الأردن وإسرائيل.. لغة غير مسبوقة ودبلوماسية مكشوفة
التاريخ:14/5/2017 -
عمان – ربى كراسنة
في الوقت الذي أعاد فيه استشهاد الأردني محمد عبدالله سليم الكسجي في القدس الذاكرة إلى حادثة استشهاد القاضي الأردني رائد زعيتر برصاص جنود إسرائيليين؛ إلا أن الاختلاف الواضح كان في تعاطي الحكومة الإسرائيلية مع الموقف الأردني تجاه الحادثتين.
ففي حادثة استشهاد القاضي الأردني رائد زعيتر على يد جنود الاحتلال الصهيوني على معبر الكرامة والتي أثارت غضب الشارع الأردني قدمت الحكومة الإسرائيلية وقتها اعتذارا رسميا للأردن إلى جانب موافقتها على فتح تحقيق مشترك مع الجانب الأردني حولها رغم عدم ظهور أي نتائج للتحقيق.
أما في الحادثة الثانية التي استشهد فيها الأردني محمد عبدالله سليم الكسجي في القدس المحتلة، فيبدو بحسب مراقبين أن ردة فعل الحكومة الإسرائيلية تجاه هذه الحادثة اختلفت عن حادثة استشهاد زعيتر.
وجاء ذلك واضحا عبر مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأردن، بإدانة ما سماها "الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل"، مشيرا إلى أن إسرائيل تدين الهجمات الإرهابية في الأردن".
لا بل ذهب نتنياهو إلى التأكيد عبر تصريحاته التي نشرت اليوم الأحد على أنه حان الوقت الذي يتوجب فيه على الأردن أن يوقف هذه اللعبة المزدوجة.. الإرهاب هو الإرهاب في كل مكان على حد وصفه.
الأردن يتناغم مع الموقف الشعبي
وهنا يستخف أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد سعيد نوفل في حديثه إلى "البوصلة" بتصريحات نتنياهو ولا سيما فيما يتعلق بمطالبة الأردن إدانة "الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل".
ومن المؤكد بحسب الدكتور نوفل أن الممارسات الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني والقدس والمقدسات فرضت على الأردن اتخاذ مثل هذا الموقف الأخير الذي عبر عنه في حادثة استشهاد الأردني الكسجي في القدس.
ولا يمتلك الأردن وفق أستاذ العلوم السياسية الدكتور نوفل بدائل أو خيارات أخرى في التعبير عن استنكاره وإدانته لحادثة استشهد فيها الأردني الكسجي في القدس على أيدي جنود الاحتلال وخاصة أنها أثارت مرة أخرى غضب الشعب الأردني.
ومن هنا يرى الدكتور نوفل أن الأردن لا يستطيع اتخاذ موقف مغاير للموقف الشعبي إزاء حادثة استشهاد الأردني الكسجي في القدس.
في المقابل لا يرى نوفل أن يكون وراء الخطاب الأردني الذي وصفه المراقبون بغير المسبوق تجاه حادثة استشهاد الأردني الكسجي في القدس أي تصعيد بين الجانبين الأردني والإسرائيلي ولا سيما أن الأردن لا يستطيع أن يتخذ موقفا مغايرا للموقف الشعبي إزاء الممارسات الإسرائيلية العدوانية.
الدبلوماسية المكشوفة
وهو ذات الرأي الذي حمله أستاذ العلوم السياسية الدكتور غازي ربابعة في حديثه إلى "البوصلة" بالقول: "استبعد أن يكون هناك أي تصعيد بين الأردن وإسرائيل على أثر الإدانة الأردنية لاستشهاد الأردني الكسجي في القدس أو موقف نتنياهو تجاه هذه الإدانة".
وبينما حمل موقف الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني بحسب الدكتور ربابعة لهجة غير مألوفة غير أنها لا ترقى إلى درجة التصعيد مع الحكومة الإسرائيلية.
ومن هنا فإن الخطاب الأردني وفق أستاذ العلوم السياسية الدكتور ربابعة لم يكن موجها لإسرائيل، بقدر ما هو موجه للشعب الأردني في محاولة لامتصاص غضبه لاستشهاد الأردني الكسجي في القدس على غرار غضبه سابقا على أثر اغتيال الأردني زعيتر.
كما أن الخطاب الأردني وفق الدكتور ربابعة موجه بشكل مباشر للممارسات الإسرائيلية العدوانية المتكررة في القدس والمسجد الأقصى.
أما بالنسبة إلى الموقف الإسرائيلي تجاه الأردن عبر تصريحات نتنياهو الأخيرة بحسب الدكتور ربابعة فيمكن وصفها أنها تأتي ضمن الدبلوماسية المكشوفة لا سيما أنها تزامنت مع زيارة دونالد ترامب إلى إسرائيل.
الموقف الإسرائيلي
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قد الأردن، بإدانة ما سماها "الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل"، مشيرا إلى أن إسرائيل تدين الهجمات الإرهابية في الأردن".
وقال نتنياهو في هذا السياق "لقد حان الوقت الذي يتوجب فيه على الأردن أن توقف هذه اللعبة المزدوجة.. الإرهاب هو الإرهاب في كل مكان".
يأتي ذلك في أعقاب تحميل الأردن إسرائيل مسؤولية قتل المواطن الأردني الكسجي بذريعة طعنه شرطيا إسرائيليا في القدس.
الرد الأردني
وكانت بدورها الحكومة الأردنية قد حملت أمس الأول إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية عن إطلاق النار على مواطن أردني في القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى استشهاده.
ونددت الحكومة بالجريمة النكراء التي ارتكبت بحق المواطن الأردني، وطالبت إسرائيل بكامل التفاصيل حول هذه الجريمة.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تتابع عبر السفارة الأردنية في تل أبيب تفاصيل الحادثة للوقوف على ظروف وملابسات ما حدث.