احمد حسن الزعبي
دوريات متخفّية
أتمنى على الأطباء والأخصائيين أن يضيفوا إلى قائمة الفحوصات التي يطلبونها بالعادة من دهون ثلاثية ،كوليسترول، سكري ،أنزيمات الكبد، بي 12، فحصاً جديداً للطاقة السلبية التي «تزنبع زنبعة» فينا..
أن تكون فقيراً لا يعني أن تكون فوضويا أو متكبّراً أو ً فاسداً أو غير نظيف أو سلبي على الإطلاق فلا علاقة لقلة الموارد بكل ما ذكر ،يمكننا بمختلف الإدارات أن نبتدع الايجابية ونعوّد شعبنا وموظفينا عليها كذلك..صحيح نحن بلد فقير - أو هكذا يدّعون- لكن بإمكاننا ان نصبح بلداَ منظماً ومرتّباً ونموذجاًً ونطبّق القانون بزاويته الخضراء على الملتزمين أكثر من الحمراء على المخالفين.
في دبي – وما أدراك ما دبي- تم تسيير دوريات متخفيّة لمتابعة السائقين المثاليين على طرق الإمارة والتأكد من التزامهم بقوانين السير وخلو سجلاتهم من المخالفات ليتم تكريمهم ،وقد جمعت هذه الدوريات المتخفية أكثر من ألفي سائق كانوا في قمة المثالية وبعد أن فرزوا جنسياتهم؛ كان الهنود الجنسية الأولى في المثالية ، بينما الجنسية الأردنية الثامنة بالالتزام - وهذا جيد طبعاً - ليتم سحب جوائز مجزية على الفائزين،الجائزة الكبرى سيارة 2017مقدّمة من إحدى شركات السيارات والجائزة الثانية أيضاَ سيارة2017 مقدّمة من شركة إعلانات..
تخيّلوا بدلاً من أن يسيّروا دوريات لمخالفة السائقين المخالفين نظروا إلى نصف الكوب الممتلئ بالتمر هندي وكرّموا الملتزمين..فبدلاً من الجدال والصراخ والاحتجاج على المخالفة والضرب على «الطبّون» والشكوى لله والأدعية الصاروخية في الانتقام والظلم وسحب الرخص..تحوّلت الرقابة الى شكر وابتسام وانحناء ومحبة..انها الزاوية الخضراء من تطبيق القانون..أن تجد من يقول لك شكراً لأنك مثالي وملتزم...حتى لو لم تفز،ستصبح بالضرورة مثالياً وملتزماً وتحب البلد والقانون.!
كم ستوفّر هذه الخطوة علينا لو نحن قمنا بها هنا ،بدل «حشّ» المخالفات على مدار الساعة بكل الاتجاهات وعلى كل السلوكيات حتى لو أوقفت سيارتك على خزانة غرفة النوم/ كم ستكلّفنا أن نقول للملتزمين شكراً؟...نعرف أن الدولة لن تجري السحب على سيارتين مجمركتين بل خيالنا العلمي لن يصل إلى هذا أصلاً..كل ما نريده شهادة تقدير و»كوبون مروري « يعفيك من مخالفة قادمة إن ارتكبتها ..بهذا التصرف الحضاري الجميل الراقي نحافظ على الأرواح ونجعل الناس تعشق القانون والبلد في وقت واحد ...
لا أستطيع أن أخفي محبتي لدبي كما لا أستطيع أن أخفي إعجابي في طريقة الإدارة على كل الصعد هناك..هناك يشعر الإنسان انه «مكرّمٌ» حيث لا يدري ولا يخطط ،وثمة فرق كبير بين شعور المكرّم والمتّهم...
فكّروا كيف نجعل الناس تحب البلد وتحب القانون..مجرّد تفكير!
وغطيني يا كرمة العلي بمخالفة ع القزاز