رمضان في فلسطين المحتلة..
طبل وزينة وفوانيس وقطايف رغم الحصار والأسر | صور
"يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد".. نزار قباني (القدس).
لا يختلف شهر رمضان الفضيل كثيرًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن أي شهر آخر، لطالما أن الشعب الفلسطيني قابع تحت مقصلة الاحتلال الإسرائيلي الذي يُجدد ضرباته واقتحاماته، فمُنذ أيام جددت القوات الإسرائيلية، اقتحام المسجد الأقصى في القدس، وأوقعت 35 إصابة في صفوف المصلين في المسجد، بحسب "عرب 48"، كما أن عناصر من القوات الخاصة والشرطة اقتحمت المسجد من جهة باب المغاربة، قبل أن تطرد المصلين منه، تمهيدًا لجولات المستوطنين المتوقعة، معتدين بالهراوات وإطلاق الرصاص المطاطي، مما أسفر عن إصابة 35 فلسطينيًا، كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
لكن رغم الحصار والاقتحام، ورائحة الدماء، والأسر، يجد الفلسطينيون متنفسًا في إحياء طقوس رمضان، وعادات وتقاليد الشهر، فمازال المسحراتي يجوب الكثير من شوارع المدن والقرى الفلسطينية، يشدو بالأناشيد الرمضانية والأذكار، ويرافقه الطبل الذي ينقر عليه بقوة، وتتراص زينة رمضان في البيوت والحارات العتيقة، يتوسطها الفوانيس الضخمة والصغير منها.
المائدة الفلسطينية عامرة بالأصناف الشهية، التي غالبًا ما ترتبط الأطباق بالمدن الفلسطينية، فمثلًا؛ المقلوبة والسماقية والمفتول في غزة، وحول المسخن والمنسف في الضفة الغربية، كما لا تغيب المتبلات والمخللات والسلطات عن المائدة الفلسطينية، وبدون أدنى شك تتربع القطايف بجانب التمور. أما المشروبات التي اعتاد عليها الفلسطينيون، فهي شراب الخروب، والكركديه وقمر الدين، وعرق السوس وغيرها من مختلف العصائر.
كما تستمر تكية "خاصكي سلطان"، عمرها أكثر من 500 عام، اسستها زوجة السلطان سليمان القانوني، روكسيلانة (روسية الأصل)، في سنة 959هـ، لإطعام الفقراء والطلبة، ووقفت عليها عقارات كثيرة في أنحاء فلسطين، وهي من أهم المنشآت التي أقامها العثمانيون في القدس.
وتتكون هذه التكية من فرنين، ومطبخ، ومتوضأ، وغرفة ضريح. ويتداخل بناؤها في أقسام عديدة من مبنى سرايا الست طنشق المظفرية (دار الأيتام الإسلامية)، وهي الآن تمول من أهالي الخير في القدس؛ حيث تُقدّم الوجبات الساخنة يوميا لمن يقصدها من سكان المدينة من المحتاجين والفقراء وأيضا من الزوار من الضفة الغربية وقطاع غزة، بخاصة في شهر رمضان الذي تزداد فيه أعداد الوافدين إلى المسجد الأقصى.