التواريخ المميزة .. هل تترك ذكرى مميزة ؟
تبقى الذكريات محفورة داخلنا تأخذنا لعالم جميل نستذكر فيه أجمل اللحظات ونتمنى لو نستطيع توقيفها عند اللحظات التي نكون فيها سعداء ليبقى لها رونق خاص، ولعل هذه الذكريات تجمعنا بأشخاص ولعل دوامها هو أبرز أسباب اختيار الناس لتواريخ مماثلة ومميزة لعقد وإقامة مناسبات تعني لهم الكثير والكثير .
ولكن في مثل هذا التاريخ 7/7/2017 فقد زادت جمالية هذا التاريخ بأرقامه التي لن تتكرر، بحيث ذهب البعض إلى اختياره للاحتفال ووسمه بذكريات مميزة لا تمر كغيرها من أحداث في أيام أخر، وهو التاريخ الوحيد المترادف الذي يشهده مليارات البشر الذين يعيشون هذه الأيام، لأن التاريخ والذاكرة والذكرى تجمعهم، ويجمعهم الحنين إلى أشياء مضت.
مناسبات تحفر في الذاكرة
يقول محمد القاق عن التواريخ المميزة « المناسبات المميزة، يستحقها المميزون فقط، وهل بقي في شرقنا العربي من هم ضليعون بالتواريخ المميزة والمماثلة ناهيكم عن أن يكونوا مميزين».
قراءة فاتحة وتاريخ للمواليد الجدد
يقول الشاب العشريني أحمد أبو محيظة :» بصراحة أنا الذي اخترت أن يكون يوم قراءة فاتحتي في تاريخ مميز ومماثل لأنه تاريخ لا يعوض ومن ثم أكمل فرحتي وزواجي».
ويضيف أبو محيظة : « والد الفتاة لم يطلب مني شيئاً كثيراً والحمدلله تيسرت أمور زواجي، فأحببت أن يكون يوم 7/7/2017 تاريخا مميزا وذكرى مهمة جداً وعزيزة على قلبي، وأوجه رسالة إلى كل والد فتاة أن يقدر ظروف الشاب «.
يبدو أن التاريخ يستهوي العديد من السيدات ليكون تاريخ وضعهن لمواليدهن الجدد، فبعض السيدات يتسابقن ليلدن قبل موعدهن بيومين أو ثلاث للولادة القيصرية من أجل التاريخ.
تبين سيدة أنها اختارت تاريخا مماثلا وأخرت ولادتها يومين لتأخذ موعدا لولادة قيصرية إلا أنها أصرت على الخضوع للإجراء الجراحي قبيل الموعد المحدد تحبباً بالتاريخ المماثل.
ويوضح بعض اطباء النسائية والتوليد أن هذا الأمر يحدث كثيراً بين السيدات اللواتي يفضلن الولادة في تواريخ محددة سابقاً مثل تاريخ 10\10\2010 ، 9\9\2009.
ويحذ الأطباء من التخطيط المسبق للخضوع للولادة القيصرية الاختيارية وهذه ليست بالأمور السهلة بل يجب أن تخضع لقرار طبي أولاً.
اختيار الأحبة ليوم اللقاء
يقول مزهر لبيب :» أكثر يوم أعزم فيه على مناسبات أكثر هو بتاريخ 7\7\2017 لاختيارهم هذا التاريخ المميز ليبقى ذكرى خالدة في أذهانهم». يقول العريس مراد الذي سيتزوج من سناء بيوم 7\7\2017 إنه اختار هذا التاريخ تحديداً ليكون استثنائياً في حياتهما كزوجين، ومنذ خطبتنا قررنا أن يكون يوم زفافنا في هذا التاريخ المميز لخضوع جمالية التاريخ «. يقول المحامي إبراهيم الجراح : « خلال عملي في مهنة المحاماة لفت انتباهي اهتمام الناس في التواريخ المميزة والمتشابهة مع السنة ومثال على ذلك أخي، فلكي يتزوج بتاريخ 8\8\2008 دفع ثلاثة آلاف دينار للفندق ليكون يوم زواجه بهذا اليوم، وبعض الناس لديهم هوس في اختيار التواريخ الجميلة لمناسبتهم ويعتبرونه شيئا مميزا ونادراً هذه التواريخ أن تحدث كل سنة».
مضيفاً الجراح : « في اعتقادي لو كان التاريخ المماثل بيوم غير عطلة فسيكون ليس لمناسبة سعيدة وإنما سيكون مناسبة طلاق «.
مواطنون: هو تاريخ عادي
يعلق محمود الأمير على التاريخ المميز : « تمضي السنين بنا مسرعة والنفس واقفة على العشرين».
فيما قال عدد من الناس: إن التاريخ عادي جداً ولا يحمل إشارات ولا دلالات، ولا يعني بالنسبة لحياتهم شيئاً على الإطلاق. تقول فرح الشامي : « إن هذا اليوم والتاريخ هو يوم عادي كسائر أيام السنة وأرفض قرارات الناس التي تختار تاريخا معينا لمناسبة معينة أعتبره أمرا أقل من عادي».
تقول مروة علي : « الذكريات تستطيع رسم ملامح الأشياء وإعادتها من جديد وأحياناً تكون تواريخ لذكريات مؤلمة فما تحفظه الذاكرة لا يمكن للعقل تجاوزه، فأنا واحدة من الناس الذين يتفاءلون بالأيام والتواريخ المميزة مثل 7\7\2017 لن يتكرر، فقررت بهذا اليوم أن أجعله يوما مميزا لكي أرتدي الحجاب وعن قناعة، فمهما تقدم الزمان والتواريخ تعاقبت فسيبقى هذا التاريخ مميزا لي طول حياتي، ولدي قريبة أجلت يوم ولادتها لليوم لكي يكون تاريخا مميزا لطفلها .
التركيز على القرار وليس التاريخ
وأوضحت دراسة أميركية العلاقة بين هذا الاختيار واستمرارية الزواج، حيث اعتبر الباحثون أن الأشخاص الذين يتزوجون في عيد الحب أو في تاريخ مميز مثل 1-2-03 أو 8-8-08 أو غيرها من المحتمل أن يصلوا الى مرحلة الطلاق. وليس التاريخ هو السبب وإنما خلفية اختيار هذا اليوم. ويكون سبب التركيز على أهمية اليوم وليس على العلاقة بين الطرفين والانسجام هو سبب انفصال هذا النوع من الأزواج.