مهلة قطر بساعاتها الأخيرة.. "رباعية الحصار" أمام خيارات محدودة
التاريخ:2/7/2017
لم يبق على المهلة التي منحتها "رباعية الحصار" لدولة قطر إلا ساعات، حتى يبدأ التصعيد من جديد ضد الدولة الصغيرة جغرافيًا صاحبة الأذرع السياسية والإعلامية الممتدة في العالم العربي، لتفرض هذه الدول عقوبات جديدة أو حتى تدخل الأزمة منحى مختلفًا بالكامل، وسط تصلب مواقف جميع الأطراف.
فالدول الأربع بقيادة السعودية حسمت موقفها من الأمر منذ بدايته، فيما لم تترك الأزمة خيارًا لقطر سوى المقاومة والصمود، فما هي الدولة التي تعترف بكونها تدعم الإرهاب في العالم سوى دولة منتحرة؟
محللون رأوا أن المعركة الدبلوماسية التي خاضتها قطر قد جنبتها المزيد من المساوئ التي حملتها دول الحصار، فمع انقضاء أول 48 ساعة على الأزمة كانت قطر قد أبعدت خيار الحسم العسكري للأزمة إلى الزاوية بفضل التحالفات والعلاقات مع الدول الغربية بالإضافة للموقف التركي الحاسم.
الموقف الدولي
ويرى محللون أن الموقف الدولي قد ساعد قطر في الخروج من المأزق، فالتصريحات الأوروبية والتركية كانت داعمًا أساسيًا لمبدأ إمساك العصا من المنتصف، فيما ساهم التباين الأمريكي بإعطاء الهامش لطرفي الأزمة للتحرك وفق المعطيات المتوافرة.
أستاذ الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، حسن المومني، قال إن موقف قطر قد تحسن بعد انقضاء أول 48 ساعة للأزمة، كما ساهم الموقف الدولي غير الواضح بالقدرة على المناورة الدبلوماسية وكسب المواقف.
وأضاف المومني في حديث لـ"البوصلة" أن حسم تركيا موقفها لصالح قطر رغم العلاقات الاستراتيجية مع السعودية ساهم في تقليص شبح التدخل العسكري وهو ما أعطى موقف قطر الثقة.
ولفت إلى أن التباين في الموقف الأمريكي بين المؤسسات البيروقراطية وبين الرئيس دونالد ترمب زاد من صعوبة حسم الموقف لصالح دول الحصار، فيما اعتبر أن موقف ترمب قائم على حسابات وعلاقات شخصية مرفودة بقدرة دول الحصار على الوصول إلى ترمب وفريق مستشاريه.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، خالد الشنيكات، إن الموقف الدولي في مجمله مساند لبقاء الأزمة على أن تبقى تحت السيطرة.
وأوضح الشنيكات في حديثه لـ"البوصلة" أن الدول الكبرى لو كانت جادة في التدخل والدعوة للحل السلمي لفرضت على جميع الأطراف الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأشار إلى أن المواقف الأوروبية والموقف الأمريكي الداعية للحوار وتغليب الحل السلمي لم يرافقها أي مساعي حقيقي لإيجاد الحلول، ما يعني أن الأزمة ستستمر.
وإذا ما كان المجتمع الدولي قد حيّد خيارات التصعيد الكبرى مثل التدخل العسكري، فإن هذا يعني صعوبة الوصول إلى نتيجة للحدث، في ظل حرص الطرفين على كسب الجولة، فما هي السيناريوهات المتوقعة من قبل الدول الأربع؟
سيناريوهات التصعيد
وبحسب المحللين فإن السيناريوهات أصبحت معقدة وأقل فعالية مع ما حققته الدبلوماسية القطرية، والموقف الدولي غير المتحيز.
فباستثناء الخيار العسكري البعيد، بحسب المومني، فإن ما يميز الطريقة التي تدار بها الأزمة الخليجية هو صعوبة التنبؤ بما سيفعله أطراف الأزمة وهو ما يجعل الخيار العسكري مطروحًا رغم صعوبته، وهو ما رفضه الشنيكات باعتبار وجود فيتو دولي على النزاع العسكري بين دول كلها حليفة للغرب.
وقال المومني إن المتاح أمام "رباعية الحصار" هو العقوبات الاقتصادية المتصاعدة، والإجراءات القانونية المتعلقة بتجميد العضوية في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.
فيما بين الشنيكات أن الأزمة أمام تصعيد واستمرار النزاع بهذه الطريقة، إلا أن سيناريو التسوية موجود لكن ليس على المدى القريب.
وتتمثل الإجراءات التي يمكن اتخاذها بحسب الشنيكات بوقف استيراد الطاقة من قطر وهو ما سيكون له أثر حقيقي على الاقتصاد القطري، إلا أنه استدرك بالقول أن قطر وتأتي بعدها الإمارات إلى حد ما تتمتعان بالوفر في الموازنة على عكس مصر والسعودية، وهو ما يعطي قطر الفرصة لما أسماه "التعايش المكلف" مع الحصار.
كيف سترد قطر؟
لا يبدو أن فرص قطر لدفع هذا التصعيد عنها، وإحضار الطرف الآخر لطاولة المفاوضات سهل المنال، فما تملكه قطر من مساحة جغرافية ونفوذ سياسي لا يؤهلانها لمقارعة السعودية ومصر.
ولا يمكن لقطر التنازل ورفض الشروط الـ13 بحسب الدكتور حسن المومني، فقيام دولة بالاعتراف بأنها داعم للإرهاب ينقلها إلى مشكلة "إرهاب الدولة"، وهو ما لا يعترف به عتاة الإرهاب في العالم بحسب ما قال.
ولفت المومني إلى أن السياسة القطرية المتبعة والتي تعترض عليها دول الحصار تنطلق من الشعور القديم بالتهديد، خاصة بعد محاولة الانقلاب التي تعرضت لها العائلة المالكة في التسعينات، ولهذا عملت على إيجاد أذرع إعلامية كبرى ودعم أجنحة سياسية في العالم العربي بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة في الدول الكبرى لتبقى الحاجة لبقاء قطر حاجة دولية.
من جهته قال الدكتور خالد الشنيكات إن قطر ستتعرض للضرر إذا ما تم تشديد الإجراءات عليها إلا أنها قادرة على الالتفاف على العديد من المشاكل من خلال الجانب القانوني مثل تقديم الشكوى لاتحاد الطيران المدني اعتراضا على الحظر المفروض على الطيران القطري.
حل سلمي؟
واستبعد المحللان وجود حل سلمي قريب في الأفق، في ظل انعدام المفاوضات وتعنت دول الحصار المطالب التي اعتبرتها قطر قد كُتبت لتُرفَض.
وقال الشنيكات إن الأزمة لن تحل إلا بتسوية متوازنة وعادلة يتنازل فيها الجميع، إلا أنه رأى صعوبة هذا الأمر ضمن الظروف الحالية.
فيما قال المومني إن الأفق المعدوم للحل السلمي حاليًا، قد ينتهي بمبادرة من دول الحصار كما كانت المبادرة بافتعال الأزمة.
إذن هي أقل من 24 ساعة، يبدو فيها حيز الحركة للطرفين صعبًا ومحدودًا، وتبدو إرادة الحل معدومة من المحاصِر، في حين أنها معطلة لدى المجتمع الدولي، فإلى أين تتجه الأزمة؟
(البوصلة)
تمديد المهلة الخليجية الممنوحة لقطر 48 ساعة
التاريخ:3/7/2017 -
أعلنت السعودية وحلفاؤها من الدول المقاطعة لقطر، فجر اليوم الاثنين، أن المهلة التي منحتها للحكومة القطرية للرد على المطالب الـ13 التي قدمتها إليها والتي انتهت ليل الأحد تم تمديدها 48 ساعة نزولا عند طلب أمير الكويت الذي يتوسط لحل هذه الأزمة.
وقالت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" إنه "استجابة لطلب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة بتمديد المهلة الخاصة لحكومة قطر لمدة 48 ساعة منذ وقت انتهاء مهلة الأيام العشرة" مساء الأحد فإنَّ "الدول الأربع تعلن الموافقة على طلب سموه وسيتم إرسال رد الدول الأربع بعد دراسة رد الحكومة القطرية وتقييم تجاوبها مع قائمة المطالب كاملة".
واوضحت الدول الأربع في بيانها أنها وافقت على تمديد المهلة "بسبب تأكيد الحكومة القطرية لسموه أنها سترسل ردها الرسمي على قائمة المطالبات الموجهة لها الاثنين".
وأتى تمديد المهلة بعدما رفضت قطر ضمنيّاً مطالبَ جاراتها لإعادة العلاقات معها قبل ساعات قليلة من انتهاء مدة العشرة أيام التي حددت لها للرد على مطالبها الـ13.
وتشمل المطالب التي قُدّمت رسمياً إلى الدوحة في 22 حزيران (يونيو)، إغلاق قناة "الجزيرة" وخفض العلاقات مع طهران، الخصم اللدود للرياض في الشرق الأوسط، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في الإمارة.
وصباح اليوم، يستقبل أمير الكويت وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي سيسلمه رسالة خطية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وتحمل الرسالة الرد الذي تم إعداده في وقت سابق من قبل قطر على قائمة المطالب الجماعية المقدمة عن طريق الكويت في أواخر الشهر الماضي.
وكان وزير خارجية قطر قال في مؤتمر صحفي في روما السبت بعد لقائه نظيره الإيطالي انجلينو الفانو إنَّ "دول الحصار أعدّت قائمة المطالب لتُرفَض".
العطية: قطر مستعدة للدفاع عن نفسها.. ودول الحصار "تخطط للإطاحة" بالأمير
التاريخ:3/7/2017
قال وزير الدفاع القطري خالد العطية إن بلاده "مستعدة للدفاع عن نفسها"، وإن دول الحصار "تخطط للإطاحة بأميرها" تميم بن حمد آل ثاني.
وقال العطية، في مقابلة حصرية مع شبكة سكاي نيوز البريطانية، ليل الأحد/ الإثنين، إن قطر "مستعدة للدفاع عن نفسها إذا لزم الأمر".
وأضاف العطية "آمل أن لا نصل إلى مرحلة التدخل العسكري، ولكن نحن دائماً على أهبة الاستعداد (..) نحن مستعدون للدفاع عن بلادنا".
وحذر من أن قطر، تاريخيا، أثبتت أنها ليست دولة من السهل أن "تُبتلع".
وأضاف أن المطالب التي فرضتها السعودية والإمارات ومصر وغيرها "تعتبر تعدياً على سيادة البلاد".
وأكد ان قطر تشعر بأنها تلقت "طعن في الظهر" من قبل الأشقاء.
وعما إذا كان يعتقد أن الدول المجاورة تسعى إلى تغيير النظام في قطر، أجاب: "هذا هو بالضبط ما حدث، وأنا لا أقول أشياءً افتراضية".
وأوضح "في عام 1996 كانت هناك محاولة انقلابية عنيفة، وفي العام 2014 كانت هناك محاولة انقلاب ناعم. وفي عام 2017 هناك محاولة انقلاب ناعم"، من دون توضيح المزيد من التفاصيل.
ورفض الوزير القطري اتهام دول الحصار لقطر بـ"الازدواجية أو دعم الإرهاب".
وتتهم قطر دول الحصار بخرق اتفاقيات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأعلنت قطر أن وزير خارجيتها، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سيزور الكويت، الإثنين، حاملاً رسالة خطية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) إن "الرسالة تحمل الرد الذي تم إعداده في وقت سابق من قبل دولة قطر على قائمة المطالب الجماعية المقدمة عن طريق دولة الكويت الشقيقة في أواخر الشهر الماضي (يونيو/حزيران)".
ولم توضح الوكالة مضمون الرد.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى حصاراً برياً وجوياً على الدوحة، لاتهامها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة بشدة.
وقدمت الدول الأربعة، في 22 يونيو/حزيران الماضي، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبًا إلى قطر لإعادة العلاقات معها، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها انتهت منتصف ليل الأحد.
وقالت الدوحة إن المطالب قدمت لترفض، مضيفة أنها مستعدة للتفاوض إذا توفرت الشروط المناسبة. واعتبرت مطالب الدول المقاطعة "ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ".
(الأناضول)