منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  مدينة عكا فى فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 مدينة عكا فى فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: مدينة عكا فى فلسطين    مدينة عكا فى فلسطين Emptyالإثنين 29 مايو 2017, 2:24 am

فتح عكا

كان الصليبيون قد احتلوا عكا في سنة 1191، ولم يتمكن صلاح الدين الأيوبي من تحريرها منهم، فظلت في أيديهم، وتحولت إلى أهم مراكزهم على ساحل الشام، وصارت تمثل تهديداً كبيراً للمسلمين، حيث إعتبروها نقطة انطلاق لتحقيق حلمهم بالاستيلاء على بيت المقدس. وظل الوضع على هذا النحو قرابة المئة عام، إلى أن قرر السلطان المنصور قلاوون تحريرها مع المدن التي يحتلونها على ساحل الشام، إلا أنه توفى قبل أن يتجه إلى عكا، وترك المهمة لإبنه وخليفته السلطان الأشرف صلاح الدين خليل الذي أخذ على عاتقه مهمة طرد الصليبيين من الشام.

التجهيز لتحرير عكا


 مدينة عكا فى فلسطين 9ee4a3776abf73b9c1ffadc45f24075133827c22

في عام 1289 قضى السلطان قلاوون على كونتية [1] طرابلس الصليبية وحرر طرابلس من قبضة الصليبيين ثم قرر في العام التالي تحرير ثغر عكا الذي كان من بقايا مملكة بيت المقدس الصليبية، إلا أنه ولفرحة سكانها الصليبيين [2] توفي في شهر نوفمبر قبل أن يبدأ بالمسير. فلما تولى الأشرف خليل السلطنة قرر المسير إلى عكا لفتحها وإنهاء الاحتلال الصليبي لها، فأرسل إلى "وليام اوف بوجيه" [3]. رئيس طائفة فرسان المعبد (الداوية) بعكا يعلمه بأنه قد قرر الهجوم عليها وطلب منه عدم إرسال رسل أو هدايا إليه لأن ذلك لن يثنيه عن مهاجمة عكا.[4]. إلا أن عكا أرسلت إلى القاهرة وفداً محملاً بالهدايا [5] يرأسه فيليب ماينبيف [6] لاسترجاء الأشرف بالعدول عن خطته وضرورة الحفاظ على المعاهدة فرفض الأشرف خليل مقابلتهم وقام بحبسهم [2][7].
قام الأشرف بتعبئة جيوشه من مصر والشام والتي كانت تضم أعداداً كبيرة من المتطوعين [8][9] وآلات الحصار التي كانت تشمل اثنين وتسعين منجنيقاً [10][11]. بعض العرارات الضخمة كانت تحمل أسماءً مثل "المنصوري" [12] و"الغاضبة" [13] وكانت هناك مجانيق أصغر حجماً ولكن ذات قوة تدميرية هائلة اسمها "الثيران السوداء" [14]. احتشدت الجيوش عند قلعة الحصن في جبال الساحل السوري ثم انضم إليها جيش مصر الذي خرج به الأشرف خليل من القاهرة[15][16]. انضمت أربعة جيوش يقودها نواب السلطان، جيش دمشق يقوده حسام الدين لاجين، وجيش من حماة يقوده المظفر تقى الدين، وجيش من طرابلس يقوده سيف الدين بلبان، أما الجيش الرابع فقد كان من الكرك وكان على رأسه الأمير المؤرخ بيبرس الدوادار [17][18]. وقد كان في جيش حماة أميراً مؤرخاً آخر هو أبو الفداء [19].
كان الصليبيون في عكا يدركون منذ فترة خطورة موقفهم، وكانوا قد أرسلوا إلى ملوك وأمراء أوروبا يطلبون منهم العون والمساعدة إلا أنهم لم يصلهم من أوروبا دعماً يذكر. قام ملك إنجلترا إدوارد الأول (Edward I) بإرسال بعض الفرسان. الدعم الوحيد الذي كان ذا أهمية جاء من هنري الثاني (Henry II) ملك قبرص الذي قام بتحصين أسوار عكا وأرسل قوة عسكرية على رأسها أخوه "أمالريك" (Amalric). كانت عكا محمية براً عن طريق سورين مزدوجين سميكين واثنا عشر برجاً شيدها الملوك الأوروبيون وبعض أثرياء حجاج بيت المقدس [20]. كانت الأسوار مقسمة على الطوائف والفرق الصليبية بحيث تكون كل طائفة (فرسان المعبد، الاسباتريه، فرسان التيوتون الألمان وغيرهم) مسئولة عن حماية قسمها [13].

محاصرة الأشرف خليل لعكا

 مدينة عكا فى فلسطين 220px-Acre_1291_in_Masri

خريطة عكا عام 1291
غادر الأشرف خليل القاهرة في السادس من مارس عام 1291، وبحلول الخامس من إبريل كان جيشه يقف بمواجهة عكا [13][14][21][22]. نصب الأشرف دهليزه الأحمر فوق تلة [13] مواجهة لبرج المندوب البابوي على مسافة غير بعيدة من شاطئ البحر، وانتشر جيش مصر من نهاية سور مونتموسارت [23] حتى خليج عكا، واتخذ جيش حماة مواقعه عند البحر وعلى ساحل عكا [16]. وفي اليوم التالي انطلقت عرارات جيش المسلمين ومناجيقه تلقي بالأحجار الضخمة والنيران على أسوار عكا وراح رماة السهام من المسلمين بإمطار المدافعين من الصليبيين المتمركزين فوق أبهاء الأبراج وأفاريزها بسهامهم [19]. بعد ثمان أيام من الدك والمناوشات والاشتباكات تقدم الفرسان والمهندسون المسلمون وقد تغطوا بالدروع في موجات متلاحقة نحو سور عكا حتى سيطروا على حافته دون أن يتمكن المدافعون الصليبيون من إيقاف موجات زحفهم لكثرة أعدادهم وتلاحق موجاتهم بامتداد الأسوار [24]. استخدم المسلمون سلاحاً يدوياً صغيراً يطلق نيراناً كثيفة وسريعة أطلق عليه الصليبيون اسم "كارابوها" وقد أحدث هذا السلاح أضراراً بالغة بالمقاتلين الصليبيين وصعب عليهم التقدم نحو المهاجمين المسلمين [24]، وتمكن المسلمون من إحداث أضرار وبعض النقوب في الأجزاء الضعيفة من الأسوار، أخذ الأمير سنجر الشجاعي ومقاتلية على عاتقهم نقب سور برج جديد يسمى برج الملك وكان أمام البرج الملعون، فقام الصليبيون بإشعال النار به وتركوه ينهار [25].
على الرغم من استمرار وصول الإمدادت والتعزيزات العسكرية من قبرص إلى عكا عن طريق البحر إلا أن الصليبيين المحاصرين فيها كانوا يدركون أنهم غير قادرين على التصدي لجيش المسلمين. في الخامس عشر من إبريل، تحت ضوء القمر قامت قوة صليبية من فرسان المعبد بقيادة "جين جريلى" (Jean Grailly) و"أوتو أوف جراندسون" (Otto of Grandson) بغارة مفاجئة على معسكر جيش حماة بهدف إحراق إحدى عرارات المسلمين إلا أنه، ولسوء حظهم، تعثرت أرجل خيولهم في حبال خيام المقاتلين المسلمين مما أدى إلى انكشاف أمرهم ومقتل وأسر العديد منهم [26]. وتمكن عدد منهم من الفرار ببعض طبول ودروع المسلمين [27]. وبعد بضعة أيام شن فرسان الاسباتريه غارة أخرى على معسكر للمسلمين، تلك المرة في الظلام الدامس، ولكن غارتهم انتهت هي الأخرى بالفشل بعد أن انكشف أمرهم وأشعل المسلمون المشاعل وتصدوا لهم فلاذوا بالفرار بجرحاهم [27][28].
 مدينة عكا فى فلسطين 220px-SiegeOfAcre1291BNF

تصوير تخيلي من القرون الوسطى عن حصار عكا 1291
في الرابع من شهر مايو استرد الصليبيون المحاصرون بعض الثقة والأمل حين وصل الملك هنري الثاني من قبرص [21]. وفي صحبته أربعون سفينة محملة بالمقاتلين والعتاد [29]. تولى هنري قيادة الدفاع ولكن سرعان ما أدرك هنري قلة حيلته في مواجهة الأشرف خليل، فأوفد إليه فارسين من فرسان المعبد هما "وليم اوف كافران" (William of Caffran) و"وليم اوف فيلييه" (William of Villiers) لطلب السلام وإعادة الهدنة، وسألهما الأشرف عما إذا كانا قد أحضرا معهما مفاتيح المدينة، فلما أجابا بالنفى قال لهما أن كل ما يهمه هو امتلاك المدينة وأنه لا يهمه مصير سكانها ولكن تقديراً منه لشجاعة الملك هنري ولصغر سنه وقدومه لتقديم المساعدة وهو مريض، فإنه على استعداد أن يبقى على حياة السكان في حال تسليم المدينة له دون قتال، فأجابا بأنهما لم يأتيا إليه للاستسلام ولكن فقط لطلب رحمته على السكان [29][30]. وبينما الفارسان يستعطفان الأشرف إذ بعرارة صليبية تلقى من داخل عكا بحجر يسقط بالقرب من دهليز الأشرف فظن أنها مؤامرة صليبية لقتله وأراد قتل الفارسين، إلا أن الأمير سنجر الشجاعي شفع فيهما فسمح الأشرف لهما بالعودة إلى عكا[31].

فتح عكا

منذ الثامن من شهر مايو بدأت أبراج عكا تصاب بأضرار بالغة نتيجة لدكها المستمر بالمناجيق وتنقيبها عن طريق المهندسين المسلمين. فانهار برج الملك هيو وتبعه البرج الإنجليزي وبرج الكونتيسة دو بلوا، وفي السادس عشر من مايو قام المسلمون بهجوم مركز على باب القديس أنطوان تصدى له فرسان المعبد والاسبتاريه [32].
في فجر يوم الجمعة 18 مايو (17 جمادى الأولى سنة 690 هـ)[33] سمع صليبيو عكا دقات طبول المسلمين [34]، وبدء المسلمين بالزحف الشامل على عكا بامتداد الأسوار، تحت هدير دقات الطبول التي حُملت على ثلاثمائة جمل لإنزال الرعب في صدور الصليبيين داخل عكا [33][35].
اندفع جنود جيش الأشرف وجيش حماة وهم يكبرون لمهاجمة تحصينات المدينة تحت قيادة الأمراء المماليك الذين ارتدوا عمائم بيضاء[35]. ووصل المقاتلون إلى البرج الملعون وأجبروا حاميته على التراجع إلى جهة باب القديس أنطوان واستمات فرسان المعبد وفرسان الاسبتاريه في الدفاع عن البرج والباب ولكن المقاتلون المسلمون، الذين كانت نار الاغريق من ضمن أسلحتهم [36]، تمكنوا من الاستيلاء عليهما وراحت قوات جيش المسلمين تتدفق على شوارع المدينة حيث دار قتال عنيف بينهم وبين الصليبيين. وقتل مقدم فرسان المعبد "وليم اوف بوجيه" وتبعه "ماثيو اوف كليرمونت" (Matthew of Clermont) وجرح مقدم الاسبتارية " جون فيلييه " جرحاً بالغاً فحمل إلى سفينته وبقى بها.
رفعت الصناجق الإسلامية على أسوار عكا وأيقن الملك هنري أنه لا طاقة للصليبيين بجيش الأشرف وأن عكا ستسقط في يد الأشرف لا محال فأبحر عائداً إلى قبرص ومعه "جون فيلييه" مقدم الاسبتاريه وقد تعرض الملك هنري فيما بعد للاتهام بالتخاذل والجبن [32].
سادت عكا حالة من الفوضى العارمة والرعب الهائل، واندفع سكانها المذعورن إلى الشواطئ بحثاٌ عن مراكب تنقلهم بعيداً عنها، ولا يدري أحد بالتحديد كم منهم قتل على الأرض أو كم منهم ابتلعه البحر [37]. وقد تمكن بعض الأثرياء من النبلاء من الفرار من عكا في مراكب الكاتلاني "روجر فلور"، مقدم المرتزقة وفارس المعبد، مقابل أموال دفعوها له وقد تمكن "روجر دو فلور" (Roger de Flor) من استغلال الموقف فابتز الأثرياء والنبيلات وكون ثروة طائلة [38][39].
قبل أن يحل الليل كانت مدينة عكا قد صارت في يد المسلمين، فيما عدا حصن فرسان المعبد الذي كان مشيداً على ساحل البحر في الجهة الشمالية الغربية من المدينة [40]. عادت عكا إلى المسلمين بعد حصار دام أربعة وأربعين يوما [41]، وبعد أن احتلها الصليبيون مائة عام [42].
بعد أسبوع من فتح عكا تفاوض السلطان خليل مع "بيتر دو سيفري" (Peter de Severy)رئيس حصن فرسان المعبد، وتم الاتفاق على تسليم الحصن مقابل السماح بإبحار كل من في الحصن إلى قبرص. بعد وصول رجال السلطان إلى الحصن للإشراف على تدابير الإخلاء تعرضوا لبعض النسوة في الحصن أو أرادوا أخذهن مما أدى إلى غضب فرسان المعبد فانقضوا عليهم وقتلوهم وأزالوا صنجق المسلمين الذي كان قد رفع على الحصن من قبل، واستعدوا لمواصلة القتال [43][44][45].
في الليل، تحت جنح الظلام، غادر" تيبالد جودين"(Theobald Gaudin) مقدم فرسان المعبد الجديد، الحصن إلى صيدا في صحبة عدد من المقاتلين ومعه أموال الطائفة [46]. وفي اليوم التالي ذهب "بيتر دو سيفري" إلى السلطان خليل ومعه بعض الفرسان للتفاوض من جديد فقبض الأشرف عليهم وأعدمهم انتقاماً لرجاله الذين قتلهم الفرسان في الحصن. فلما رأى بقية الفرسان المحاصرون في الحصن ما حدث لـ"بيتر دو سيفرى" ورفاقة واصلوا القتال. في الثامن والعشرين من مايو، بعد أن حفر المهندسون نقباً تحت الحصن، دفع الأشرف بألفي مقاتل للاستيلاء عليه، وبينما هم يشقون طريقهم داخله انهار البناء وهلك كل من كان بداخل الحصن من مدافعين ومهاجمين [46][47].
وصلت أنباء انتصار جيش المسلمون وتحريره عكا إلى دمشق والقاهرة ففرح الناس وزينت المدن. ودخل السلطان خليل دمشق ومعه الأسرى الصليبيين مقيدين بالسلاسل وقوبل جيش المسلمين بالاحتفالات ورفع رايات النصر وزينت دمشق وعمت البهجة بين الناس. وبعد أن دخل القاهرة وتزينت وفرشت فيه الشقق الحرير تحت حافر فرسه. وبعد أن زار قبر أبيه الملك المنصور، صعد إلى قلعة الجبل وخلع على الأمراء [48]. أمر الأشرف بإطلاق سراح "فيليب ماينبيف" وزملائه الصليبيين الذين كان قد قبض عليهم قبل مسيره إلى عكا [49]. وقام الأشرف بنقل بوابة كنيسة القديس أندرياس من عكا إلى القاهرة لاستخدامها في استكمال مسجده [50].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 مدينة عكا فى فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة عكا فى فلسطين    مدينة عكا فى فلسطين Emptyالإثنين 29 مايو 2017, 2:25 am

فهرس وملحوظات



[list=references]
[*]^ كونتية، دويلة يحكمها كونت وهو لقب أوروبى نبيل.

[/list]
[*](Templar of Tyre, p. 104/3)
[*]^ وليام اوف بوجيه William of Beaujeu(جوليام دو بوجيه Guillaume de Beaujeu)، كان الرئيس الحادى والعشرون لفرسان المعبد منذ 1272 وحتى مصرعة أثناء حصار عكا في 1291)
[*]^ كان مضمون رسالة الأشرف : " من سلطان السلاطين، ملك الملوك، سيد السادة، الملك الأشرف، المسيطر ذو البأس، منزل العقاب بالخارجين، صائد الصليبيين والتتار والأرمن، نازع الحصون من الكافرين، سيد البحرين (أى المتوسط والأحمر) وخادم الحرمين الشريفين، خليل الصالحي، إلى سيد الداوية، الرجل العاقل الكامل : لأنك كنت رجلاً أصيلاً فإننا نبعث إليك مقدماً كى نعلمك بأننا قد عزمنا على المسير إليكم لتصحيح ما ارتكب. وعليه فإننا لا نرغب في تلقى رسائل أو هدايا، تتعلق بهذا الموضوع، من أهل عكا لأننا سنرفض استلامها ". (Templar of Tyre, p.105/3))
[*]^ المقريزى، 2/222
[*]^ كان يصحب فيليب ماينبيف (Philip Mainebeuf)الذى كان يتقن العربية فارس يدعى بارثولومو بيسان(Bartholomew Pisan)و كاتب يدعى جورج. -(Templar of Tyre, p.105/3)
[*]^ بسام العسلي،110
[*]^ أبو الفداء، 13/278
[*]^ أشار ابن تغرى إلى أن غالبية الجنود كانوا من المتطوعين.-(ابن تغرى 8/5)
[*]^ المقريزى، 2/223
[*]^ الشيال، 2/169
[*]^ المنصورى : لعل اسم العرارة كان يشير إلى لقب الأشرف نسبة إلى أبيه الملك المنصور

[*](Templar of Tyre, p. 105/3)

[*]بسام العسلي، 110
[*]^ الشيال، 2/168

[*]بسام العسلي، 2/114
[*]^ االشيال، 2/168
[*]^ ركن الدين بيبرس الدوادار : أمير ومؤرخ مملولكى مات في الثمانين من عمره. عاش بين المماليك وشارك في حروبهم. كان من مماليك السلطان قلاوون الذي نصبه نائبا على الكرك ثم جعله نائبا للسلطنة. شارك في فتح عكا (1291) في عهد السلطان الأشرف خليل كما شارك في معركة مرج الصفر(1303) ضد المغول في عهد السلطان الناصر محمد. رغم احترام الناصر له إلا أنه سجنه أثناء سلطنته الثالثة. من أهم مؤلفاته " فكرة الزبدة في تاريخ الهجرة" (11 مجلد) و"التحفة المملوكية في الدولة التركية"

[*]بسام العسلي، 114
[*]^ كانت أسماء الأبراج كما يلى : البرج الملعون، برج المندوب البابوى، برج البطريرك، برج الألمان، برج الملك هيو، برج هنرى الثانى، برج القديس نيقولا، برج القديس لازاروز، برج الإنجليز وشيده إدوارد الأول، برج الكونتيسة دوبلاوا وشيدته الكونتيسة الثرية دوبلاوا خلال رحلة حجهاإلى بيت المقدس. وكان هناك برجاً على جزيرة صغيرة أمام الميناء يسمى " برج الذباب ".

[*]ابن تغرى، 8/5
[*]^ المقريزى، السلوك 2/223
[*]^ مونتموسارت: (Montmusard أو Montmusart) كانت حياً من أحياء عكا الصليبية. أنظر الخريطة أعلاه.

[*](Templar of Tyre, p. 106/3)
[*]^ (Templar of Tyre, p.106-107/3)
[*]^ أبو الفداء، 690هـ، ذكر فتوح عكا

[*](Templar of Tyre, p. 107/3)
[*]^ بسام العسلي، 115

[*](Templar of Tyre, p. 108/3)
[*]^ بسام العسلي، 116
[*]^ بسام العسلي، 117

[*]بسام العسلي، 118-117

[*]المقريزى، السلوك، 2/223
[*]^ (Templar of Tyre, p.110/3)

[*]بسام العسلي، 118
[*]^ (Templar of Tyre, p.111/3)
[*]^ ذكر لودولف اوف سوخيم(ويبدو مبالغة) أن نحو 160 ألف شخص قتلوا وأسروا في عكا وأنحائها وأن 100 ألف تمكنوا من الفرار مقابل مقتل 300 ألف مسلم (Ludolph of Suchem, 268-272)
[*]^ بسام العسلي، 121-120
[*]^ ذكر لودولف اوف سوخيم أن: "عندما أوشكت المدينة على السقوط، أكثر من خمسمئة من النبيلات المتزوجات وغير المتزوجات، من بنات الملوك والأمراء، هبطن إلى شاطئ البحر وهن يحملن في صدورهن مجوهراتهن وحليتهن من الذهب والأحجار الكريمة، باهظة القيمة، ورحن يصرخن بصوت عال بحثاً عن بحار يرغب في نقلهن، ولو حتى عرايا، إلى أرض أو جزيرة آمنة، في مقابل مجوهراتهن أو في مقابل اختيار واحدة منهن ليتزوجها". (Ludolph of Suchem, 268-272)
[*]^ بسام العسلي، 121
[*]^ المقريزى، السلوك، 2/224
[*]^ استولى الصليبيون على عكا في عام 1104 ثم حررها صلاح الدين الأيوبي في عام 1187، وبقيت في أيدى المسلمين حتى استولى عليها الملك الصليبى ريتشارد قلب الأسد في عام 1191.
[*]^ (Templar of Tyre, 117/3)
[*]^ بسام العسلي،121
[*]^ ابن تغرى، 690 هـ
[*]
[list=references]
[*]بسام العسلي، 122
[*]^ ذكر لودولف اوف سوخيم أن فرسان المعبد المحاصرون داخل الحصن نقبوا في حيطان برج الحصن حتى ينهار على المقاتلين المسلمين. (Ludolphi, Rectoris Ecclesiæ Parochialis in suchem, p.46)
[*]^ ابن إياس، 1/368
[*]^ ابن تغرى، 8/9
[*]^ بسام العسلي، 123
[/list]

المصادر والمراجع


  • ابن إياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور, تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982
  • ابن إياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور, مدحت الجيار (دكتور)، الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة 2007.
  • ابن تغري: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
  • أبو الفداء : المختصر في أخبار البشر، القاهرة 1325هـ.
  • بيبرس الدوادار، زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998
  • جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي) : تاريخ مصر الإسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار, مطبعة الأدب, القاهرة 1968.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور) : عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى والاجتماعى, عين للدراسات الإنسانية والاجتماعية, القاهرة 2007.
  • القلقشندي : صبح الأعشى في صناعة الإنشا، دار الفكر، بيروت.
  • شفيق مهدى (دكتور) : مماليك مصر والشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
  • بسام العسلي : الظاهر بيبرس ونهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس، بيروت 1981.
  • خاشع المعاضيدي (دكتور) ود.سوادي عبد محمد ودريد عبد القادر نوري: الوطن العربي والغزو الصليبي، مطابع جامعة الموصل 1981م.

مصادر غير عربية


  • Chronicles of the Crusades, Villehardouin and de Joinville, translated by Sir F. Marzials, Dover Publications 2007, ISBN 0-486-45436-3
  • Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 1987
  • The Templar of Tyre, Chronicle (Getes des Chiprois), Published by Crawford, P., Ashgate Publishing. Ltd, Cyprus 2003. ISBN 1-84014-618-4
  • Ludolph of Suchem, Description of the Holy Land and of the Way Thither, trans. Aubrey Stewart London: Palestine Pilgrims' Text Society, 1895. Reprinted in James Brundage, The Crusades: A Documentary History, Milwaukee, WI: Marquette University Press 1962
  • Ludolphi, Rectoris Ecclesiæ Parochialis in suchem, de itinere Terræ Sanctæ,University of Michigan 1851
  • (أرنولد توينبي) Toynbee, Arnold J., Mankind and mother earth, Oxford university press

1976
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 مدينة عكا فى فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة عكا فى فلسطين    مدينة عكا فى فلسطين Emptyالأربعاء 10 يناير 2018, 10:34 pm

عكا "
شاكر فريد حسن"

(مهداة الى أهالي عكا في وقفتهم ضد الهدم والترحيل )
أتيتك يا عكا البحر والسور
من ربوع المثلث
ولست ادري اذا كان الشوق
والكلمات تعبر عن حبنا لك
تاريخاً وتراثاً وحضارة
حولنا اسمك الى هتاف
وأغنية وقصيدة
ونشيد وطني
في جزارك صلينا
وعلى شاطئك وقفنا وغنينا
وفي فنارك نظرنا وتأملنا
وعلى سورك الصامد هتفنا
ومن مينائك في السفينة
أبحرنا
صوتك المغروس في قلوبنا
المزروع في حناجرنا
يعلو فوق هاماتنا
أعداؤك كسابقيهم سيغيبون
ويغادرون
وأنت ستبقين بصمودك
فوق هذه الأرض
راسخة كالزيتون الجليلي
تعانقين الشمس والفجر
وتنتظرين عودة المشردين
والمهجرين والنازحين
وتهتفين للقادم الأجمل ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 مدينة عكا فى فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة عكا فى فلسطين    مدينة عكا فى فلسطين Emptyالأحد 15 سبتمبر 2019, 9:17 am

عكا ما بين 585 - 587 هـ



بعد هزيمة الصليبيين في حِطِّين، ووقوع معظم قادتهم في الأسر، ومقتل كبارهم في الحرب، سهُل على صلاح الدين فتح المدن، وكان مِن بينها عكا التي هاجمها بعد طبرية، وسلَّمها أهلها دون قتال، ثم رحلوا عنها وتملَّكها المسلمون، وذلك سنة 583هـ، مستهل جُمادى الأولى.
 

أما الإفرنج، فلم يبقَ بأيديهم سوى صُور التي تجمَّع فيها كلُّ الإفرنج الذين نزحوا من المدن التي استردَّها المسلمون، ومن الذين هربوا من موقعة حِطِّين، وكانوا جمهرة الإفرنج، وقد أخذهم الحنقُ والغضب من المسلمين، والمدينة الثانية هي أنطاكية، وقد وقعت مع صلاح الدين لما حاربها هدنة ثمانية شهور.
 

وعلِمت أوروبا بما حلَّ بالصليبيين بالشام على يد صلاح الدين، فأرسلت حملة كبيرة، ومددًا عظيمًا عن طريق البحر، من روما وصقلية وفرنسا وبريطانية، وتوالت الحملات، وكان مقصدها صُور التي ضاقت بأهلها، وقد عدَّ بعض القادة تجمُّع الصليبيين في صور من أخطاء صلاح الدين؛ حيث جعلها لهم نقطة تجمع، فاستشرت وقويت - أقول: لكنه الوفاء بالعهد، والله المستعان - فهاجم الصليبيون في صور صيدا، لكنها صمدت وردت المهاجمين، فقصدوا عكا؛ لأنها مفتاح القدس، فكان لهم جيش بري وآخر يحاذيهم في البحر، إلى أن وصلوا عكا فأحدقوا بها برًّا وبحرًا، وقاتلهم صلاح الدين، لكنه لم يستطع زحزحتهم عن عكا، كما لم يستطع المسلمون الوصول إلى عكا، فقد عزلها الإفرنج بإحكام، وعبَّأ صلاح الدين كل قُواه في البر والبحر، وتقدم ابن أخت صلاح الدين تقي الدين عمر، وحمل من جهته حملة شديدة على مَن يليه من الإفرنج، فأزاحهم والتجؤوا إلى إخوانهم من الإفرنج، وأخلَوا مكانَهم، فأخذه المسلمون وشقُّوا طريقًا إلى عكا، فدخلوا وأمدوا المسلمين بالمؤن والسلاح والقادة، ثم حاول المسلمون إجلاء الفرنج عما بقي بأيديهم حول عكا، فلم يَقدِروا، وطالت المناوشات والحروب، وتفرَّق عسكر صلاح الدين، فقد طال ابتعادهم عن أهلهم وأكثرهم من الجزيرة، والفرات، وأطراف الشام، كما خاف صلاح الدين من سقوط مدن الساحل الأخرى فأرسل لها جندًا يحرسها، وعلِم الإفرنج بذلك فاجتمعوا على المباغتة وخرجوا كالجراد المنتَشِر، وباغتوا القائد تقي الدين عمر فتراجع أمامهم، فأمدَّه صلاح الدين بفرقة من القلب، فعطَف الإفرنج على القلب لنقص جنده فاخترقوه، وصعِدوا التل قاصدين خيمة صلاح الدين، ثم أبعدوا عن الجيش وانقطع سيلهم، وهنا عطفت عليهم الميسرة وتلقتهم في طريق العودة، كما نادى صلاح الدين أصحابه في القلب فاجتمعوا إليه وحصروا الإفرنج العائدين بينه وبين المسيرة، فأخذتهم السيوف، وقتل منهم طائفة فاقت العشرة آلاف كما أُسِر آخرون، وكانوا من خيرة فرسان الإفرنج، وأعدَّ صلاح الدين جيشَه للهجوم مستغلًّا ما خسِره الإفرنج، وإذا بالصياح من داخل مخيم صلاح الدين، فقد ظن بعض الجنود أن الهزيمة كانت على صلاح الدين، فقاموا بالنهب والسلب والهروب، مما أوقع الاضطراب في صفوف الجند، فأجَّل صلاح الدين هذه الخطوة ليُصلِح العسكر ويعيد الأمور إلى نصابها، مما أعطى الصليبيين فرصة لإصلاح شأنهم أيضًا.
 

وأصبحت الأرض والمقام فيها لا يطاق من رائحة القتلى والنتن[1]، ورحل المسلمون خشية انتشار الأمراض في الجيش التي بدأت تظهر بوادرها، إلا أن الإفرنج لم يرحلوا وتمسَّكوا بما معهم، بل انبسطوا في الأرض بعد رحيل جيش المسلمين، وشدَّدوا في حصار عكا، ثم حفَروا خندقًا بينهم وبين صلاح الدين؛ كيلا يستطيع الوصولَ إليهم وفك الحصار، ومرِض صلاح الدين فلم يستطيع منعهم من حفر الخندق، وهكذا لاح في الأفق بوادر تفوق الصليبيين، وضاقت الأرزاق في عكا، وفي ذروة الأزمة أسر المسلمون مركبًا للإفرنج في البحر وكان محملًا بالأقوات، فتنكَّروا في زي بحارة من الإفرنج وأدخلوه إلى عكا، وقد مرَّ من بين سفن الصليبيين ولم يشكُّوا أنه لهم، وفي سنة 586هـ شرع صلاح الدين في عمل عسكري لفك الحصار عن عكا، فحاصر الإفرنج الذين حول عكا وقاتلهم، فكانوا يقاتلون من الخنادق ولا يخرجون إلا بغتة للإغارة، وهم بين نارين، يصدون هجمات صلاح الدين من جهة، وهجمات أهل عكا من جهة أخرى، ومع ذلك صمدوا وتشبثوا بمواقعهم، ثم صنع الإفرنج أبراجًا عالية بارتفاع أسوار عكا وجعلوا لها عجلًا كثيرًا وكسوها بجلود أشبعت بمواد كيميائية لا تؤثر فيها النيران، ودفعوا الأول منها باتجاه الأسوار ليحتموا به من سهام المسلمين ونيرانهم، وبعد قتال من الجانبين واقتراب البرج من السور، وقبل هبوط الإفرنج على السور تمكن صناع النار اليونانية من صنع نار أحرقت البرج بمن فيه، ثم أحرقت البقية من الأبراج، وفشِلت هذه الخطة الإفرنجية، ثم تمكن المسلمون من إدخال مدد إلى عكا عن طريق البحر، بواسطة حملة بحرية انطلقت من مصر وهزمت أسطول الإفرنج، ثم جاءت الحملة الصليبية الثالثة التي تجمَّعت بعد أن علم الصليبيون بسقوط القدس وغيرها من المدن، فأما الحملة البرية، فكانت بقيادة ملك الألمان، وكان طريقها من القسطنطينية إلى آسيا الصغرى ثم بلاد الشام، ولما وصلوا إلى آسيا الصغرى تصدَّى لهم قليج أرسلان قائد السلاجقة، فأوقع بهم إصابات وخسائر على طول الطريق، ونقص عددهم، ثم وصلوا إلى أنطاكية، وأراد ملكهم أن يَستحِمَّ في نهر هناك فغرِق ومات.
 

ثم انتشرت الأمراض بين جنوده، فهلك منهم أربعون ألفًا، وعاد ألف إلى ديارهم بحرًا فهبَّت على سفنهم عاصفة فأغرقتهم، وكفى الله المؤمنين القتالَ، كما اشتبك الإفرنج مع العساكر المصرية[2] المحاصرة لهم من الجنوب، وصبر الفريقان ثم ظفر عسكر مصر وصدوا الإفرنج بعد أن كبَّدوهم عشرة آلاف قتيل، وخمدت جمرة الإفرنج، ثم أتى للإفرنج مددٌ من البحر من قِبل فرنسا بقيادة ابن أخي ملك فرنسا، ومعه الأموال والمدد والرجال والسلاح فقويت نفوس الإفرنج، ونصب هنري المجانيق حول عكا والنفاطات، وقبل اكتمالها هجَم عليه أهل عكا فدمَّروها وأخذوا ما يُمكِن أخذه؛ إذ كانوا يمنعون أي عملٍ يُهدِّد أسوارَهم، ثم عمل الإفرنج تلًّا من تراب بعيدًا عن البلد، ثم نقلوا هذا التل بالتدريج وهم يستترون به إلى أن اقتربوا من البلد وصار بإمكان المنجنيقات أن تعمل وراءه لقصف البلد، وكان المدد من الطعام والسلاح يَصِل إلى عكا من جهة البحر، وألهب بابا روما حماس نصارى أوروبا فتوالى أيضًا المددُ إلى الصليبيين، ثم إن القائد هنري حشد الصليبيين وأراد قتالَ صلاح الدين، وأبقى قِسْمًا من جيشه أمام عكا لمناجزتها، فانسحب صلاح الدين قدر ثلاثة فراسخ، وجمع أمراءه ورتَّبهم لهذه الجولة، وخرج الصليبيون من خنادقهم كالجراد المنتشر في عدد الرمل والحصى، ولما أشرفوا على جيش المسلمين وجدوه مستعدًّا للقائهم، وقد صُفُّوا صفًّا لم يشهد مثله من قبل، فارتاعوا لذلك، ولقيهم أهل السهام فأمطروهم بالسهام، فلما رأوا ذلك تراجعوا وتَحوَّلوا إلى جهة أخرى والسهام تُلاحِقهم، ثم اقتربوا منهم والتحموا معهم، ونَدِم الإفرنجُ على خروجهم من الخنادق؛ لأنهم لم يتوقَّعوا هذا الجيش، فلَزِموا أماكنهم وباتوا ليلهم، ثم عادوا إلى خنادقهم والرُّماة خلفهم، وكانوا لا يتركون قتلاهم، بل يحملونهم معهم لكيلا يعلم المسلمون ما أصابهم، وكان صلاح الدين مريضًا يَنتابه مغصٌ شديد، فلم يتمكَّن من إعطاء الأوامر للجيش بالهجوم؛ لذلك لم يصطدم بالعدو سوى الرماة، وخرج بعد مدة أربعمائة فارس من الإفرنج واصطدموا بسرية للمسلمين، فتصنَّع المسلمون الهربَ حتى أبعدوهم عن عسكرهم، فخرج لهم كمين فأبادهم أجمعين.
 

ولتطاول الزمن على عكا وحصارها طلب الأجناد من صلاح الدين تسريحهم إلى أهليهم واستبدال آخرين بهم، وفَعَل مِثلَ ذلك بجند عكا وقادتها، ويعد هذا من التفريط، ولكن لا حيلة له بمنعهم، فاستبدلوا في فترة الشتاء؛ حيث رفع الصليبيون الحصار البحري خوفًا على سفنهم من العواصف، وفي سنة 587هـ، وبعد أن ولى الشتاء عاوَد الإفرنج الحصار وضيَّقوا على البلد، فلم يَعُد يَنفَذ إليها أحد إلا سابح يأتي بكتاب أو خبر، وأدَّى تهاون صلاح الدين إلى عدم حسم الموقف وهو يَظُن أن الوقت لصالحه، فإذا الأمر غير ذلك، فقد وصلت إمداداتٌ هائلة، وتبنَّى الحملات ملوك أوروبا، فقد جاء فيليب ملك فرنسا على رأس حملة كبيرة، وأرسل صلاح الدين إلى أمير بيروت لينجد أهل عكا بحرًا ففعل وسير السفن، وفي البحر التقت مع خمس مراكب لملك الإنجليز، وكانت طليعة له فأسرها المسلمون، ومع ذلك فالإفرنج لم يَكُفوا عن عكا، وصلاح الدين من ورائهم يُقاتِلهم، والخندق بينه وبينهم ليُخفِّف عن أهل عكا شدة الحصار، ثم وصل ملك الإنجليز بعد أن استولى على قبرص وجعلها محطة لجنده، وكانت تابعة للروم، ووصل إلى عكا في خمس وعشرين سفينة كبيرة مملوءة رجالًا وعتادًا، فعَظُم شر الإفرنج، وازداد حصار عكا وصعُب الأمر على سكانها، ثم أرسلت إلى عكا سفينة عظيمة فيها أقوات وجنود، فحاصرتها سفن الإنجليز، ورأى قائدها ألا يستسلم ويَغنمها الأعداء، فأحدث فيها خرقًا وأغرقها، ونوع الصليبيون في مهاجمة عكا؛ تارة يزحفون بالدبابات فيحطمها أهل عكا، وتارة يزحفون بالأكباش لدك السور والأبواب، فيستولي عليها المسلمون، ثم تقدموا نحو البلد بتل ترابي يحركونه رويدًا رويدًا حتى اقتربوا من الأسوار، ثم تسلم الإفرنج عكا حيث استسلم قائدها علي بن أحمد المعروف بالمشطوب، وكان أن تخلى عنها عدد من الأمراء وهربوا ليلًا فدب الوهن في بقية المدافعين، ثم قام صلاح الدين بعدة حملات لم تفلح في فك الحصار، ورفع أهل عكا أعلامًا فهم المسلمون منها أنهم في ضائقة فزادوا من حربهم للإفرنج وكادوا يدخلون عليهم خنادقهم، لكن الإفرنج عادوا وحفظوا الخنادق، ثم اتصل المشطوب بالإفرنج وعرض عليهم تسليم البلد وبذل لهم أموالًا وأُسارَى، وقدَّم لهم الصليب وحلفوا على ما تم الاتفاق عليه، وملكوا البلد ثم غدروا وتحفَّظوا على المسلمين، ثم قتلوا أغلبَهم، واستبقوا عندهم رؤوسَ القوم ليُفادوا بهم، وسقطت عكا في جمادى الآخرة 587هـ.
 

وهكذا كانت معارك عكا ملحمة بحد ذاتها دامت أكثر من سنتين، وكثرت حولها المعارك، وتُعَد من أكبر المعارك وأطولها في الحروب الصليبية، فقد شَهِدت معارك بريَّة وبحرية، وحرب خنادق، وغارات ليليَّة برية وبحرية، وبطولات فدائية.




[1] تصديقًا لهذا؛ فقد كنت يومًا في البر، فإذا برائحة منتنة قاتلة، قد ملأت حيزًا واسعًا، فأبصرت فإذا جيفة حمار قد أثرت هذا التأثير، فما بالك بآلاف القتلى من البشر والدواب؟! كما أن لها أثرًا لا ينكر في نقل الأوبئة والطاعون.
[2] بقيادة أخي صلاح الدين الملك العادل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 مدينة عكا فى فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة عكا فى فلسطين    مدينة عكا فى فلسطين Emptyالأحد 15 سبتمبر 2019, 9:18 am

فتح عكا والسلطان خليل بن قلاوون




قائد المسلمين: السلطان الملك الأشرف خليل بن قلاوون.
 
سببها: أن المسلمين دأبوا في جهاد الصليبيين لإخراجهم من الشام؛ فقد جمع السلطان الأشرف خليل جيشَه، وتوجَّه نحو عكا من مصر والشام، وأحضر معه أدوات الحصار من المجانيق العظيمة، وجعل حول عكا من آلات الحصار ما لم يجمَعه على مدينةٍ أخرى، فقد كان هذا السلطان مُغرَمًا بفتح الحصون والقِلاع.
 
فكانت بداية الحصار في أوائل جُمادى الأولى، وحاول الإفرنج فك الحصار من جهة البحر، فمراكبهم كانت ما تزال تجوبُ في البحر وترمي الأحجار والنشاب على المسلمين، وكذلك فَعَل أهل عكا من فوق الأسوار.
 
وكان أقوى ما شاهده الجيش الإسلامي سفينةٌ عظيمة ترمي عليهم بالمنجنيق من بعيد، فكانوا في شدةٍ منها كبيرةٍ، فكفاهم الله شرَّها بالرياح العاتية، فكسرت المنجنيق ولم يَعُد يعمل.
 
وخرج الإفرنج ليلًا بغارات على عسكر المسلمين، ووصلوا في بعض غاراتهم إلى خيام المسلمين، لكن المسلمين صدوهم وقتلوا كثيرًا منهم.
 
وشدَّد المسلمون في الحصار والرمي على عكا، وكان الزحف العظيم في 17 جمادى الأولى، وطلع المسلمون على الأسوار مع طلوع الشمس، وركَزوا الأعلام عليها، وقاتَلوا الفرنج من مكان إلى مكان حتى قتلوا أعدادًا كبيرة منهم، ولما رأَوا أن مقاومتهم انهارت ولم تَعُد تُجدي، ركِبوا سفن التجار وهرَبوا، فدخل المسلمون عكا وحازوا ما فيها، وكان نصرًا عظيمًا؛ لأنها آخر أكبر مَعقِل للصليبيين بالشام.
 
يقول "أبو الفداء" صاحب "المختصر في تاريخ البشر" - وكان حاضرًا المعركة مع جيش حماة -:
"ومن عجائب الاتفاق أن الإفرنج استولوا على عكا وأخذوها من صلاح الدين ظهر يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وخمسمائة (587هـ)، واستولوا على من بها من المسلمين وقتلوهم، فقدَّر الله عز وجل في سابق علمِه أنها تفتح في هذه السنة في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة (690هـ).
 
بينما مرَّ معنا رواية ابن كثير في البداية والنهاية أنها فُتِحت في سابع عشر جمادى الأولى، فرواية صاحب المختصر أثبت؛ لحضورِه الموقعة والمشاركة فيها، أما ابن كثير، فكانت ولادته بعد الموقعة.
 
قال: "فاستوثق الساحل للمسلمين، وتنظَّف من الكافرين، وقطع الله دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين".
 
وبعد فتح عكا، هرب الصليبيون من صيدا وبيروت وصور وطرطوس، وتسلَّمها السلطان بغير قتال، وهكذا أُسدِل الستار على الحروب الصليبية على يد هذا السلطان سنة 690هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مدينة عكا فى فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يوم في اسواق مدينة نابلس | جولة في فلسطين
» يوم في مدينة طولكرم اكل واسعار والسوق الشعبي | جولة في فلسطين
» اليس غريبا ان نتباكى على مدينة عربيىه وننسى فلسطين وباقى المدن العربية
»  مدينة سنجة السودانية.. مدينة المروج والمراعي والصوفية والتنوع العرقي
» مدينة حمد بخان يونس.. "درة غزة" التي حولها الاحتلال إلى مدينة أشباح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: مدن فلسطينيه-
انتقل الى: