بحسب تقديره.
وكانت عائلات الجنود الذين قتلوا أو أُسروا خلال الحرب الأخيرة على غزة، قد هاجموا نتنياهو خلال جلسة في الـ "كنيست"، الأربعاء، ووجهوا له انتقادات حادة بسبب سياسته في التعامل مع أبنائهم.
وقالت والدة الجندي "هدار غولدين" خلال مشاركتها في الجلسة "عملية الجرف الصامد (الاسم الإسرائيلي للعدوان الأخير على غزة في صيف 2014) لم تنتهي. حماس أرادت إختطاف جنود وهي لا تزال تحتجز اثنين منهم (...)، في حين يحاول نتنياهو تحويلنا إلى عدو للشعب".
أما "إيلان ساغي" والد الجندي "إيريز" الذي قُتل إثر عملية فدائية نفذّها مقاومون عبر أحد الأنفاق الأرضية، فقال "عند صدور تقرير مراقب الدولة حول الحرب، والذي اتهم الحكومة بإخفاقات عدة، كان الأمر أشبه بشخص يخرج سكينا ويقوم بطعني في القلب، والآن نتنياهو يستمر في إدارة هذه السكين".
وتوجهت زوجة الضابط الإسرائيلي "دوليف كيدار" الذي قتل خلال تبادل للنيران مع مقاومين فلسطينيين قرب كيبوتس "نير عام"، إلى نتنياهو، بالقول "أعلم أن عليّ اتهام حماس بموت زوجي، فهم من أطلقوا النار عليه، لكنهم ليسوا المسؤولين عني. أنت المسؤول عني، اعتقد اننا جميعا شعرنا بأن الحديث عن التقرير هو استعراض للكاميرات فقط. لكل واحد منصبه، أنتم تتحملون المسؤولية عني وعن أولادي الثلاثة الذين سأضطر لتربيتهم لوحدي".
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، عن أسرها للجندي "شاؤول آرون" خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرقي مدينة غزة، وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، مرجحاً مقتله خلال الاشتباكات مع مقاتلي "حماس".
وتتّهم السلطات الإسرائيلية حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى هدار غولدن، تقول إنه قد قُتل في اشتباك مسلح مع مقاومين فلسطينيين، شرقي مدينة رفح في الأول من آب/ أغسطس الماضي.
كما أعلنت السلطات الإسرائيلية عن فقدان جندي إسرائيلي من أصول أثيوبية يدعى أفراهام منغيستو، حيث قالت عائلته إن نجلها اختفت آثاره قبل عام حينما دخل قطاع غزة عن طريق البحر، وأنه محتجز لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تلتزم الصمت إزاء هذا الملف.
ولم تبدأ أي مفاوضات مباشرة بين الحكومة الإسرائيلية و"حماس" بخصوص صفقة التبادل؛ فيما تعتقد تل أبيب أن المطلب النهائي الذي تطرحه الحركة كشرط لبدء المفاوضات لا يسمح بتاتا ببدئها؛ وهو إطلاق سراحه كافة الأسرى المعاد اعتقالهم بعد تحريرهم بموجب صفقة "شاليط".