حزب الله يراقب.. وينتظر
بِن ويست* – (ستراتفور) 15/6/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بالنسبة لحزب الله، يبدو أن الانتقام أشبه بطبق يفضَّل تقديمه بارداً. فبعد أن أفضت عبوة ناسفة مخفية في سيارة إلى مقتل قائد المجموعة اللبنانية المسلحة، عماد مغنية، يوم 12 شباط (فبراير) 2008، بدا شن هجمات انتقاماً لمقتله احتمالاً مؤكداً. بعد كل شيء، لا يستطيع حزب الله أن يدع مثل هذا الاغتيال رفيع المستوى يمر من دون رد. ثم يوم 8 حزيران (يونيو) من هذا العام، بعد عقد تقريباً من مصرع مغنية، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها اعتقلت اثنين من ناشطي حزب الله في نيويورك ومتشيغان. ويبدو أن أحد المشتبه بهما، علي حوراني، قد لعب دوراً في التخطيط للضربة الانتقامية التي طال انتظارها. وتتهم الشكوى الجنائية المسجلة ضده حوراني بتنفيذ عمليات مراقبة لمجموعة من الأهداف، بما فيها أفراد على صلة بجيش الدفاع الإسرائيلي، تحضيراً لهجوم انتقامي من أجل مغنية. ومع أن ذلك الهجوم لم يتحقق أبداً، فإن المعلومات التي مررها حوراني إلى لبنان في سياق عمليات المراقبة التي قام بها يمكن أن تشكل الأسس لعمل إرهابي في المستقبل. وبالإضافة إلى ذلك، توفر هذه القضية نظرة عميقة إلى عمل حزب الله، وتسلط الضوء على الفروقات بين تكتيكاته وتكتيكات أقرانه في عالم التشدد الإسلامي.
البقاء مخلصاً
تؤكد التفاصيل التي كشفت عنها لائحتا الدعوى اللتان أعدتهما وزارة العدل على الكثير مما نعرفه مسبقاً عن حزب الله. أولاً، تعكس الأهداف التي راقبها حوراني تركيز المجموعة على الأهداف الإسرائيلية. ويُزعم أن حوراني زود المشرفين عليه في لبنان، في الفترة ما بين العامين 2009 و2015، بوثائق وبطاقات ذاكرة مليئة بالمعلومات التي جمعها عن أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي في نيويورك. كما يبدو أنه رتب لشراء كميات كبيرة من عبوات الثلج التي تستخدم للإسعافات الأولية من شركة صينية، من أجل استخلاص مادة نترات الصوديوم التي تحتوي عليها؛ وتم استخدام المادة لاحقاً في مؤامرة تستهدف سياحاً إسرائيليين في قبرص في العام 2012. أما المشتبه به الثاني الذي عرفته وزارة العدل بأنه سامر الدبيك، فقام بزيارات عدة إلى بنما للقيام بعمليات مراقبة للسفارة الإسرائيلية. وبينما كان هناك، راقب أيضاً السفاة الأميركية وتعقب الخصائص الأمنية حول قناة بنما. وبالمثل، جمع حوراني تفاصيل عن بناية تضم مكاتب للحكومة الأميركية في منهاتن، ومنشأة للحرس الوطني التابع للجيش في نيويورك، ورصد السمات الأمنية لمطار جون ف. كنيدي، وبث المعلومات إلى لبنان.
ثانياً، يكشف اشتراك حوراني والدبيك في نحو دزينة من المؤامرات التي حيكت في خمسة بلدان مختلفة على الأقل عن تشتت وتنوع أهداف حزب الله. وإذا كان اعتقال الناشطَين في الولايات المتحدة يعرض أي إلماح، فهو أن المجموعة -بشكبتها الهائلة من العملاء- تمتلك على الأرجح المعلومات الضرورية لضرب طائفة من الأهداف الدولية الحساسة في حال دعَت الحاجة إلى ذلك. وحتى لو لم يستخدم حزب الله المعلومات الاستخبارية التي وفرها حوراني والدبيك لشن هجوم، فإن عمليات المراقبة التي نفذاها في حد ذاتها تخدم أهداف المجموعة. وقال الدبيك لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إن أعمال حزب الله تقصد في بعض الأحيان إلى إرسال رسالة سياسية". ويمكن أن تكون التهديدات وسائل فعالة لتحقيق هذه الغاية، مثلها مثل الهجمات الفعلية نفسها. وفي هذه الحالة، فإن مجرد القيام بعمل المراقبة العدوانية، شكل بمجرد اكتشافه تذكيراً مقنعاً بأن حزب الله ما يزال يبحث عن فرص للضرب في أماكن ربما لا يتوقعها الجمهور. وقد وقعت معظم هجماته السابقة في بلدان لا تشهد نمطياً عنفاً إسلامياً متشدداً، مثل الأرجنتبين وبلغاريا. وبالمثل، ربما لا تكون بنما أول مكان قد يفكر فيه معظم الناس عندما يتخيلون هجوماً يشنه حزب الله على الإسرائيليين.
نهج مختلف
في هذا الصدد، تختلف تكتيكات حزب الله عن تلك التكتيكات التي تتبعها المنظمات المتشددة الأخرى، مثل "داعش" على سبيل المثال. وفي الحقيقة، استهدف الدبيك مجموعة "داعش" الإرهابية في تعليقاته لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وقال إنه على النقيض من "داعش"، فإن "حزب الله لا يقتل لغاية القتل فقط". وتكشف تفاصيل تجنيد وتدريب ومهمات حوراني والدبيك كناشطين في حزب الله عن فروقات أخرى في استراتيجية كلتا المجموعتين.
كان الرجلان يعيشان في الولايات المتحدة عندما جندهما حزب الله في أواسط العقد الأول من الألفية، وكان كل منهما يحمل، أو مؤهلاً لحمل جواز السفر الأميركي، وهما عنصران لفتا انتباه المجموعة. فقد ضمن امتلاك الجواز الأميركي للناشطَين الجديدَين بضع ميزات، فمنحهما وصولاً سهلاً إلى الأهداف في الولايات المتحدة، وساعدهما على تجنب الشك. كما سهل سفرهما أيضاً: فقد زار حوراني والدبيك لبنان بشكل منتظم لمقابلة مدرائهما وتعلم حبائل التسلح. وبالإضافة إلى التعليمات حول تشغيل مختلف منظومات الأسلحة وإتقان عمليات المراقبة والمراقبة المضادة، حصل الناشطان الجديدان على تدريب عملي في المتفجرات. ولم يكتف حزب الله بتدريب الدبيك وحوراني على كيفية بناء العبوات الناسفة من المواد المتاحة الجاهزة مثل نيترات الأمونيوم فحسب، وإنما علمهما أيضاً كيفية حساب نصف قطر دائرة الانفجار وتفجير القنابل عن بعد. وفي كل ذلك الوقت، درس الرجلان أيديولوجية حزب الله وغمسا نفسيهما في دعاية المجموعة العنيفة المعادية لإسرائيل. وقد دمرت ضربة إسرائيلية فيما بعد منزل حوراني في العام 2006، وأجبرته على الخروج من لبنان. وكان واضحاً أن كلا الناشطين يعرفان مَن هم قادتهما ومَن هم أعداؤهما.
لدى المقارنة، تبدو إجراءات تجنيد "داعش" وتدريبه أقل شمولية، بناء على معطيات هجماته الأخيرة. ومع القليل من الاستثناءات –خاصة في حوادث باريس، وبروكسل ومانشستر- لم يكن الأشخاص الذين شنوا الهجمات المرتبطة بتنظيم "داعش" قد تلقوا أي تدريب رسمي في صنعة الإرهاب. وعلى سبيل المثال، من الواضح أن الرجال الثلاثة الذين نفذوا هجوم وسط لندن في وقت سابق من هذا الشهر بالسكاكين وشاحنة، كانوا يفتقرون إلى الخبرة التقنية لصنع العبوات الناسفة، على الرغم من ثراء المادة التعليمية المتاحة على الإنترنت، ووضعوا على أجسادهم بدلاً من ذلك أحزمة ناسفة زائفة. وفي حالات أخرى، قلل فقر المهارة من تأثير الأعمال الإرهابية. ومع أن جمعة أنشاروت دولا اعتنق قضية "داعش" في أندونيسيا، فقد فعلت متفجراته الضعيفة فعلت القليل لإشاعة الرهبة بين سكان شاهدوا ما هو أسوأ بكثير. وقد أنتج أحمد رحامي العديد من المتفجرات وصنع أجهزة حية لسلسلة هجماته في نيوروك ونيوجيرسي في العام 2016. وخارج العراق وسورية، يبقى أتباع "داعش" وناشطوه من المستوى الشعبي غير متساوقين في أفضل الأحوال عندما يتعلق الأمر باستخدام المتفجرات.
كما أن أنصاره "داعش" منتشرون في جميع أنحاء الخريطة أيديولوجياً. وقد وجد المحققون أدلة على أن رحامي أخذ الإلهام من مجموعة من المصادر الإسلامية، من "داعش" إلى منافسه تنظيم القاعدة، إلى حزب الله. كما أن عمر متين، مرتكب حادثة إطلاق النار في ملهى بولز الليلي، مزج أيضاً بين الأيديولوجيات والمجموعات الجهادية المتعارضة. ومن وجهة نظر تكتيكية، بطبيعة الحال، يمكن أن يكون العمل الإرهابي مميتاً بنفس المقدار، بغض النظر عن الأيديولوجيا التي دفعته. ومع ذلك، من الصعب على أي مجموعة معينة أن تعزو لنفسها الفضل في هجوم عندما يكون المهاجم قد استلهم دوافعه من عدة مجموعات متنافسة. لكن نظام تدريب حماس، وهيكل البناء والسيطرة فيه، والتزامه بالتكتيكات المتشددة السابقة، تضمن له من ناحية أخرى أن يعرف ناشطوه بشكل قاطع مَن هو الذي الطرف يخدمونه.
البحث عن فرصة
ولكن، ربما يكمن أكبر تمييز بين حزب الله و"داعش" في اختيارهما للأهداف والمراقبة. فقد عكف "داعش" على تدبير شن الهجمات على طيف واسع من الأهداف الناعمة، بما فيها الحفلات الموسيقية، وأسواق عيد الميلاد والشوارع الغاصة بالمشاة. والشيء الوحيد الذي يشترك فيه ضحايا هذه الأحداث هو أنهم يقعون فريسة لأفراد متطرفين مدفوعين بالقتل لمجرد القتل، كما عبر الدبيك عن ذلك. وتعرض الأهداف الناعمة للمتعاطفين مع "داعش" ميزة السهولة والألفة، وتتطلب حداً أدنى من المراقبة قبل تنفيذ العملية. وعلى النقيض من ذلك، يختار حزب الله أهدافه بطريقة أكثر قصداً. وتستهدف المجموعة أهدافاً أقسى، مثل البعثات الدبلوماسية، ومؤسسات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، وأفراد الجيش الإسرائيلي رفيعي المستوى من أجل إيصال رسالته. وتتطلب مهاجمة هذه الأهداف إجراء عمليات مراقبة كثيفة وشاملة للتعرف إلى الأنماط ومواطن الضعف. ومن دون تدريب مناسب، يمكن بسهولة أن ثير الناشطون الذين يخططون للهجوم شكوك الجهات التي تقوم بالمراقبة المضادة.
مع ذلك، وعلى الرغم من اعتقالهما في نهاية المطاف، أظهر حوراني والدبيك فهماً جيداً لصنعة المراقبة خلال مغامراتهما. وعلى سبيل المثال، عبر الدبيك عن تحفظاته على استخدام مراقبة الفيديو للسفارة الإسرائيلية في بنما، خشية أن يتم اكتشافه. وخلال عملية تنظيف في بانكوك، استأجر حوراني مرافقة أنثى لتذهب إلى بيته الآمن قبله حتى يرى ما إذا كان عناصر المراقبة المضادة يراقبون البناية. كان الناشطان يعرفان على الأقل أسس المراقبة، وهو ما لا يمكن قوله عن معظم متشددي "داعش".
من المهم الإبقاء على هذه الفروقات ماثلة في الذهن بينما يواصل "داعش" الهيمنة على عناوين الأخبار في كل أنحاء العالم. فمع أن هذه المجموعة تتسم بظهور أعلى من حزب الله، فإنها تشكل خطرا استراتيجياً أقل بالمقارنة. ولا يبدو أن لدى "داعش" ناشطين مخصَّصين لجمع المعلومات الاستخبارية عن الأهداف خارج مناطق قاعدة التنظيم الأساسية في العراق وسورية، كما أن لديه قدرا أقل بكثير من نوع العمليات المجزأة التي يديرها حزب الله. وتصف الدعاوى الجنائية المقامة ضد حوراني والدبيك حزب الله بأنه مجموعة تعمل بطريقة أقرب إلى مؤسسة استخبارات تابعة لدولة من كونه مجموعة مسلحة. ومن خلال العمل بحزم، تتيح المنظمة لنفسها مساحة أكبر لاستغلال قدراتها في التسليح لتحقيق مكاسب سياسية. وفي بعض الأحيان، تفعل ذلك عن طريق تنفيذ هجوم غير متوقع وجيد التخطيط. لكن حزب الله يحقق أهدافه في كثير من الأحيان عن طريق تذكير أعدائه بأنه يراقب.
*محلل الشؤون العالمية في مركز ستراتفور
Jun 15, 2017 | 08:00 GMT
Hezbollah Watches and Waits
Global Security Analyst, Stratfor
For Hezbollah, revenge seems to be a dish best served cold. After an explosive device concealed in a vehicle
killed the Lebanese militant group's leader, Imad Mugniyah, on Feb. 12, 2008,
reprisal attacks looked all but certain. Hezbollah, after all, could hardly let such a high-level assassination go unanswered. Then on June 8 of this year, nearly a decade after Mugniyah's death, the U.S. Department of Justice announced that it had arrested two Hezbollah operatives in New York and Michigan. One of the suspects, Ali Kourani, appears to have played a part in planning the long-awaited retaliatory strike. The criminal complaint against him accuses Kourani of conducting surveillance against various targets, including individuals connected to the Israel Defense Forces (IDF), in preparation for an attack avenging Mugniyah. Though the attack never materialized, the information Kourani passed back to Lebanon in the course of his surveillance operations could provide the basis for a future act of terrorism. The case, moreover, offers insight into Hezbollah's workings and highlights the distinctions between its tactics and those of its peers in the world of Islamist militancy.
Staying True
The details outlined in the two Department of Justice complaints confirm much of what we already know about Hezbollah. First, the targets of Kourani's surveillance reflect
the group's fixation on Israeli targets. From 2009 to 2015, Kourani allegedly supplied his handlers in Lebanon with documents and memory cards full of information that he had gleaned on IDF personnel in New York. He also appears to have arranged to purchase large numbers of first aid ice packs from a Chinese company for the ammonium nitrate they contain; the chemical was later used in a plot targeting Israeli tourists in Cyprus in 2012. The other suspect the Department of Justice identified, Samer el Debek, made multiple trips to Panama to conduct surveillance on the Israeli Embassy. While he was there, he also observed the U.S. Embassy and scoped out the security features around the Panama Canal. Kourani, likewise, gathered details about a U.S. government office building in Manhattan, a New York Army National Guard facility and the security features at John F. Kennedy International Airport and transmitted the information back to Lebanon.
Second, that Kourani and el Debek were involved in a dozen plots in at least five different countries illustrates the dispersion and diversity of Hezbollah's targets. If the two operatives detained in the United States offer any indication, the group — with its vast network of agents — likely has the information necessary to strike an array of sensitive international targets
should the need arise. And even if Hezbollah doesn't use the intelligence Kourani and el Debek furnished to conduct an attack, their surveillance may in itself serve the group's interests. El Debek told the FBI that "Hezbollah's actions sometimes are intended to send a political message." Threats can be just as effective a means to that end as attacks. In this case, the mere act of hostile surveillance, once discovered, offered a cogent reminder that Hezbollah is still looking for opportunities to strike in places the public might least expect. Many of its past attacks have occurred in countries that don't typically experience militant Islamist violence, such as Argentina and
Bulgaria. Panama, similarly, probably isn't the first place most people would think of when imagining a Hezbollah assault on Israelis.
A Different Approach
In this respect, Hezbollah's tactics diverge from those of other militant organizations, for example, the Islamic State. El Debek, in fact, took aim at the extremist group in his comments to the FBI, saying that unlike the Islamic State, "Hezbollah does not kill just to kill." The details of Hourani and el Debek's recruitment, training and missions as Hezbollah operatives reveal further divergences in the two groups' strategies.
Both men lived in the United States when Hezbollah recruited them in the mid-2000s and either already held or were eligible for U.S. passports, two factors that drew the group's interest. A U.S. passport afforded the new operatives a few conveniences, giving them easy access to targets in the United States and helping them
avoid suspicion. It also facilitated travel: Hourani and el Debek visited Lebanon regularly to meet with their handlers and learn the ropes of militancy. Along with instruction on operating various weapons systems and conducting surveillance and countersurveillance, the new operatives got hands-on explosives training. Hezbollah taught el Debek and Hourani not only how to construct devices out of readily available materials such as ammonium nitrate but also how to calculate blast radius and remotely detonate the bombs. All the while, they studied Hezbollah's ideology and steeped themselves in the group's violent anti-Israel propaganda. An Israeli airstrike later destroyed Kourani's home in 2006, forcing him to evacuate Lebanon. It was clear to both operatives who their leaders and enemies were.
The Islamic State's recruitment and training procedures appear far less comprehensive by comparison based on its recent attacks. With few exceptions — namely in the
Paris,
Brussels and
Manchester incidents — the individuals behind attacks linked to the Islamic State received no formal training in
terrorist tradecraft. The three men who attacked central London earlier this month with knives and a van, for instance, evidently lacked the technical expertise to construct explosive devices, despite the
wealth of instructional material online, and instead wore fake explosive belts. In other cases, poor tradecraft has diminished the effect of terrorist acts. Though Jemaah Ansharut Daulah has
taken up the Islamic State's cause in Indonesia, its weak explosives have done little to inspire terror among a population that has seen
much worse. And Ahmad Rahami produced as many duds as he did live devices for his
string of attacks in New York and New Jersey in 2016. Outside Iraq and Syria, the Islamic State's affiliates and grassroots operatives are inconsistent at best in deploying explosives.
Its supporters are also all over the map ideologically. Investigators found evidence that Rahami took inspiration from a variety of Islamist sources, from the Islamic State and its rival, al Qaeda, to Hezbollah. Omar Mateen, the perpetrator behind the Pulse nightclub shooting, also blended the ideologies and of the opposing jihadist groups. From a tactical standpoint, of course, a terrorist act can be equally deadly no matter the ideology that motivated it. Still, it's hard for any one group to take credit for an attack when the assailant borrowed from several competing ones. Hezbollah's training regimen, command and control structure, and adherence to traditional militant tactics, on the other hand, ensure that its operatives know unequivocally whose cause they are serving.
Looking for an Opportunity
But perhaps the biggest distinction between Hezbollah and the Islamic State lies in their target selection and surveillance. The Islamic State has been content to claim attacks on a wide range of soft targets, including concerts,
Christmas markets and
pedestrian thoroughfares. The only thing the victims of these incidents have in common is that they fell prey to radicalized individuals driven to kill for the sake of killing, as el Debek put it. Soft targets offer Islamic State sympathizers the advantage of ease and familiarity, requiring minimal pre-operational surveillance. Hezbollah, by contrast, chooses its targets more deliberately. The group takes aim at harder targets such as diplomatic missions, U.S. law enforcement offices and high-ranking IDF personnel to get its message across. To attack these targets requires copious surveillance to identify patterns and vulnerabilities, and without the proper training, the operatives planning the attack could easily arouse the suspicions of
countersurveillance assets.
Their eventual arrests notwithstanding, Hourani and el Debek demonstrated an understanding of surveillance tradecraft throughout their exploits. El Debek, for example, expressed reservations about collecting video surveillance on the Israeli Embassy in Panama, worried that he would be detected. And during a cleanup operation in Bangkok, Kourani hired a female escort to go to his safe house ahead of him to determine whether countersurveillance assets were watching the building. The two operatives at least knew the basics of surveillance, which is more than can be said of most Islamic State militants.
These differences are important to keep in mind as the Islamic State continues to dominate headlines around the world. Although the group maintains a higher profile than does Hezbollah, its poses less of a strategic threat by comparison. The Islamic State doesn't appear to have dedicated operatives collecting intelligence on targets beyond its base in Iraq and Syria, much less the kinds of compartmentalized operations that Hezbollah runs. The criminal complaints against Hourani and el Debek describe Hezbollah as a group that functions more like a state intelligence apparatus than a militant outfit. By operating discreetly, the organization affords itself greater leeway to exploit its militant capabilities for political gain. Sometimes it does so by carrying out an unexpected and well-planned attack. But more often, Hezbollah fulfills its objectives simply by reminding its enemies that it is watching.