منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 يومان في القدس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

يومان في القدس Empty
مُساهمةموضوع: يومان في القدس   يومان في القدس Emptyالجمعة 30 يونيو 2017, 8:25 am

يومان في القدس

الكاتب: د. حسن عبد الله
كثيرون مثلي وجدوا في أيام الجمع في شهر رمضان المبارك، مناسبة للتواصل مع القدس روحانيا ووجدانيا واجتماعيا ونفسيا، في ظل تعذر ذلك باقي أيام السنة. فإن تنفتح لك بوابة تمكنك من زيارة المدينة المقدسة، يعني ان تنفتح بوابات قلبك، لتصلك برحاب العراقة، فتسافر بعيدا في التاريخ، تتنشقه ويتنشقك، تحتضنه ويحتضنك، تتحدث اليه ويسرد بدوره قصصه واحداثه على مسامعك، فتنتعش ذاكرتك، وتفيض روحك حبا لا ينتهي. تتمشى في الحواري العتيقة على قدميك، على شرايين قلبك التي تنبسط امامك وحولك كما ينبسط "بلاط" شديد القِدّم على أرض الأسواق المشكلّة في عمر القِدّم.

من المدهش، ما أن تلامس قدماك أرض القدس، حتى تجد قلبك وقد قفز من بين ضلوعك، ليتقدمك سيرا، يصير دليلك ومرشدك وموجهك، تنبهر من سحر المكان، وكأنك تراه لأول مرة، وكأنك لم تتنطط مع أترابك في مرحلة الشباب من حارة مقدسية الى حارة، ومن زقاق الى اخر، فيخيل اليك انك خرجت للتو من دفتر التاريخ، وصرت كائناُ إنسانياُ، تخلّق في اللحظة، وراح يستكشف المكان، يتحسسه بأصابع روحه وعقله، لعله يمسك بالزمن، فتموج مشاعرك في المكان والزمان، لتغتسل مياهك في القدس، يطهر موجك موجه، وينساب سلسا رقراقا يشرب من الشوارع ويسقيها في جدلية رواء بين الذات والموضوع، بين خاص المدينة وبين روحك المنسجمة مع روحها، وروح القدس القادرة على تضمين روحك في روحها الحاضرة في الاني والتاريخي.

في القدس، تتجلى العبادة في الصلاة، وفي الجلوس، تتجلى في المشي والكلام والمصافحة، وفي تحفز ذاكرتك، وفي شرود ذهنك. تتأمل وجوه الزائرين المقيمين المنزرعين على الأرصفة، وامام محالهم التجارية، تفاجأ حينما تكتشف ان القسمات هي ذاتها، بصرف النظر عن اللون او العائلة او المستوى الاقتصادي والثقافي، فالقدس لديها قدرة عجيبة، على تشكيل الناس بقسمات وجوه متشابه، وكأنها توزع الهيئة والانفعال بالتساوي.

تحث خطاك، في محاولة لاستثمار كل دقيقة من يومك، تستعجل المسير لتصل الى بيت ابنتك الدكتورة رزان، تشاهد بيتها الجديد لأول مرة، تتأمل زوايا البيت ومحتوياته، ترقب حفيدك "أبسال" وهو بين مصدق ومكذب، أنك تقف الى جانبه في بيت لم يشاهدك تحت سقفه قبل هذه المرة. أما حفيدك الثاني "نيل" فيظل معتصما في حضن امه، بين بكاء وصمت، لا يدرك ما يجول حوله، اذ جاء الى هذه الحياة قبل ثلاثة شهور، يصرف وقته بين وجبة رضاعة وأخرى، يبكي حينما يجوع ويبكي حينما يشبع، فيما أمه منشغلة في جوعه وشبعه. تقترح رزان وزوجها الدكتور حكم، الذهاب الى عيادتهما، لعلاج ما يمكن علاجه من اسنانك، فهذه فرصتك وفرصتهما لوضع حد لألم الاسنان.

تتساءل بينك وبين نفسك وأنت ممدد على كرسي العلاج: - أهذه عيادة ام متحف؟ أما رزان، فقد اجتهدت في تحضير ادواتها، وراحت تمارس عمل الطبيب تحاول التوفيق بين دورها الطبي العلاجي، وبين الابنة التي تحرص على إتمام مهمتها دون التسبب بألم لمريضها – والدها. المبنى الذي اختاره الدكتور حكم مكانا للعيادة، عبارة عن مبنى قديم مكون من بيتين متصلين، تعود ملكيتهما لعائلة القطب

يقول لك الدكتور حكم شارحا، إن تاريخ هذا المبنى يعود الى العام 1900، أي قبل مئة وسبعة عشر عاما، في السنوات الأخيرة من حكم العثمانيين. تنظر الى السقف، تتأمل قبته، ثم تجول بنظرك في الجدران السميكة، الشبابيك المصممة على طريقة الاقواس الدائرية من الأعلى، ثم تتوقف عند الخزانات القوسية الحائطية، وتترحم على روح المصمم الذي ابدع مزيدا من الفتحات الهندسية البديعة، لتتسع لأدوات الانارة ومن شموع ولمبات كاز.

يخبرك الدكتور حكم انه استعان بمهندس مختص لترميم البناية وإضافة لمسات عمرانية عليها، مع مراعاة الحفاظ على الأصالة والعراقة و تصميم بلاط مشابه تماماً من حيث اللون و الحجم و الزخرفات للبلاط الذي أتلفه الزمن في أجزاءٍ من المبنى، ليكتمل مشهد أرض العيادة بالبلاط القديم مضافاً إليه ما تم صنعه من بلاط جديد بالأحجام و التصاميم ذاتها، تعودون الى البيت في حي وادي الجوز، تجد في الانتظار جلسة مميزة بمشاركة دكتور هاني عابدين و عائلته، نسيب ال الرابي كما أنت. تأكلون و تشربون و تتحدثون، يزحف ليل القدس، يغمر المكان، يغطي الجالسين بمخمليته، تدرك ألا مناص من المغادرة، يتقدمك "أيهم" الى السيارة التي جاء بها لكي يعيدك الى رام الله.

حرك مفتاح سيارته، انطلقت بطيئة في تعرجات واد الجوز و طرقاته الضيقة ثم شقت طريقها مسرعة بعد وصولها الى الشارع الرئيس، صارت القدس تختفي شيئاً فشيئاً من خلفنا، ظلت القدس تلوح في المخيلة أمامنا و حولنا، وكأننا لم نغادرها، لم تخرج القدس فينا ولم نخرج منها سوى بجسدينا.

يلومك صديقك الكاتب جهاد صالح، يقول لك في اليوم التالي، وأنت تشرح له أهم محطات الزيارة:- "كيف تذهب الى القدس وحدك". تطمئنه بان الفرصة ما زالت متاحه لزيارة مشتركة ، وفي يوم الجمعة المقبل من رمضان ستكونان في القدس. تعلم جيداً مدى حاجة صديقك لهذه الزيارة، فقد كان أنجز عملاً موسوعيا عن الرواد المقدسيين، وربما يسعى من خلال زيارته، لالتقاط فكرةٍ جديدة ٍتكون مفتاحاً لنتاج بحثي جديدٍ يتعلق بالقدس.

وفي صبيحة يوم الجمعة يأتي جهاد اليك في سيارة أجرة، لتقلكما الى معبر قلنديا، وتندسا في موج البشر الهائج على طريق العبور.

ساعتانٍ مؤلمتانٍ ضاغطتان، الأقدام تدوس الأقدام، الأجساد المتصببة عرقاً تلتصق بأجسادٍ أخرى، تتلاحم معها، بل تتصارع، كل جسد يحاول التحرر سنتمترات من الأجساد الهاجمة، تنظر بين غابة الرؤوس، ترى رأس جهاد يتقدمك بحوالي عشرين متراً، تتنبه لنفسك في معركة الأقدام، بعد أن داست قدم فيل هائج على قدمك كادت تسحقها، تسب، تلعن، تزحف، الى أن يتسنى لك الخروج الى الشارع، متحرراً من المتدافعين لكن، منتوفاً كدجاجة انهالت عليها كل دجاجات الأرض. تلتقي صديقك جهاد، تجده ساهماً مهموماً، تسأله ما خطبك، الا يفرحك خروجك معافى بكامل اعضائك؟ يقول بحزن: "باستثناء عضو واحد". تسأله عن قصده، فيخبرك ان احدهما تمكن في الزحام من الاستيلاء على هاتفه النقال. ويستطرد جهاد في وصف مصيبته " لا يهمني الهاتف، وانما ارقام الأصدقاء والمؤسسات التي سأحتاج الى وقت طويل لتجميعها".

نقف في مكان جانبي ننظر الى الراكضين الى الحافلات المجهزة لنقل الالاف المؤلفة الى القدس، أتصل من هاتفي على رقم هاتف جهاد، اّملاً سماع صوتٍ من الجهةِ الأخرى، ينبئ بعثوره على هاتف صديقي. لم تنجح كل محاولاتي. يسأل جهاد محتجاً "هل يعقل ان القسم الأكبر من الزائرين يتوق الى القدس والصلاة فيها، بينما يستغل بعضهم الزحام لأغراض رخيصة؟!".

تتعمد التوجه الى الحافة بسرعة لتغيير مزاج صديقك، ولينسى جواله المسروق بخاصة حينما نتقدم نحو القدس. تطلب من السائق ان يتوقف عند عمارة "الطحان"، لتجد الدكتور حكم في سيارته بانتظاركما، تصل السيارة الى اخر محطة يمكن الوصول اليها، تترجلون ثلاثتكم، لتبدأ الرحلة في المكان سيراً على الاقدام.

وفي القدس، تغرقون مرة أخرى في بحر الناس، يفرقكم الموج البشري، يقذفكم شمالاً ويميناً، تجتهد في البحث عن جهاد وحكم، ليلتئم شملكم بعد نصف ساعة، تسوون ملابسكم وتمسحون وجوهكم وتواصلون التجوال البطيء الثقيل في ظل الازدحام لكن فرحكم في القدس وبالقدس يمسح اثار المعاناة.

تمضون وقتاً مشحونا ًبالعواطف، تتنقلون في الشوارع والحواري، تكحلون عيونكم بالمعالم التاريخية، تتحدثون، تتناقشون، تضحكون، تتحسرون، تتوقفون هنا وتسرعون الى هناك. تعودون الى التاريخ، تتحركون في الجغرافيا تتبادلون معلومات عن المكان، تسترجعون ما قرأتم وما سمعتم، وتحلمون وأنتم في كامل يقظتكم.

تتوجهون مساء الى وادي الجوز، حيث تنتظر رزان على أحر من الجمر، تمضون ثلاث ساعات في البيت، تتناولون طعام الإفطار، تلتهمون بعد ذلك كمية من كبيرة من المشمش المقدسي، جاءت به والدة حكم، من شجرة المشمش التي تظلل جزءاً من البستان، مشمش مستكاوي ولا أطيب.

ولأن كل بداية لا بد لها من نهاية، يحين موعد العودة الى رام الله، تعود منشرح القلب، لأنك تمكنت هذا العام من زيارة القدس مرتين ولم يكن جهاد اقل سروراً منك، رغم انه لم يتجول بصوته من خلال هاتفه الجوال، حيث اكتفى بالتجوال بالقدس على قدمي روحه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

يومان في القدس Empty
مُساهمةموضوع: رد: يومان في القدس   يومان في القدس Emptyالثلاثاء 18 يوليو 2017, 4:17 am

يومان في القدس 1151
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

يومان في القدس Empty
مُساهمةموضوع: رد: يومان في القدس   يومان في القدس Emptyالأربعاء 26 يوليو 2017, 10:36 am

القدس من جبروتهم...أقوى

صادق الخضور
هي القدس؛ ولن يحجبوها بجدار، ولن يحاصروا أقصاها ببوابّة .... ولن يباعدوا بينها وبين عاشقيها بحاجز، هذه الحقائق عن بال من يستهدفون القدس تغيب.. وشمس القدس في قلوبنا نحن باقية عصيّة على المغيب.

في القدس .. بوابات على مشارف الأقصى لرصد المعادن ... لكنها ستبقى عاجزة عن رصد نبض القلوب، وإذا كانت البوابات لكشف المعادن، فقد جاءت هذه الخطوات لتكشف معادن مواقف أهل القدس، وكلهم معدنه أصيل، ففي القدس هبّت جموع، وتداعت آلاف مؤلفّة لتؤكد أن القدس ستظل عنوانا لشموخ المواقف ومواقف الشموخ.

على أعتاب بلدتها القديمة ..........وقفات ومواقف، شموخ بلا انكسار، وبحث عن الانتصار، وملاحم من الوفاء والإصرار، ونزوع نحو الأقصى وحرص على بلوغ أروقته دون تفتيش أبو بوابّة.

في القدس... توحدّ الكل، واصطف الجميع خلف هدف واحد لا يعتريه تأويل أو شك... للقدس يبقى الوفاء ويزداد كلما بات الأمر على المحك، وبقاسم مشترك بين الكل بأن الأقصى أكبر من أن تحاصره بوابّة أو سياج أو حدّ فاصل، فهو بطبعه حرّ فهو الذي شكّل موطئ قدم لهادينا عليه السلام في مسراه، وظلّ مهبطا لقلوبنا إذ تطوف في أعالي الطموح بأن يغدو حرّا.

الأقصى لن يتوارى..هي حقيقة ليست تًجارى....فهلّا أدرك الغاصب أن نزوعه لإقامة فواصل بيننا وبينه غير قابل للتحقق، فخيارنا دوما قدس لا نفارقها ولا تفارقنا، وإن أغرقوا شوارعها بسيل دافق من المدججين بالخوذ، ففي قلوبنا حبّها قد عمّر، وغراس الوفاء لها قد أثمر.

القدس من جبروتهم أقوى، ولقلوبنا ستبقى الأقرب والأعز والأغلى... فهي الأطهر والأجدر، بأن تظل ساكنة ثنايا الروح، وبنبض حبّها تخفق القلوب، ومن وهج تاريخها نقتبس مشاعل الأمل، و في ظلال قداستها نتفيّأ، ومعها نواصل المسير، ونجدّد العهد على الانتصار الدائم لكل ما من شأنه حمايتها من مخططات الاحتلال لعزلها.

القدس محاصرة .. لكنها عن قلوبنا لا تبتعد.. ولذاكرتنا لا تُفارق، ولذا نستشرف غدها بمنطق الواثق، وكلما حلّ بها خطب.. تداعت جموع الأوفياء لتؤكد أن القدس إذ تسكن الوريد فهي بيت القصيد، وهي الباقية فينا، هي ليست مجرد مكان ... بل العنوان والكيان.... الهوى والهويّة ... الطموح ولبّ القضيّة.

لأقصاها تنقاد القلوب طائعة وتظل المشاعر نحوها تتجّه.. فلا شرقيّة ولا غربية؛ لكنها القدس...فلسطينية...تأخى فيها الأقصى والقيامة...في جدليّة تآخٍ ستبقى حتى القيامة، ولذا لم يكن غريبا أن يغدو التكامل نهجا إذ ألمّ بالقدس خطبٌ شديد، وحصار غاشم، وبوابات تناثرت هنا وهناك، لكنها حواجز ظلّت عاجزة عن تشتيت وحدة الموقف، أو رصد المعدن الأصيل لأهل القدس؛ مسلمين ومسيحيين، فكلهم لحمايتها بادر، وكلهم في وقفات حمايتها شارك، بفاعلية غير مسبوقة، وبحضور يؤكد أن القدس دائمة الحضور.......... حمى الله القدس .. وعثرات الزمن وقاها... ولنا أبقاها....فهي معشوقة لا ينبض القلب بغير هواها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

يومان في القدس Empty
مُساهمةموضوع: رد: يومان في القدس   يومان في القدس Emptyالأربعاء 26 يوليو 2017, 10:38 am

من باب الأسباط

الكاتب: المتوكل طه
نصوص: من باب الأسباط




إنها جنازة السلام أيها الذاهبون إلى إقامتها، لأسبابكم الخاطئة . وإنها أعراس الحرب أيها المقبلون لإنعاشها، لأخطاء أسبابكم.

***

كان قد أخذته غفلة الوسن قليلاً، وهو ممدّد على مصاطب الظلّ في صيف الحَرم! واستيقظ متعوّذاً محوقلاً، ماسحاً وجهه ذاكراً مُصلّياً داعياً أن يُبعد اللهُ العظيم عنه شرَّ ما رأى، فقال له المُعبّر: هذا ليس ضوء النهار، إنه ضوء الحريق!

***

وما فتئت القدسُ ارضَ الكريماتوريوم.

***

شرٌّ قديمٌ يجوب هذه التلال، وثمة مَنْ يرقُبه!

***

ستهمس أصواتهم عبر الحجارة والركام؛ هنا مُتْنا من

أجل البرتقالة !

***

لدى الغازي الكثير من العبيد، والقليل من المحاربين

***

أُنْظر إلى هذه الأرض الجميلة !

لقد جعلتَها رماداً .. بسبب نزوتك، أيها الغريبُ المتبجّح.

***

ألإله ذو الحلقات المعدنية المدلاّة على بدنه، الصّلب، المتغطرس، الجبّار، المُتشفّي .. يشعر بخوف بشري في جسده !

***

وزيركسيس يريدنا أن نجثو تحت قدميه، ونسمع سلاسل الفولاذ التي تغطّي جسده المصبوب.. ولمّا رفضنا، أطلق طبولَه في الشجر

***

الأب الذي فَقَد ابنَه الوحيد .. بكى، لأنه لم يخبره كم كان يُحبّه

***

إذا كانت المدينة سجننا، فهي قبركم

***

هنا، على هذه الأرض الدامية، سننقذ العالم من الطاغية

***

سيعرف التاريخُ أن رجالاً، بين الأزقة، واجهوا الغول ، وانتصروا عليه !

***

الجنود المسخ المقنّعون بالزرد اللامع والندوب الخشنة ، يقتلون الأطفال، لكي يأكلوا اللحم الطريّ !

***

الضحايا يأملون بأكثر من المجد ..

***

سيكون لديكم قصة عظيمة تحكونها لأحفادكم، أيها الأطفال الباقون

***

إن شجاعتكم تجمعنا .. أيها المدافعون عن الأحلام

***

شعبك يتنفّس في ظهرك، أيها المقدسيّ ! فانتصر !

***

كانت تصّاعد من كتفيه أفعتان، تزغللان في الهواء، وترنّ أجراسهما فوق شرائطه، وتلتقطان النَّحلَ السارح، ثم تعودان إلى ذراعيه، فيبدأ الرصاصُ من جديد، وتذبل الزهورُ في الحقول .

***

الشهيد يشهد على دمنا،

وبأننا تحدّرنا من سلالةِ العمالقة الذّهبيين

***

الكوابيس هنا نهاريّة، واضحة، تراها وتسمعها .. وتعبيء وجهك بالدخان والغبار والغاز المسيل للعار

***

يمدّون أيديهم داخل رَحْم المرأةِ المعلّقة من ذراعيها ، ويمسكون بالجَنين، ويخلعونه من مغارة بطْنها .. فيخرج ورديّاً ينبض بدمه .. فيلتهمونه طازجاً !

***

السّهر والحسّ المُضاعف بما يجري، هو الذي

يغذي الرجال في الليل.

***

لم يكونوا يريدون حفل تكريم أو نصباً تذكارياً أو أُغنيّة .. كانوا يريدون الخبزَ والهواء .. والصلاة بحرية دون تفتيش !

***

كان الجندي المُنهار يهذي - وهم يحملونه إلى المشفى - بكلام مُبْهم عن الأشباح، التي خرجت من يديه ومن سلاحه، من أذنيه وعينيه، من خلفه وأمامه، ومن جدران باب الأسباط ..

***

هنا ينطبق القول القائل: الجميلةُ قتلت الوحش!

***

الدم! الدمُ وحده، ذاكرةُ الحجارة في المكان

***

قال الشيخُ: سأجعل عكازتي قامةً للبيوت

وقالت المرأةُ: أيتها العاصفة تزوجيني، لأنجبَ من جديد

وقال الرجل: سأعتذر من موتي .. وأعود

وقالت الحجارة: سنطير بأجنحة المنديل

وقالت الغيوم: سأريق بَرْقي المُذاب

وقال الناي: سأبعث الرياح، لتأخذ الوباء إلى الويل

وقالت الشجرة: سأقف في وجه الدّاهمات

وقال الطفل: سأُدوّم مقلاعي في الجبال

وقال الأليفُ: سأنشب مخالبي في جسد التنّين

وقالت المبروكة: سأنهش جلد القرصان المدبوغ

وقال الطير: سأفقأ عين العتمة

وقالت الشمس: خذوا أناشيدي

فقال الحصان: هذي جدائلي .. فاصعدوا

***

الجنونُ أفضلُ من الجُبن، ومَنْ لا يجنّ لا

يعوّل عليه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

يومان في القدس Empty
مُساهمةموضوع: رد: يومان في القدس   يومان في القدس Emptyالأربعاء 26 يوليو 2017, 10:50 am

المنتصرون والخاسرون في القدس

مصطفى ابراهيم

كأن حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان هدية السماء لجميع الأطراف الرسمية التي وجدت نفسها متورطة في أزمة البوابات الإلكترونية ومقاومة المقدسيين لها، والخشية من استمرار التصعيد والانفجار الذي لا ترغب به تلك الأطراف.

نتنياهو تلقف أزمة السفارة وخلال يوم عقد صفقة وتوصل لاتفاق مبادئ مع الملك عبدالله الثاني الجزء الواضح فيها هو الإفراج عن القاتل ضابط الامن في السفارة الاسرائيلية لمواطنين أردنيين، هذا ما اراده نتنياهو وهو بحاجة لانتصار لتعزيز مكانته وموقفه كزعيم متغطرس لليمين المتطرف والليكود ويقود الدولة ولا يستطيع شركاؤه في اليمين المزايدة عليه.

خلال الأيام الماضية حاول نتنياهو البحث عن انتصار عن طريق البدائل وحل ازمة السفارة والصورة التي ظهر فيها وهو يجري مكالمة هاتفية مع طاقم السفارة اراد منها أن يخفي هزيمته، وقبل أزمة السفارة كان يدرك انه مجبر على التراجع.

أزمة السفارة انتهت، ولم تستطيع إسرائيل إخضاع الفلسطينيين خاصة المقدسيين، ومعركة البوابات هي معركة الهوية والسيادة ومحاولة تغيير الوضع القائم ورفض الإحتلال وسياساته.

إنتصر المقدسيين على البوابات الالكترونية على أبواب المسجد الاقصى، وأيضاً إزالة الكاميرات التي كانت منصوبة سابقاً، والحديث عن تبديل البوابات الإلكترونية بفحص أمني قائم على تكنولوجيا متقدمة (فحوصات ذكية) الكاميرات الذكية وبإجراءات أخرى، هذا حتى الانتهاء من مخطط نصب الكاميرات الذاكية حيث يحتاج المشروع مدة 6 أشهر، حيث خصص المجلس الوزاري ميزانية 100 مليون شيكل من أجل تنفيذ هذا المخطط، وهذا يجب مقاومته والتصدي له.

اسرائيل لن تترك فرصة لإعادة المحاولة لفرض سيادتها وسيطرتها، غير اي كان ما حدث سواء صفقة او اتفاق مبادئ، هو إنجاز للمقدسيين بفعل النضال الشعبي اليومي الموحد للمقدسيين، والأهم. انتصر المقدسيون بوحدتهم وهزمت القيادة الرسمية الفلسطينية المتلعثمة التي اختبأت خلف المرجعيات الدينية في القدس وأهلها في إدارة المعركة.

المعركة في القدس وعلى الأقصى وحدت الجميع بمشاعرهم، وأظهرت قدرة الفلسطينيين على التعاطي مع قضاياهم الوطنية ومقاومة عملية كي الوعي التي تمارس بحقهم، غير انها أيضا أظهرت حجم الهوة بين مكونات العمل السياسي من فصائل وطنية وإسلامية، وكانت ولا تزال الفرصة قائمة لتحمل الجميع مسؤولياتهم خاصة طرفي الإنقسام والتخلص من أنانيتهما وتلعثمهما في محاولة إستغلال معركة الأقصى بطريقة حزبية مصلحية.

ولم يستطيعوا العمل بشكل وحدوي وتذويب الخلافات، وكانت دعواتهم للتظاهر والتصدي باهتة ونابعة من إحساس العجز والارتباك والخوف والمزايدة، ولم يدركوا أن المهمة الوطنية التاريخية أكبر من أن ينتظروا إنهاء الإنقسام بوضع شروط للمصالحة.

معركة القدس أثبتت أن الشعب الموحد ومن خلفه قيادة تجمع الفلسطينيين حولها تستطيع ان تنتصر بفعل النضال الموحد القائم على إستراتيجية وطنية كفاحية، والنضال المشترك سيحقق الفلسطينيين انتصارات كبيرة، ويستطيعوا من خلال معركة القدس تحقيق إنجازات تراكمية كما فعل أهل القدس، وهذا له أهمية كبيرة في إعادة الثقة وبث روح التفاؤل والأمل وإعادة الإعتبار للذات من خلال العمل النضالي اليومي المشترك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
يومان في القدس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: