منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 دة. عصمت حوسو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:26 am

خرف المرأة الاجتماعي
دة. عصمت حوسو Main_image5963c4a5ed6ef

دة. عصمت حوسو
لا أتحدث هنا عن الخرف كمرض من ناحية طبية وإنما أتناوله كمرض اجتماعي من ناحية فكرية وسلوكية، ومن منطلق واقعي بحت بناءً على مشاهداتي في الحياة بشكل عام وبعض الحالات (المرضية) بشكل خاص. 
غدت مقولة "الشباب والزهايمر لا يجتمعان " محض خرافة، حيث شكّك الأطباء في بعض من أبحاثهم العلمية الحديثة في صحة ذلك الاعتقاد السائد: بأن الخرف وأشهر أشكاله (الزهايمر) لا يحدث الا في سنّ الخمسين وما فوق، فرصدوا علامات أولية للإصابة به مبكراً في مرحلة (الثلاثين) من العمر أيضاً.
الخرف الاجتماعي والمبكر منه على وجه الخصوص يتفشى في العقول ويصيب المتلقي سواء المشاهد  أو القارئ أو المستمع بالذهول ، وربما علينا هنا إدراك حجم الفجيعة وتقبّل الحقيقة  المُرّة بأن هذا المرض يصيب (النساء) أكثر من الرجال للأسف الشديد ؛ فتظهر على المرأة الأعراض بحيث تبدو أكثر اضطراباً وتميل إلى زجّ نفسها في معترك متشعّب " أخلاقيا " وفكرياً وحياتياً وعلائقياً، طبعاً هذا بسبب معاناة شديدة نتيجة لصراعات داخلية ناجمة عن عدم (الثقة بالنفس) وعدم الرضى عن وضعها الاجتماعي. وتتفاقم تلك المعاناة بتفاقم شعورها (بالدونية) اتجاه من هن أفضل منها، أو من هن محبوبات ومشهورات وناجحات أكثر منها، وربما من هن سعيدات في الحب والزواج وهي لا تشعر بذلك، وقد يكون السبب أحياناً الطمع وفراغة العين والنظر الدائم لما في يد الغير.
(خرف الشيخوخة) عادة يبدأ بتراجع في حاسة الشمّ بين معظم المرضى، ثم يزداد تطوراً الى أن يُصيب قدرات الانسان اللغوية والتعبيرية التي تتناقص بتزايد ملحوظ مع الوقت الى أن تُصيب قدراته الحركية ومهاراته الانتقالية.
هي نفسها تلك الأعراض السابقة التي تظهر على (الخرف المبكر للمرأة) من زاوية اجتماعية ولكن بشكل مختلف، فمثلاً تراجع حاسة الشمّ في خرف الشيخوخة تعادل قلة الذوق والتبجّح اللاأخلاقي في الخرف الاجتماعي، أما القدرات الفكرية فتُصاب في هذه الحالة بالوهم والخيالات والتهيؤات، وتصاب القدرة التعبيرية واللغوية بنشاط حادّ في مهارة التأليف ونسج الأكاذيب والقصص الوهمية؛ فتكون كلها من نسج الخيال  والبناء عليها قصة لمسلسل من إخراج هندي أو ربما تركي. ثم تبدأ المحاولات الحثيثة اللامتناهية لإقناع من حولها بصحة أكاذيبها على الرغم أنها عارية تماماً عن الحقيقة، ومن يسعفهن الحظ بامتلاك قدرة الكتابة والتأليف يلجأن لها للترويج لقصص الخيال المرغوبة في (العقل الباطن) بغطاء الأدب. أي  (كذبت الكذبة وصدقتها )..
أعراض خرف المرأة الاجتماعي المبكر يبدأ بداء (التقمّص)؛ إما تقمّص شخصية معينة -بنسخة مزيفة قريبة من الأصل- للاستحواذ عليها ولفت نظرها، أو بتقمّص فكر ولغة ومظهر شخصية ما مبهورة بها لحين الوصول  اليها والى مآربها لاحقاً، بمعنى آخر ممارسة داء التقمّص بجميع أشكاله لهدف ما، وهذا أول وأهم عرض لمرض الخرف النسوي . بالإضافة الى ممارسة لعبة الضحية والمظلومة وأنها دائماً على صواب وصاحبة حق ومحيطها كله لا يقدرها ولا يفهمها، علاقات مشبوهة مع الرجال بحجة (الصداقة)، كما أنها تحافظ على وضعها الحالي -وإن كان متعباً- لحين عثورها على (البديل) وإن لم يكن متاحاً أو حتى ليس من حقها. هنا تبدأ ألاعيبها الخرفية المصاحبة للوساوس فغالباً المخرفنات يعانين من جميع أنواع الوساوس خصوصاً (وسواس الحب القهري)، وهنا لا يسعنا الا أن ندعو لمن يقع عليه  أو عليها وسواس تلك المرأة بالرحمة والحماية من ربّ العباد فهو وحده  القادر على تخليصه من قرف وسواسها المزعج  والمتعب جداً حدّ الموت البطيء أو ربما الجلطة القاتلة..
تتميز تلك المرأة بالدهاء الثعلبي لذلك من الصعب جداً رصد خرفها لقدرتها على خداع من حولها بزيف شخصيتها وكهنها في إخفاء حقيقتها المرضية، وتغفل تلك المريضة أن حقيقتها معروفة وخباياها مكشوفة وألاعيبها مفضوحة. وحده الطبيب القادر على علاجها لخطورة حالتها فهي (كناسخ الكير) كوصف الرسول عليه الصلاة والسلام (إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)، كان الله في عون ذلك الطبيب - وأمدّ الله في عمره-  لعلاج تلك الفئة من النسوان وحماية المجتمع من الأذى الصادر عن تلك المرأة  المصابة بالخرف لأنها تسبب دمار المجتمع في زوجها وأهلها وعملها وأي مكان توجد فيه..
أما أشكال الضرر الناجم عن خرف المرأة الاجتماعي يتراوح بأثره السلبي عليها (أولاً) ثم على محيطها : خيانة الأمانة بما يخدم مصالحها وبما يؤكد خرفها، تفاقم الفراغ الحياتي والخواء الفكري والأخلاقي، سرقة ممتلكات الغير، التبلّي على الآخرين، الثرثرة، القدرة الخارقة على التمثيل، احتراف الكذب، الرغبة الدائمة في الإيذاء، ظلم الزوج والأهل، كره الأطفال، التظاهر بالتعقّل أحياناً واستغلال المرض في كثير من الأحيان، الهجوم خير وسيلة للدفاع، الغاية تبرّر الوسيلة، أسوأ تلك الأعراض المضرّة جداً على الإطلاق هي التبجّح وعدم الخجل من سلوكها المشين فهي لا تؤمن بحديث (( اذا بُليتم فاستتروا)). هناك الكثير الكثير من الأعراض وأضرارها عافانا الله وحمانا من الوقوع في شرك أولئك المصابات لأن خرفهنّ  قد يُلحق الضرر بالأحياء والأموات دون استثناء. وأنصح هنا بضرورة معاملة  (المريضة) بحذر شديد وبطريقة تتسم بالصبر على كثرة الكلام النابع من الخيالات والتكهنات، ويُفضّل أن تكون الحوارات والزيارات من قبل الأقارب والأصدقاء قصيرة جداً حتى لا تتعب المريضة ذهنياً وتشتدّ عليها الوساوس .
 
الخرف  الذي يصيب المرأة بحاجه الى عقاقير دوائية وأخلاقية زاجرة ورادعة في ذات الوقت حتى لا تنتقل عدوى الانحطاط الأخلاقي صوب فئات المجتمع ، خصوصاً إذا كانت تخفي مرضها وتُظهر للآخر براعة مشبوهة بالكتابة والتعقّل، وتمثيل مفضوح على التمسك بالقيم والمبادىء الوطنية لخرقها السافر للقيم الفطرية التي نشأنا عليها. إن خرف المرأة الاجتماعي خطير جداً ومرعب في ذات الوقت لأنه يقودها الى أفعال شنيعة تتسم بالخيانة أو المجاهره بالمعصية أو الفجور مع رداء (مزيف) من التعفّف ، وهذا مفاده خرف مبكر يتفاقم يوما بعد يوم !!
إن خطورة خرف المرأة المبكر يكمن في عدم ملاحظة الأعراض والأضرار بشكل مباشر الا حين يحدث ما لا يُحمد عُقباه، ويتفاقم الأذى ويعمّ الجميع في حال عدم الإدراك الحقيقي وعدم الانتباه إلى شطحاتها الذهنية واختلالاتها العصبية وتصوراتها وخيالاتها التي تتسم بالتخبط والتشرذم والنزوح الفكري وزجّ النفس في هوادة الهاوية والجنون دون تلقي علاج سريع أو حل (رادع) من الواجب تطبيقه فوراً.
غالباً لا ينتبه الشريك والأهل للتلك الأعراض الخطيرة نتيجة تمثيلها عليهم مما يؤدي لغسل أدمغتهم بمحاولات إقناعها لهم بعقلانيتها وبمواهبها، أدعو لزوج المريضة التي تُصاب بالخرف أن يصحو من غفوته وغفلته سريعاً وينتبه الى تصرفات زوجته ويعالجها فوراً قبل أن تتسع دائرة الأذى وتُصيبه ذاته بسبب سلوكاتها المرضية الطائشة ، وأنصح من يستطيع رصد تلك الأعراض إبلاغ (الأهل) فوراً بسلوك ابنتهم المشين اذا لم يحرك الزوج ساكناً..
 للحديث دوماً بقية وبقية أخرى ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: رد: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:30 am

الرجل (الصيّاد) والمرأة (القنّاصة)

ومن يجعل الضرغام بازاً لصيده تصيده الضرغام فيما تصيد... قصد المتنبي في هذا البيت الجميل أن من اتخذ الأسد صائداً يصيد به أتى عليه الأسد فصاده.. وإذا أردنا إسقاط بيت المتنبي على موضوع هذا المقال نقول في هذا المقام أنه من السهل جداً أن يتحول الرجل (الصياد) إلى طريدة سهلة إذا وقع بيد (قنّاصة) ماهرة.. وهنا المفارقة الموجعة... الفرق لغوياً بين الصيد والقنص أن الأول (بالعلن) أما الأخير فهو (بالخفاء)، لذلك ينطبق الصيد على الرجل أكثر لأنه يمتلك رخصة اجتماعية لممارسة هواية صيد النساء، في حين أن المرأة القنّاصة لا تستطيع ممارسةقنص الرجال إلاّ في الخفاء. فمحددات المجتمع الكثيرة التي تُمارَس على المرأة تُلزمها بممارسة تلك الهواية القميئة بالخفاء، إما خوفاً من الفضائح أو لحماية نفسها من القتل بداعي الشرف أو ربما الرعب من تهمة إفسادرابطة زوجية مثلاً. على الرغم أن العهر الأخلاقي لبعضهن حالياً لا يمنعهن من التبجّح علناً بهواية قنص الرجال.. (فهو) دائم التبجّح أما (هي) فجديدة على هذا (الكار) المشين وهو بدوره جديد علينا ... ومن الفروق الأخرى بين الصيد والقنص، أن هواية الصيد تُطلق على عدد غير محدّد من الطرائد كما هو الرجل، أما هواية القنص تُطلق على طريدة محددة تماماً، وكذلك هي المرأة؛؛ فتحدّد طريدها الرجل بدقة متناهيةوليس بشكل عبثي كالرجل. فالصيد (هواية) أما القنص فهو (احتراف) ومرحلة متقدمة جداً من الصيد، فالقنّاصة تحتاج الى التخطيط والتحضير التامّ للانقضاض على الفريسة، أما الصياد يعتمد على الارتجال في كثير منالأحيان .. وفي كل الأحوال ورغم الفروق بين هوايات الصيد والقنص إلاّ أنهما كليهما يشتركان بفنّ (المراوغة) والتمويه والصبر على الفريسة، وتتطلب مهمتهما ذكاءً شديداً لإسقاط الهدف، وتختلف نقطة ضعف الهدف من شخصلآخر ومن جنس لآخر. فمثلاً قد تكون نقطة الضعف الإغراء الجسدي أو ربما العقلي، أو قد يكون الإغراء المالي، أو إغراء السلطة والشهرة أيضاً، أما أكثرهما فتكاً وخطورة هو إتقان فنّ (التقمّص) للإيقاع بالضحيةالهدف... الرجل الصياد يقتنص الفرص لينقضّ على الطريدة، فالرجل بطبعه خائن خوّان (الا من رحم ربي) لذلك قد تعتبر صفة الخيانة لا تنطبق إلاّ على المرأة، لأن الصورة النمطية المعتادة عنها أنها (صنوّ الوفاء). فنزعة بعضالنساء للبحث عن ملذاتهن خارج أطر العلاقة المؤسسية (الزواج) مهما كانت صيغتها إنما هي من باب تخلّق المرأة بأخلاق الرجال الصيادين.. الرجل يمارس هواية الصيد في علاقاته مع النساء؛ فالصيد (الصعب) يكون أمامه بمثابة صيد (الفيل)، لذلك يتطلب منه مجهود عالٍ جداً ويرافقه متعةً بمقدار التعب نفسه عندما ينجح بصيده. أما المرأة القناصة التي تطاردالرجل فتكون بمثابة صيد (الأرنب) له، فلا يكترث لها لأنه يدرك سهولة صيدها إن رغب بذلك. وإن كانت (معجبة جداً) وتريد الإيقاع به -سواء كان قابلاً للإيقاع أو حتى عصياً عليه- فيقع فريسة لها بسهولة شديدة؛ فدماغالمرأة خطير جداً وتستطيع أن تصل لما تريد.. فاختاري أيتها المرأة ماذا تفضلين أن تكوني فيل أم أرنب!!! واختار أيها الرجل مع من تكون: الأصل الوفاء أم التقليد المشاع !!! ما يسلّي الرجل الصياد في علاقاته المتكررة اللامتناهية، هو تأمله للنساء في تذبذب مواقفهن وغباء تصرفهن أمام الإشارات المزورة للحب، فهو يحتاج أن يجنّ بين الحين والآخر-ولو كذباً- ليمارس على الحياة سطوة ذكائه(الذكوري) كسارقٍ لن يُمسك يوماً بالجرم المشهود. شيء شبيه باللعبة اعتاد على ممارستها دوماً مع أنثاه الحقيقية وهي الحياة.. فعندما يمسح الرجل مكالماته مع (صيده الجديد) قبل العودة إلى زوجته، فهو يتبرأ منها خوفاً أن يثبت عليه وجودها في حياته من خلال هاتفه، فبنظره لا علاقة نسائية تستحق أن يخسر من أجلها مكاسبه الاجتماعية، وإنادّعى العكس. لأنه يؤمن أن الحب سطوٌ مشروع لا (علاقة شرعية) للأسف الشديد، ويفضل أن يعيشه هكذا بهواية الصيد المتكرر، وعناوين جنونه في التقائه بفرائسه ومغانم صيده لها أماكن مختلفة أو بلدان مختلفة أو حتىأرقام وهواتف مختلفة.. الرجل الصياد نفسه عندما يختار زوجة له يريدها زهرة لم يمتلك سرّها أحد، لونها مستعصٍ على التفسير، لم تخلع عنها عباءة الحياء بعد، فقد اعتاد الورود سيئة السمعة التي تتحرش بقاطفها وتُشهر لونها وعطرها، فتلكحتماً ستجد دائماً (عابر سبيل) يشتريها. أما هو يريدها (زوجة منزل) فقط ليعود بعد ذلك لممارسة هوايته بصيد النساء مرات ومرات، ولن يملأ عينيه من صيده المتكرر إلا تراب مقبرته.. أما المرأة القناصة من إناث الشهوة، وصائدات الثروة، معتادات النزوة، وراغبات الشهرة، ستبقى في غيبوبة النشوة تحت تأثير الخدر العشقي إلى أن يأتي اليوم الذي يُدميها ويتركها تنزف من ظلم فقدانه وسط الأمواجالعاتية للحياة، وهو يفعل ذلك مع كل امرأة توهّم حبها أو أوهمها حبّه.. فكيف لامرأة حتى لو كانت قناصة ماهرة أن تنسى رجلاً آسراً ومدمراً الى هذا الحدّ، برقتّه وشراسته، غموضه وشفافيته، لطفه وعنفه، حقيقته وتعددأقنعته.. كل امرأة تعتقد أنها تملك نسخة فريدة من كتاب الحب مع ذلك الرجل، وتعتقد أيضاً أنها هي وحدها القارئة والبطلة فيه، (ولا أحد) سيصدّق يوماً ما سترويه من (حصرية) حبه لها لمتانة أقنعته واعتياده على الحبالعابر: غنائم صيده المتجدد؛؛ لا أحد سيصدقها أو حتى يشعر معها.. فمثل تلك العلاقة تفجر جنون كيمياء من (شذى وأذى) معاً تتراوح بين كرٍّ وفرّ، وبين مكر وعنبر في ذات الوقت، لا نجاة لامرأة مهما كانت قناصة ماهرةمن كوارث عبقها وألم وخامتها في نهايتها.. فاحذرن روعة ورقيّ البداية حتى لا تقعن فرائس وتوجعكنّ النهاية.. ثمة رجال ونساء يبثّون ذبذبات سلبية نابعة من رائحة خيانتهم النتنة دون وعي منهم، يبررون سلوكاتهم القبيحة بكآبتهم وهمومهم أو حتى ضغوطهم المزيفة، وفي الحقيقة هي عقد النقص المتراكمة لديهم وعقدهم المتكاثرةكنتيجة حتمية لأمراضهم النفسية المزمنة، وهنا وجب علينا كمختصين انتشالهم من وحل أنفسهم. لكن بعضاً من هؤلاء لا أمل منهم للأسف الشديد، فمهما تمدّ لهم يد النجدة على أملٍ فإذا بطاقتهم السلبية تتشبث بتلابيبك حدّالإغراق في بركة مياه آسنة.. إن الشرف والصدق صنوان لا يفترقان؛ فشرف الإنسان رجلاً كان أم امرأة يكون بالصدق، كلّ الصدق في التفكير والإحساس والأفعال. فالشرف هو أحادية الحياة لا ازدواجيتها وهي نفسها في العلانية والخفاء. فمنالضروريات الملحة لكرامة الإنسان تلاصق شرفه بالصدق، أما العكس، فإنه يقتل العقول والأنفاس وتودي بصاحبها الى الدرك الأسفل في كل شيء، أي في الحضيض، فيخسر الإنسان الدين والدنيا معاً.. وتبقى الكرامةدوماً هي العنوان... وإن عدنا الى شعر محمود درويش وربطه المرأة بالوطن عندما قال" الأرض أم أنتِ عندي أم أنتما توأمان"، والى شاعر المرأة نزار قباني واعتبارها الوطن ذاته عندما قال" فهل المرأة شيء آخر غير الوطن"، نصللحقيقة مفادها أن الرجل الصياد والمرأة القناصة ليس لديهم أصالة الانتماء، وحميمية اللقاء، وعنفوان الكرامة والكبرياء، وأبدية (الوفاء) للوطن؛؛ فالوطن واحد لا أوطان عابرة وكذلك المرأة فهي المصير لا (عابرة سرير)..فمن يخون امرأته ومن تخون رجلها لا غرابة حينها البتّة من خيانة الوطن.. فالمبادىء لا تُجَزّأ..   أختم المقال بحسرة غياب (الحياء) في الوقت الحاضر، فقد أمسى نوع من أنواع الأناقة المفقودة، شيء من البهاء الغامض الذي ما عاد يُرى على وجوه بعض البشر من الجنسين على حدّ سواء للأسف الشديد وبحسرة أكثر... دة. عصمت حوسو رئيسة مركز الجندر(النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: رد: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:40 am

كتاب الجندر تأليف الدكتورة عصمت حوسو رئيسة مركز الجندر (النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية متوفر (( فقط)) في المركز. لمن يرغب الحصول على نسخة نرجو التواصل مع مركز الجندر.


دة. عصمت حوسو 15823664_1366673543374751_5300518546994896555_n

A gender book by Dr. Ismet Ḩwsw, head of gender centre (social type) for women's and social counselling is available ((only)) at the centre. Who wants to get a copy please contact the gender center.



حكيم الأحرار محمد الحباشنة زوج وأكثر
دة. عصمت حوسو 192996_26_1491246049
الدكتورة عصمت حوسو مع زوجها الطبيب محمد الحباشنة
خاص بـ "خبرني" كتبت: دة. عصمت حوسو قلتَ لي في آخر أشعارك غداة آخر عام بدأته معي : "وإني وإن ضاقت فأنتِ حربتي، وإني وإن غابت فأنتِ عصمتي، وإني وإن شُحّتْ عليّ مسافتي وخاصمني ربي فأنتِ جنّتي، أحبك بنت العم يا أصل الحلا ويا كلّ كلّ الأهل أنتِ حبيبتي"... ردّي على كلماتك كنتَ قد سمعته مني في ذاك الوقت، أما ردّي بعد أن تمعّنتُ بها بعد رحيلك وكأنك كنت تودعني حينها فأقول لك عساك تسمعني الآن يا موطني : لو كان البحر مداداً لكلماتك لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلماتك ولو جاءوا بمثلها مدداً، أنت ذهبت واستحالة المآل وبقيت لي كلماتك وذكرياتك بعطر الياسمين.. غدت أيامي مُرّة متشابهة، وبات الليل موحشاً جداً، فقد تركت القلب يُدمي مثقلاً تائهاً في الليل في عمق الضباب، وإذا بي أطوي وحيدة حائرة اقطع الدرب طويلاً في اكتئاب، ويأتي الليل موحشاً تتلاقى فيه أمواج العذاب، لم يعد يبرق في ليلي سنا فقد توارت كل أنوار الشهاب، وخلت الأماكن من معانيها ثم توقف الزمن عند رحيلك، وبتُّ أعيش على ذكرى سنيننا معاً وإن كانت قليلة، لكنها كانت غزيرة بالحب ومليئة بالسعادة وتفيض بذكريات تفوق عقوداً من العشرة لأزواجٍ غيرنا. فقليلٌ منك يكفيني وقليلُك لا يُقال له قليلُ... مرّت سنة يا موطني؛؛ سنة ثقيلة معتمة بنكهة مرّة لاسعة بحرارة الفقد، فلم أفقد الحبّ فقط وإنما فقدت أيضاً تلك القوة من زوج طوقتني بحنان أب ودفىء صديق وأمان وطن؛ هي قوة ذلك الرجل الذي أجّج أنوثتي بصخب رجولته وحبّه الآسر، فشعرت باليُتْم العاطفي منذ رحيله، وعانيت قساوة الغربة ومرارة الوحدة وحرارة الغياب لفرط ما راكمتُ في هذه السنة سنوات من الحزن والوحدة والمرار. وعلى الرغم أنه وعدني أن يكون ما بيننا أبدي ولكنه نسي أن يخبرني قبل أن يرحل أهو حبه أم وجعي.. إن جذوة فجيعتي برحيله المفاجىء تتوهّج من جديد كلما مرّ طيفه أو لاحت ذكراه، باغته على حين غرّة ذلك الزائر الفجائي كعادته دون موعد أو سابق إنذار وهو في ذروة عطائه، فقهقه له للخلاص من كدر الدنيا، فارتاح هو وبكينا جميعاً بحسرة موجعة وألم الفراق، فأرداني موته المباغت مشلولة متجمدة بين مرحلة الإنكار والغضب، فهل سيأتي ذلك الوقت لأتقبّل هذه الحياة الجديدة ومكانه خالٍ ؟؟؟ غادرتنا مبكراً جداً يا محمد وأنت في زهو الشعر وربيعه، لربما سيهطل من هناك ورداً وغناءً لوطن ظامىء للغزل ... اسمح لي يا حكيم ويا زوجي وتوأم روحي بعد مرور سنة كاملة من غيابك مليئة بالحسرة والألم والوجع وغربة الوطن لرثائك، على الرغم أن الكلمات دائماً تقف حائرة أمام هيبتك فقد كنت سيد الكلمات وفارس البلاغة، وعيون الأحرار ممن أحبوك وعرفوك وخبروك وأدمنوك أمضى من كل قول لأنك عربيّ اليد والفم واللسان حدّ النخاع.... أرهقني جداً مشهدك وأنت جاثم على سرير الموت مع أني أحببتك وأدمنتك في جميع الأحوال، فقد اعتدت عليك دوماً في وضعية الوثوب؛ فكنت مسدس عربي أردني فلسطيني عراقي مصري سوري لبناني يمني ليبي جاهز دائماً ومسحوب الديك، ينفلت دون عقال عند أية قضية ترى فيها الحق (صائباً كان أم أقل صواباً). ولمن يهوى عشرة الأسود فقد ساءه الحظ مع غياب محمد، ومن لا يحب محمد فهو يكره في نفسه الجود والشجاعة ولا يعشق الحرية والكرامة .. هذا الرجل استفاض من الدنيا صعوداً وهبوطاً، متعة ورهقة، وقد عصرته الحياة وعصرها حتى زهد العصير، أرهقته الثنائية المتناقضة من ميراث ثقيل من المجد ويوتوبيا الوحدة القومية. أسعفته أشعاره وكلماته إلى حين حيث استخدمها لتشتيت آماله القومية الضاجّة وهاجس فلسطين وجع الخاصرة فطالما استفاقت عليه جراحاته، وأدرك هزلية الموقف، وعبثية النهوض والنضال، وغموض البوصلة وتيهها نحو العدوّ الحقيقي. خلع منكّهات الحياة من فمه واستسلم للموت ليتذوق هو الحقيقة الوحيدة المطلقة ويذيقنا نحن مرّها... كان يحب أشعار المتنبي جداً واعتبره أنه غار في النفس البشرية والسلوك الإنساني قبل فلاطحة العلوم النفسية بمسافات طويلة. ومن أحب الأبيات الشعرية له وكان يبوح به عندما يُخذل أو يُصدم وما أكثرها تلك المواقف :- "ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى عدواً له ما من مودته بُدُّ " ... قِرّ عيناً يا زوجي وتوأم روحي فلن تفتحها بعد الآن على عدوٍ أو لئيم فقد أراحك الله منهم جميعاً. مدحوك أو ذمّوك، رثوك أو هجوك، ذكروك أو نسوك، خلّدوك أو خلعوك، حفظوك أو خانوك، فضحوك أو ستروك فأنت نظيف السريرة والضمير والعروبة.. دامت ذكراك فقد أوجعتنا بغيابك وعلى مثلك تبكي البواكي يا حكيم الأحرار ... هذه نفثة من صدري كتبتها بمداد المحبة على الرغم أن حبك لا تكفيه حروف الأبجدية ولا حتى كل اللغات، وإن شئت أن أبكي دماً عليه لبكيته ولكن ساحة الصبر أوسع. لعلّ الكلمات تنسيني زرقة الكدمات التي خلّفها رحيلك، ولعلّ الأقلام تكفي ما بي من حزنٍ وشجنٍ، وليت الأيام تنسيني ما عانيته من ألمٍ ومن خبرات صادمة بعد رحيلك.. سأحافظ على وعدي وسأبقى كما أحببتني وكما عهدتني (امرأة حرّة) قوية صامدة، وسوف أمضي مثلما كنت تلقاني في وجه الصعاب، وسوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا يرتضي ضعفاً بقولٍ أو فعلٍ أو جواب.. وستبقى الحب الذي انكسر قلبي بفراقه وخيّم عليه الحزن بألوانه، فكل شيء جميل لن يمحيه ألم الصدمات وأثر الكدمات أو طول السنين ... أنتٓ وأنا تطابقنا بمسافة مداها التاريخ ووحدة وشائجها كل شيء، فنحن توأمة بجينات متطابقة، وطنان من رحمٍ واحد، ونحن معاً ننتمي للأردن كما ننتمي لفلسطين وكلّنا فخر؛ فأنّى أن ينزعوا منا حبّ أحدهما ... الله يرحمك ويغفرلك يا حكيم الأحرار، أيها الطبيب الإنسان، نعم خسر الوطن قامتك العلمية وهامتك الوطنية وهيبتك الفكرية ولكن؛؛ خسارتي أنا كانت الأكبر فقد كنت زوجاً وأكثر... زوجتك : دة. عصمت حوسو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: رد: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:41 am

إن كيدهنّ عظيم


دة. عصمت حوسو
المكر والحيلة والخداع التي تتمتع به بعض (النسوان) العازبات منهن أو المتزوجات لا فرق؛ يفوق ضرره الوسواس الخنّاس خطراً.
فهنّ دائمات التخطيط والتدبير لإيذاء من هنّ أفضل منهن شأناً وأرفع منهن قدراً وأعلىمنهن منزلة في البلاد وبين العباد، فلولا شعور تلك النسوة بالدونية وعدم استطاعتهن الوصول لما وصلن اليه -النساء الحقيقيات لا النسوان- لما قمنَ بحملات القصف والتشويه والإيذاء واغتيال الشخصية واختلاق الأكاذيبحول من يشعرن اتجاههن بالغيرة المفرطة.
العداوة (الجليّة) المعلنة لتلك النوعية من النسوة لا تُخيف أبداً لأن جاهزية  الصدّ لإيذائهن والوقاية منها تكون حاضرة وفي حالة تأهبّ دائم، ما يؤذي حقاً وما يؤلم في ذات الوقت عندما تكون العداوة (خفية) وتأتي الطعنة منالظهر ممن كنا نعتقد أنهنّ أقرب الناس إلينا؛ فالإيذاء هنا أشدّ وقعاً على النفس وأكثر إيلاماً لأنه يأتي من مسافة قريبة جداً، ولأن الصدمة تكون أكثر وجعاً من السلوك المؤذي نفسه.
لا يوجد تفسير لذلك السلوك البغيضسوى (الأنانية) المطلقة بالإضافة الى الحقد والحسد والغيرة الشديدة، مثل تلك التصرفات لا يمكن تفسيرها بالمنطق على الإطلاق لأنها لا تنمّ الاّ عن نفسٍ مريضة ترفض أن ترى (السعادة) تغمر من حولها، كما ترفض لهنالتقدم والنجاح والشهرة، فتبقى تلك الفئة من النساء أسيرة في عالم  أسود مليء بالأنانية المقيتة وحبّ الذات المفرط حدّ المرض، وتكمن خطورته عندما يتم تغطيته بغلاف الدين المُفصّل على أهوائهن وأمزجتهن وبما يخدممصالحهن.
على الرغم أن التشريح الدماغي للمرأة يمنحها قدرات عقلية خطيرة ورائعة اذا أتيحت لها الفرصة لتطويرها بالعلم والمعرفة والإنتاج بما يخدم عائلتها والمجتمع والآخرين، فقدراتها العقلية (الحلزونية) تمنحها القدرة علىالتفكير بعدة أمور في آنٍ واحد وتحليلها وربطها ببعضها مرة واحدة، ويمنحها القدرة أيضاً على القيام بعدة أدوار معاً، كذلك يمنحها المهارة  لتكوين العديد من العلاقات في ذات الوقت، وهذا ما يعجز عنه الرجل لأنه تفكيرهمتتابع ويسير في (خطوط مستقيمة) لا متشعبة كما المرأة.
تلك القدرة العقلية عند المرأة هو معيار قوتها في المجتمع الذكوري الذي يمنح الرجل حقوقاً أكثر وامتيازات أعلى، فتبعاً لهذا الاستقواء الذكوري يبقى لهن عقولهنفقط لاغتصاب حقوقهن؛ فبات العقل هنا هو أساس القوة لهن.
ولكن للأسف الشديد ما يحدث على أرض الواقع فعلياً هو استخدام (بعض) النسوة قدراتهن العقلية الفاخرة في الحيلة والمكر والدسائس لبلوغ أهدافهن وتحقيقغاياتهن، وغالباً ما تكون ضد بنات جنسهن، لذلك شاعت مقولة "المرأة ضد المرأة" وزاد وجودها فعلياً لا لغواً على الرغم من ازدياد العمل في هذا الحقل من قبل الحقوقيات ومؤسسات المرأة.
الصورة النمطية لسمة (الكيد) وربطها بالمرأة لا ينفي أبداً وجودها عند الرجال كذلك، وفي كل الأحوال هي صفة مذمومة ورذيلة لا تليق بالإنسان سواء كان رجلاً أم امرأة على الصعيدين الفردي والمجتمعي.
مشاهد كيد النساء ومكرهنّ كثيرة جداً للأسف، فقد تظهر مثلا بمشهد المرأة (المسترجلة) المتملكة التي تريد أن تتملك صديقاتها وأن تفرض عليهن قوتها وإخضاعهن قسراً تحت إمرتها وتمنعهن من صداقات أخرى، أو حتىتحرّم عليهن الحبّ والزواج أيضاً، فمثل تلك المرأة تتحول (لعدوّة) بسهولة جداً عندما تنفلت منها زمام القوة.
وهناك مشهد المرأة (العزباء) التي فاتها قطار الزواج فتشعر بالغيرة الشديدة عند زواج صديقاتها أو وقوعهن فيالحبّ.
وهناك أيضاً مشهد المرأة (المطلقة) التي ترغب أن ترى غيرها بنفس وضعها حتى لا تشعر بالدونية وتحقد على المتزوجات والسعيدات منهن على وجه الخصوص، وقد تلجأ في بعض الأحيان الى تسميم أولادهالتخريب حياة طليقها خصوصاً في حال تزوج بامرأة أخرى أفضل منها ويعيش معها بسعادة.
وهناك مشهد (المرأة غير السعيدة) بزواجها وتسعى بوعيٍ تارة ودون وعيٍ تارة أخرى لتخريب حياة السعيدات من قريباتهاوصديقاتها وأحياناً بناتها من فرط الجهل. وهناك مشهد (المرأة الصديقة المزيفة) التي تطعن صديقتها بأغلى ما تملك أو في سمعتها أو حتى التخلّي عنها وقت حاجتها وأزماتها وقد تفرح أحياناً عند مصائبها حدّ الشماتة.
وهناك مشهد (المرأة الحسودة) التي تشتعل غيرتها ناراً ويهيج حسدها دماراً عندما تتزوج إحداهن من شخص معروف ومشهور ومحط إعجاب النساء، كحقد جميع البنات والنساء مثلاً على وفاء الكيلاني لزواجها من تيمحسن!! ومن هذا المشهد تحديداً هناك الكثير في مجتمعنا ليس فقط بين جمهور الفنّ.
وهناك مشهد (المرأة القنّاصة) التي تأخذ الرجل من زوجته وتخطط لذلك بالحيلة والخداع، واذا لم تنجح تُحوّل زوجته الى عدوة لها وتبدأبإزعاجها وتشويه صورة الزوج أمامها من فرط غيرتها لعدم تمكنها من أخذ مكانها.
وهناك أيضاً مشهد (المرأة الحقودة) التي لا تحب صديقاتها وقريباتها الا وهنّ في حالة يُرثى لها من الضعف والسقوط فهذه الحالة هيفرصتها لتشعر أنها في وضع أقوى، أما في حالة قوتهن وسعادتهن ونجاحهن يستفز ذلك حقدها وغيرتها لإيذائهن أو الاكتفاء بقصفهنّ الدائم بأقل تقدير.
وهناك (المرأة المستزوجة) التي تُنشّن على رجل تعتقد أنه مناسب لهاحتى لو لم يكن يحبها أو في حياته امرأة أخرى، فتلاحقه باهتمامها المتواصل تحت مظلة الصداقة المزعومة أو الزمالة الموهومة على أمل أن تظفر به يوماً ما، وقد تصل في بعض الأحيان الى حدّ تشويه صورة المرأة التييحبّ أمامه أو استفزازها باستمرار التواصل معه.
وهناك مشهد (المرأة الغيورة) التي تغار من أي امرأة أجمل منها أو أغنى منها أو أنجح منها أو محبوبة أكثر منها حتى لو كانت أصغر منها عمراً. وهناك مشهد (المرأةالمديرة) التي تزعج النساء العاملات إن كانت مسؤولة عنهن، أو تلك التي تستخدم جمالها ومفاتنها لا كفاءتها للترقّي والحصول على المنصب. أما المشهد الأكثر سوءًا هو (المرأة الحقوقية النسوية) عندما تؤذي تلك المرأةالتي تعمل في منظمات حقوق المرأة زميلاتها اللواتي يعملن معها بالمجال نفسه أو حتى غيره، وتعمل ضدهن بالعلن أو بالخفاء، وفي الوقت نفسه تشارك تلك المرأة ذاتها بمؤتمرات الدفاع عن المرأة وحقوقها؛ فهذا هوالمشهد المضحك المبكي فعلاً لمكر النساء وكيدهن مع الأسف الشديد.
اكتفي بهذا القدر من المشاهد البشعة جداً على الرغم أنها من وحي الواقع الذي نشهده دوماً، ومن وحي مشاهداتي  اليومية في مجال عملي، فهناك الكثير الكثير من المشاهد المؤلمة أيضاً التي تؤكد حقيقة مرّة مفادها إن كيد(بعضهن) عظيمٌ جداً .
فمن منا لم يمرّ بحياتها أحد تلك المشاهد إن لم تكن جميعها !!
اخترتُ  أن أصف هذه الظاهرة القميئة في شهر رمضان المبارك عسى من تجد نفسها بين السطور أن تستغل الفرصة وتسارع لتنقية ذاتها وغسل ذنوبها وتطهير نواياها في هذا الشهر الفضيل؛ فإن الله غفور رحيم، أماالنساء اللواتي عانين من قهر النساء وكيدهن فنسأل الله تعالى منحهنّ قوة العفو عند (المقدرة) الى حين.
دة. عصمت حوسو
رئيسة مركز الجندر (النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: رد: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:42 am

مش دبّانة دي قلوب مليانة

دة. عصمت حوسو
ما يظهر علينا جميعاً من تفاعلات نفسية وسلوكية في هذه الحقبة الزمنية المحلية والعربية العصيبة (حقبة العجائب) تقترب كثيراً من حالة (حسرة الحداد) والفقد في التشخيص النفسي، فالتفاعلات هي ذاتها التي تلي موت عزيز أو فقدان حبيب أو ضياع الأمل. الفرق هنا يقتصر أن الحداد الاعتيادي يحمل صفة (فردية) باقتصاره على ذوي الفقيد، في حين أن الحداد العام في هذه المرحلة يحمل صفة (جمعية) بشموله السواد الأعظم في الحداد الوطني والقومي في الوقت نفسه. إن التطرق لهذا الموضوع بات أكثر إلحاحاً في هذا الوقت بالذات من أي وقت آخر؛ وقت انعقاد (القمة العربية) القادمة: مطمح الأوطان الهزيلة ومأمل الشعوب العربية الفقيرة.. وهل هناك (حسرة) حداد أشدّ وأنكى من رؤية القتل والدم والتشويه وتهديم البيوت وتمزيق الأوطان وتهجير الشعوب والموت الفردي وبالجملة؟؟ أم هل يوجد خطورة تستدعي (الحداد العربي) أصعب من استشعار عدم مصداقية العالم، وفقدان بوصلة الاتجاه، وهلامية العدالة، وسيادة قانون الغاب؟؟؟ إن عجزنا عن تحقيق (حلمنا العربي) الكبير وارتباطنا الوجداني بمشاريع كبيرة تحمل صفة القومية -ربما حلم أكبر من مقاسنا- على الرغم من اختلاف آرائنا وأهوائنا، جعلت من كل مواطن فينا صاحب (بيت عزاء) يعاني حسرة الحداد وحرارة الفقد، ولكن كل على طريقته الخاصة تختلف باختلاف مدى شدة الارتباط بالوطن الصغير والكبير على حد سواء.. هذا الحلم العربي جعلنا نتشبث بمنطاد هواء عملاق بحجم حلمنا على أمل الارتفاع والتحليق عالياً بعلوّ الحرية وسموّها لاشتمام شذاها، ثم نكتشف بلحظة واحدة ونحن على ارتفاع (غير مأمون) أن هذا المنطاد الموهوم ما هو إلا (فقاعة) مصيرها أن تهوي بنا الى القاع تاركة فينا رضوضاً وإعاقات عديدة، وهذا هو حالنا في الوقت الراهن، إصاباتنا هنا دون شك على الإطلاق (نفسية) بحتة تأخذ شكل العواطف والسلوكات والانطباعات المسكونة بحسرة الحداد والخذلان وفقدان الأمل وتهاوي الحلم العربي.. ردات فعلنا الأولى باتجاه الأزمات المحلية والعربية غدت تأخذ شكل (الخدر العاطفي) قد تصل حداً أعلى أحياناً تقترب من (التبلّد العاطفي)، بسبب توالي الصدمات والفجائع العربية وتكرارها بمشاهد مأساوية تارة وهزلية تارة أخرى. تلك المشاعر هي خليطة غير مفهومة ولكنها حقاً مرهقة جداً، فمشاهد (الذهول) على وجوه بعضنا بعد كل حدث ما هي الا نوع من الحذر العاطفي وهو أيضاً متوقع. أما البعض الآخر منا يتميز باستخدام الدفاع النفسي الأكثر شهرة وهو دفاع (الإنكار) ويظهر على ردات فعلهم وطريقة تفاعلهم مع الأحداث، كاعتقادهم مثلاً أن معجزة ما ستحدث لا محالة ستخلصنا من أعداء الأمة، وستعيد لنا وطننا المسروق، وستوحد ما تفرّق من الأوطان، وستلمّ شمل من تشتت من الشعوب، وسترتق فتق العروبة بخيوط سحرية تقلب الحسابات جميعها!! للأسف هؤلاء لا يزالوا الى الآن في حالة الإنكار رافضين تقبل الواقع المرير ومعطيات المنطق البسيط. ندعو لهم بعودة محمودة الى بوتقة المنطق والواقع الحقيقي لا الخيالي.. المرحلة الثانية التي تلي الصدمة في حالة حسرة الحداد العربي هي ظهور مشاعر واضحة حادة من الحزن، والانسحاب الاجتماعي، والتجنّب لأحاديث وأخبار العرب والحرب، ثم تتغير النظرة الى العالم والحياة والمبادىء، وقد تترافق مع اضطرابات جسدية وبيولوجية مزعجة أغلبنا يعاني منها، والأخطر عندما تسود فكرة فقدان الأمل بالمستقبل مما يدعو الى ضعف الهمة وضعف الإنتاج وقلة الاهتمام بكل شيء قد يصل أحياناً حدّ إنهاء الحياة أملاً في حياة أخرى أكثر أماناً وعدالة.. ولكن من المفترض بنا بعد كل تلك الهزائم والأزمات أن ندرجها الى ملف خبراتنا وتجاربنا المرّة ونستفيد منها، فالجانب المليء من الكأس يفيدنا بقدرتنا على الخروج من تلك الأزمات بخبرات مفيدة حتى لو كانت صادمة، وبآليات تعامل أكثر نجاعة، وبقدرة أكبر على الصمود أمام العاصفة، وما أكثر العواصف.. ومن المفترض أيضاً أن نعيد صياغة أفكارنا ومعتقداتنا ونعيد النظر في إنجازاتنا، فالأفكار كالأسلحة تتبدل بتبدل الأيام، والذي يريد أن يبقى على آرائه (العتيقة) هو كمن يريد أن يحارب الرشاش بسلاح عنترة بن شدّاد أو يحارب الدبابة بوابل من الشتائم.. نحن جميعاً في الأردن وفي الوطن العربي الكبير نرقب بتوجس (قمة عربية عملاقة) تقاوم فينا الداء بضراوة الأشاوس، وحريٌ بنا أن نتوقع الأفضل هذه المرة؛ فكفى بنا أن نبقى مشدوهين بين خذلاننا لتلك القمم قبل انعقادها وخذلانها لنا بعد اجتماعها، فالعبرة لمن يعمل على (مناعة) قادمة يسقط على جدرانها ذلك الداء المسرطن؛؛ (فدرهم) وقاية خير من (برميل) علاج أو (صهاريج) سلاح ... (عودة المكبوت) هي حالة تظهر عند الأفراد الذين طفح الكيل بهم نتيجة ظروف قاسية متتالية، أو نتيجة لتعرضهم لحدث صادم فجّر لديهم ما لم يكونوا يتوقعوه، حيث لا شيء يضيع من الذاكرة. إن عودة المكبوت حالة يخشاها الفرد المأزوم ويستغرب عمقها وأبعادها؛ فنجده فرحاً مرة وقلقاً حزيناً ساكناً مرات، فتختلف ردّات فعله عليه نتيجة لحدث مفصلي في حياته الخاصة أو العامة، فيصبح مفصله النفسي ما قبل الحدث وما بعده، مما يفجّر لديه قمقم مختوم فقد السيطرة على استخدام الكفوف عليه التي جربها من قبل وتجاوبت معه. هذه الحالة الاضطرابية تقسم الزمن لديه الى شقين : قبل وبعد، زمن انتهى وزمن ابتدى، منذ الحدث المفصلي الذي حرك طاقاته. وبما أن الزمن متصل لا ينقطع واتجاهه واحد الى الأمام فقط، ولا يمكن أن يقف ويعود الى الوراء، تصيبنا تلك الأحداث المفصلية التي كنا نعلق عليها الآمال الكثيرة (بويلات) الحسرة والخذلان والتقاعس والشعور بالضعف والعجز والهزيمة ونصل لمرحلة (اللافعل) ونتمنى العودة للماضي مهما صعُب. وهذا ما حدث تماماً في الوطن العربي بحدثه المفصلي الهام ما سمي بالربيع العربي، فأصبح المفصل التاريخي العروبي الأحدث ما قبل الربيع العربي وما بعده.. نحن الأردنيون كما كثير من العرب الشرفاء بهويتنا الوطنية الجامعة ما زلنا قابضين على جمر الوفاء للوطن العربي ولا نحتمل حالة الغموض ولا الفراغ ولا النصر الكاذب، فلا يسكرنا انتصار ولا يخملنا انكسار؛ فنحن كالعائمين على بحيرة من السعادة ينعكس على صفحتها أديم السماء.. أخيراً أقول : طوبى للفرحين الذين يصنعون فرحهم بعد الكدر والألم.. استحضر هنا وبشدة أوبريت الحلم العربي: "أجيال ورا أجيال حتعيش على حلمنا والي نقوله اليوم محسوب على عمرنا، جايز ظلام الليل يبعدنا يوم إنما يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما، داه حلمنا طول عمرنا حضن يضمنا كلنا "... لا بديل أمامنا اليوم سوى الحفاظ على حلمنا، لعلنا نصل يوما ما الى حضن عربي يضمنا كلنا كلنا، فنتخلص هنا من الدبّانة وبنفضّي قلوبنا المليانة... نعلّق على القمة العربية القادمة همومنا وآمالنا وحلمنا العربي الكبير.... دة. عصمت حوسو رئيسة مركز الجندر(النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: رد: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:42 am

للأنقياء فقط!

د.عصمت حوسو
الاختلاف لا يعني الخلاف، واختلاف الرأي أو اختلاف الجنس أو اختلاف العرق أو اختلاف الدين أو اختلاف الجنسية لا يُفسد الودّ ولا يزرع الحقد... هنا على وجه الخصوص تطغى ثقافة (التسامح) فهو ثقافة للأنقياء فقط وربما للأذكياء أيضاً... قبل أن أبدأ الخوض بمفهوم التسامح والثقافة المرتبطة به أودّ أن أوضح (الخطأ الشائع) الذي يقع به البعض عند استخدام مفهوم "التسامح" للتعبير عن (قبول الآخر) المختلف سواء على أساس الدين أو الجنس أو الجنسية أو العرق أو الطائفة وغيرها. هنا المقصود بقبول الآخر - أي قبوله كما هو - دون عناء محاولات التغيير أو الحكم المسبق أو العنونة أو حتى الوصم، ثم خلق لغة حوار صحيحة معه. أما التسامح فيعني: الصفح عن الآخر على سلوك خاطىء مسيء سبّب الضرر والأذى واعطائه فرصة أخرى ، مع أخذ الحذر والحيطة حتى لا يقع الطرف المتضرر بفخ الأذى مرة أخرى، انطلاقاً من قاعدة سلوكية هامة مفادها ( المُجٓرّب لا يُجٓرّب) بحكم التجارب السابقة السيئة، فالمرة الأولى العيب منك أما اللاحقة الغباء منا.. والقانون لا يحمي المغفلين للأسف الشديد رغم حاجتهم الشديدة للحماية، أما القانون الأخلاقي الأصيل وعدالة تطبيق القانون بروح الرحمة والضمير يحمي الجميع في كل الظروف وفي جميع الأوقات... لذلك لا يجوز استخدام هذا المفهوم -أي التسامح- في إطار (التسامح الديني) مثلا؛؛ وكأن الديانة الأخرى تقع في دائرة الخطأ ونريد أن نصفح عنها!! وإنما يجب أن نردّد بدلا من ذلك مفهوم (قبول الاختلاف الديني)، وينسحب استبدال مفهوم التسامح بمفهوم (قبول الاختلاف) على كافة استخدامات مفهوم التسامح في إطار قبول الآخر المختلف.. الاعتقاد الخاطىء السائد في المجتمع أن مسامحة شخص يعني التغاضي عن السلوك العدواني الذي سبب ضرراً له أو لها، ولكن الصواب هو قبول الموقف رغبةً في المضيّ قُدُماً نحو مرحلة أكثر إيجابية في العلاقة، وهذا هو جوهر ثقافة التسامح. فهي عملية لا تصبّ في مصلحة الطرف الآخر الذي سبب الأذى بقدر ما تصبّ في المصلحة الشخصية، ببساطة لأنها تخلص الانسان من المشاعر السلبية كالغضب والحقد والاستياء والرغبة في الانتقام التي تدمر الشخص نفسه قبل ان تدمر الآخر ، فتقوده لإحلال الطاقة السلبية مكان الطاقة الإيجابية والإنتاجية لا بل تعطيلها وتجميدها بسبب احتلال الأفكار السلبية لمساحة كبيرة من الدماغ. فالطاقة السلبية تدمر صاحبها أولاً ولا تزول من تلقاء نفسها وإنما من خلال تحديد الأفكار المرتبطة بها ومعالجتها بوسائل تنفيس ملائمة وتكنيكات خاصة.. ان تعلّم ثقافة التسامح تتطلب مجهودا ذهنياً وعاطفياً كبيراً، لذلك تعتبر عملية صعبة وبطيئة لأنها ترتبط بشعور استحقاق الحب والاحترام وقبول الاختلاف لسمات الآخر وتوجهاته وآرائه، ولتعلّم تلك الثقافة يجب تعلّم (ثقافة الاعتذار) أولاً، من خلال الاعتراف بالخطأ وان يتحمل كل طرف مسؤولية الأقوال والأفعال في موقف الخلاف وتجنب الحالة الدفاعية حتى لا يتم دفع الطرف الآخر نحو الحالة الهجومية. فالاعتراف بالخطأ وتحمل عواقبه والاعتذار عنه وقبول الطرف الآخر كما هو بحسناته وعيوبه يخلّص الانسان من الشعور بالذنب ويسهّل عملية التسامح بسبب التحرر من مشاعر الغضب والتعنّت، وبذلك تصبح العلاقة مع الآخر (المهم) أقوى وأمتن ومع الآخر (المختلف) أسهل وأكثر مرونة لأنها تخفف حدّة الاحتقان خلال التواصل وتقلّل من المشاكل والخلافات، وفي هذه الحالة بالتحديد فإن تصاعد العنف يزول بالضربة القاضية.. عندما يصل الشخص مرحلة التسامح هذا يعني نسيان (السلوك) الخاطىء تماماً وعدم ذكره أو (المعايرة) في كل مناسبة، وإنما استذكار السلوك والمواقف الجيدة الحديثة للسيطرة على عدم إثارة المشاعر السلبية مرة أخرى وتمتين العلاقة، سواء كانت العلاقة الزوجية أو العائلية أو الصداقة أو الزمالة أو مع الآخر المختلف. فالصفح عن شخص ما على ارتكابه الإيذاء أو سوء المعاملة لا يعني قبول ذلك السلوك، وإنما يعني بناء مستقبل قويّ ونقيّ من خلال التغلب على أخطاء الماضي. فالتسامح لا يغير الماضي ولكنه بالتأكيد يُثري المستقبل مع الحيطة والحذر بالطبع.. وفي حال تكرار الخطأ نفسه فيجب عندها إعادة النظر في استحقاق ذلك الشخص للتسامح حتى لا يتحول الأمر الى الاستغلال والتمادي في الأذى. وهنا الخطأ ليس في ثقافة التسامح نفسها وإنما قد يكون بالأسلوب المستخدم، وتفرض تلك الحالة تغيير الاستراتيجية المستخدمة لدرء تكرار الخطر والأذى، ولعلاج ذلك يتم التدرج بزيادة المسافة الاجتماعية مع الطرف الآخر ووضع حواجز نفسية ومعنوية وسلوكية، وتتزايد المسافة الاجتماعية بتناقص تجاوب الطرف الآخر. ولكن عندما نواجه الطرق المسدودة باتجاه ثقافة التسامح مع الآخر الذي لا يأبه بها مطلقاً فلا بدّ إذاً من (الكيّ) كآخر طرق العلاج، والكيّ سلوكيا يعني هنا: قطع العلاقة بشكل مطلق دون النظر الى الوراء أو حتى الندم.. التسامح لا يقتصر على مسامحة الآخر وإنما يكون التسامح مع النفس أيضا على الرغم أنه أكثر صعوبة، فالشخص المتسامح مع نفسه يكون أكثر رضى وقناعة وأقل إصابة بالمشاكل النفسية وأكثر قدرة على التسامح مع الآخر.. التسامح إذن ليست ثقافة نقاء فقط بل ثقافة ذكاء أيضاً، وهي جمع بين معدنين تمثل ثروة عزيزة في النفس البشرية المتوازنة.. لا تسامح بدون حب واحترام ولا حب واحترام بدون تسامح... دة. عصمت حوسو رئيسة مركز الجندر (النوع الاجتماعي) للاستشارات الاجتماعية والنسوية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: رد: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:43 am

لا للانقياد أو العناد

دة. عصمت حوسو
خبرني - فنون التسوية والتفاوض في مؤسسة الزواج تشبه بشكل كبير (تقسيم الكعكة) على حدّ تعبير جورج برناردشو في تعريفه للتفاوض، حيث ينصرف بعدها كل من الحضور معتقداً أنه حصل على الجزء الأكبر.. وهكذا يجب أن يكون الوضع بين الشريكين...
نعم صحيح أن التوافق بين الزوجين يحقق الزواج الناجح ، ولكن كيفية التعامل مع الأمور (غير المتوافقة) بين الشريكين وتسوية الخلافات بينهما يعتبر العامل الحاسم نحو مؤسسة زوجية أكثر سعادة واستقراراً اذا كان ما يهمنا بالطبع هو النوع لا البوع...
الاختلاف في الآراء والأهواء والرغبات والاهتمامات والهوايات والأهداف بين  الشريكين هو أمر طبيعي ومشروع كذلك، ومن المفروض أن وجوده يثري العلاقة ويكملها مشروطاً في حال كان مبدأ " الحلول الوسط"  هو حجر الأساس فيها. فالتنازل عن شيء هام لصالح شيء أكثر أهمية في العلاقة الزوجية هو حقيقة جوهر فنّ (التسوية) وهو بحدّ ذاته ما يحقق السلام والانسجام بين الشريكين..
التسوية بين الشريكين هي نتيجة لفنّ التفاوض ضمن مبدأ (الأخذ والعطاء) ، حيث يحصل كل طرف على أمر مرضٍ (لكليهما) معاً بغض النظر إن كان مرضياً بشكل كامل لأيّ منهما شخصياً أم لا؛ فالتسوية لا تعني الحصول على (كل) ما يريد أحد الشريكين على حساب الطرف الثاني. العطاء هنا يجب أن يكون ضعف الأخذ، على أن يكون العطاء ممنوحاً من كل طرف للآخر في جميع مواقف الاختلاف التي قد تقود الى الخلاف، وهذا الأمر ينفي الفكرة الشائعة المغلوطة "قابلني بمنتصف الطريق" ، لأن العطاء هنا لا يعني النصف وإنما يعني العطاء بنسبة (مئة بالمئة) من قبل كل طرف للتوصل الى حل وسطي يرضي الطرفين بالدرجة نفسها. 
ولكن في المواقف التي لا يمكن الوصول فيها لحل وسط يصبح المطلوب هنا على وجه الخصوص  تقبّل وجهة نظر الآخر كما هي ومحاولة (تغيير) وجهة النظر الشخصية، ويعتمد تغييرها على أهمية الموضوع لكل طرف، وعلى مقدار الحب والاحترام اتجاه الآخر، بالتأكيد الأخيرة هي الأهم.. ولا تعتبر التسوية في هذه الحالة  (ضعف) بل العكس هو الصحيح؛ فتعتبر نقطة قوة تماماً  لأن (التنازل عن قوة هو قوة) . وهذا يعني وجود درجة عالية من (النضج العاطفي) والتفهّم والاحترام للآخر المهم؛ أي الشريك.
فالتسوية هنا تتعدّى كونها (كشف حساب) بما لنا وبما علينا، أو أن يكون ما نقدمه مساوٍ (بالمقدار) تماماً لما يقدمه الطرف الآخر، وإنما تتقدم المصلحة الكبرى لنجاح العلاقة جميع ذلك. فالحياة الزوجية ليست عملية حسابية وإنما هي (معادلة) بالتأكيد، كل طرف يصيغها بما يناسب العلاقة ويخدمها.
 في توصيف ثقافة التسوية السابق يمكن أن نعتبرها على النقيض التام ( للثقافة القطبية)، التي تعني إما الفوز أو الخسارة، إما الانقياد أو العناد؛ فتلك الثقافة المقيتة تخلق مع الوقت ثقافة مصاحبة لها أكثر مقتاً وهي (ثقافة الإذعان). إذعان الطرف الضعيف لصالح الطرف القوي في المعادلة، وتنازل الطرف الأضعف (كرهاً) لتجاوز الموقف اعتقاداً -بتقدير خاطىء- أن الإذعان هو الطريقة الأسلم للحفاظ على السلام والهدوء في العلاقة. ولكن ما يحدث حقيقة العكس تماماً، فالهدوء (المزوّر) هو ما يسبق العاصفة فقط ، لأن انتهاء الحوار لصالح طرف على آخر يخلق مشاعر بشعة مع الوقت: كالكره، والحقد، والمشاعر السلبية المتراكمة والمتفاقمة في ذات الوقت حدّ (النفور) من الطرف المتسلط. تلك المشاعر السلبية تقتل مشاعر الحب والاحترام مع تقادم الوقت وتقضي على السعادة الزوجية للأسف الشديد ، وتعتبر أيضاً (وقود) اللحظات الانفجارية التي تقود حتماً الى بهتان بريق العلاقة تصل حدّ الفشل أو ربما القطيعة مع تكرار حدوثها .. 
إحلال ثقافة (التنازل بالرضا ) لمن نحبّ وثقافة الأخذ والعطاء المتبادل، بدلاً من ثقافة التسلّط والإذعان والتشبث بالرأي، هو أساس فنون التفاوض والتسوية في الخلافات الزوجية، وضمان استمرار العلاقة بين أي شريكين ونجاحها.
على هامش جميع ما سبق نصل لحقيقة مفادها أن وصف الحبّ بلغة نزار قباني عندما قال: " هو ذلك الكفّ التي تغتالنا،،،، ونُقبّلُ الكفُّ التي تغتالُ"  ،، كلام شعراء جميل جداً ، لكنه يسقط على محراب (الحبّ المؤسسي) الذي يغتاله: سوء التفاوض، وسوء التسوية، وغياب الاحترام المتبادل، والعطاء الجميل من جهتين ...
الإجادة في العطاء أصعب جداً من الإجادة في الأخذ،، فالعطاء (فنّ ) يتوقف إتقانه على إدارة العطف والتحكم في خطراته، أما الاعتياد على (الأخذ) بشكل دائم فهو ضرب من ضروب الأنانية تطرق أحياناً أبواب النرجسية البغيضة..
(لا) لشريك (يأخذ) فقط أو لآخر (يعطي) فقط ، ولنبتعد أيضاً عن ثنائية (الأضداد) المرعبة التي لا تقود الاّ لخراب العلاقة وتؤذّن بقرب سقوطها.. لا مناص هنا للحفاظ على الشراكة الحقيقية لا المزيفة أن نقول بأعلى صوت (لا) للانقياد ولا (وألف لا) للعناد  بين الشريكين.. لأن ذلك عنف مبطّن يقود حتماً  الى جميع أنواع العنف المباشر وغير المباشر على الإطلاق ثم تقع الكارثة، أما الطلاق العاطفي هنا فحدّث بلا حرج ويفلت حبل الطلاق النهائي على الجرّار ، ويمسي (الطلاق الحضاري) حُلُم بعيد المنال... اتعظوا يا أولي الألباب وتذكروا أن ما يُسلب بالعنف لا يُحتفظ به الا بالعنف، وتذكروا أيضاً أن النصر الناتج عن العنف مساوٍ للهزيمة.. فلا غرابة بل لا مفرّ أبداً (الآن) أن تتقنوا فنون التسوية والتفاوض... دة. عصمت حوسو رئيسة مركز الجندر (النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

دة. عصمت حوسو Empty
مُساهمةموضوع: رد: دة. عصمت حوسو   دة. عصمت حوسو Emptyالثلاثاء 11 يوليو 2017, 5:44 am

أنا عربي فأنا مخنوق

دة. عصمت حوسو
عندما هجس أحمد شوقي بهذا الشطر في قصيدته الشهيرة عن دمشق " كلّنا في الهمّ شرقُ" واصفاً الهمّ العربي آنذاك، لم يدرك حينها أن ذلك الهمّ قد يتمدّد بالوطن العربي جميعه الى الوقت الحالي، بل إنه امتدّ واشتدّ عن السابق أيضاً. لم يعد (الاحتلال الغاشم) هو أقسى هموم العرب كما كان سابقاً بقدر ما غدا الهمّ الأكبر الآن شرذمتهم وفرقتهم وتناحرهم داخلياً وخارجياً على حدّ سواء، فكلٌ يغنّي على ليلاه (والعدوّ) على ليله يغنّي..
فبعد أن وحّد وجود (العدو المحتل) أمتنا وعشنا جميعاً المشاعر الوطنية والقومية والمشاعر الوجدانية ذاتها، غرق كل قطر عربي حالياً بهمومه الداخلية المتفاقمة التي فاقت خطورتها خطورة العدوّ نفسه؛ فأصبح ما يفرّق الأمة العربية أكثر بكثير مما يجمعها في الوقت الراهن. لم تعد الجماهير العربية تخرج في مواكب الاحتجاجات ضد أي عدوان على أي قطر عربي شقيق كما كان يحدث في الماضي، حتى وإن أصاب العدوان الغاشم (القدس العربية) قدس العرب كلّ العرب لا سمح الله، ربما أضحى ذلك الآن حلم عربي أكبر من مقاسنا ..
الحيرة  والحسرة والإحباط جلّ ما يتلبسه العربي في هذه الأيام الحرجة والمثيرة جداً، فخلقت لديه حالة من الاختلال النفسي أفقدته القدرة على التفكير الصحيح وحرفت بوصلته عن (العدو الحقيقي) وضلّ طريقه عن الاتجاه السليم..
لم يصل العربي الى تلك الحالة من (الذهول) الشديد من فراغ، كيف لا يصل لتلك الحالة (البائسة) وهو يرى إخوانه في خاصرة العرب فلسطين يقتتلون على الاستئثار بسلطة لا حول لها ولا قوة أمام العدو الصهيوني، كيف لا يشعر (بالخذلان) وهو يعاصر سقوط الأقطار العربية الواحدة تلو الأخرى وتقسيمها ثم توزيع الأوطان بما يخدم مصالح العدو الحقيقي، كيف لا يشعر (بالإحباط) وهو يرى المحن المتلاحقة على الأمة العربية لم تدفع عقلاء الأمة ولا حتى حكمائها الى مراجعة الأخطاء (والخطايا) التي أوصلتنا الى هذا المستنقع الدموي والسياسي القميء، كيف لا يشعر ذلك العربي (بالغثيان) وهو يُبصر أمته قد تقسمت الى مذاهب وطوائف وتفشّت العنصرية الغثّة والإقليمية القذرة والتطرف المرعب فيها ونخر كيانها حدّ التسوس، كيف لا يشعر (بالقرف) وهو يشاهد مسلسل التخلف هو الأبرز في الفضاء العربي فعماه الإرهاب وزادت جماعاته على محراب الدين، كيف لا يشعر (بالحيرة) وهو يستشعر نجاح مخططات الأعداء لضرب العرب ببعضهم فدمرت الجميع بلا استثناء وحولت وطنه العربي الى مناطق متناحرة متنافرة لا قرار لها ولا حتى استقرار، كيف لا يشعر (بالحسرة) وهو يقشع مقدرات وطنه تضيع في مهبّ الريح ويرى الفساد يتفشّى على حساب الوطن والمواطن، كيف لا يشعر (باليأس) وهو يعاني الظلم والفقر والجوع والبطالة ويرى في الوقت نفسه قلة قليلة متنفذة تتحكم بالبلاد وتتحدّى العباد، كيف لا يشعر (بالحزن) أيضاً وهو يشهد يومياً حالات الانتحار المتفاقمة وجرائم القتل المتزايدة ويشاهد مناظر الجثث والقتلى والشهداء غارقة في دمائها على الفضائيات (العربية) دون أن تحرك ساكناً لدى عروبته، كيف لا يشعر (بالرعب) ومنظومة الأمن والأمان تتهاوى أمامه بتسارع مخيف وما في يده حيله... مشهد عربي بائس جداً مليء بتساؤلات (كيف) المشروعة حالياً عن سبب خوفه وتشاؤمه  ومشاعره السلبية الموصوفة هنا ...
هل حالة (الذهول) الحالية للعربي غريبة الآن بعد كل ما ذُكر ؟؟؟؟ لا اعتقد ذلك بل اجزم هنا أن شعار الإنسان العربي وشعوره بات اليوم بكل ألم وحسرة  هو (( أنا عربي فأنا مخنوق))، غدت العروبة وصمة موجعة بعد أن كانت وساماً مدعاة للفخر والاعتزاز.. ويا وجعي عليك يا وطني وعزائي الحارّ لكِ يا عروبة ..
كنا شرقاً متماسكاً جمعنا هماً واحداً هو (التخلص من الاحتلال)، وتعاضدنا لإثبات وجودنا إقليمياً ودولياً، اختفينا الآن عن المسرح الدولي بمأساة ثم بشكل هزلي مدعاة للسخرية والضحك في آن، انظروا الينا الآن وانظروا الى ما آل اليه حالنا  يا معشر العرب لعلكم ترأفوا بنا. نحن شرقٌ مبعثر مُفتّت عبثت به الهموم ومزقته الأهواء، هذا الشرق الحالي لم يحتفظ للأسف الشديد الا بحرفين فقط من اسمه (شرّ)، شرٌ صنعه الأعداء بنا وشرٌ صنعناه نحن بأيدينا، ومارسناه في العراء دون خجل أو حتى حياء من تاريخنا ومن الأجيال القادمة، أما (القاف) تشي الآن بالقسمة بعد أن كانت تُشير الى القوة.. والوضع العربي الراهن يرينا ذلك المشهد الخليع بجلاء ووقاحة..
كنا أيضاً نتسامى عن الحدود الى العربي اللامحدود لكن أرهقتنا (قلة النقود)، وانتقلنا من اهتمامنا بكرامة العيش الى (لقمة العيش)، فرجحت كفة الخبز مع الكرامة لضيق الحال، فطغى الهمّ  (المحلي) الواقعي الطاحن على الحبّ الرومانسي (العربي) الماجن..
أختم بأحمد شوقي كما بدأت عندما قال " لستَ أمام عيني لكنك كل ما أرى".. عن الوطن هو تحدث.. فكلّنا في الهمّ شرقُ، ويا أردنّ يا أرض العزم رُدّي الى الشرق الصبا..
دة. عصمت حوسو
رئيسة مركز الجندر(النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
دة. عصمت حوسو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» “عصمت زين الدين” مؤسس قسم الهندسة النووية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: