الركن الأول : الإيمان بالله
معنى الإيمان بالله :
هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى والاعتقاد الجازم بأنه رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق وحده، المدبر للكون كله، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأن كل معبود سواه فهو باطل، وعبادته باطلة، قال_تعالى_: [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ] (الحج: 62) وأنه_سبحانه_متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن كل نقص
أهمية الإيمان بالله :
لا يخفى على المسلم أهمية الإيمان بالله، فهو أول أركان الإيمان، بل هو أعظمها، فما بقية الأركان إلا تبع له وفرع عنه، وهو أهم ما خلق لها الخلق وأرسلت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وأسست عليه الملة، فالإيمان بالله هو أساس كل خير، ومصدر كل هداية، وسبب كل فلاح، ذلك لأن الإنسان لما كان مخلوقًا مربوبًا عاد في علمه وعمله إلى خالقه وباريه فبه يهتدي، وله يعمل، وإليه يصير، فلا غنى له عنه، وانصرافه إلى غيره هو عين هلاكه وفساده، والإنسان له بالله عن كل شيء عوض، وليس لكل شيء عن الله عوض، فليس للعبد صلاح ولا فلاح إلا بمعرفة ربه وعبادته، فإذا حصل له ذلك فهو الغاية المرادة له والتي خلق من أجلها، فما سوى ذلك إما فضل نافع، أو فضول غير نافعة، أو فضول ضارة، ولهذا صارت دعوة الرسل لأممهم إلى الإيمان بالله وعبادته، فكل رسول يبدأ دعوته بذلك كما يعلم من تتبع دعوات الرسل في القرآن.
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور :
1 ) الإيمان بوجوده :_
الأدلة على وجود الله كثيرة ومنها :_
الفطرة : إن فطرة الإنسان تشهد بوجود الله تعالى مهما حاول الإنسان إخفاءها, فكم من إنسان ينكر وجود الله تعالى، فلما ضاقت به السبل المادية في الأزمات لم يجد إلا أن يتوجه بقلبه إلى السماء, وربما يرفع يديه في خضوع وتذلل لعله يجد من القوة العليا مخرجاً مما هو فيه من ضيق كما قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صل الله عليه وسلم- « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ». أخرجه البخاري ومسلم
العقل الصحيح : وهو العقل النقي الصافي غير المنساق لمؤثرات الهوى والشهوة ، المهيأ لاحترام الحقائق وقبول الحق ،الرافض للوهم والخرافة فهذا العقل لو فكر مثلا أن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ، ولا يمكن أن توجد صدقة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه ، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً؟
ولا يمكن أن توجد صدفة ، لأن كل حادث لابد له من محدث ، ولأن وجودها على هذا النظام البديع ، والتناسق المتآلف ، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودها صدفة ، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟! لأعترف بوجود الخالق
دلالة الشرع : فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك ، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه ، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.
آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات) : ويشاهدها الناس ، أو يسمعون بها ، برهان قاطع على وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى تأييداً لرسله ونصراً لهم
وغيرها من الأدلة المنطقية مثل الإعجاز العلمى ولكن نكتفى بذلك ومن أنكر وجود الله فهذا كافر مخلد فى النار
2 ) الإيمان بربوبيته " التوحيد العلمى ":_
تعريفه : هو إفراد الله بأفعاله سبحانه ، وهو الإيمان بأنه الخالق ، الرازق ، المدبر لأمور خلقه ، المتصرف في شؤونهم في الدنيا والآخرة ،الملك والمالك لا شريك له في ذلك
الدليل : قوله تعالى {أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ } (الأعراف :54)
نواقضه : فمن أعتقد غير ذلك فقد كفر ومن أعتقد أن لله شريك فى الربوبية سواء كان الشريك نبى أو ولى أو غيرهما فقد أشرك شركاً أكبر ومن أعتقد أن إى حكم أفضل أو مساوى لحكم الله يكون مشركاً شرك أكبر ومن قال لولا الله وانت او حلف بغير الله فقد أشرك شركاً أصغر أو أكبر حسب الأعتقاد
3) الإيمان بألوهيته " التوحيد العملى أو توحيد العبادة " :_.
تعريفه : هو إفراد الله عز وجل بأفعالنا , كالصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك من العبادات لاتكون إلا لله فقط
الدليل : قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36]
نواقضه : فمن صرف عبادة لغير الله فقد كفر ومن عبد أحد مع الله فقد أشرك شركاً أكبر
ويسير الرياء شركاً أصغر
4 ) الإيمان بأسمائه وصفاته " توحيد علمى أو معرفة " .
تعريفه : الإيمان بما وصف الله به نفسه , ووصفه به رسوله صل الله عليه وسلم من غير تحريف " تأويل فاسد"ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تفويض المعنى
الدليل : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}( لأعراف : 180 ){ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ( الشورى: 11)
قواعد مهمة :_
أعلم رحمك الله أن كل الفرق التى فارقت الإسلام أختلفت مع الفرقة الناجية فى أصول كليه وأهمها الإيمان بالله وخآصة توحيد الأسماء والصفات ولذلك يجب علينا أن تفهم معتقد السلف الصالح حتى لا نضل الطريق وهذه ثلاث قواعد بالأدلة لفهم باب الأسماء والصفات وهم :_
القاعدة الأولى :_ نثبث ما ثبته الله لنفسه أو ثبته رسوله فقط
والدليل : قول الله تعالى {قُلْ ءَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}( البقرة 139) وقول الرسول صل الله عليه وسلم {.. فَأَنَا ، وَاللهِ ، أَعْلَمُكُمْ بِاللهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ } متفق عليه
القاعدة الثانية :_ ننفى ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه رسوله فقط
والدليل : ){ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ( الشورى: 11)
القاعدة الثالثة :_ نسكت عما سكت عنه الله ورسوله فقط
والدليل : قول الله {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} ( طه 110) إى إن الأصل إننا لا نعرف شئ عن أسماء الله وصفاته إلا عن طريق الوحى لأن الأسماء والصفات توقيفية بالأجماع ولقول رسول الله {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . أخرجه الشيخان في " صحيحيهما
نواقضه : مخالفة إعتقاد السلف الصالح وإعتقاد الفرق الضآلة مثل :_
1) الجهمية : وهم أتباع الجهم بن صفوان ، وهم ينكرون الأسماء والصفات .
2) المعتزلة : وهم أتباع واصل بن عطاء ، وعمرو بن عبيد ، وهم يثبتون الأسماء ، وينكرون الصفات.
3) الأشاعرة : وهم أتباع أبي الحسن الأشعري قبل أن يعود إلى إعتقاد السلف ، وهم يثبتون الأسماء، و سبع صفات يقولون عقلية يسمونها معاني هي : الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر والكلام وإثباتهم لهذه الصفات مخالف لطريقة السلف , ويحرفون باقى الصفات " أو يؤلون الصفات تأويل فاسد.
4 ) الممثلة : وهم الذين أثبتوا الصفات ، وجعلوها مماثلة لصفات المخلوقين ، وقيل إن أول من قال بذلك هو هشام بن الحكم الرافضي
5) المكيفة : حكاية كيفية الصفة كقول القائل : يد الله أو نزوله إلى الدنيا كذا وكذا ، أو يده طويلة ، أو غير ذلك ، أو أن يسأل عن صفات الله بكيف .
6) المفوضة : هو الحكم بأن معاني نصوص الصفات مجهولة غير معقولة لا يعلمها إلا الله
أو هو إثبات الصفات وتفويض معناها وكيفيتها إلى الله عز وجل.
والرد على هؤلاء يكون بدليل الإثبات أو النفى أو السكوت وبيان مخالفة معتقدهم بالنقل والعقل
ثمرات الإيمان بالله :
للإيمان بالله ثمرات جليلة، وفوائدة جمة، وفضائل كثيرة، منها:
1_الأمن التام والاهتداء التام: فبحسب الإيمان يحصل الأمن والاهتداء في الدنيا والبرزخ والآخرة قال_عز وجل_: [الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ] (الأنعام: 82).
2_الإيمان بالله طاعة لله_عز وجل_: فالله أمرنا بالإيمان به، وطاعتُه واجبةٌ، وهي أصل كل خير، قال_تعالى_: [قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ] (البقرة: 136).
3_الاستخلاف في الأرض والتمكين والعزة: قال_عز وجل_: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً] (النور: 55).
4_دخول الجنان والنجاة من النيران: قال_تعالى_: [إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ] (محمد: 12).
5_الحياة الطيبة: فالحياة الطيبة الحافلة بكل ما هو طيب_إنما هي ثمرة من ثمرات الإيمان بالله_عز وجل_ [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً] (النحل: 97).
6_حلول الخيرات ونزول البركات: قال_تعالى_: [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] (الأعراف: 96).
7_الهداية لكل خير: قال _تعالى_: [وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ] (التغابن:11).وقال: [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ] (يونس:9).
8_زيادة الإيمان والثبات عليه: فالمؤمنون يتقلبون من نعمة إلى نعمة، وأعظم نعمة يجدونها من الإيمان بالله هي أن يثبتهم الله على الحق، ويزيد إيمانهم، فالثبات على الإيمان سبب لزيادته قال_تعالى_: [وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ] (محمد: 17).
9_الفوز بولاية الله_عز وجل_: وأكرم بها من ولاية، قال_تعالى_: [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (11) ] (محمد: 11).
10_السلامة من الخسارة: قال_تعالى_: [وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ] (العصر:
الركن الثانى : الإيمان بالملائكة
معنى الملائكة :
خلق من خلق الله تعالى عالم غيبي نوراني، أحياء ناطقون. خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور عابدون لله تعالى ومنحهم الانقياد التام لأمره ، والقوة على تنفيذه يسبحون الليل والنهار لا يفترون وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى
أهميه الإيمان بهم:
الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان، والذي لا يصح إيمان عبد حتى يقر به، فيؤمن بوجودهم، وبما ورد في الكتاب والسنة من صفاتهم وأفعالهم.
قال الله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة: 285]، وقال تعالى: مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ [البقرة: 98].
وقد حكم الله عز وجل بالكفر على من أنكر وجود الملائكة؛ ولم يؤمن بهم، فقال تبارك وتعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا [النساء: 136].
معنى الإيمان بالملائكة :
هى الإيمان بوجودهم إيماناً جازماً لا يتطرق إليه شك، ولا ريب، فأهل السنة والجماعة: يؤمنون بهم إجمالاً، وأما تفصيلاً فبمن صح به الدليل ممن سماه الله ورسوله صل الله عليه وسلم؛ وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بوجودهم، وأنهم عباد مخلوقون، خلقهم الله تعالى: من نور، وهم ذوات حقيقية، وليسوا قوى خفية، وهم خلق من خلق الله تعالى. والملائكة خلقتهم عظيمة، منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك، وثبت أن جبريل - عليه السلام - له ستمائة جناح. وهم جند من جنود الله، قادرون على التمثل بأمثال الأشياء، والتشكل بأشكال جسمانية؛ حسبما تقتضيها الحالات التي يأذن بها الله سبحانه وتعالى وهم مقربون من الله ومكرمون
والإيمان بهم يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودهم حقيقة
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً.
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم ، كصفة ( جبريل ) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق. وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل ، كما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى-مريم-فتمثل لها بشراً سوياً ، وحين جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.
أعمال بعض الملائكة:
لكلً منهم عمل خاص على سبيل المثال لا الحصر
مثل: جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل.
ومثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.
ومثل: إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.
ومثل: ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومثل: مالك الموكل بالنار وهو خازن النار.
ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه ، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد.
ومثل: الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان : أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال.
ومثل: الملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه
مسائل مهمة :
1:- الملائكة لاتنفع ولا تضر إلا بأذن ربها والتوسل بهم شرك اكبر
2:= لايجوز ان نتكلم عنهم بغير علم من الكتاب أو السنة
3:- ملك الموت ليس إسمه عزرائيل ولم يأتى فى الكتاب أو السنة ذكر أسمه
4:- الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ولا يتناكحون ولا ينامون
5:- الملائكة ليسوا ذكوراً وليسوا إناثاً
6:- منازل الملائكة ومساكنها السماء
7:- أن الله عز وجل لما أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام سجدوا له جميعاً بلا استثناء، ملائكة الأرض، وملائكة السماء
8:- إنّ المادة التي خلقوا منها هي النور
9:- للملائكة أجنحة كما أخبرنا الله تعالى، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، أو أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك
10: - خلقهم الله على صور جميلة كريمة
11:- الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار
12:- والملائكة متفاضلون بعضهم أفضل من بعض وأفضل الملائكة المقربون وهم الذين شهدوا معركة بدر
13:- والملائكة يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره، بلا كلل ولا ملل، ولا يدركهم ما يدرك البشر من ذلك
14:- الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم
15:- الملائكة عليهم السلام يجوز عليهم الموت، وأن الله قادر على ذلك.
16:- الجن ليسوا من الملائكة؛ لأن الملائكة خلقوا من نور, والجن خلقوا من نار
17:- إبليس ليس من الملائكة لأن إبليس خلق من نار والملائكة خلقت من نور، ولأن طبيعة إبليس غير طبيعة الملائكة
18:- الملائكة الموكلة بحفظ عمل العبد من خير وشر، وهم الكرام الكاتبون فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات لا نعلم إسمهم وأما رَقِيبٌ عَتِيدٌ فهذه صفتهم
19:- والملائكة يحبون المؤمنون ويبغضون الكافرون
20:- منكر ونكير موكلان بسؤال العبد فى القبر لا نعلم إسمهما ولا نعلم أهم اثنيين لكل واحد ام اثنيين للجميع وكل هذا علم لاينفع والجهل به لايضر
صفة مجيء الملك إلى الرسول :
بالتأمل في النصوص في هذا الموضوع نجد أنّ للملك ثلاثة أحوال:
الأول: أن يراه الرسول صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلقه الله عليها، ولم يحدث هذا لرسولنا صل الله عليه وسلم إلا مرتين.
الثاني: أن يأتيه الوحي في مثل صلصلة الجرس، فيذهب عنه وقد وعى عنه الرسول صل الله عليه وسلم ما قال.
الثالث: أن يتمثل له الملك رجلاً فيكلّمه ويخاطبه ويعي عنه قوله، وهذه أخف الأحوال على الرسول صل الله عليه وسلم وقد حدث هذا من جبريل في اللقاء الأول عندما فجأه في غار حراء. الرسل والرسالات لعمر الأشقر - ص 64
ثمرات الإيمان بالملائكة :
الله -عز وجل- لم يطلع الناس على شيء من غيبه إلا وكان فيه نعمة عظيمة لهم، ومن فضل الله علينا أن عَرَّفَنَا بهذه المخلوقات الكريمة. وجعل الإيمان بها من الإيمان بالغيب الذي يعد أول صفة للمتقين. قال تعالى: {ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة: 1-3] . وثمرات الإيمان بهم كثيرة ومنها :
1. وقوف المؤمن على عظيم قدرة الله تعالى وذلك واضح في عظم خلق الملائكة.
2- اطمئنان المؤمن إلى أنه محاط برعاية الله تعالى له بهؤلاء الخلق العظام الذين يرعون شؤونه، ويسيرون كثيرا من شؤون الكون بإذن الله تعالى.
3- حث المؤمن على العمل الصالح وزجره عن السيئات، حيث أن الملائكة يترصدون جميع أعماله ويسجلونها عليه.
4- إغلاق باب الخرافة الباطلة والاعتقاد الزائف فيهم وذلك ببيان الحق في شأنهم وتوضيح ما يخص البشر وينفعهم العلم به من أمر الملائكة.
5 - أن تتطهر عقيدة المسلم من شوائب الشرك وأدرانه ، لأن المسلم إذا آمن بوجود الملائكة الذين كلفهم الله بهذه الأعمال العظيمة تخلص من الاعتقاد بوجود مخلوقات وهمية تسهم في تسيير الكون .
6 - أن يعلم المسلم أن الملائكة لا ينفعون ولا يضرون ، وإنما هم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، فلا يعبدهم ولا يتوجه إليهم ، ولا يتعلق بهم .
7- شكر الله تعالى على لطفه وعنايته بعباده حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك مما تتحقق به مصالحهم في الدنيا والآخرة .
8- محبة الملائكة على ما هداهم الله إليه من تحقيق عبادة الله على الوجه الأكمل ونصرتهم للمؤمنين واستغفارهم لهم .
9- الاستقامة على أمر الله عز وجل: فإن من يستشعر وجود الملائكة معه وعدم مفارقتها له ويؤمن برقابتهم لأعماله وأقواله وشهادتهم على كل ما يصدر عنه ليستحي من الله ومن جنوده، فلا يخالفه في أمر ولا يعصيه في العلانية أو في السر، فكيف يعصى الله مَنْ علم أن كل شيء محسوب ومكتوب؟
10- الطمأنينة: فالمسلم مطمئن إلى حماية الله له، فقد جعل الله عليه حافظًا يحفظه من الجن والشياطين ومن كل شر: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} [الرعد :11].