شهيدة القدس الطفلة فاطمة عفيف عبد الرحمن حجيجي (١٦ عاماً) من قراوة بني زيد شمال رام الله
فاطمة كانت مضربة عن الطعام لمدة 5 أيام تضامناً مع الأسرى وهي طلبت الشهادة
صباح السابع من الشهر الجاري، وكعادتها كل يوم، كانت الصبية الفلسطينية
فاطمة عفيف عبد الرحمن حجيجي (16 عاما) من قرية قراوة بني زيد شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، تساعد والدتها في تجهيز طعام الإفطار وتجهيز أشقائها وشقيقاتها من أجل الذهاب إلى
المدرسة، ولم تعلم عائلتها أن صباح ذاك اليوم المشرف، سيغرب بارتقاء فاطمة شهيدة برصاص الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب العامود في مدينة القدس المحتلة.
نحو 20 رصاصة مزقت جسد فاطمة على بعد نحو مائتي متر فقط من منزل جدها لوالدتها، ومزاعم الاحتلال كما في كل مرة، "محاولتها تنفيذ
عملية طعن"، ثم تركت تنزف. مُنع أي أحد من تقديم العلاج لها حتى فارقت الحياة. في حين نكلت قوات
الاحتلال بالمتواجدين في مكان استشهاد فاطمة، وأصيب عدد منهم في ساحة باب العامود بالقدس. احتجز الجثمان في
ثلاجات الاحتلال بعد نقله بسيارة إسعاف إسرائيلية، ولا يزال محتجزا إلى أجل غير معلوم كما يحدث مع جثامين الشهداء في العادة.
والد فاطمة وكذلك زوج عمتها، محمد حجيجي، نفيا، في حديث لـ"العربي الجديد"، مزاعم الاحتلال، وقالا: "فاطمة كانت في زيارة لأخوالها وخالاتها في منزل جدها، ولم تكن تحمل سكينا، كانت تود الذهاب للصلاة في
المسجد الأقصى من أجل الدعاء والابتهال إلى الله كي يشفي شقيقتها المصابة بالإعاقة نتيجة تشوهات خلقية في العمود الفقري".
وأوضحا أنه "عقب انتهاء دوامها المدرسي في الصف العاشر الأساسي، ذهبت فاطمة للمشاركة في دورة تعليمية، ومن هناك انتقلت بزيها
المدرسي وكتبها، إلى مدينة رام الله، ثم إلى حاجز قلنديا شمال القدس، ومرت عن الحاجز دون مشاكل، إلى أن وصلت إلى ساحة باب العامود، حيث الطريق إلى المسجد الأقصى المبارك".
والد فاطمة عفيف حجيجي، ابن الأربعين عاما، والعامل في مجال الإنشاءات، هو أسير محرر أمضى نحو عام ونصف العام داخل سجون الاحتلال قبل عشرة أعوام، بالكاد يكفي قوت أبنائه، لا يريد من الدنيا سوى أن يرى أطفاله الخمسة يعيشون بسعادة، لم يكن يتوقع استشهاد ابنته، ويقول: "لم يشعر أحد بذلك، ابنتي كانت تعشق وطنها ومحبوبة واجتماعية، تحب مساعدة الآخرين وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتساعد شقيقتها التي تصغرها سنا وتعاني من الإعاقة على التحدي والعيش كما الآخرين".