على الطاير "2"
لقاء حماس دحلان ليس لقاء غرام لتحكمه العواطف كما انه ليس لقاء أفاعي وإنما اقتضته الضرورة الوطنية بعد حالة من المكاشفة والمصارحة المتناهية بين الطرفين وليس المطلوب أن يتماهى دحلان مع حماس أو تتماهى حماس مع دحلان لإنتاج تغيير في الواقع فلم يدعي أي طرف بانه سيلبس عباءة الآخر ولا ينكر احد الاختلاف الواضح في ايدلوجية كل طرف ولكن كان لدى الطرفين ما يجمعهما وهو كثير لذلك اعتمدوا استراتيجية عمل تقوم على أساس مراكمة خطوات بناء ثقة تعزز هذه التفاهمات لدى العامة وقواعد الطرفين وتنعكس إيجاب على توسيع التفاهمات تدريجيا بشكل مخروطي قاعدته في الأعلى وراسه في الأسفل و كلما تقدم الوقت زادت الإنجازات.
نشر السوداوية وحالة من التشاؤم التي يروج لها البعض حالة مكشوفة لعرقلة قطار شد رحاله سيكشف زيفها الأيام المقبلة في جملة من الإجراءات التي سيشهدها الوطن والمواطن غاياتها إنسانية اقتصادية وطنية ومن الطبيعي أن يكون هناك تشكك لدى المواطن من إمكانية إجراء تغيير حقيقي بعد الصدمات وخيبات الأمل التي تلاقها عقب الإعلان عدة مرات عن إتمام المصالحة والتي خرج لها الآلاف من المواطنين للاحتفال في الشوارع رغب فيها بطي هذه الصفحة لكنه اصطدم بالعكس لذلك تحرص الأطراف هذه المرة عن الإعلان عن إنجازات تحدث وليس التسويق لما سيحدث .
ضربات سيناء واستهداف الجيش المصري لا تدع مجال للشك بان هناك جهات تسعى دوما لخلط الأوراق وإبقاء المنطقة مشتعلة، وقد يكون التضيق على غزة أحد هذه الأهداف المرجوة.
سولار غزة لمن يروجون أين يذهب بسؤال غاياته خبيثة، أحدث فارق حقيقي قد لا يكون أحدث تغيير ملموس لدى المواطن لأنه مع تزامن دخوله جرى تخفيض الأحمال القادمة من الأراضي المحتلة 48 بطلب من الرئيس عباس بنفس قيمة إنتاج محطة التوليد فان الغاية إبقاء حالة التضييق ما أمكن أو تأخير استشعار المواطن بتغيير على الواقع المعاش لكنه إجراء سيفشل مع الوقت.
المصالحة المجتمعية من وجهة نظر الطرفين هي الأساس لإنتاج شراكة عمل ينتزع منها الكراهية والضغينة التي خلفها الدم والخراب الذي أحدثه واقع اخطأ الطرفين فيه التقدير ونزع القرار من غزة لتصبح رهينة في يد اطراف لم ترحمها والمصالحة المجتمعية حسب رؤيتهم هي مسؤولية الجميع ماديا ومعنويا ستسعى جميع الأطراف لتعزيز مقومات نجاحها محليا ودوليا باستثمار علاقات كل طرف وطنيا وإقليميا دون إجبار أي طرف على أي شيء خلالها وإنما بناء على قناعة كاملة بأهمية هذا الإجراء على المستوى الوطني والمجتمعي للمتضررين والمساهمين في الحل .
عرقلة تفاهمات دحلان حماس تجري على قدم وساق من أطراف متعددة إقليميا وفلسطينيا وهناك بعض الأطراف لم تخفي رغبتها في ذلك ولكنها حتى الآن تصطدم بإصرار وجدية الطرفين ورغبة دول في الإقليم بتغيير واقع غزة وعلى من يرفض هذه التفاهمات أن يقدم لنا بديل مقبول وعملي فلم يعد المواطن يقبل أو يحتمل لغة التنظير دون تغيير للواقع المعاش.
هناك أطراف إقليمية وفلسطينية كانت ترغب بشدة في إحداث حرب على غزة وتدفع بهذا الاتجاه على امل انه خيار مريح يعفيها من مسؤولياتها الوطنية ويخدم أغراضها الشخصية حتى لو على حساب معاناة المواطنين في غزة وجاءت التفاهمات من اجل قطع الطريق على هذه الخيار ما أمكن لأنها قرأت جيدا ما خلفه.
كان لدى حماس ودحلان الجرأة الإعلان بوضوح عما لديهم وتوضيح وجهتهم فهل يجرؤ المنزعجين من التفاهمات بمصارحة شعبنا بما لديهم والإعلان عن وجهتهم وهل من العيب أن يراهن كل من دحلان وحماس على عمقنا العربي وامتدادنا الإقليمي في الوقت الذي ترهن أطراف مستقبلنا بالرضا الأمريكي الإسرائيلي.
على الطاير "3"
زيارة الرئيس للقاهرة ليس سر أنها محاولة لوقف أو عرقلة التفاهمات الأخيرة التي أشرفت عليها القاهرة ,ولكن: هل سينجح أو يفشل في مسعاه وهل ستلبي القاهرة رغباته في ذلك, المؤكد أن ما قبل التفاهمات لن يكون أبدا كما هو بعهده ولن يشهد سكان قطاع غزة مزيد من التضييق فان التفاهمات فتحت أبواب موصده واثبت انه يمكن الحل والتلاقي اذا وجدت النوايا الصادقة لذلك, واي كان جواب الرئيس ستكون التفاهمات نجحت في غرضها وهو الضغط من اجل تحريك الراكد وعدم القبول باستمرار الوضع الراهن و المتوقع أن يسمع الرئيس عباس الرد الدبلوماسي في ثلاث مفاصل رئيسية هي: أنهاء الخلافات الفتحاوية الفتحاوية ولملمة البيت الداخلي, استئناف خطوات المصالحة الوطنية بناء على اتفاقات القاهرة الموقعة بشكل فعلي ومباشر دون تلكؤ, إن مصر لن تسمح باستمرار خنق غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية فيها لما له انعكاسات سلبية على امن مصر القومي هذا على المستوى الداخلي, وعلى المستوى الإقليمي سيكون الرئيس مطالب بموقف واضح من الرؤية المصرية فيما عرف بملف محاربة الإرهاب وتحديدا موقفه من قطر وايران وجميعها ملفات ستكون صعب الإجابة عليها بالنسبة للرئيس وفق استراتيجيته الأخيرة التي انتهجها ...
دكتور ناصر اللحام بشكل شخصي أنت صديق رائع ومدرسة إعلامية تقدر وتحترم بل أظن أنها مدرسة فريدة في عالم الإعلام الفلسطيني ورغم اختلافي معك في كثير من القضايا على المستوى السياسي إلا إنني لا استطيع أن اقفز عما تكتب أو تقدم أو تقول واشهد أن لك جمهور عريض يتابع ما يصدر عنك بكل اهتمام ويعتبره مرجع مهم ولكن لم تعد يا دكتور أنصاف الحلول مقبولة ومحاولة تجميل الواقع والصورة المشوهة من خلال توزيع المسؤوليات فعلى كل صاحب مسؤولية تحمل جانبه منها لذلك اسمح لي تفنيد بعض ما جاء في مداخلتك على شاشة قناة معا مع برنامج حصاد الأسبوع :-
ما حدث في مصر من تفاهمات لم يعد سر وقد يكون هناك عجز في المعلومات لدى أجهزة السلطة الفلسطينية وهذا إن دل فهو يؤشر على شكل العلاقة الحالية مع الشقيقة مصر ولا أقول أن الكتاب والإعلامين الفلسطينيين هم ناطقين بالوكالة عن الدولة المصرية لكنهم عكسوا واقع انتظره شعبنا الفلسطيني لتغيير ما يعيشه القطاع من أزمات ولا أظن أن الدولة المصرية بحاجة للحديث عن هذه التفاهمات في وسائل الإعلام لأنها تنظر لها من خلال التغيير الإيجابي في العلاقة مع غزة على طرفي العلاقة ولكن أيضا شاحنات البترول المصرية المحملة بالسولار التي خرجت من المعبر متجهة لمحطة الكهرباء مباشرة لا تحتاج إلى تصريح وكذلك وفد اللجنة الإدارية المتواجد في مصر رغم مطالبة السلطة بحلها لا يحتاج إلى تصريح وعندما يستقبل الرئيس وزير الكهرباء وغزة مقطوع عنها الكهرباء بطلب من الرئيس لا اعتقد انه صدفة أو لا يحمل معنى وكذلك شهداء الجيش المصري في سيناء وما يقابله من إجراءات في الجانب الفلسطيني كل ذلك وبشكل مبدئي يحكي الكثير بجانب ما سيكون ....
كما يقال "عنا يا دكتور من فمك أدينك", لو كنت مكان دحلان لشكرتك على عبارتك أن دحلان طلب من مصر التدخل من اجل الصلح مع الرئيس وليس فقط من مصر بل من عدد من الدول المحورية والشخصيات وحتى من وكالة معا في لقائه معها في القاهرة مع الزميل إبراهيم قنن الذي تم تقليصه فهي شهادة له وليس عليه وثقتها أنت للتاريخ كطرف اعتبره مستقل بان دحلان استجاب لرغبة قواعد فتح رغم كل ما تعرض له من أذى وضرب اسفل الحزام ولكن كل هذه المساعي قوبلت بالرفض والتعنت لأسباب شخصية وهواجس تم زرعها في عقل الرئيس رغم أن المصلحة العامة كانت تقتضي إجراء هذه المصالحة دون إبطاء .
لا أظن أن احد ينازع الرئيس في شرعيته فحتى دحلان لم ينازعه على هذه الشرعية بل على العكس نحن نثبت هذه الشرعية على الرئيس ونطالبه العمل بمقتضاها في كل الملفات فهو رئيس للشعب الفلسطيني وليس للمقاطعة ولكن ماذا فعل الرئيس لتثبيت هذه الشرعية فصل نواب فتح من التشريعي ووقف رواتبهم وقود المؤسسات وتغول على القانون من اجل انتزاع صلاحيات ليست له استخدم الرواتب سيف مسلط على رقبة كل من يخالفه الراي ,الشرعية تمنحها الجماهير ,فلن اسأل كيف هي جماهيرية الرئيس في غزة أو القدس العاصمة أو مخيمات الضفة بل كيف هي في قرى رام الله وضواحيها, وأذكرك بان مناصرين دحلان وكوادره هم من هبوا للدفاع عن الرئيس في اكثر من مناسبة فكافئهم بقطع رواتبهم وفصلهم, فماذا نفعل اذا كان الرئيس لا يريد غزة وأهلها .
اسأل كل من يهاجم التفاهمات وطبقا لتصريحات نشرت للرئيس صباح اليوم انه مستمر في إجراءاته لعقاب غزة من اجل عقاب حماس ما هو المطلوب منا كمواطنين أن ننظر إلى أبنائنا وهم يشويهم الحر ويقتلهم المرض نظرا للظروف المعيشية السيئة التي نحيا ونتأمل مستقبل أبنائنا وهو يضيع بعد أن ضاع مستقبلنا ونستمر عشرة سنوات أخرى ومطلوب منا أن نقول شكرا سيادة الرئيس بالله عليك هل هذا هو المقبول أتمنى عليكم زيارة غزة والبقاء بيننا شهر واحد فقط ... لا تستغرب يا دكتور الإحصائية التي اطلقت وجاء فيها رغبة الناس بالهجرة فقد وصل الناس لمرحلة الكفر بكل الشعارات ...
في الختام أطمئنك دكتور حسب مصادرنا وما اطلعنا عليه كصحفيين وإعلاميين أن مقتضى التفاهمات وطني بامتياز لقطع الطريق على أي مشاريع مشبوهة والخروج بالناس من حالة الكفر الوطني الذي وصلوا له وسيكون هناك ما هو ملموس ولن يكون الهدف بالمطلق ما يتم الترويج له حسب المصطلح الجديد فصل غزة وإنما تثبيت غزة مرة أخرى على قائمة أولويات الوطن وجعلها رافعة لمشروعنا الوطني وقضيتنا المركزية.