[rtl]مشعل.. قصة الشهيد الحي بين عمان ودمشق والدوحة[/rtl]بين ليلة وضحاها تحول من رجل تفصله ساعات فقط عن نيل الشهادة إلى زعيم قاد حركته ليصبح رقما صعبا في مقارعة الاحتلال وفي المشهد الفلسطيني والعربي.
هو اللاجئ الذي عرف الشتات متنقلا بين البلدان في سبيل أيجاد مكان لبلاده تحت الشمس فعمل من أجل هذه الفكرة أينما حل في الكويت ثم عمان فدمشق وصولا للدوحة حيث أعلن تنحيه للعمل من الخلف ودعم مسيرة زملائه.
بعد 21 عاما قضاها زعيما للمكتب السياسي لحماس ترجل عن صهوة السلطة الأثقل بعد أن أحدث تحولات كبرى في مسيرة الحركة أنهاها بإعلان الميثاق الجديد لها.
هو خالد عبد الرحيم مشعل "أبو الوليد" المولود عام 1956 في بلدة سلواد بمدينة رام الله، ونشأ في بيت متدين يعلي من شأن المقاومة والجهاد ضد المحتل حيث شارك والده في مقاومة الانتداب البريطاني وفي الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
قضى مشعل طفولته في بلدته وتلقى علومه الأساسية فيها وصولا لعام 1967 حين وقعت النكسة ثقيلة على نفوس عائلته التي اضطرت للنزوح نحو الأردن ومنها للكويت حيث استقر والده للعمل هناك، وبعد نجاحه في الثانوية العامة التحق مشعل بجامعة الكويت لدراسة الفيزياء وهناك بدأت شخصيته القيادية بالظهور من خلال العمل الطلابي حيث كان الطلبة الفلسطينيون يتمتعون بحضور لافت هناك.
كانت جامعة الكويت في السبعينيات من القرن الماضي تعج بالتيارات الفكرية العربية منها عامة، والفلسطينية خاصة، بعد تخرجه عام 1978 عمل مدرسا للفيزياء في الكويت وكان قبل ذلك قد انضم رسميا لصفوف جماعة الإخوان المسلمين.
كان مشعل أحد أبرز المؤيدين لفكرة جسم إسلامي مقاوم في الداخل الفلسطيني حيث شارك في تأسيس حركة حماس عام 1987 و انضم إلى مكتبها السياسي، وبعد 4 أعوام اضطرت عائلته للعودة للأردن بعد حرب الخليج فأصبح عضوا بارزا في حماس وصولا لتوليه منصب رئيس المكتب السياسي للحركة عام 1996.
بعد عام واحد من توليه منصبه كان مشعل على موعد مع نقطة التحول في حياته كقائد حين تعرض لمحاولة اغتيال من عملاء الموساد في عمان حيث تدخلت العناية الإلهية ولعب بعدها الأردن موقفا سياسيا صلبا أجبر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إنقاذ حياة مشعل والإفراج عن الشيخ أحمد ياسين.
بعد عامين غادر مشعل الأردن باتجاه قطر ثم سوريا حيث استقر هناك ولعب دورا سياسيا بارزا ضمن ما عرف بمحور المقاومة والممانعة وتطور أداء الحركة ومستوى تسليحها.
ومثل عام 2004 تحولا آخر تمثل في تبوئه منصب رئاسة الحركة بعد استشهاد مؤسسها الشيخ أحمد ياسين وسلفه عبد العزيز الرنتيسي حيث واصل مسيرة نقل الحركة لمستوى أعلى من العمل الاحترافي وخاضت بعد ذلك الحركة معركتان ضد الاحتلال أبرزت فيها العديد من الأسلحة النوعية التي وصلت لعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لأول مرة في تاريخ الصراع.
وبعد دخول الربيع العربي واجهت الحركة تضييقا عليها في سوريا بسبب موقفها المؤيد للثورة السورية كما واجهت تحولا تمثل في صعود الثورات المضادة في أكثر من بلد عربي ما انعكس سلبا على الحركة التي وجدت نفسها على حين غرة موسومة بالإرهاب في مصر، في ظل اشتداد الحصار عليها وعلى أهل غزة منذ أكثر من عقد، لتعود الحركة وتقدم وثيقتها السياسية الجديدة التي ختم بها مشعل رئاسته لقيادة الحركة.